أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إكرام يوسف - ليس باسمنا














المزيد.....

ليس باسمنا


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5391 - 2017 / 1 / 3 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



صار من المعلوم لدى الكافة بالضرورة أن ارض أي دولة ليست ملكا؛ حتى لمن يعيشون عليها ويتجنسون بجنسيتها فقط. وإنما هي ملك لكل الأجيال القادمة. فلا يحق لحاكم، أو حكومة، أو برلمان التنازل عنها، بل لا يحق حتى للجيل الحالي التنازل عنها بموجب استفتاء شعبي! وأكدت على ذلك مواد الدستور المصري، التي استندت إليها المحكمة الإدارية العليا في حكمها يوم 21 يونيو الماضي. حيث نصت المادة الأولى من الدستور على أن "جمهورية مصر العربية دولة ذات سيادة، موحدة لا تقبل التجزئة، أو النزول عن شيء منها". كما تنص المادة 151 في فقرتيها الثانية والثالثة على: «يجب دعوة الناخبين للاستفتاء على معاهدات الصلح والتحالف وما يتعلق بحقوق السيادة، ولا يتم التصديق عليها إلاّ بعد إعلان نتيجة الاستفتاء بالموافقة، وفى جميع الأحوال لا يجوز إبرام أية معاهدة تخالف أحكام الدستور، أو يترتب عليها التنازل عن أى جزء من إقليم الدولة". بمعنى ان حتى الاستفتاء الشعبي الذي يتعلق بمعاهدات الصلح والتحالف وأعمال السيادة، لا ينطبق على التنازل عن أي جزء من إقليم الدولة "وفى جميع الأحوال لا يجوز إبرام أية معاهدة تخالف أحكام الدستور، أو يترتب عليها التنازل عن أي جزء من إقليم الدولة"
ومؤخرا، أقرت المحكمة الدستورية العليا، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرزاق، مبدأ قضائيا قانونيا، بأنه لا يجوز لجهة الإدارة التعلق بأعمال السيادة حال إبرام اتفاقية تتضمن التنازل على جزء من إقليم الدولة. وذكرت أنه إذا كان الدستور في الفقرة الأخيرة من المادة (151) حظر على السلطة التنفيذية إبرام اتفاقيات من شأنها التنازل عن أي جزء من إقليم الدولة فإن قيام الحكومة بالتوقيع على اتفاق يتضمن ذلك لا يعد عملا من أعمال السيادة وإنما هو عمل من أعمال الإدارة مما يختص القضاء بنظر الطعن عليه التزاما بحكم المادة (97) من الدستور والذي حظر تحصين أي عمل أو قرار إداري من رقابة القضاء.
ومن ثم، تبدو استماتة السلطة الحاكمة في مواصلة مسيرة التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير أمرا مريبا ومشينا. وتأتي محاولة التحايل على أحكام القضاء وتخطي السلطة القضائية، بإحالة اتفاقية العار إلى مجلس الشعب، إهانة للسلطتين القضائية والتشريعية معا، ينبغي أن نرفضها جميعا وفي مقدمتنا أعضاء البرلمان، الذي تجري محاولة توريطهم في جريمة التنازل عن أرض الوطن!
ومن هنا كانت مطالبتنا لأعضاء المجلس، الحريص منهم على عدم تلويث اسمه وشرفه تاريخيا بفضيحة قبول توريط البرلمان في فضيحة تفوق بمراحل فضيحة نكسة67 التي خسرنا فيها أراض عنوة، بعد هزيمة حربية، بيد أنهم الأن يسعون إلى التنازل عن ارض لا يمتلكون حق التصرف فيها، ولا نملك نحن حق التصرف فيها، لأنها ملك أجيال قادمة!!
حري بأعضاء البرلمان ـ أقصد من مازلنا نتوسم فيهم الحرص على مصلحة الوطن ـ الاستبسال في رفض هذه الحالة، وسحب الثقة من الحكومة التي تسعى إلى توريطهم في فضيحة لن يمحوها التاريخ ولن نسامح فيها ولن تسامح فيها أجيال قادمة. عليه ان يقاوموا ببسالة الوقوع في هذا الفخ، فإذا غلبتهم الكثرة الذين نعرف انتماءاتهم، فليس أمامهم سوى تقديم استقالات جماعية، تصون أسماءهم وشرفهم من سبة تظل تلاحقهم وتلاحق ذريتهم طوال التاريخ!
وكما يعرف كل من درس القانون الدولي وتاريخ الدول منذ عرفت البشرية مفهوم "الدولة".. لم تعرف البشرية التنازل عن تدخل في إقليم الدولة ـ حتى ولو كانت محتلة ـ إلا عبر طريقين لا ثالث لهما: إما حرب تشنها الدولة صاحبة الأرض، فتستردها، ويتم بعدها توقيع اتفاقية صلح تؤكد فيها استعادة أرضها.. أو لجوء الدولتين الي التحكيم الدولي!
عندما يقسم الحاكم، والمسئولون، والنواب، وقادة الجيش، على "حماية الوطن وسلامة أراضيه"، فهم مسئولون عن حماية أراضي الوطن كما تسلموها، وليس من حقهم التصرف فيها!! فقط، حمايتها والذود عنها، حتى لو كانت أرضا محتلة، فما بالك بأرض تشبعت بدماء المصريين عبر ألاف السنين، وتحمل اسمها الذي يرجع إلى العصر الفرعوني؟ تخيلوا مثلا، أن الله قد تاب على نتنياهو ـ أو حذره قريب صالح من مغبة استحلال حق الشعب الفلسطيني ـ وقرر فجأة أن يكفر عن ذنوبه، ويتنازل عن قطعة ارض من فلسطين لأصحابها الحقيقيين، من دون حرب أو تحكيم دولي، أو حتى استشارة شعبه الصهيوني!! هل تتخلون ما سيجري له ولحكومته؟
كان علينا أن نفعل ما نستطيع لمنع التنازل عن ارض الوطن، وحتى لا تحاسبنا أجيال قادمة على التخاذل أمام الجريمة، لا يقال يوما أن المصريين باعوا أرضهم؛ فقمنا بجمع توكيلات لنخبة من المحامين المخلصين، الحريصين على كل حبة رمل من أرض الوطن، فكانوا عند حسن الظن بهم، ولم يدخروا جهدا في البحث عن أدلة وخرائط ووثاق ومستندات في شتى أنحاء الأرض، وعاونهم المصريون الشرفاء ـ بحق ـ في كل دول العالم، في البحث عن الأدلة والحصول عليها.. وقيض الله للقضية قضاة شرفاء ـ حتى الأن ـ حكموا بما يمليه ضميرهم من واقع الدستور، والقانون، والأدلة الدامغة، ودفع بعضهم الثمن في محاولات للضغط، لم تضعف ضمير القاضي فيهم!
الأن صارت الكرة في ملعب أعضاء البرلمان، وصار عليهم المحافظة على شرفهم، قبل المحافظة على ارض الوطن على كل نائب ان يدرك أن اسمه وشرفه صارا على المحك.. أما نحن، من رفضنا التفريط من أول لحظة، فلن نسمح ولن نسامح أن يتم التفريط باسمنا! ونوقن انه حتى لو انقضى الأجل، سوف تصونها أجيال بعدنا ـ وهذا وعد! ـ وسوف يحاسبون جميعا!
احذروا غضبة المصريين!



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منى مينا..الحرة!!
- دواعش على الضفة الأخرى
- الجدعان..أهالي الجدعان
- بأي ذنب قتلوا؟
- الفتى محمود، والذين معه
- صناع الغد
- -الصهينة-.. صنعة!
- اختيارات!
- لا تصالح!
- درس المعارضة التركية
- الصورة الكاملة
- آسفين يا رمضان
- لا إفراط ولا تفريط
- المواطن بالغ الأهمية
- أصل الحكاية
- العمل حياة.. بجد!
- مجتمع -يلمع أُكر-
- أكان لا بد يا -لي لي- أن تزوري الفيل؟
- لمصر..لا من أجل ليليان
- آآآآآه.. يا رفاقة


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إكرام يوسف - ليس باسمنا