يالسخرية القدر..!!

توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1425 - 2006 / 1 / 9 - 06:25
المحور: القضية الفلسطينية
    

الفرحة الفلسطينية بالموت السريري لشارون أمر طبيعي في زمن غير طبيعي حيث تنتصر الشماتة والتشفي وانفلات الغرائز الناقمة فوق مد أسود طويل ومتراكم لشعب تجرع المذبحة تلو المذبحة والقهر تلو القهر وكان لهذا الراحل نصيبا أكبر منها..!!

وبالمقابل فان هذه الفرحة تشبه تماما فرحة الشعب الآخر برحيل عرفات قبل عام ونيف لانه كان وحسب قناعاتهم معيقا جديا نحو الوصول الى تحقيق حلم اسرائيل الكبرى..

ومن سخريات القدر ان يمر الغريمان عرفات وشارون بمرحلة الموت السريري والسياسي قبل ان يفارقا هذا العالم نهائيا والا تكون المسافة الزمنية صاحب الكوفية وقائد الدبابة في رحلة الموت سوى بضعة أشهر..!!


ان العبرة في المقاربة يجب الا تغيب عن عيون الاسرائيليين بالدرجة الاولى لانهم كانوا ضحية مصالح اللاعبين الاقوياء على رقعة الشطرنج الدولية في النصف الاول من القرن السابق وكنا نحن ضحيتهم المختارة حسب الفكرة الصهيونية والتقت علينا مصالح اللاعبين للتخلص من الارث اليهودي الثقيل..!!

لقد مارس القادة الصهاينة بحقنا على مدى قرن كامل ولا زالو ا أفظع جريمة سياسية وانسانية ارتكبت في حق شعب على مدى التاريخ وقد حملت في طياتها ابادة واقتلاعا وطمسا وتزييفا فوصلت الى أبعد من كونها كارثة..!!

نعم لقد مارسوا بحقنا مامورس بحقهم وأكثر ونفسوا عن عقدة الخوف المتأصلة فيهم بجرائم لاحصر لها سجلها التاريخ بدمنا ولحمنا المتشظي وغربتنا التي لا تنتهي

ان على الاسرائيليين ان يتوقفوا عن اللهاث لحظة وينأملوا مليا جثة المحارب الهامدة ثم يتذكروا وهم الاولى ان موسى لم يقهر فرعون بحق القوة وانمابقوة الحق من خالق الخلق.!!.
وشعب اسرائيل مهما بلغ من الاعتقاد بانه وريث الله في الارض لم ولن يستطيع امتلاك الحق والحقيقة دون الآخرين حتى وان قبلنا جدلا باسبقية وجوده في أرض فلسطين فان هذا الزعم التاريخي لا يعطيهم الحق باقتلاع واضظهاد شعب بريء والقيام تماما بنفس بدور الفرعون الذي استعبدهم..!!

ان شارون شأنه شأن بيغن ورابين وشامير لم يكن الا ترسا قبيحا في عجلة الهولوكوست التي تهرس عظام الفلسطينيين وتقضم أحلام أطفالهم بمنهجية واصرار ولسوف تزداد العجلة في رأيي بعد رحيله عتوا وشراسة وسيأتي شارون آخر جديد وسيستمر الصراع ولن يعدم الشعب الفلسطيني بالمقابل الكوفية المقاومة .

وعلى بعضنا الذي يذرف دموع الانسانية نفاقا أو خوفا من القادم بعد التعود على سيف تغول في رقابنا وفي نفس الوقت الا يبالغ البعض الاخر بفرحته ويتذكر ان لنا يوم ولهم يوم ..
والموت هو الطريق الوحيد الذي يوصل القاتل والضحية الى ربهما أعزلين..دون كوفية ..ودون سيف..!!

#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات