أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - ساحة الزمن المفقود














المزيد.....

ساحة الزمن المفقود


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 5392 - 2017 / 1 / 4 - 09:47
المحور: الادب والفن
    


ساحة الزمن المفقود
===========

اقتحم الساحة فاشعر حقيقة كاني احط اقدامي في زمن اخر..ليس زمني..هل هو زمن القرون الوسطى.! .احساس غريب ينتابني..منذ الصغر..من بعيد اسمع دقات الطبول تخترق الازقة..والدروب لتحتل مسامعي..طبول كناوى..ونواقسهم المجلجلة..يرقصون لزمن قد ولى واندثر..كانت تسبقني روحي الى سماء الساحة..واقول لنفسي حلقي اسبقيني وحطي هناك ..في الزمن المفقود...!!!...في الساحة كنت اهيم بين العرافات..والنقاشات..وقالعي الاضراس..ومروضي اخواننا القرود والتعابين ..والحكوات..انضاف الى حلقات المتسكعين..والمتسعكات..والمتسولين ..والمتسولات ..والفارغين و الفارغات ..من كل الاشغال..الرعاع..في احد كتب التاريخ القديم وصفهم احدهم بالاكباش..الصامتة.تنظر وتضحك..وتلتهم الاكلات ..والاطعمة.وكؤوس الشاي..في البراريك .راس الضأن..والنقانق..والسمك..والكراعين...اللذيذة..
ففي المقاهي المحيطة..تتختل كل الطبقات..اللصوص.والنصابين.وبائعي المخدرات..والمتع..والكتاب ..والفقهاء..وما يسحرني غير تلك الساحرة ..القارئة للورق..تقول..لي ..ضع يدك على الورق..الكارطة..وقل ..ها همي..ها تخمامي..ها ما يعطني الله..!!
واقول..لها ..همي..انت...وانت قدري....!!..كنت لا احب كلامها..احب فقط عيونها فوق النقاب..فارعة سوداء..اراها ليلا كاحلا بالنجوم..في وضح النهار..في عيونها كنت انام كالطفل ..تختلط عليه الاوقات.....!
لا استفيق سوى بضربات كناوة القوية على الطبول العريضة....عبيد الساحة ..عبيد الزمن الغابر..لازلت اشم عرقهم يفوح من تراب اسوار القصور المجاورة..قصر الحجر..قصر البديع..قصر الباهية..ودار السلام...اما عرق اليهود ففي التوابل والعطور..وروائح التسخية..القادمة من حي الملاح القديم..روائح مربكة من كل العصور..تصل قمة منارة الكتبية..والمساجد المجاورة..لها..
هل ..كانت تصل تلك الروائح خياشيم الياس كانيتي..وتضنيه اصوات المدينة..وهي تسكر الاديب الدون خوان كويسطيلو..!!..اخوان كويستيلو.غريب الاطوار .كانه يناجي انغلاق الماضي...في مقهى الكافي كلاصي..او في مقهى الكافي فرانس هناك تقبع شذرات من الزمن المفقود.. يقرأ على عادته.. قصص علاء الدين والفانوس السحري..ويبحث عن رواية غميقة كيفما كانت .يستنبثها من ديوان عبد الرحمان المجدوب...او من الازلية ...فهو بسبب تقدمه في العمر والادب لا يقدر على فتح كتاب الف ليلة وليلة..و يبدو عليه انه يخشى التقدم بعض الخطوات ليجلس في مقهى اركانة..فلا زال الانفجار الجبان.. يطن في اذنيه العريضتين....ولا تزال اطياف صور العثماني ..جاتمة على الحيطان..يشرب كوب شاي في قاعة الشاي المملوءة بالاجانب ..ويغادر بسرعة خوفا من التكرار...تكرار الانفجار..!!
بعيدا عن ضوضاء المقاهي وثرثرة الحكوات.وروائح الاكلات....اجدني انتشرت في سوق الغزل.سوق النخاسة..لا تزال...اعمدته صامدة..عليها لا تزال اصفاد العبيد ..والعبدات...! نساء دلالات ..مسحوقات يبعن اشياءهن القديمة .يفرشنها على التراب...بين حوانيت الاعشاب..والعطور..وبائعات السلاسل والاقراض.القديمة..حتى السحليات في اقفاصها.تباع ....احيا مع الفقراء ..وكلنا فقراء تحت سماء متوقفة..على عتبة زمن كله في حكم المفقود.....

عبد اللغني سهاد
2017 يناير



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما طالعاش...ما طالعاش..
- جنون ..القطيع..!!
- الساحة والزمن المفقود..
- ما احلى سرقة كتاب ...
- بصدد قصيدة النفوس الميتة ...
- القط الابيض ..
- الله يخليها سلعة....
- رعشة في وطن...
- والا...ستزيد طينة الفساد بلة...
- المغرب مطرح عالمي للنفايات ....
- في الحفل ...
- العياشي ( المقاوم)
- شاشية اليهودي ( مساءات مراكشية )
- عبد السلام صديقي ...والساعات.
- وجع و تراب... لويس جانتي
- صورة الخطيئة الاولى ....
- حين أغضب ...(أحيانا)
- جداريات تافهة في مدينة
- حلاق المدرسة....
- التباس


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - ساحة الزمن المفقود