أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - القنفذ وحجر عرق السواحل














المزيد.....

القنفذ وحجر عرق السواحل


سعد محمد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 5390 - 2017 / 1 / 2 - 18:38
المحور: الادب والفن
    


القنفذ وحجر عرق السواحل

في الليلة الماضية كانت تترآي في منامي قنافذ مسالمة وصغيرة وهي تطير بعيون ضاحكة واشواك ملونة .. محلقة برحلات قصيرة فوق البساتين ثم تحط مرة اخرى فوق سعف النخيل والاشجار او بين أطلال البيوت الطينية القديمة.
وحين استيقظت أبحرت بي ذاكرتي نحو أسطورة القنفذ وحجر عرق السواحل .. في ايام عطلتي المدرسية الصيفية البائسة والخالية من الفرح والتي كنت ازور فيها "ريف الشوفة" القريب والمحاذي لمدينة الناصرية .. كنت اقضي ايام في تلك القرية الفقيرة بين اناسها السذج والطيبين واسمع حكايات الصبايا في المراعي
الفلاحين في جلساتهم الليلية في مضايف القصب مع روائح البن بين الدلال النحاسية الصدئة وسط مواقد الجمر في اطراف المضيف.
حتى بدأت أؤمن باساطير وحكايات القرية المنسية الغافية وسط بساتين النخل ..بقصص هاروت وماروت وطير السعد والساحر وعظم الهدهد الذي تكلم عنه النبي سليمان !!
كنا نعدو بملابسنا الوسخة بين الترع والقناطر والنخيلات ونحن نتقافز كالجراد تتبعنا كلاب جائعة ونحيفة .. ومن اطراف المراعي كان يتسلل صدى ثغاء الابقار الكسولة او نهيق الحمير وغناء البلابل ايضا ونحن نبحث
عن القنافذ النادرة والخجولة وكانت تحدو وكانت تحدو بنا رعشة الامل بالعثور على امنية عاش من اجلها الكثير وماتوا دون الحصول عليها.. انه حجر عرق السواحل الذي كان يجعل من العفاريت والجان والمردة خدم ومطيعين لمالك هذة التعويذة الخارقة .. كان الاعتقاد يسودنا فاذا صادف وان شاهدنا قنفذ مع صغارها نسارع الى وضع قبة طين فوق احد صغار القنافذ فتفجع الام الى الحد الذي يجعلها تبحث لجلب حجر عرق السواحل المخفية وسط اسرار لايدركها حتى الجان ولا حتى أمهر السحرة .. فتحمل القنفذ في احشاءها حجر عرق السواحل ثم تزحف مسرعة كي تتقيئه قبالة قبة الطين حتى تنفطر ويتسنى للقنفذ الصغير الخائف حينها ان يتحرر من سجن الطين ويعود الى امه كي تحتضنه بين اشواكها الحنينة.
...
حكاية قنافذ القرية جعلتني ايضا اتذكر
قصص العشاق المحظوظين مع احجارعرق السواحل فكان هنالك صديق فنان كازونوفي له القدرة على استقطاب النساء بسهولة كنا نحسده وهو يجلب اجملهن الى شقته في بغداد فكنت اشاكسه اثناء حواراتنا او رسمنا للوحات.
وذات يوم اخبرني صديق اثناء جلوسنا في احدى مقاهي الميدان: هذا الرسام صديقك بمتلك تعويذة عرق السواحل!!
وذكرتني هذه القصة ايضا باسترسال حكاية طريفة حين قام احد الاصدقاء الغير محظوظين حين أعاره جار له من المهتمين باحجار السحر .. عرق السواحل هذا الحجر في جلب الحظ والمال والنساء ايضا.. وأكد له الساحر بان هذا الحجر اذا تابعت فتاة ترغبها بمجرد ان تمس بطرف الحجر مؤخرتها او كتفها .. فسوف تفقد عقلها وتتبعك لاي طريق تسلك..
سوف امنحك ايها الجار" خلف " وفي المحلة يسمى خلف اللزكّه.. هذا الحجر الخارق لمدة يومين وبعدها ارجع لي امانتي: قال الساحر بعد ان اعطاه بحذر عرق السواحل.
سرعان ما ذهب خلف اللزكّه الى اقرب سوق في المدينة واخذ يحدق بوجوه الصبايا والنساء حتى وقع بصره على فتاة غاية في الجمال فتبعها وهو يتلفت يمينا ويسارا خائفا ومرتبكا متمتماً بآيات قرآنية ثم اخرج حجر عرق السواحل من خرقة قديمة كان لو الحجر اسود وحجمه بطول سبابة اليد تشبه افعى صغيرة ولم يكن شكله يسر الناظر كباقي الاحجار.
فمس بها مؤخرة الفتاة من وراء العباءة وسط زحام السوق .. فاستدارت نحوه الفتااة غاضبة ثم صفعته على وجهه وهددته بان تخبر اهلها بما فعله بها من تحرش جنسي .. شعر خلف بالاحراج الشديد وادرك بان هذا الحجر مغشوش وغير فعال وان جاره خدعه بهذا الحجر الذي حول اوهام الحب والهيام وفأل الخير الى كراهية ومشاكل!!



#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساءات السيدة بولين
- يوميات مقهى ورصيف في ملبورن
- حارس معبد عشتار
- ليس للرب وطن
- مابين تعبان وترامب كانت هنالك عذابات بائع رصيف
- مشاهد من ذاكرة الانتفاضة
- اجنحة اليمام وغصن الزيتون
- حكايات أخرى من حانة هايد بارك
- الحذاء
- اصدقاء الليل والحانة
- تداعيات الذاكرة في صالة المستشفى
- حديث في مرسم
- رحلة في سوق الطفولة
- ذاكرة القلب
- حديث عابر في قطار
- تمرد ضد الاقفاص
- غزلان البراري واحلام الطفولة
- مابين غيبوبة العاشق ومطارد الشمس
- ابوذية الغناء وصوفية العشق
- ذاكرة الامكنة


المزيد.....




- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - القنفذ وحجر عرق السواحل