أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفى مجدي الجمال - سالم سلام.. النبيل الذي رحل














المزيد.....

سالم سلام.. النبيل الذي رحل


مصطفى مجدي الجمال

الحوار المتمدن-العدد: 5389 - 2017 / 1 / 1 - 19:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


سالم سلام قطعة غالية في حياة كل من عرفه. ولد في المنصورة وعرف منذ صغره بالنبوغ العلمي إلى جانب النشاط الطلابي الواسع.. وانتقل إلى مدرسة المتفوقين الثانوية بالقاهرة والتي أكد فيها تفوقه العلمي.. فعاد إلى المنصورة ليدخل كلية الطب فيها عام 1968والتي كانت وقتها جزءًا من جامعة القاهرة. وقد اشتهرت طب المنصورة عن حق بارتفاع المستوى العلمي لأساتذتها وطلبتها.
تمرد سالم مبكرًا على تنظيمات السلطة التي غازلته بقوة بسبب تفوقه العلمي ومكفاءات القيادية ومستوى الشعبية العالي الذي يتمتع به بين أقرانه، وحتى وسط من يكبرونه سنًا وخبرات..
عُرفت كلية طب المنصورة منذ نشأتها في الستينيات بأنها كانت قلعة للحركة الوطنية والنشاط اليساري على أيدي عدد كبير من القامات العلمية والسياسية في آن واحد. ولم يكن غريبًا أن هذا الشاب الذكي الموهوب والمحبوب وذا الثقافة الوطنية الجذرية والمواقف الجريئة جدًا في مواجهة قبح عهد السادات.. قد اختاره زملاؤه كي يكون رئيسًا لاتحاد طلاب الكلية وهو لم يزل في السنة الثانية. وأصبح سالم عضوًا أيضًا في مجلس اتحاد طلاب الجمهورية وقت أن كان لهذا الاتحاد شأن كبير في الأحداث الوطنية الكبرى.
اشتهر سالم وهو طالب بمجلات الحائط النارية.. منها مثلاً مجلة كان عنوانها "العصابة التي تحكم مصر".. وهي مجلة يقع طولها في عشرة أفرخ من الورق.. يهاجم فيها بالصور والأسماء كل وجوه نظام السادات.. وكان الأمن يستميت من أجل الحصول على المجلة لأنها إثبات يكفي على الأقل لفصل سالم من الجامعة والتخلص من "الصداع" الذي يتسبب فيه.. ولذلك كان الطلاب اليساريون والديمقراطيون يتكفلون يوميًا بحماية هذه المجلة وإخفائها في كافيتريا كلية الصيدلة.. وكانت هذه المعركة الصغيرة ذات مغزى رمزي عميق.
كان لسالم دوره البارز والقيادي في إنشاء جماعة الصحافة بالجامعة التي أصدرت جريدة "جامعة المنصورة" التي كانت تطبع في جريدة الأهرام، وتوزع عند باعة الصحف. ولم يحتمل صدور أكثر من ستة أعداد، فألغى ترخيص الجريدة.. وبعد ذلك لعب سالم وزملاؤه دورًا كبيرًا في إنشاء "النادي الوطني الديمقراطي" بالجامعة، وأصر الأعضاء على هذه التسمية (التي سرقها السادات فيما بعد) ليعبروا عن حرصهم على أن تكون حركتهم منفتحة على سائر طلاب الجامعة وليس اليساريين وحدهم.
كان دور سالم سلام في اتحاد طلاب الجمهورية كبيرًا من أجل التصدى لممارسات السادات المعادية للاستقلال الوطني والديمقراطية.. وبلغ هذا الدور ذروته في مؤتمر اتحاد طلاب الجمهورية الذي عقد عام 1976 في كلية هندسة شبين الكوم.. والذي هدد بالاستقالات الجماعية مالم يتراجع النظام عن تعديلاته على اللائحة الطلابية بإدخال نظام الأساتذة "الرواد". بل ونظم المؤتمر مظاهرة أمام قصر السادات في ميت أبو الكوم.
وقد كان سالم سلام من أهم القيادات النشطة في الحركة اليسارية التي فرضت عليها السرية. حتى أن سيد مرعي الرجل الأبرز في مجموعة السادات حينما جاء إلى المنصورة واجتمع بقيادات الاتحاد الاشتراكي سألهم عن طالب اسمه سالم سلام، وقال لهم إن المعلومات تقول إنه أخطر كادر يساري في وجه بحري.
ولم تمر أشهر قليلة كان سالم سلام على رأس الانتفاضة الجماهيرية في 18 يناير 1977 بالمنصورة، والتي استطاعت احتلال قصر المحافظ وحتى مديرية الأمن في تحرك شعبي سلمي رائع.
بعد تخرجه من الكلية درس سالم سلام بالخارج، لأنه كان من شبه المستحيل أن تستوعبه الجامعة.. ولفت نظر أساتذته بالخارج بتفوقه في دراسة أمراض الدم عند الأطفال. وعندما عاد سالم إلى الوطن استطاع بصعوبة بالغة أن يحصل على قرار تعيينه في كلية طب المنيا. وهناك أيضًا لم تتوقف جهوده ومعاركه من أجل الحفاظ على القيم الجامعية الأصيلة وإكمال المنشآت الدراسية بالكلية. وكانت معركته الكبرى عام 2006 عندما تقدم باستقالة مسببة من رئاسة قسم الأطفال بسبب الممارسات الطائفية البغيضة ضد تعيين طالبة مسيحية متفوقة.
رفض سالم، وهو الكفاءة الأكاديمية الكبيرة أن يفتح عيادة خاصة، وقال "من يرد أن أعالجه فليأت إلى المستشفى الجامعي لنعالجه بالمجان".. رغم أن نشاطًا كهذا كان يمكن أن يدر عليه مداخيل هائلة..
كان سالم مناضلاً لا يكل ولا يمل في النضال ضد الاتجاهات الانتهازية واليمينية في الأحزاب اليسارية.. وكان كل الانتهازيين يعملون ألف حساب له، نظرًا لسمعته النقية وكم الحب والاحترام الذي يحوزه وسط اليساريين والديمقراطيين عمومًا..
في الوقت نفسه لم يتوانَ سالم عن الاضطلاع بدور كبير في تكوين حركة كفاية ثم حركة 9 مارس لأساتذة الجامعات. لكنه كعادته كان يحرص على فعالية دوره أكثر من حرص آخرين على الضجيج الإعلامي. وفي كل الأحوال رفض سالم أن يغير مكان إقامته من المنصورة.. فهي حبه الأول وليس الوحيد.. فكان متواجدًا دومًا وسط شيوخها وشبابها الوطنيين بلا كلل.. وكان من الطبيعي أن يكون على رأس انتفاضة 25 يناير بالمنصورة..
أخفى سالم عن أسرته وعن الجميع إصابته بالمرض الخبيث.. إشفاقًا منه على زوجته الصبورة الدكتورة سلوى عبد الهادي، حيث تعاني هذه الأسرة الصغيرة النبيلة من المرض العضال الذي يفتك بابنتهما الرائعة الدكتورة وديان، العقلية العلمية في علم الصيدلة.



#مصطفى_مجدي_الجمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيليب وأبو الوفا
- وقضم أظافره
- لو روسيا العدو من تكون أمريكا؟
- الشراكة العربية الأفريقية إلى أين
- عن التمويل والثورة
- محمود فودة.. ومازال الرحيل يتقاطر
- حكومات الغرب باعثة الإرهاب
- الخلاف لم يكن رحمة دائمًا
- الطفل المسلح.. قاتلاً ومقتولاً
- الاقتصاد السياسي للملابس المستعملة
- إنهم يديرون الأزمة
- رهانات السيسي السبعة
- المحرّض.. رسالة وفنًا وعلمًا
- أجواء قراقوشية في جامعة القناة
- خطوط عريضة لتقدير الموقف في مصر
- كيف توقعت مستقبل الثورة في فنزويلا
- هل جنت على نفسها داعش
- حوار مع دوير
- أوهام ومخاطر
- ثلاث أزمات وجودية


المزيد.....




- بلينكن يزور السعودية ومصر.. وهذه بعض تفاصيل الصفقة التي سينا ...
- في جولة جديدة إلى الشرق الأوسط.. بلينكن يزور السعودية ومصر ل ...
- رغد صدام حسين تستذكر بلسان والدها جريمة -بوش الصغير- (فيديو) ...
- فرنسا وسر الطلقة الأولى ضد القذافي!
- السعودية.. حافلة تقل طالبات من جامعة أم القرى تتعرض لحادث مر ...
- -البديل من أجل ألمانيا- يطالب برلين بالاعتراف بإعادة انتخاب ...
- دولة عربية تتربع على عرش قائمة -الدول ذات التاريخ الأغنى-
- احتجاج -التظاهر بالموت- في إسبانيا تنديداً بوحشية الحرب على ...
- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفى مجدي الجمال - سالم سلام.. النبيل الذي رحل