أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ناجح شاهين - محو التفكير في المدارس














المزيد.....

محو التفكير في المدارس


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 5392 - 2017 / 1 / 4 - 13:30
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


(ثم يسألونك من أين تأتي داعش!)
- ان من واجب الأب ان يربي ابنه على مبادئ الشيوعية الحقة.
- أو ان من واجب الاب أن يلقن ابنه مبادئ المسيحية الأرثوذكسية.
- أو إن من واجب الأم أن تزرع في ابنتها العقيدة الهندوسية الصحيحة.
ما هي ردة فعلنا تجاه هذه العبارات؟ نفرح بها إذا كنا شيوعيين أو ارثوذكس أو هندوس؟ نتهمها بقمع حرية الفكر والتعبير وإلغاء العقل إن كنا علمانيين أو مسلمين أو بوذيين؟
قرأت العبارة التالية في سياق سؤال أجب بنعم أو لا للصف السابع في إحدى المدارس:
"ان من حق الابن على أبيه ان يربيه على الايمان بالله ومبادئ الاسلام."
لاحظوا الصيغة، من حق الابن، ليس فقط من واجب الأب، وإنما من حق الآبن. من حق الابن أن يفكر أبوه نيابة عنه. محاولة لطيفة لتزيين التلقين بإعطائه صفة الحق.
بالطبع جواب العبارة هو نعم او صح كبيرة.
بمعنى ان الابن يجب ان يلقن الاشياء بدلا من التفكير فيها، وإذا كتب التلميذ اشارة خطأ بجوار العبارة فإنه يخسر العلامة.
عوضا عن منح التلميذ الفرصة للتفكير فيما حوله، فإن واجب الاب ان يفكر بالنيابة عنه ويلقنه قواعد الاشياء. وهذا يناقض بطبيعة الحال فكرة منح الطفل الثقة بعقله، وتشجيعه على أخذ القرارات بنفسه، وتنمية مهارات المحاكمة العقلية لدية بما في ذلك استخدام الاستدلال المنطقي الاستناجي او الادلة المختلفة من أجل تطوير وجهات نظرة في الحياة.
وبالطبع لا ينسجم هذا مع تنشئة التلميذ لكي يكون مواطناً متعقلا ايجابيا ومتسامحا يستخدم عقله الحر المستقل في مواجهة ما يطرأ من أمور ووقائع. ومن الواضح ان ما يحدث هنا هو الغاء لتفكير الصغار وتدمير لقدراتهم العقلية، وصولا الى تحولهم الى آلات عاجزة عن تأمل الوقائع والظواهر المختلفة. وهو بالطبع امر يتسع ليشمل مناحي حياة الطفل المختلفة الى حد عدم القدرة على اتخاذ القرارات المبنية على التفكير في حياته الشخصية او في مجال السياسة او الفن أو الدين أو أي شيء آخر. ولا يغفر لنا أبداً أننا نلقي الخطب طوال الوقت عن تنمية التفكير بأشكاله المختلفة. "خطب" نواصل الاستماع لها في رام الله وعواصم الاخوة العرب منذ عقود من الزمان، بينما تحافظ الممارسة على وفائها للتلقين وحظر التفكير بلا هوادة.
لا جرم أن التفكير السقراطي في القرن الخامس قبل الميلاد الذي يقوم على الحوار والمجادلة المستندة إلى الأدلة العقلية والتسلسل الاستنتاجي المنطقي الذي نستخلص منه عقلياً نتائج تلزم بالضرورة عن المقدمات، ما يزال بعيداً جداً عن ممارستنا التعليمية الوثوقية التي تطلب من التلميذ أن يسلم عقله وجسده وروحه تسليماً أعمى لإرادة الكبار الذين يفكرون له وعنه كيما يظل أعمى البصر والبصيرة طوال عمره.
ثم يسألونك من أين تأتي داعش وأخواتها وبنات عمومتها!
ثم يسألونك لماذا لا ننجح في الوطن الممتد من المحيط إلى الخليج على الرغم من تضخم المساحة والسكان من منافسة "إسرائيل" أو إحدى جامعاتها في مجال البحث العلمي في أي فرع انساني أو طبيعي!



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افيغدور ليبرمان وجرائم النظام السوري في حلب
- أردوغان وأوباما وداعش: نهاية شهر العسل؟
- المرأة في عيون الذكر العربي
- أمريكا ملاك الموت
- معركة حلب بين البطولة السورية والنفاق الأمريكي/الأوروبي
- التنمية تحت الاحتلال
- دي ميستورا السني وجورج بوش الشيعي
- الطاقة الإيجابية والشيوخ والحلول الوهمية
- أهمية مؤتمر فتح
- كنت محظوظاً: كانت امي لا تقرأ
- اراب ايدول ومسلسل الإنجازات الفلسطينية
- خطاب وزير التعليم في السلطة الفلسطينية
- ترامب يعتدل باتجاه السياسة الأمريكية المعتادة
- على هامش سيرك -ترامب/كلينتون-
- بين كلينتون وترامب
- حصة الرياضة لتحفيز الطلبة
- التدين: السياسة، والأخلاق والمصالح
- جدول معاناتي اليومية
- اعلان الاتحاد الفيدرالي بين سوريا والعراق ولبنان
- إفلاس السعودية في سياق الجهاد من أجل فلسطين


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ناجح شاهين - محو التفكير في المدارس