أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - شارع القبط3














المزيد.....

شارع القبط3


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5388 - 2016 / 12 / 31 - 11:15
المحور: الادب والفن
    


تراقبه هيلانة وهو يخرج من داره على عجل رغم علمها انه مهموم من عمله بجمع الضرائب .يكره عمله تعجبت من هذا بعد ان تزوجته بسنوات .الا يعلم انه محظوظ كثير من ابناء القبط يريد الحصول على منصب وان يترفع فى عمله وهو من عائلة تسلمت العمل واورثته له .كانت ابة دباغ لم تنسى هذا قط وهى تستقبل زوجات اخوتها فى دارها يساعدن فى اعمال الدار وهى تخصص لهن فى نهاية كل شهر حصة من الغلال .تعرف ان اليوم سيقدمن والبكاء فزوجها دقيق فى عمله ،لكنه لا يقبل التفرقه برغم انه يكره جمع الضرائب على الفقراء لكنه لا يستطيع الا يجمعها ،تشعر ان زوجها ربما يترقى ويصير كبير المباشريين اليوم هناك حظ اكبر كليبر ليس كبونابرته وتلك الايام ليست مثل ايام المملوك لكنه لايستمع يترقب الفرصة ليغادر ويراقبه بحره من بعيدا لا يهتم بان يصير غلامه مثله لكنها تفعل .هو لا يعرف كيف تكون حزين خائف ربما لم يمسه خوف مثلما عرفته هى ابنة الدباغ انه نوع خاص ونادر يمسهم هم فقط بينما هو يخاف من الا يكون دقيقا من سماع التذمر بين عموم الناس ،يخشى ان يكون مخطأ ،كانت تخشى هى الغد تسمع تنهدات الدباغ الحزين فى المساء تراقب امها وهى تحصر الطعام المتبقى فى الدار .ليس هذا فحسب بل تخاف من الثورات من هجوم الغوغاء من حرق البيوت من التنقل من البيوت لاخرى فهى بعمرها لم تستطع ان تحب دار اوان تخلص اليها او تتذكرها بكونها دارها الوحيدة ،انها لا تعمل فى اى دار سكنت فيها فحسب بل تتركها للغد ربما تغادر تراقب من ياتى ويرحل على دكان زوجها الذى عمل فيه صبيا من قبل لدى الدباغ العجوز يواقيم ولولا انه مات دون ولد او وريث لما اعطاها له الان وصار صبيا لاخريين لكن هذا لم يجعلها تتوقف عن الخوف من الموت.. هل تخافين الموت يا ام هيلانة ؟رفعت راسها تنظر لزوجة اخيها تنهدت وردت :لا لما اخاف منه على الاقل ساقابل البتول ولكن اذا عشت الغد دون طعام او ماذا لو رحلنا من جديد ..امى كان لديها دار ..امى كانت مباركة .
كان يوزع اوامره على المباشرين ويتابع حركة جمع الضرائب .ماذا فعل به كليبر؟لو كان ساوى بين الجميع فى الضرائب لاول مرة يشعر بالخوف من عدم جمعه ضرائب من ذمى مثله ويستمع لتمتماته بالسخط عليه وانه نجس ..لكنه راها من الجميع الان ..راقب دكاكين تغلق من جديد ستعود الفتنة سمعها باذنه ولكن كيف يوقفها ؟ليس هو من يصدر الامر ماذا يطلبون منه ان يفعل ؟ليت كان الامر بيده لعاد لجمع الضرائب من الجميع ..زفر وهو يتذكر تلك الليلة التى كاد ان يهرب فيها كان قد عرف طريقة الى البحر وراقب تلك السفينة التى ستغادر الى الناحية الاخرى من العالم ..يعرفها ربانها وبحارتها فردا تلو الاخرى ..ربما سيغضب منه الربان عندما يكتشف وجوده ولكن لا باس يكفيه ان سيطوف البحار سيكون مثل هذا السندباد الذى تحدث عنه البحاره لا يعرف ان كان قائد للبحار حقا ام انها حكاية مثل حكايات جدته التى مل منها فورا ان عرف انها ليست حقيقة ..
تلك الليلة التى قرر فيها الرحيل هى الليلة الحقيقة التى واجه فيها الخوف للمرة الاولى بلا منازع الخوف الذى سمعه كثيرا على الالسنه منذ صغره لكنه كان يقفز من مكان لاخر يصرخ فى الصباح والليل لا يخشى العقاب ..حتى عندما قالوا ان به روحا نجسة هى من تجعله غير مطيع لابيه وتلك المياه الكثيرة التى خضع لها اثناء غمره بها من يد الكاهن تلك المياة المصلى عليها صلاته المقدسة كى تطهره وتصرف عنه الروح النجس الصليب الخشبى الذى رفع ووضع على راسه بينما يد امة تثبت كتفيه حتى لا يهرب من تحت يد الكاهن وهو يخرج الملتبس منه ..ذلك الحنوط الذى وضع على جبهته ورشم به ثلاث مرات على جبهته ومعصمه وصدره حنوط ذلك الراهب الشهيد الذى قتل فى احدى الثورات فى عهد الممملوك وبالصدفه عثروا على جثمانه وقاموا بدفنه ..فى زمنا بعيدا كانت تخضع تلك الاجساد للدفن بطريقة واحدة محفوظة بعيدا عن الاعين حافظة للاكبر عدد منها على يد يوليوس الاقفهصى لكن احدا لا يريد المجازفة الان لانهم جميعا تعرفوا على الخوف فى ليالى مختلفة ولاسباب كثيرة ..وحتى عندما راى تلك الرسمة على جدرا الكنيسة لتلك الجمجمة الملقاه تحت الصليب قيل له انها الشيطان لم يعرف ما هو الشيطان من قبل لكنه عرفه من تلك الرسمة فقط نظر له طويلا وجده قليلا مجرد وجه ليس له جسد ملقى على الارض فلما هو مخيف اذا لكن امه امرته بالصمت لكى يستمع الى الصلوات المقدسة ..انه الشيطان من جعل يتراجع تلك الليلة عن المغادرة رددها فى عقله كثيرا ربما لو لم يستمع الى صوته الذى تردد فى اذنه وتلك الصور التى جعله يراها فى عقله وابيه الذى يموت كمدا ..ربما لو انجب ابيه صبيا اخر سواه..انه الشيطان الخوف الذى ملكه وعاد من ليلتها يزوره من حين لاخر ينغص عليه مضجعه ويوقظه يفكر كم صبيا سيحتاج ؟ ولكن هل يضمن ان يبقى الفرنسوية عليه فى عمله لقد سمع الهمس انها مسألة وقت مثلما قال بونابرته وسيقيله من عمله وحينها ربما لن يجد غلته وتلك المراة التى الى جواره الى اين سترحل ؟ فكر فى البحر شعر بالراحة لثوان فكر حينها سيذهب الى البحر دون ان يسأله احدا ..ولكن ماذا عن الصبيه هل نسى الصغيرة انه لايراها كثيرا لكنه يراقب ركضها فى الدار .



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارع القبط2
- شارع القبط1
- نبية5
- الكسندرونا8
- نبية4
- الكسندرونا7
- نبية3
- الكسندرونا6
- نبية2
- انفوشى
- الكسندرونا5
- نبية1
- الكسندرونا4
- الكسندرونا3
- ايام الكرمة36
- ايام الكرمة35
- ايام الكرمة34
- ايام الكرمة33
- ميراث كراهية المراة
- انتظر عودة


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - شارع القبط3