أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مصطفى محمد شاكر - واقعنا المرير مع تيران وصنافير














المزيد.....

واقعنا المرير مع تيران وصنافير


مصطفى محمد شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 5391 - 2017 / 1 / 3 - 01:17
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


فى قصص واقعنا الأليم ألاف الحواديت التى تحكى نتائج الفقر والتهميش، فالأب يبيع ابنته التى يتعدى عمرها 14 عاما لعجوز ثرى سيدفع مبلغاً ؛ بالنسبة للاب سينشلهم هذا المبلغ من براثن الفقر والحاجة والديون وطلبات الأولاد التى لا تنتهى ، فقد اتفق تاجر البنات القُصر مع الأب على المبلغ ، وحين يأتي العجوز الثرى ، ليستلم العروس التى لم يتعد سنها بعد السن القانونى للزواج ، وسيقوم التاجر بتزوير شهادة ميلاد مضروبة ، ويجهزون القاعات ويقيمون الأفراح ، ويحصل الأب على مبلغ الشراء المتفق عليه ، بينما يحصل التاجر والفرقة الموسيقية والجوقة على ماتجود به يد العجوز الثرى ، وغالبا ما تنتهى مثل هذه الزيجات بالفشل .
وفي واقعنا السياسي تتكرر نفس القصة عن طريق قضية بيع تيران وصنافير من قبل السيسي إلى السعودية ، حيث فوجئ الرأي العام المصري خلال زيارة ملك المملكة العربية السعودية بتوقيع اتفاقية سميت باتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والمملكة ، وهو ما يترتب عليه نقل تبعية ملكية جزيرتي تيران وصنافير من مصر إلي المملكة.
استيقظ المصريون ذات صباح وفوجئوا بأن حكومتهم وقعت بعد انهماك فى عمل سرى لشهور تسعة، اتفاقا مع السعودية لرسم الحدود، تنازلت بمقتضاه عن جزيرتين كان المصريون يظنون أنهما جزء من إقليم مصر، ثم استبانوا وقيل لهم إن ظنهم من قبيل الإثم.
وشهد الحراك السياسي الرافض للتخلي عن الجزيرتين عودة للعمل الجمعي في المجال العام، فبالرغم من حجم القيود الموضوعة علي العمل السياسي المعارض ، وبالرغم من تنوع آليات الحد من الحراك الاجتماعي، كالتشريعات والحبس الاحتياطي، إلا ان القوى الاجتماعية الرافضة للاتفاقية تمكنت من التعبئة ضد التوقيع، ومثلما استطاعت هذه القوى ان تحشد لاحتجاجات شعبية شارك فيها الآلاف والقي القبض خلالها علي مئات المحتجين، وهم من اُفرج عنهم في وقت لاحق، كما تمكنت أيضاً هذه القوى من التحرك في مسار مؤسسي من خلال القضاء، وبالرغم من أن اللجوء للقضاء جاء من خلال مبادرات فردية في البداية، إلا ان حجم التنسيق والعمل المشترك بين عناصر مختلفة خلق تحالفا يعمل علي اسقاط الاتفاقية من خلال القضاء.
وربما كانت القضية ليست مآل الارض إلى السعودية ولكنها أكبر من ذلك ، وهى أن تحول الجزيرة لمنطقة حدود دولية حتى يتم انشاء القناة الاسرائيلية المخطط لها ، وهو ما يجعلها في حكم المستحيل مادامت هذة الجزيرة في قبضة مصر .
هذا مما دعى البعض بقول أن كل الأزمات الاقتصادية التى نعيشها مفتعلة ،حتى يتم التنازل عن تيران وصنافير بسهولة ويسر ودون عوائق ، لأنها مسألة مصيرية لمن يطلبها وهي اسرائيل.
واننا نتعجب من موقف الحكومة تجاه بقعة حيوية من بقاع الامن القومي المصري ، وربما مثلت عبء كبير ونقطة ضعف خطيرة في الحدود المصرية ، ونقطة حيوية للعدو اللدود للعرب وهو اسرائيل.
وكيف لجيش مصر العظيم الذي روى سيناء بماء جنوده حتى ترجع إلى تراب الوطن ان يفرط في رقعة لا تقل أهمية من سيناء ، بل ان يفرط في ذرة من تراب الوطن الذين يدافعون عنه ، وهل حامي الحمي هو من يتولى مهمة الذأر لشرف أمته ، أم أن حاميها حراميها .
مصطفى محمد شاكر



#مصطفى_محمد_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مصطفى محمد شاكر - واقعنا المرير مع تيران وصنافير