أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسن محاجنة - الشيخ فتحي وتيريزا ماي ..














المزيد.....

الشيخ فتحي وتيريزا ماي ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 5388 - 2016 / 12 / 31 - 15:22
المحور: كتابات ساخرة
    



الشيخ فتحي وتيريزا ماي ..
عند عودته من تأدية مناسك الحج ، وبعد أن "خفّت رِجل" (أي قلّ الزائرون)المباركين للشيخ فتحي على حجّه وعودته سالماً من الأراضي المقدسة .... عاد الشيخ والحاج الى ممارسة مهنته المعتادة. فهو صاحب دكان مشهورة لبيع الملابس الجاهزة، الأحذية (أجلّكم الله)، وبعض الأدوات المنزلية .
خشيتُ كغيري أن يتحول الشيخ الى متزمت ، عبوس وجاد ونفتقد خفة ظله وسخريته المرة التي طالما أطلقت من صدورنا، أحشائنا وحناجرنا ضحكات صاخبة مجلجلة ، حد الوجع . فالشيخ معروف بقفشاته ونكاته مع الرائح والغادي ..
وكانت دكانه ملتقى للأصدقاء ، لا تخلو لحظة من اللحظات من زائر للشيخ ،لم يحضر للتبضع بل لتزجية الوقت في الضحك والفكاهة ، ناهيك أن الشيخ كان كريما والضيافة في دكانه جاهزة .. وعنّي شخصيا فقد تناولتُ معه طعام الغداء أكثر من مرة.. فأم محمود ، زوجته، كانت تُحضر كل يوم للشيخ غداءه الى الدكان، مع أخذها بعين الإعتبار ،بأن تكون الوجبة كافية لأكثر من ثلاثة أشخاص .. بالمختصر، فكل من كان حاضرا في الدكان ساعة قدومها ، فهو ضيفٌ مرحب به .
-مبروك والحمد لله على سلامتك .. بادرتُه قائلا .
وبعد عناق وقبلات ، سألتُه :
-كيف كانت رحلتك ..؟
-ممتازة والحمد لله .. فقد بدأتُ حياتي في شارع ستين وأنهيتها في شارع ستين ..!! قال مقهقها ..
-كيف؟ تسائلتُ..
- لقد أسكنوني في شارع اسمه شارع الستين ..!! أجابني
انفجرتُ ضاحكا ، كما لم أضحك من قبل ..
وشارع ستين ، والذي بدأ الشيخ به حياته كشاب مراهق ، هو شارع في مدينة يافا ، سكنه الشباب العرب من أهل قريتي وغيرها، الذين عملوا في مدينة تل أبيب، في كل عمل سانح حينها ، وأغلبهم عمل في "العتالة"، أي نقل حجارة طوب البناء الى الطوابق العليا ، وذلك مقابل أجر معلوم.. وهو عمل شاق جدا ويتطلب قوة وجلدا وكان أخواي الكبيران من هؤلاء العتالين .. ويقع الشارع في حي هجره سكانه العرب عام 1948 .
وهو الى ذلك ، شارعٌ زاولت فيه ومن خلاله بائعات الجنس "تجارتهن"، وعلى ذمة بعض الزبائن ومنهم الشيخ فتحي طبعا، كانت أغلبية هاته الفتيات من أصول شرقية ..
ولأن هؤلاء العمال كانوا يعودون الى بيوتهم مرة كل اسبوعين أو أكثر فقد ازدهرت تجارة الجنس في ذلك الشارع ، وقصده الرجال والشباب يهودا وعربا . مما أدى الى اكتساب شارع ستين شهرة تفوق شهرة أي شارع آخر .. واصبح يستعمل ككناية عن الذهاب الى "الشرموطات" ، في لغة أولئك العمال البسطاء والكادحين كدحا من أجل لقمة العيش .
كان هذا قبل ان يتوب الشيخ بفترة طويلة .. وها هي الأيام تمر، وبعد انقضاء عشرات السنين ، يعود الشيخ للالتقاء بشارع الستين ، ولكن بشكل مناقض كليا للقاءه الأول .
تذكرتُ هذه القصة بعد سماع المتحدث بإسم رئيسة الوزراء البريطانية ، والذي علّق على خطاب كيري بالقول ، بأن المشكلة الفلسطينية ليست مشكلة الاستيطان..!!
وهكذا يُكرر التاريخ نفسه بسخرية شديدة ، فاللقاء الأول للشعب الفلسطيني مع بريطانيا كان "وعد بلفور" الذي أدى الى تشريد وتهجير الشعب الفلسطيني ، ويتجدد اللقاء مع السيدة تيريزا ، بقول المتحدث الرسمي ، بأن الاستيطان ليس هو المشكلة ..
الله يرحم عظامك يا شيخ فتحي ..!!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حالة الغضب ..!!
- هار مجيدون أو قرية اللجون .
- وددتُ لو كنتُ مستوطنا ..!!
- قائدة ثورة جهاد النكاح ...!!
- بهلوانيات كلامية .
- لا فنون ولا جنون ..!!
- فاعلة الخير، سراً..
- إسرائيل : الدين والدولة .
- أخبار قصيرة جدا.. دون تعليق ..
- التيه في الذات
- كاسترو ..
- المرأة في مرمى ألنار ..
- الادب النسائي
- لروح ألفتاة التي -قررت- أن تستريح ..
- دفاعا عن حرية المُعتقد ..
- ترامب واستطلاعات الرأي..
- زوّجتُكَ وأنكحتُك ..
- على غير العادة.
- ليبرمان وعُقدة أم الفحم .
- الكتابة كعلاج ذاتي ..!!!


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسن محاجنة - الشيخ فتحي وتيريزا ماي ..