أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود محمد - 2016 عام التخلي والهزيمة ... الأمل بأكراد ايران















المزيد.....

2016 عام التخلي والهزيمة ... الأمل بأكراد ايران


مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5388 - 2016 / 12 / 31 - 17:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التاريخ لا ينسى اما نحن البشر فمن نعم الله علينا النسيان، وإلا لما تحمل القلب كل هذا التعب. مما لا شك فيه ان العام 2016 حفل بأحداث لن ينساها التاريخ وككل عام سأمر على بعضها، عَل ذاكرتنا تبقى حية ولا تنسى.

لبنانياً كان العام 2016 عام التخلي عن دم شهداء 14 آذار، وقضية 14 آذار، وجمهور 14 آذار، فلقد تنافس فريقين من 14 آذار على تقديم التنازلات لفريق 8 آذار، فرشح الرئيس سعد الحريري الوزير سليمان فرنجيه حليف الاسد ونور عين السيد نصرالله، ليرد عليه جعجع بترشيح الجنرال عون الذي عطل حزب الله البلد عامين ونصف لتأمين وصوله الى الحكم، ليعود الحريري ويلتحق بالقوات ويتخلى عن ترشيح فرنجيه لصالح الجنرال عون، لينتخب عون ويكون النظامين السوري والايراني اول المباركين للجنرال. ليس هذا وحسب، شكل الرئيس سعد الحريري حكومة العهد الأولى بمعايير أسوء من معايير الوصاية السورية، وسيذكر التاريخ انه من شدة شوقه ولهفته للعودة لكرسي الحكم كاد ان ينسى المحكمة الدولية ويسقطها من بيان حكومته الوزاري. سيشهد التاريخ ان طرابلس رفضت ذلك التخلي عن قضية 14 آذار وصوتت بانتخاباتها البلدية لصالح الوزير ريفي الذي خرج من عباءة المستقبل منتفضاً على التسليم لحزب الله والنظام الايراني داعياً الى مواجهة شاملة، هل يعود الشعب اللبناني الى الشارع ويسقط حالة الانبطاح لحزب الله وايران؟ سؤال ستجيب عنه الأيام القادمة في ظل الكلام عن قانون انتخاب يفصل على قياس القوى الحاكمة. حزب الله المنخرط في الحرب السورية حتى أذنيه تفاجىء كما ايران بالتفاهم الروسي التركي لوقف إطلاق نار شامل في سوريا والذي يبدو ان أحد بنوده السرية هو سحب كل المليشيات الغريبة من سوريا بما فيهم حزب الله لتسهيل تفاوض السوريين فيما بينهم وصولاً الى وضع خطة لإنهاء الأزمة السورية، دون اي كلام جدي عن إنهاء دور الأسد وأبعاده عن سوريا. هذا الوضع يضع حزب الله أمام مأزق العودة الى لبنان، ليحاول الاحتماء داخل التركيبة الهشة للبنان، هل يكون ذلك مقدمة لنقاش حول سلاح حزب الله وهو ما لمح له الحريري بكلامه عن الاستراتيجية الدفاعية التي يأمل حزب الله من خلالها ضم مليشياته الى الجيش اللبناني، وبالتالي السيطرة على مؤسسة الجيش.

سورياً انتهى العام 2016 بهزيمة مدوية للمعارضة السورية، ونجاح النظام السوري عبر عملائه في صنيعتيه وصنيعتي ايران النصرة وداعش من تفكيك المعارضة السورية وإسقاط مقاومتها في حلب، وتنفيذ أوسع عملية تغيير ديمغرافية في حلب وحمص ومحيط دمشق. اهم ما شهده نهاية العام 2016 سورياً هو سحب الملف السوري من يد دول الخليج بسبب سوء ادارتها للملف، لصالح روسيا وتركيا وايران الحلف الجديد الذي سيتولى اعادة ترتيب المنطقة بتفاهم ضمني مع امريكا وإسرائيل على قاعدة أضعاف سنة المنطقة وتحجيمهم وصولاً الى تفتيت دولهم وإعادة رسم خريطتها. اكراد سوريا لم يستطيعوا ان يحققوا اي هدف من اهدافهم بسبب انقسامهم بين الولاء للنظام (PYD) ولعب ادوار لصالح التحالف الدولي دون اي قدرة على الحفاظ على ما أسموه فيدرالية روج آفا، ليتراجعوا عنها في نهاية العام ويتحدثوا عن فيدرالية لشمال سوريا دون اي ذكر للكرد، وعدم قدرتهم على الاندماج في المعارضة السورية وتشكيل ثقل ضمن الإئتلاف ليكون المجلس الوطني الكردي جسم سياسي منفي في كردستان العراق، من دون اي تأثير على مجريات الأمور في سوريا. حكاية كرد سوريا هي حكاية الحجل الذي يأكل نفسه، واعادة درامية لحكاية الشيخ محمود الحفيد في سوريا، فالكردي لا يقوى الا على الكردي.

فلسطين تبقى في ضمير كل عربي حي في نهاية العام 2016 الا انها خارج نطاق تفكير كل الحكام العرب، لا مكان لها ضمن همومهم اليومية، ولم تعد على لائحة أولوياتهم، وإسرائيل تنفذ أوسع عملية استيطان في تاريخها، وليس هناك من معترض سوى بعض الشباب الفلسطيني الذي لم يجد سوى السكين ليستمر بمقاومته بطعنات سكينه في صدر المستوطنين.

العراق شهد مهزلة العصر، اكثر من مئة الف مقاتل طائفي لم يستطيعوا اخراج بضعة آلاف مقاتل داعشي من الموصل التي سقطت واستولى عليها داعش باقل من 24 ساعة، ليطل من منبر مسجدها ابو بكر البغدادي معلناً بزوغ فجر الخلافة الاسلامية، التي أبرزت ابشع صور همجيتها، بحرق الاسرى في الأقفاص، وفصل الرؤوس عن الاجساد، وبيع النساء الايزيديات في سوق الجواري، مستعيدين بذلك حسب قناعتهم صور الفتوحات الاسلامية. الوضع الكردي في العراق لم يكن بافضل احواله، فلقد انقسم كرد العراق بين الولاء لايران والولاء للدول العربية وتركيا، وتآمروا لاسقاط فيدراليتهم الفتية لصالح ايران، ولم ينجحوا بالتوافق على اعلان الاستقلال.

تركيا اردوغان، شهدت انقلاباً غامضاً قام على اثره حزب العدالة والتنمية باكبر عملية تطهير في صفوف المجتمع التركي وسجنت وفصلت من وظائف الدولة والجيش والأمن مئات الآلاف، وكأن ما حصل كان مبرراً وفرصة لتثبيت الحزب الواحد الذي انقلب على الثورة السورية، وساهم باسقاط حلب عبر سحب الفصائل منها لخوض معاركه ضد الأكراد، مدعياً انه انضم للتحالف الدولي ليقاتل داعش التي كانت مدعومة منه، ويؤمن لها قاعدة خلفية تستند اليها في حربها لاسقاط الجيش الحر، وافشال الثورة السورية. كردياً عاد القتال الى القرى الكردية، وفشلت عملية السلام، واستبعد عبد الله اوجلان التواق الى اتفاق مع الأتراك يخرجه من سجنه عن مركز القرار في حزب العمال الكردستاني، لصالح رجالات ايران على رأسهم العلوي جميل بايك، هذا الجناح الذي هدد بتدمير أربيل عاصمة اقليم كردستان، ويجعلها على صورة حلب.

ايرانياً كان العام 2016 عام الهجوم، فضرب النظام الايران عبر إرهابه وارهابييه في سوريا، ونصر نظام الأسد على شعبه، عبر الحرس الثوري، ومليشياته اللبنانية (حزب الله)، والعراقية، والافغانية، والباكستانية، اذ سعى لجمع شيعة العالم في سوريا لنصرة الأسد. لم يكتف النظام الايراني بسوريا بل تمدد الى لبنان وفرض انتخاب حليفه ميشال عون، ويسعى لتعطيل اي دور عربي في لبنان. ساهم النظام الايراني بخلق اضطرابات في البحرين، ودعم حوثيي اليمن مهدداً الأمن القومي العربي. نجح باستقطاب مصر لتساند النظام السوري والأسد، وهو يؤسس مع السيسي تفاهمات على حساب انتماء مصر للعالم العربي، ليشكل بذلك اكبر خرق للأمن القومي العربي. الاستثناء الايراني والأمل بالتغيير كان كردها الذين عادوا الى جبال كردستان ايران وباشروا بعمليات عسكرية ضد نظام ملالي طهران، بقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني، وسعي حزب كومله الكردستاني الايراني لتشكيل جبهة كردستانية إيرانية لمواجهة ملالي طهران، ومن ثم توسيع تلك الجبهة لينضم اليها البلوش والأحواز والمعارضين الفرس. وسعى الى بناء تفاهمات مع العالم العربي لتشكيل جبهة معارضة لايران من ايران الى فلسطين، دون ان ينجح بذلك بسبب التردد العربي.
اثبت كرد ايران انهم قادرين على قلب المعادلات وأنهم يستحقون الحياة بعيداً عن ارهاب ملالي ايران الذين لم يتوانوا عن تعليق المشانق بطول البلاد وعرضه وقتل آلاف الشباب الكرد بتهم واهية دون اي محاكمات جدية، وفرض الأحكام العرفية العسكرية على كافة مدن كردستان ومحاصرتها بالحرس الثوري والباسيج. الاتفاق النووي الايراني سيعطي فسحة أوسع للنظام الايراني للتحرك نحو تثبيت سيطرته على المنطقة وسيعطي لذلك النظام الموارد المالية التي يحتاجها للاستمرار بغزوه للعالم العربي فرض سيطرته عليه.

أتمنى مع نهاية عام وبداية عام جديد السلام لسوريا وشعبها بلا أسد، انتصاراً مدوياً لأكراد ايران فإيران هي أساس الاٍرهاب الذي يضرب منطقتنا ولن يتوقف ذلك الاٍرهاب الا باسقاط ملالي طهران.
لو لم يكن لبنان وطني لاخترته وطناً لي نستمر بمقاومتنا المتواضعة بالقلم والكلمة الحرة، وبمواجهتنا لمخططات حزب الله للاستيلاء على البلد، لن نفرط بدماء شهدائنا، مازال في لبنان شعب يحب الحياة ويرغب في العبور الى الدولة.



#مسعود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الله ثقافة الموت واللون الأسود
- بشتونستان ... حلم يخنق بين باكستان وطالبان ... حكايات البحر ...
- حزب الله ... يعري الحريري وعون
- شيوعيو لبنان هزموا اسرائيل ... وسوريا ذبحت مقاومتهم
- تمام سلام وجبران باسيل ... وجهي العملة
- كرد سوريا ما بين الوحدة والبحر
- الإمامين الخميني والصدر ... علاقة شائكة لحد التخلي
- الحسكة هل تعيد رسم خريطة التحالفات
- حلب ... حرب الدولاب والطيران
- استيقظوا ... هو أبا محمد وليس محمداً
- خير أمة ... تستعرض بالقتل
- ناجي العلي ... حنظلة ... فلسطين
- اردوغان والسيسي ... وجهان لعملة واحده
- ليليان ... هي مصر وهي حريتها
- لرفاق جورج حاوي ... لا تخذلوه
- لسمير قصير ... انتفاضة في الانتفاضة
- بين مالي وإيطاليا ... صحراء وموت وامل
- قيادة بلا قلب وبلا عقل
- كرد سوريا ... ما لهم وما عليهم
- حزب العمال يعيد تجربة محمود الحفيد ....


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود محمد - 2016 عام التخلي والهزيمة ... الأمل بأكراد ايران