أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - رياض العصري - اصلاح النظام التعليمي / الجزء الثالث والاخير















المزيد.....


اصلاح النظام التعليمي / الجزء الثالث والاخير


رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)


الحوار المتمدن-العدد: 5392 - 2017 / 1 / 4 - 20:12
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


ـ يجب على الدولة ان تولي اهتماما كبيرا لاعداد المناهج الدراسية .. لتجعلها مناهج علمية قائمة على تكوين معارف صحيحة تفتح اذهان الطلبة على حقائق الحياة والكون بالاضافة الى اهتمام المناهج بالنواحي التربوية من خلال اشاعة قيم المحبة والاخوة الانسانية والولاء لها كما هو الولاء للوطن من دون تعصب ، بالنسبة للمنهج الدراسي لمادة التاريخ مثلا ، وكما هو معروف فان احداث الماضي لا تخلو من وقائع دامية واحداث مأساوية .. ولاننا نريد بناء حاضر خالي من الاحقاد والكراهية التي تزخر بها احداث التاريخ .. فاننا نرى ضرورة الابتعاد عن طرح مادة التاريخ باسلوب زرع الاحقاد والكراهية في نفوس اجيال الحاضر ، يجب التأكيد على ان الاحداث المأساوية التي حدثت في الماضي انما هي من افعال بشر لم يكونوا يدركون المعاني السامية لقيم السلام والمحبة والانسانية .. هذه المعاني لم تنضج الا بثمن باهض دفعتها البشرية .. الحضارة البشرية لم تصل الينا بشكلها الحالي الا بعد ان اجتازت البشرية الكثير من الاخطاء والانتكاسات والاخفاقات والمآسي ، مسيرة البشرية عبر تاريخها الطويل لم تكن مسيرة نظيفة وصافية مئة بالمئة وذلك بسبب شيوع الجهل وقلة الادراك وقلة الوعي للمسؤولية التاريخية .. ونحن لسنا في معرض النقد واللوم لصناع مآسي ونكبات الماضي .. فلكل زمن مفاهيمه وظروفه ومتطلباته .. وانما علينا ان نعرض احداث التاريخ بطريقة محايدة لكي نستخلص منها العبر والدروس دون ان نثير الاحقاد والكراهية ، وقد سبق لي ان طرحت في مقالات من سنوات خلت مقترح باعلان ( يوم الاعتذار والمسامحة العالمي ) حيث يتضمن هذا المقترح قيام هيئة الامم المتحدة بتحديد يوم معين في السنة يقوم فيه البرلمان في كل دولة من الدول الاعضاء باعتباره الممثل للشعب باصدار اعلان يسمى ( اعلان الاعتذار والمسامحة ) يتضمن الاعلان الاعتذار عن جميع الاعتداءات والجرائم التي ارتكبها ابناء البلد القدماء عبر التاريخ بحق امم اخرى مجاورة لهم او غير مجاورة ، وكذلك يتضمن الاعلان المسامحة عن جميع الاعتداءات والجرائم التي ارتكبتها امم اخرى مجاورة او غير مجاورة بحق ابناء البلد الصادر عن برلمانه هذا الاعلان ، دون ان يترتب على هذا الاعلان اي التزامات مالية او تعويضات ... لان الاحداث اصبحت في سجل التاريخ ويجب ان تطوى تلك الصفحات وتغلق جراحات الماضي وتفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الامم قائمة على الاحترام والتعاون البناء ...وان يتم تكريس ثقافة الاخوة الانسانية في كتب التاريخ فلا يتم حقن الكراهية والافكار العدائية فيها ، وتجنب الانحياز الى اي طرف في احداث الماضي بدافع الولاء او الانتماء ... يجب تربية ابنائنا على نقد الخطأ ونقد الباطل مهما كان مصدره ... ودعم الصحيح ودعم الحق مهما كان مصدره ، واجتناب الولاءات الدينية والعشائرية والعنصرية .
ـ بالنسبة للمنهج الدراسي لمادة التربية الوطنية فاننا لا نهدف من تدريس هذه المادة حقن اذهان الطلبة بالعنصرية للوطن والانحياز الاعمى اليه دون وعي ودون تبصر، وانما نهدف الى غرس محبة الوطن والاخلاص له لانه يمثل الام لجميع ابناء الوطن ويتوجب الوفاء والاخلاص له تعبيرا عن الالتزام بقيم الوفاء للام .. التربية الوطنية هي نوع من انواع التربية السلوكية .. سلوك الانسان تجاه وطنه يعكس سلوكه تجاه والديه وتجاه ابناء بلده الذين يشاركوه العيش والمصير والمستقبل في الوطن .. حتى ابناء البلد المقيمين في الخارج بشكل دائمي او مؤقت يجب عليهم الالتزام بهذه القيم السلوكية تعبيرا عن حبهم واخلاصهم ووفائهم للوطن الذي ولدوا فيه وللارض التي نشأوا عليها وتغذوا من منتوجات تربتها فهي الام الطبيعية ، وانا برأيي ان من الواجب الوطني على اي مواطن مقيم في الخارج ان لا ينقطع عن زيارة وطنه مرة واحدة على الاقل في كل سنتين ، واذا لم يزور وطنه الاصلي في خلال سنتين فانه يجب توجيه تبليغ له من خلال سفارة بلده في البلد المقيم فيه بضرورة زيارة بلده الذي يمثل الام لكل مواطن .. ومن لا يزور امه خلال سنتين فهو ليس ابن بار بأمه ولا يستحق ان تكون له حقوق على الام .. التبليغ الذي تقوم به السفارة يتضمن انذار مدته سنة واحدة اذا لم يحضر المواطن ما يثبت زيارته لوطنه خلال تلك السنة فانه يتم اصدار قرار بقطع علاقته بالوطن وبالسفارة .. وحجز جميع املاكه التي بقيت باسمه في الوطن الام ويمنع التصرف بها لمدة سنتين ولا يحق له استعادة ممتلكاته المحجوزة الا بعد التعهد بعدم تكرار مسلك الجحود والعقوق للوطن ، مع دفع تعويضات كغرامة تأديبية لغرض تقويمه وتصحيح سلوكه ، وفي حالة مرور السنتين دون تصحيح وتعديل لمسلك الجحود فانه يتم مصادرة املاكه وقطع علاقته بالوطن ( لانه يكون قد استنفذ كل الفترات الزمنية التي منحت له والبالغة خمسة سنوات ) ولا يحق له بعدئذ استعادة حقوقه الا عن طريق القضاء والخضوع لسلسة اجراءات المحاكم التي تنظر في مثل هذه الدعاوى .
ـ من ضمن مهام النظام التعليمي الاهتمام بالجانب الصحي والبدني لتلاميذ المدارس الابتدائية والمتوسطة اضافة الى الاهتمام بالجوانب العلمية والتربوية ، ويتمثل الاهتمام بالجانب الصحي والبدني في مراقبة الحالة الصحية للتلاميذ ومراقبة النمو البدني لهم ومعالجة ما يظهر من خلل في النمو ، وكذلك اجراء الفحوصات الطبية الدورية العادية لهم من قبل فرق طبية حكومية مخصصة لتلاميذ المدارس لغرض التشخيص المبكر لاي حالة مرض او خلل في اداء اجهزة او اعضاء الجسم ومعالجتها .. الحفاظ على صحة التلاميذ هو صيانة لثروة الوطن
ـ اذا كان التعليم الزامي على الاطفال لمن هم دون 15 سنة من العمر وفقا للنظام التعليمي .. فانه يجب عدم تحميل اولياء امور التلاميذ اي نفقات او تكاليف عن التحاق ابنائهم بالمدارس ، وكذلك يجب وضع اجراءات صارمة لمنع تسرب التلاميذ من المدارس ومحاسبة اولياء امور التلاميذ المتسربين من مدارسهم ، وكذلك اتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع اشتغال الاطفال اثناء العام الدراسي ، ويمنع منعا باتا تشغيل الاطفال لمن هم دون 12 سنة في مواقع عمل البالغين ... وما زادت اعمارهم عن 12 سنة ولغاية 15 سنة يسمح لهم بالعمل اثناء العطلة الصيفية فقط وفي مواقع لا تشتمل على خطورة على حياتهم او ضرر على صحتهم .. الاهتمام بصحة التلاميذ لا يقع في نطاق المدرسة فقط وانما يمتد حتى الى خارج نطاق المدرسة حفاظا على ابنائنا الذين هم ثروة البلد في المستقبل ، يجب تطبيق التعليم الالزامي بكل صرامة وعدم التهاون في تنفيذه.
ـ اصلاح المناهج التعليمية يعتبر عامل اساسي في اصلاح النظام التعليمي .. يجب ادخال التحديثات باستمرار على المناهج الدراسية وخاصة في مجال علوم الطبيعة .. والاهتمام بتحسين مستوى العلوم الانسانية ، مع تطعيم الحصص الدراسية بالنشاطات الساندة كالفنون التي تكسب الانسان الحس الرفيع والرياضة التي تمنح الجسم القوة العضلية الضرورية للتمتع بالصحة البدنية ، وكذلك الاهتمام بالنشاطات الراقصة التي هي تعبير عن مزج الفن بالرياضة ، هذه هي خارطة الطريق نحو تحسين مستوى مخرجات العملية التعليمية بما يتناسب مع طبيعة العصر الحالي لتعيش اجيالنا العصر الذي يحيون فيه وليس الماضي البعيد
ـ يتم الاهتمام بمادة التربية الفنية لتقوية الحس الفني لدى الطلبة .. وتشمل مادة التربية الفنية دروس الموسيقى والرسم والنحت .. وكذلك الاهتمام بمادة التربية البدنية لتنشيط ابدان التلاميذ وتقويتها .. وتشمل انواع الالعاب الرياضة التي تناسب حيز المدرسة .. هذا بالاضافة الى نشاط الرقص الحر المصحوب بالموسيقى والذي هو عبارة عن خلط الرياضة بالموسيقى ففيه فائدة للبدن وترويح للنفس .. ويكون نشاط الرقص الحر اسبوعي لمدة ساعة واحدة في الساعة الاخيرة من دوام نهاية الاسبوع .. حيث يتم تجميع التلاميذ في ساحة المدرسة ويتم الرقص الحر المصحوب بالموسيقى للتعبير عن النشاط الفني والرياضي المختلط
ـ المدارس الحكومية والاهلية يجب ان لا تكون مجرد مراكز لتلقين التلاميذ المعارف النظرية فحسب وانما يجب الاهتمام بالنشاطات العملية التطبيقية في مجالات العلوم والاداب والفنون مهما كانت هذه النشاطات بسيطة الا انها ذات نتائج عظيمة في تنمية المواهب والقدرات العقلية والحسية ، وتتمثل النشاطات التطبيقية في تنفيذ برامجيات الحاسوب واجراء تجارب في المختبرات او عرض بحوث علمية بسيطة بمساعدة المعلمين ، وتشمل ايضا اقامة المهرجانات السنوية في المعارف الانسانية والفنون من خلال القاء القصائد وعرض المسرحيات واقامة معارض فنية لعرض نتاجات التلاميذ في مجال الرسم والنحت ، وكذلك اقامة مهرجانات في مجال الموسيقى والاناشيد والرقص ومنح الجوائز للمتميزين
ـ المدارس بحكم كونها مراكز لنشر التعليم والثقافة والمعرفة فانها ايضا مراكز لممارسة النشاطات الرياضية ، الرياضة لها علاقة بالجانب الصحي للانسان اكثر من الجانب المعرفي ، بالرغم من ذلك فان الرياضة اصبحت علما يدرس وفنونا تمارس ، الرياضة صحة للابدان وصحة للنفوس ، وان الصحة البدنية والنفسية تمنح الانسان دعما في بذل الجهود لاكتساب المعارف ونيل العلوم .
ـ ان تطبيق نظام التعليم الالزامي للصغار الذين تقل اعمارهم عن 16 سنة ( للمراحل الابتدائية والمتوسطة او الاعدادي ) يستلزم وضع خطة صارمة لمنع حدوث تسرب للتلاميذ من المدارس من خلال متابعة حضورهم اليومي وبالتواصل مع ذويهم من خلال الرسائل عبر اجهزة الهاتف المحمول ( الموبايل) واستدعاء ولي امر التلميذ في حالة الغياب المتكرر غير المبرر عن المدرسة ، من الضروري الاستفادة من خدمات اجهزة الهاتف المحمول في مد خطوط التواصل بشكل مستمر وعبر الرسائل ما بين ادارة المدرسة واولياء امور التلاميذ ، كما يستلزم تطبيق التعليم الالزامي مكافحة ظاهرة تشغيل الصغار او ما يسمى بالعمالة الصغيرة في مواقع عمل البالغين ، والدولة عليها ان تبحث في كل الوسائل الكفيلة بتطبيق نظام التعليم الالزامي دون تهاون لان ذلك يتعلق بمستقبل المجتمع والوطن .
ـ من المناسب والمنطقي تخصيص مدارس خاصة للمتميزين من ذوي القدرات العقلية المتميزة ... وهذا ما يتفق مع منطق الطبيعة الذي وضعنا له مبدأ اسميناه ( مرجعية الطبيعة ) فالذين يتمتعون بجينات وراثية متميزة يجب الاستفادة من قدراتهم من خلال توفير اجواء مناسبة لهم ، كما ان التلاميذ من ذوي القدرات الضعيفة او بطيئي التعلم الذين شاء سوء حظهم ان تكون جيناتهم الوراثية معيوبة .. هؤلاء يتم وضعهم في بيئة تعليمية مناسبة لقدراتهم من خلال تخصيص مدارس خاصة ومناهج خاصة لهم لغرض تعليمهم وتأهيلهم ... الموضوع ليس تمييز بين الطلبة وانما هو وضع الشيء في مكانه الصحيح والمناسب لغرض تحقيق افضل النتائج واستثمار أمثل للطاقات والقدرات وهذا هو منطق الطبيعة كما انه لا يتعارض مع مباديء حقوق الانسان ، وعلى ذكر موضوع التمييز هناك ملاحظة نود الاشارة اليها فيما يتعلق بأسماء التلاميذ والملاحظة موجهة للآباء والامهات ان يتجنبوا اطلاق الاسماء ذات الدلالات الدينية على ابنائهم قدر الامكان لكي نتجنب التمييز الديني والمذهبي بين التلاميذ ، ونحث الاباء والامهات على اختيار اسماء لابنائهم تعكس المعاني والقيم الانسانية السامية .. اسماء لها علاقة بالمثل العليا كالفضيلة والشرف والعز والكرامة والسمو والرفعة والمحبة والسلام والاخاء والتضامن ... الخ من المعاني الانسانية العامة وهذا العمل هو خدمة للوطن .
ـ اذا كانت المدارس تعتبر مراكز لتلقين التلاميذ المعارف والتربية فيجب ان تكون المظاهر التي تشيع داخل هذه المراكز متوافقة مع مباديء التربية الاخلاقية والسلوكية والتربية الوطنية والانسانية التي تتصف بها الدولة ذات النهج العلماني ... والمقصود بهذه المظاهر هو نوع الملابس التي يتم ارتدائها داخل هذه المراكز من قبل المعلمين والتلاميذ ، ان التزام هيئة التعليم بالمظهر اللائق هو احد شروط نجاح ايصال المعلومة الى الاطفال والمراهقين ... نحن نسعى لدولة علمانية .. ويجب ان تكون جميع المؤسسات الحكومية تعكس هذا المبدأ ... ومن ضمنها المدارس الحكومية ... يجب ان تكون ملابس التلاميذ وهيئة التعليم في المدارس ذات طراز عام لا يعكس الانتماء الديني او القومي او الاقليمي ... ويجب على هيئة التعليم ارتداء ملابس لائقة بطبيعة المهنة التعليمية حيث يكون المعلم قدوة للتلاميذ ، ويجب عدم ارتداء الاكسسوارات المثيرة للانتباه والمجوهرات والذهب من قبل المعلمات لان هذه المقتنيات ليس محلها المدرسة بالاضلافة الى انها تشتت انتباه التلاميذ ، وكذلك يجب عدم حمل اي دليل او رمز او شعار ذو دلالة دينية او قومية او عنصرية داخل المدرسة ، وبالنسبة للمعلمات اللواتي يغطين شعرهن بحجاب ( المحجبات ) نحن نعتبر قضية تغطية شعر الرأس من قبل النساء من ضمن الحريات الشخصية ولا يجوز التدخل فيها ، ولكن يجب ان يكون الحجاب داخل المدرسة من النوع الذي لا يعكس الانتماء الديني ... من يريد ابراز انتمائه الديني فله ذلك عندما يكون خارج المؤسسات التعليمية .. ان مصلحة الوطن تستوجب عدم الاظهار العلني لجميع الرموز والمظاهر التي تعكس الانتماءات الدينية والمذهبية والقومية والجغرافية والعشائرية داخل المؤسسات الحكومية وكذلك داخل جميع انواع المدارس التي تخضع لمناهج الحكومة ولنظامها التعليمي
ـ المعتقدات الدينية شأن شخصي ولا يجوز اقحام الدولة في شؤون الدين ، ومن يريد تعليم ابنائه مباديء وتعاليم وطقوس دينه عليه ان يأخذهم الى المراكز الخاصة بعلوم الدين التي يتولى مسؤوليتها رجال الدين وليس موظفي الدولة ، موظفي الدولة ليسوا رجال دين ، ولذا نؤكد على ضرورة الغاء مادة التربية الدينية في حصص الدروس في المدارس كافة الحكومية والاهلية ، يجب منع تدريس مادة الدين منعا باتا في جميع المدارس الحكومية والاهلية وعدم الاشارة الى الفكر الديني في اي كتاب من كتب المناهج الدراسية... ويجب اتخاذ اجراءات صارمة بحق اي مدرسة اهلية تعطي دروس في مادة التربية الدينية وذلك من خلال حرمان تلك المدرسة من الدعم الفني والاداري المقدم من الدولة للمدارس الاهلية والمتمثل في التجهيز بالمناهج الدراسية المجانية والاشراف على الامتحانات الخاصة بالمدرسة والمصادقة على نتائج الامتحانات ومنح الوثائق المدرسية ، يجب قطع علاقة الدولة من الناحية الفنية والادارية بأي مدرسة اهلية تقوم بتقديم حصص في مادة الدين
ـ يتم تعليم التلاميذ في مادة التربية الوطنية ثقافة الحوار والتعبير الحر عن الرأي ومباديء الديمقراطية واحترام الرأي الاخر المختلف ، واشاعة ثقافة الولاء للوطن وللقيم الانسانية ... لان هذا الولاء هو فوق جميع الولاءات الاخرى .
ـ تعتبر مرحلة التعليم الثانوي هي المرحلة المناسبة في الوقت الحاضر لكي يتخذ الطالب المسار التعليمي الذي يناسبه ( المسار العلمي ، الادبي ، الصناعي ، الزراعي ، التجاري ، الفني ... الخ ) وان المعيار لاختيار اي مسار من هذه المسارات هو الرغبة الذاتية للطالب ، والدولة عليها ان تجد الاسلوب المناسب لتوجيه الشباب نحو المسار الذي يحتاجه المجتمع والوطن حسب متطلبات المرحلة ، اما بالنسبة لمعيار المفاضلة المناسب لتحديد مسار الطالب عند انتقاله الى مرحلة الدراسة الجامعية فما تزال نتيجة الطالب ومعدله في الامتحان الوزاري ( البكالوريا ) هي المعيار المناسب ، ولا مانع من ايجاد مسار اخر موازي لمسار المفاضلة بدرجات الامتحانات وهو مسار الرغبة الذاتية للطالب بغض النظر عن مستوى تحصيله في الامتحانات ، هذا المسار يتم اعتماده في الكليات الاهلية فقط ، ولكن يجب ان تبقى الامتحانات في جميع الكليات الاهلية تحت اشراف الدولة ، وتبقى عملية ضبط نظام الامتحانات اهم واجب ملقى على عاتق الدولة في مجال التعليم ، في الحقيقة ان اسلوب ادارة الامتحانات له دور مهم في النظام التعليمي .. فالغاية من الامتحانات هو التعرف على مدى فهم الطالب واستيعابه للمعارف التي تلقاها وبالتالي يجب ان يتوفر في نظام الامتحانات متطلبات الكفاءة والنزاهة والعدالة ، اذ انه من الممكن ان يتسرب الفساد الى التعليم الاهلي اذا تحول المبدأ التعليمي ( أدفع لتحصل على العلم ) الى مبدأ ( ادفع لتحصل على شهادة ) اذا لم تتدخل الدولة للاشراف المباشر على الامتحانات في الكليات الاهلية فان المبالغ التي يدفعها الطالب المنتسب لهذه الكليات قد تتحول الى ثمن شهادة علمية وليس اجور تعليم وبذلك يتحول العلم من خدمة الى سلعة ، ان اخطر شيء في النظام التعليمي والذي يهدد مستقبل البلد هو ان يتم بيع شهادات التحصيل العلمي مقابل ثمن ، فاذا تحول التعليم العالي الى تجارة الشهادات فان المجتمع سيتجه نحو الهاوية ، ومن المشاكل الجدية الاخرى التي تواجه التعليم بكافة مراحله هي مشكلة التدخلات الخارجية في مهام المؤسسات التعليمية للضغط عليها لاغراض شخصية مما يصيب النظام التعليمي وكذلك الاجتماعي بالضرر ، مثل تدخلات اصحاب السلطة والنفوذ من السياسيين واصحاب الاموال للضغط على ادارات المدارس العامة والخاصة والكليات الاهلية وحتى الحكومية باسلوب التهديد او باسلوب شراء الذمم لتسهيل نجاح ابنائهم وتمرير درجات التفوق لهم ، اننا نرى ان تدخلات الاهل في رسم مستقبل ابنائهم انما هو نتاج سوء النظام الاجتماعي السائد ويجب اصلاح وتقويم هذا النظام ، اما دور الاهل فهو التوجيه والنصح لابنائهم البالغين وليس محاولة فرض الوصاية عليهم ، نحن قد ذكرنا في مقالات سابقة بانه يجب ان تنتهي مسؤولية الاهل عن ابنائهم عند بلوغهم ( اكمال سن20 عام ) لان كل انسان بالغ عليه ان يتحمل مسؤولية نفسه ونتائج اعماله .. كل مواطن ذكرا كان ام انثى يجب ان ينتقل للسكن في المجمعات السكنية الخاصة بالعزاب ان كان غير متزوج منفصلا عن اهله ليمارس حياته معتمدا على جهوده الذاتية دون وصاية من والديه وينفق على نفسه من مجهوده الذاتي بالعمل او من صندوق رزق العاطلين ، وكنا قد ذكرنا سابقا بان على الدولة وبموجب عقد المواطنة ان تصرف لكل مواطن عاطل عن العمل مبلغ اسبوعي من صندوق رزق العاطلين ان كان هذا العاطل بالغ مؤهل بغض النظر ان كان طالبا ما يزال يدرس او ليس طالب بدلا من ان يضل المواطن البالغ معتمدا على اهله في مصرفه ومعيشته وفي تقرير مستقبله ، يجب ان تنتهي قضية اعتماد الابناء البالغين المؤهلين على اهاليهم في معيشتهم .. الدولة تنفق على مواطنيها البالغين العاطلين عن العمل هذا مبدأ ثابت في النظام الاجتماعي المعاصر وقد وضعنا سابقا خارطة طريق لتطبيق هذا النظام لكي ينشأ جيل يعتمد على نفسه في صناعة حاضره ومستقبله ويكون مصدر عز وقوة وسند لوطنه .
ـ هناك تساؤلات عديدة حول مدى قدرة برنامجنا حول اصلاح النظام التعليمي على تحقيق اصلاح المجتمع ونهضته ، وهل ان اصلاح النظام التعليمي يجب ان يسبق ويمهد لاصلاح المجتمع ام ان اصلاح النظام الاجتماعي هو الذي يجب ان يسبق اصلاح النظام التعليمي ؟ في الحقيقة للاجابة على هذه الساؤلات نحن نرى بان العلاقة متبادلة بين اصلاح النظام التعليمي واصلاح النظام الاجتماعي ... اذا اردنا اصلاح المجتمع علينا البدء باصلاح التعليم .... ولكن اصلاح التعليم لن يحقق النتائج المرجوة منه اذا لم يرافقه اصلاح للنظام الاجتماعي برمته لكي نهيء الطريق ليسلكه الجيل الجديد نحو تعليم عصري ينسجم مع معطيات العصر الحديث ... عملية التغيير التي تحدث في مسار المجتمعات لا تجري الا بمشقة وجهود جبارة ، ان مدى تقبل الفرد البالغ للتغيير في مجتمعه يعتمد على ثلاثة عوامل وهي : اولا العوامل الوراثية ، ثانيا مستوى الثقافة العامة السائدة في المجتمع والتي هي انعكاس للعقيدة والاعراف التي تتحكم بالمجتمع ، ثالثا طبيعة الاوضاع الاقتصادية والسياسية في المجتمع والتي لها تأثير على حالة المزاج العام لافراد المجتمع ومدى استعدادهم النفسي والعقلي لتقبل الافكار الجديدة ، من المعلوم في كل عملية تغيير لابد ان يكون هناك مسبقا صراع بين القديم والجديد ، وهذا الصراع هو تعبير واضح عن قوانين الطبيعة ... الجديد لا يأتي الا بعد مخاض عسير ومغالبة التحديات ، اصلاح النظام الاجتماعي يكون من خلال عقيدة تحمل رؤية علمية في معالجتها للنظام الاجتماعي ... الحاجة الى عقيدة صالحة هي الخطوة الاولى ... ما هي قيمة مناهج دراسية حديثة في مجتمع يخضع لنظام اجتماعي متخلف ... اذن اصلاح النظام الاجتماعي يسبق اصلاح نظام التعليم .. باصلاح النظام الاجتماعي نضع حجر الاساس لاصلاح المجتمع ليكون مهيئا لتقبل التغيير .. وباصلاح نظام التعليم نؤسس لمجتمع معاصر يتمتع افراده بتفكير علمي منطقي ، وبناءا على ما تقدم تصبح الحاجة الى عقيدة تتبى نظرية اجتماعية علمية هي الاساس في مجمل عملية الاصلاح . انتهى



#رياض_العصري (هاشتاغ)       Riad_Ala_Sri_Baghdadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصلاح النظام التعليمي / الجزء الثاني
- اصلاح النظام التعليمي الجزء الاول من برنامج عقيدة (الحياة ا ...
- موقف ( عقيدة الحياة المعاصرة ) من الفكر الديني الاسلامي / ال ...
- موقف ( عقيدة الحياة المعاصرة ) من الفكر الديني الاسلامي / ال ...
- موقف ( عقيدة الحياة المعاصرة ) من الفكر الديني الاسلامي الج ...
- أحاديث في الشؤون السياسية / الجزء الثالث والاخير
- أحاديث في الشؤون السياسية / الجزء الثاني
- أحاديث في الشؤون السياسية الجزء الاول
- اصلاح النظام القضائي الجزء الثالث والاخير من برنامج عقيدة ا ...
- اصلاح النظام القضائي الجزء الثاني .. من برنامج عقيدة الحياة ...
- برنامج عقيدة الحياة المعاصرة للاصلاح والتغيير/ 8 اصلاح النظا ...
- من برنامج ( عقيدة الحياة المعاصرة ) للاصلاح والتغيير 7 وثيقة ...
- موقفنا من العقيدة الدينية
- احاديث في شؤون العراق
- برنامج عقيدة الحياة المعاصرة للاصلاح والتغيير 6 (اصلاح النظا ...
- برنامج عقيدة الحياة المعاصرة للاصلاح والتغيير 5 اصلاح النظام ...
- برنامج عقيدة الحياة المعاصرة للاصلاح والتغيير 4 إصلاح النظام ...
- برنامج عقيدة الحياة المعاصرة للاصلاح والتغيير 3 إصلاح النظام ...
- برنامج عقيدة الحياة المعاصرة للاصلاح والتغيير 2 اصلاح نظام ا ...
- برنامج (عقيدة الحياة المعاصرة) للاصلاح والتغيير 1


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - رياض العصري - اصلاح النظام التعليمي / الجزء الثالث والاخير