أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال الربيعي - ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (1)















المزيد.....

ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (1)


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5392 - 2017 / 1 / 4 - 11:38
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تُعتبر العديد من نصوص ماركس من بين أكثر النصوص صعوبة في الفكر الحديث، على الرغم من ان العديد من (الاكاديميين) الماركسيين قاموا بمعاملتها بفجاجة او انهم تجنبوا تدريسها في المناهج الدراسية. والبعض عاملها بطرق لا تتفق مع الانفتاح الفكري وروح البحث العلمي. ونتيجة لذلك يمكن القول ان تأثيرها على الممارسة الفلسفية والعلوم الاجتماعية لا يكاد يذكر. يتسائل العديد: ما الغاية من دراسة ماركس؟ فمفرداته لا تتمتع ببلاغة متميزة. ولكن قراءة نصوصه بعناية كافية كفيل باخذنا الى ما وراء ما هو مألوف في التحليل والى مواضع غير معروفة إلى حد كبير في التفكير. قلة من القراء مستعدة للقيام بهذه المهمة. يسلّم الكثيرون بدين ماركس إلى هيغل ولكن دون استيعاب الفرق في كيفية فهم ماركس للمعرفة والعالم الحديث, حيث ان أسلوبه في استخدام التصنيفات (الوجود, السببية, الكمية, النوعية, الخ) وفهم الواقع غير قابل للمقارنة مع اسلوب معاصريه. فهم أقرب إلى أرسطو منهم الى كانط, حيث يبرّز الاول, الى حد كبير, الوجود Ontology, بينما يبرّز الثاني الجانب المعرفي في الفلسفة Epistemology. ماركس ليس احد مشككي العصر الحديث الذين يعتقدون بانفصال الفكرة عن الموضوع, كما لدى ديكارت والمنهج الوضعي في الفلسفة والعلوم عموما, ومن ثم السعي من أجل استعادة لحمتهما معا. شكوك ماركس توجه سهامها الي الرأسمالية، وليس الى الحقيقة أو إمكانية البشر في فهم العالم. حسب ماركس، الذات لا تنفصل عن موضوعها كما لا ينفصل الشكل عن محتواه. لذا كيف نقيّم مفكرا, كماركس, الذي لا تُفسِد فكره الشكوك والألغاز المعتادة في الفكر الحديث؟

أولا، علينا النظر الي العقبات التي تحول دون قراءة ماركس. هنالك ميل غالب الى الاستقطاب للأطر المفاهيمية عند مناقشة افكاره. فهل هي مستوحاة من مثالية ماركس وطموحه للعدالة, ام انها نتاج مادية ترفض المعيارية لصالح العلم التجريبي؟ إذا كان ماركس ماديا، فكيف يمكن له ان يستأثر بنظرية نقدية؟ فهل البشر احرار في التمرد على ظروفهم ام انهم اسرى ظروفهم واوضاعهم؟ إذا كان الحاضر الاجتماعي يتشكل من خلال الماضي، فكيف ستنبثق انماط انتاج غير رأسمالية من رحم المجتمع الرأسمالي؟ وكيف يمكن للنفي ان يتشكل في مجتمع شمولي؟ احدى العقبات النكداء تتعلق بأسطورة وجود ماركسين اثنين: الاول هو الناقد الإنساني الشاب للرأسمالية, والثاني الاكبر عمرا هو المُنظر المنهجي للرأسمالية. والمفترض هو اضمحلال العاطفة الأخلاقية للمفكر الشاب لصالح العقل العلمي لمؤلف رأس المال. النقد اللاحق للثاني هو عدم الاخذ بنظر الاعتبار لقدرة البشر في التغيير الاجتماعي ودور الحياة السياسية في احداث هذا التغيير. قدم ماركس نظرية ولكنه لا يشخص بالضبط اين تكمن لاعدالة الرأسمالية أو حتى كيف يمكننا التعامل مع هذا الموضوع! فهل العمل هو المشكلة ام انه هو الذي يحمل مفتاح تحرير الإنسان؟ واغفال ماركس لهذه الامور, باعتقد النقاد, هو نتاج شكوك في أن التركيز في النصوص في المقام الأول ينصب على الشيوعية التي دحضها التاريخ لأنها فقدت مصداقيتها تماما بزعمهم! وكما نرى، فإن الطريق إلى فهم نصوص ماركس تكتنفه العراقيل من اتجاهات عديدة.

لمعالجة هذه العراقيل يلجأ بعض المفكرين (2,1) الى ميتافيزيقيا الفيلسوف الفريد وايتهيد Alfred Whitehead. ولكن من هو وايتهيد؟ العديد من القراء في منطقتنا لم يسمعوا بوايتهيد رغم انهم سمعوا بالفيلسوف البريطاني برتراند راسل Bertrand Russell وبمحكمنه الشهيرة مع الفيسوف سارتر ومغكرين آخرين, للتحقيق في السياسة الخارجية الامريكية والعمليات العسكرية الفرنسية في فيتنام في منتصف الخمسينيات من القرن المنصرم. من الجدير بالذكر انه بعد قرابة اربعة عقود من الزمن, اُسست محكمة دولية حول العراق على غرار محكمة راسل, الغرض منها هو تقديم تحليل مماثل لمشروع القرن الأمريكي الجديد، وغزو العراق عام 2003 وما أعقبه من احتلال العراق، والروابط بين هذه الامور (3). كما انه في اعقاب انقلاب 1963 في العراق, فان راسل اطلق حملة الإدانة العالمية الشهيرة في شهر الانقلاب ذاته وتصدرها بشجاعة نادرة (4).

وبرتراند راسل هو, كما هو معلوم, فيلسوف وعالم رياضيات وقد شارك مع الفيلسوف وايتهيد في نأليف كتاب القواعد الرياضية Principia Mathematica المكون من ثلاثة اجزاء. ووايتهيد كان هو المشرف على اطروحة راسل للدكتوراة.

كان ألفرد نورث وايتهيد (1861-1947) عالم رياضيات وعالم منطق بريطاني، واشتهر لعمله في المنطق الرياضي وفلسفة العلوم. وكان له دور أساسي في الريادة في نهج الميتافيزيقيا التي تعرف الآن باسم فلسفة العملية او الصيرورة process philosophy.

على الرغم من الاستمرارية التي اتسمت بها حياته الاكاديمية, فانه غالبا ما تقسّم الحياة الفكرية لوايتهيد إلى ثلاثة فترات رئيسية. الأولى هي التي قضاها في كمبريدج، من 1884 إلى 1910. وكان خلال تلك السنوات يعمل في المقام الأول على قضايا في الرياضيات والمنطق. كما انه تعاون خلال ذلك الوقت مع راسل. الفترة الرئيسية الثانية، 1910-1924، تتوافق تقريبا مع الفترة التي قضاها في لندن. خلال تلك السنوات ركز وايتهيد أساسا، ولكن ليس على سبيل الحصر، على القضايا في فلسفة العلوم وفلسفة التربية والتعليم. الفترة الثالثة الرئيسية تتوافق تقريبا مع الفترة التي قضاها في جامعة هارفارد، في الفترة من 1924 فصاعدا. وكان خلال ذلك الوقت يعمل في المقام الأول على قضايا في الميتافيزيقيا (5).

يتبع
.........
المصادر ذات الصلة
1- Marx and Whitehead: Process, Dialectics, and the Critique of Capitalism, by Pomeroy, Anne Fairchild SUNY Press, 2004
2- Organic Marxism: An Alternative to Capitalism and Ecological Catastrophe
by Philip Clayton, and Justin Heinzekehr
2014
3- World Tribunal on Iraq
http://www.iraktribunal.de/internat/wti_rome_session.htm
4- مهرجان الدم العراقي: واحد وخمسون عاما على الجريمة الكبرى
http://www.alaalem.com/index.php?aa=news&id22=15064
5- Alfred North Whitehead
https://plato.stanford.edu/entries/whitehead/




#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات اولية بخصوص نداء الحزب الشيوعي العراقي
- هل ل(قيادة) الحزب الشيوعي العراقي مشكلة مع مشاعر الحب والقلق ...
- العلم يكشف كذبة اخرى للادارة الامريكية
- الشيوعيون والتعاطف وتحسس مشاعر الآخرين
- اشتراكية ماركس احتجاج ضد انعدام الحب
- الماركسية والفلسفة (4/4)
- الماركسية والفلسفة (3)
- الماركسية والفلسفة (2)
- الماركسية والفلسفة (1)
- بعد رحيل كاسترو, الطريق الامثل (او الوحيد) لحماية الثورة الك ...
- فشل اليسار النيوليبرالي وتسبيبه بانتخاب ترامب
- جامعة واسط (العراق) واحالة الناس الى قطيع!
- ان تزوير الانتخابات هو تقليد أميريكي
- تضليل فكري يمارسه الحزب الشيوعي العراقي وتشويهه الفظ للماركس ...
- رفع العراقيين دعوى ضد الحكومة الامريكية
- شمعون بيريز -صانع السلام!-: دماء وجثث محترقة!
- -بياتريس لمبكين- شيوعية واكاديمية فريدة الطراز
- معضلة المشروع الثوري: -أيديولوجية الرقيق-!
- الماركسية, نقادها, التحليل النفسي, وامثلة من العراق
- الامبريالية الجديدة وخصائصها


المزيد.....




- شاهد تطورات المكياج وتسريحات الشعر على مدى الـ100 عام الماضي ...
- من دبي إلى تكساس.. السيارات المائية الفارهة تصل إلى أمريكا
- بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل: ما هي الدول المنخرطة؟
- السفارة الروسية: طهران وعدت بإتاحة التواصل مع مواطن روسي في ...
- شجار في برلمان جورجيا بسبب مشروع قانون - العملاء الأجانب- (ف ...
- -بوليتيكو-: شولتس ونيهمر انتقدا بوريل بسبب تصريحاته المناهضة ...
- من بينها جسر غولدن غيت.. محتجون مؤيدون لفلسطين يعرقلون المرو ...
- عبر خمس طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- نتنياهو: هناك حاجة لرد إسرائيلي ذكي على الهجوم الإيراني
- هاري وميغان في منتجع ليلته بـ8 آلاف دولار


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال الربيعي - ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (1)