أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد خيري الحيدر - أمنية لعامٍ جديد














المزيد.....

أمنية لعامٍ جديد


حامد خيري الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 5387 - 2016 / 12 / 30 - 08:11
المحور: الادب والفن
    


لم يبق سوى القليل ليغادرنا الى غير رجعة عام 2016 بقلة مسراته وكثرة آهاته وآلامه وحسراته، ليأتي عام جديد لانعرف شيئاً عما يخبئه لنا القدر فيه، وأن بدت كل المؤشرات تدل على أنه لن يكون أفضل من سابقه، هذا أن لم يكن أكثر سوءً... وفي هذا الوقت يبدأ كل أنسان يفكر مع نفسه ويتساءل ماذا تغير من حياته، وماذا عساه أن يتمنى ليغير شيئاً منها... فهل هناك من أمنيات جديدة يمكن أن تضع نكهة على تلك الحياة الرتيبة المملة وتنقلها من حال الى آخر أفضل... ذلك بعد أن ملّ الجميع أمنيات جداتنا الطيبات (رحمهن الله) اللواتي لم يعرفن في أزمانهن سوى البساطة والحنين والمحبة.. تلك الأمنيات التي نعيدها كل عام، وأعني بها تلك الأسطوانة المشروخة، أو الثالوث الأزلي (الصحة.. السعادة.. طول العمر) والتي لم يعد يجدي نفعا ً تكرارها.. بعد أن صارت ممجوجة من مطليقها ومُتلقيها على حدٍ سَواء، لتصبح نوعا من الرياء على أنفسنا. ويكفي أن نسمع الأخبار المؤلمة اليومية عن وطننا الصابر الجريح و ما آل اليه حاله لنعرف ماذا تحقق من تلكم الأمنيات... بعد أن غدا شعب الرافدين العزيز الكريم مُنقسماً، بين مهاجر ومسافر ولاجئ، يطرقون أبواب دول العالم الصماء عّلها تجود عليهم بنفحة أمان وكرامة عيش.. وآخرين لا زالوا صابرين صامدين في أرض الوطن محاصرين بين تخلف داعر وناهش وموت بمخالب داعش.. أولئك الذين لا أجرء على التطرق لما يجول في فكرهم من أمنيات.. فالحديث عن ذلك ثقيل ويطول، بعد أن أصبح كل شيء هناك ذاهب الى أفول.. فبعد أن كانت لاتعد ولا تحصى أمانيهم غدت لا تتعدى طموحات أنسان العصر الحجري في الحصول على أبسط مُقومات حياتهم كبشر... أقول ذلك وأنا أتذكر أمنيات الماضي الجميل المليئة بالتفاؤل حين تستقبل العوائل مجتمعة فرحة العام الجديد، تملئ قلوبهم وعيونهم الآمال والأحلام.. (أيجاد شريك أو شريكة العمر)، (التخرج بتفوق)، (الرزق بأطفال)، (إقامة المشاريع الناجحة).. وغيرها الكثير الكثير من أمنيات الأنسان التي تفتح له آفاق المُستقبل وتمهد لحياته أيام أجمل... أتذكر تلك الأمنيات لأرى أين نحن منها اليوم وهاجس القلق من قادم الأيام يلاحقنا كظلنا أينما نقلنا حلنا وترحالنا..... لكن رغم كل هذا وذاك يبقى الأمل... هذا القديم، الجديد والمُتجدد، هو كل ما تبقى لدينا بعد كل الذي فقدناه. الأمل الذي نجده يتردد مع صرخة طفل وليد تهزّ صرخته سكون الظلام، أو مع (هلهولة) أم حنون تزف أبنتها لحياتها الجديدة، أو مع ضحكة شاب وسيم يمسك بيده شهادة تخرجه الجامعية حالماً بغدٍ مشرق وضّاء... فليكن أذاً الأمل هو أمنيتنا، وهو سلاحنا الأقوى والأمضى لكسب أحلامنا وجمال أيامنا.. فبه فقط نبقى وتبقى الحياة.... وأجمل ما نستذكره هنا، تلك الكلمات الرائعات للشاعر الخالد ناظم حكمت حين يقول....
أجمل البحار
هو البحر الذي لم نذهب اليه بعد
وأجمل الأطفال
هم الذين لم يكبروا بعد
وأجمل الأيام
هي تلك التي في انتظارنا
وأجمل القصائد
هي التي لم أكتبها لك بعد
يا صغيري
يا صغيرتي
أمنياتي الطيبة الصادقة لجميع أبناء شعب العراق العظيم .. أن يكون العام الجديد.. عام محبةً وهناء.. عام بسمات لا بكاء.. عام خالٍ من الألم مليء بالأمل



#حامد_خيري_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام سعيد غربتي
- المهن والحرف في العراق القديم
- الخمور والحانات في العراق القديم
- عند أسوار بابل ...... قصة من خيال بلاد ما بين النهرين القديم ...
- حيرة كًلكًامش
- بين المعبد والماخور ...... قصة من خيال بلاد ما بين النهرين ا ...
- المرأة في العراق القديم
- ممارسات مجرمي شباط الأسود بحق الآثاريين العراقيين
- مجاديف ضائعة ...... قصة من خيال بلاد ما بين النهرين القديمة
- متاعب مهنة
- السِوار ...... قصة من خيال بلاد ما بين النهرين القديمة
- الأسرة في المجتمع العراقي القديم
- طبيعة المجتمع العراقي القديم
- فلسفة الثورة في الفكر العراقي القديم (القسم الثاني)
- فلسفة الثورة في الفكر العراقي القديم (القسم الأول)
- تمنينة من الوكت ... قصيدة شعبية
- أيظل العراقيون ينوحون تُموز؟
- نقوش من وحي الظلام ...... قصة من خيال بلاد ما بين النهرين ال ...
- المدارس ونظام التعليم في العراق القديم
- 14 تموز ... يوم أنتصر أبناء سومر


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد خيري الحيدر - أمنية لعامٍ جديد