أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشال شماس - من هو الخائن..؟














المزيد.....

من هو الخائن..؟


ميشال شماس

الحوار المتمدن-العدد: 1424 - 2006 / 1 / 8 - 10:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سألني صديقٌ لي عن رأيي بما قاله " الخائن" ، وأدركت أنه يقصد عبد الحليم خدام ، إلا أنني تعمدت تجاهل قصده من السؤال ، وأجبته بسؤال : عن أي خائن تسأل ؟! فاستغرب صديقي سؤالي هذا ، ورد عليّ مندهشاً بجملة من التساؤلات : " ليش في غير عبد الحليم خدام .. ألم تسمع ردود الأفعال على حديثه الذي بثته قناة العربية..؟ .. ألم ترى كيف رد أعضاء مجلس الشعب عليه وطالبوا بفتح ملفه الفاسد و محاكمته بتهمة خيانة الوطن والحزب ، وهو الذي سرق ونهب أموال الشعب والدولة ، وأولاده قد أدخلوا النفايات النووية ودفنوها في البادية السورية ولازالت أثارها حتى الآن على الإنسان والحيوان والنبات ، وفعلوا وفعل كذا وكذا بحق الوطن ..؟!
قلت لصديقي : نعم عرفت ذلك الآن من خلال مداخلات السادة أعضاء مجلس الشعب، ولكنني أرى الأمر غير ما تراه أنت ، فماورد في حديث خدام لقناة العربية أعتبره الآن انقلاباً على النظام الذي كان جزء منه طيلة أكثر من ثلاثة عقود ، أما خيانته للوطن والشعب فلم تبدأ الآن ، وإنما بدأت منذ أن امتدت يده لأول مرة إلى المال العام ..
فيا صديقي تصور لو أن خدام بقي صامتاً ولم يصرح ما صرح به لقناة العربية أو غيرها، هل كنا قرأنا عشرات المقالات والتعليقات والتصريحات لكتاب ومسؤولين حاليين وسابقين التي تحدثت عن بشاعة وفساد هذا الرجل..؟ وهل كنا سمعنا ما سمعناه من نعوت وأوصاف تخدش أذن سامعها، أطلقها عليه أعضاء مجلس الشعب في مداخلاتهم العصماء ، وهل كان مجلس الشعب تجرأ على التصويت بالإجماع على محاكمة عبد الحليم خدام فيما لو مازال خدام في البلاد، وبقي صامتاً.؟ وهل كنا سمعنا بقصة دفن النفايات النووية في البادية السورية ؟
صمت صديقي قليلاً ثم سألني مرة أخرى ماذا تقصد بكلامك هذا..؟ هل تريد أن تبرر تصرفات ذلك العبد..؟
أجبته: معاذ الله أن أكون كذلك .! ولكنني أردت بقولي هذا أن أسلط الضوء على أن بعض الأفراد والمسؤولين السابقين والحاليين وأولادهم فعلوا ومازال بعضهم يفعل كما فعل خدام وأولاده، سرقوا ونهبوا المال العام وشيدوا قصوراً ومزارع وفتحوا حسابات في البنوك الأجنبية..فهل نسكت عنهم وعن تصرفاتهم وأفعالهم التي يطالها القانون ، طالما أنهم مازالوا على ولائهم للنظام ، ولم يهربوا إلى خارج البلاد..؟
هذا الحوار دفعني إلى طرح السؤال الكبير " من هو الخائن..؟" وهل صفة الخيانة يمكن أن نطلقها هكذا على أي شخص متى نريد وفي أي وقت نشاء ..؟
فالمشرع السوري تحدث عن الخيانة وعاقب عليها بشدة تبدأ بعقوبة الاعتقال المؤقت وتصل حتى الإعدام. ووضع معايير محددة للخيانة وردت في المواد 263 وحتى المادة 270 من قانون العقوبات وتلك المواد اعتبرت الخائن : ( هو كل سوري حمل السلاح على سورية في صفوف العدو، أو ساعد العدو على فوز قواته ، أو حرض دولة أجنبية على مباشرة العدوان على سورية ، أو شل قدرة البلاد على الدفاع ، أو حاول اقتطاع جزء من الأراضي السورية لمصلحة دولة أجنبية ، أو قدم مأوى أو أية مساعدة للجواسيس وجنود العدو أوسهل فرار أسرى الحرب).
ولكن ماذا نقول عن الأشخاص الذين ارتشوا ومازالوا يرتشون ويستغلون مناصبهم ونفوذهم ويعقدون الصفقات ، ويتسترون على المخالفات، ويعطلون سيادة القانون والأحكام القضائية،ويقلبون الحق لباطل، والباطل لحق، وينهبون ويسرقون أموال الدولة والشعب ، ويضعونها في البنوك الأجنبية. ؟
أليس من يستغل منصبه ونفوذه ، على حساب سيادة القانون وسلطة القضاء والعدالة ، كمن يزعزع سلطة الدولة ويقلل من هيبتها ويضعف الثقة فيها.
أليست سرقة المال العام إضعاف لقدرة الشعب والدولة على التطور والتقدم ، وإضعاف بالتالي لقدرة الدولة على الصمود بوجه التحديات والمصاعب التي تواجهها ؟!
أليست الرشوة إفساد للمجتمع وتخريب لعقول الناس وشراء لضمائرها، وإضعاف للدولة وشل قدرتها على معالجة الأزمات التي قد تتعرض لها وإضعاف للروح الوطنية..؟
أليس الغش والتلاعب خاصة في المواد الغذائية ومواد البناء ، يؤدي إلى إلحاق الأذى بالناس والضرر بأموالهم وما يترتب على ذلك من إضعاف الثقة بالدولة ومؤسساتها.
ألا يستوي في الخيانة ذلك الشخص الذي يحمل السلاح على بلاده في صفوف العدو أو يحرض دولة أجنبية على الاعتداء على سورية أو يعمل على شل قدرة البلاد الدفاعية ، مع أولئك الأشخاص اللذين يغشون في المواد الغذائية ومواد البناء والذين يستغلون مناصبهم في نهب وسرقة المال العام وقوت الشعب ويضعون أموالهم في البنوك الأجنبية ويستثمرون فيها مشاريع وأعمال تعود بالنفع على الدول الأجنبية وإسرائيل أيضاً التي تستفيد مرتين من تلك الأموال، أولا من خلال القروض والمساعدات التي تمنحها لها تلك الدول، وثانياً من خلال الاستمرار بتهريب الأموال الوطنية التي تؤدي بدورها إلى إضعاف عملة الدولة وزعزعة اقتصادها وإيقاف عجلة التنمية فيها وعجزها في النهاية عن مجابهة الأخطار التي قد تتعرض لها .
لذلك ولما تقدم وطالما أن بعض السادة أعضاء مجلس الشعب قد تجرأ في الجلسة الشهيرة لمجلس الشعب التي انعقدت نهاية العام الماضي وطالب بفتح ملفات الفساد ، فإنني أقترح عليهم تعديل قانون العقوبات لجهة التشدد في معاقبة المسؤولين وأصحاب النفوذ والموظفين الكبار الذين سرقوا المال العام، أو عطلوا سيادة القانون، أو عطلوا تنفيذ الأحكام القضائية، أو استغلوا مناصبهم ونفوذهم في عقد الصفقات المشبوهة، أو تستروا على المخالفات والجرائم ، وكل من غش في صناعة المواد الغذائية ومواد البناء والأدوية، وجعل العقوبة في حدها الأدنى الأشغال الشاقة المؤبدة مع مصادرة أموال وممتلكات مرتكب الجرم وزوجاته وأولاده ، وعدم شمول الجرم بالتقادم أو بالعفو، واعتبار ذلك عمل من أعمال الخيانة .
دمشق في 7/1/2006



#ميشال_شماس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين الحاجة يتذكرون شعوبهم
- ميليس وخيار التحقيق في التحقيق
- حزب البعث والحرص على الدستور في سوريا
- مخاطر القرار 1636على سورية
- هل ينطلق الإصلاح من تحت الضغوط؟!


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشال شماس - من هو الخائن..؟