أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى العبيدي - أحداث 2016 تكشف عمق أزمة النظام الرأسمالي العالمي














المزيد.....

أحداث 2016 تكشف عمق أزمة النظام الرأسمالي العالمي


مرتضى العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5386 - 2016 / 12 / 29 - 13:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا كانت الأسابيع الأخيرة من السنة التي تشرف على نهايتها حملت في طيّاتها بعض الأحداث التي يمكن اعتبارها في صالح الشعوب وبالأخصّ منها ما تعلّق بدحر جحافل الظلام في حلب، فإنّ السنة في مجملها كانت أكثر قساوة وأكثر دموية على الطبقات والفئات الشعبية في مجمل أنحاء العالم.
ففي إفريقيا والتي استهلت السنة بالعملية الإرهابية التي نفذها يوم 15 جانفي إرهابيو ما يسمّى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي في بوركينا فاسو والتي أودت بحياة 29 شخصا من أهالي البلد ومن الأجانب، والتي مات فيها الكثير من المواطنين في مواقع متعددة جرّاء الحرب التخريبية التي تشنها الفصائل الإرهابية بمختلف مسمياتها، فإنه يجب الإشارة إلى أن الحروب ليست هي الوحيدة التي تقتل، بل إن "تطبيق الديمقراطية على الطريقة الإفريقية" يمكن أن يكون أيضا مصدر موت. وهو ما يحصل اليوم في كل من غامبيا التي تحبس أنفاسها في انتظار ما ستفضي إليه المعركة بين الشعب ورئيسه الذي هُزم في انتخابات ديمقراطية لم يعترف بنتائجها وتشبث بالكرسي الذي اعتلاه منذ 26 سنة على إثر انقلاب عسكري. والأمر نفسه يتكرّر في جمهورية الكونغو "الديمقراطية" التي تمّ تأجيل الانتخابات بها لإيجاد مخرج دستوري يسمح للرئيس المنتهية ولايته جوزيف كابيلا بالترشح مجددا رغم "أنف" الدستور. وقد أسفر بعد هذا التمديد القسري عن بعض عشرات من القتلى في المواجهات التي قابلت أنصار الرئيس بخصومه.
أمّا في أوروبا، فلم تكن الأمور بأحسن حال، إذ أن سياسات حكامها العدوانية والتوسعية جعلت بعض بلدانها كفرنسا وبلجيكا وألمانيا عرضة للإرهاب، ممّا زاد في تعميق الأزمة التي هي مستفحلة أصلا وأحدث ردود فعل شعبية لم يكن الساسة ينتظرونها. ولعل أهمها تصويت الشعب البريطاني لصالح "البريكسيت" أي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وما سبّبه وسيسبّبه من إعادة للتوازنات في هذا الفضاء المأزوم. أضف إليه ما حصل في إيطاليا من تصويت ضدّ الإصلاحات الدستورية التي أراد رئيس الحكومة "ماتيو رنزي" إدخالها والتي من شأنها أن تمكّن السلطة التنفيذية من صلاحيات جديدة تجعلها تتغوّل على بقية السلط. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أزمة الحكم في اسبانيا التي اضطرت إلى تنظيم انتخابات عامّة مرتين في ظرف ستة أشهر لاستحالة فوز أي حزب أو تحالف حزبي بالأغلبية المطلقة التي تمكّنه من الحكم، وكذلك الأزمة المتواصلة باليونان والتي أدّت بالقوى النقابية والسياسية إلى تنظيم أكثر من إضراب عام، يمكننا القول إنّ هذه القارّة تعاني هي الأخرى من المأزق التي أوصلتها إليه سياسات "التقشف" النيوليبرالية التي أتت على الأخضر واليابس واستهلكت كل ما تمّ تكديسه خلال سنوات الرخاء.
أمّا في أمريكا اللاتينية والتي لم تسلم يوما من التدخل الإمبريالي الأمريكي، فإنّ معظم بلدانها، رغم ما تزخر به من خيرات، تواجه أزمة مستفحلة ومتواصلة تفتح الأبواب على مصراعيها أمام القوى البورجوازية العميلة لزعزعة استقرارها والإطاحة بكل الأشكال بالأنظمة التي تجرّأت على الوقوف في وجه "العم سام"، وهو ما حصل في البرازيل بما سُمّي بالانقلاب الدستوري الذي أطاح بالرئيسة المنتخبة "ديلما روسيف" ليتمّ تعويضها بشخص تحوم حوله وحول حزبه شبهات فساد أقرّ القضاء الكثير منها. وهو ما يحصل كذلك في فنزويلا حيث خسر الحزب الاشتراكي الموحد الحاكم (حزب هوغو شافيز) الانتخابات التشريعية وما انفكت البورجوازية العميلة تعمل على كسب معركة سحب الثقة من الرئيس مادورو.
ورغم كل ما يجري في شتى أصقاع العالم، تبقى منطقة الشرق الأدنى والأوسط، نظرا لموقعها الجيو استراتيجي، الميدان الرئيسي الذي تتجلى فيه التناقضات الأساسية التي تحكم العالم، وعلى رأسها التناقض بين الشعوب من جهة والقوى الامبريالية وعملائها من جهة أخرى. فبالرغم من مرور قرن كامل على إبرام اتفاقية سايكس بيكو سيئة الصيت، مازالت المنطقة تعيش على ما خطّطه لها عتاة الامبرياليين من تقسيم بخلق كيانات مشوّهة وقابلة للانفجار ومزيد التفتيت كلما تم تأجيج النعرات العرقية والطائفية والدينية فيما بين شعوبها حتى تبقى وإلى الأبد عاجزة على الاستفادة من الثروات التي تزخر بها أراضيها. وما يجري اليوم في سوريا ولبنان واليمن وليبيا وتركيا خير دليل على ذلك.
لقد شهد العام المنقضي احتدادا للصراعات على جميع هذه الواجهات، ولم تسلم من نيرانها حتى الدول التي كانت تقتنص الفرصة للاستفادة من هذا الوضع الكارثي، وخاصة منها تركيا التي برزت خلال السنوات الخمس الأخيرة بمساندتها اللامشروطة للجماعات الإرهابية الناشطة على التراب السوري. واستغلت انشغال العالم بهذه الواجهة لتنفرد هي بالشعب الكردي لإخضاعه نهائيا لسلطانها، فلم تحقق أيّ من الهدفين رغم ما أتته من بطش بالشعب الكردي والتركي على السواء، بالقمع المادي والتضييق على الحريات وإيداع آلاف المواطنين في سجون النظام. بل إنها خسرت ماء الوجه على كل الواجهات: فلا هي أرضت الجماعات الإرهابية التي أصبحت تمارس معها الابتزاز، ولا أرضت شعبها الذي عبّر أكثر من مرّة على رفضه للسياسة العدوانية تجاه شعوب المنطقة التي يمارسها نظام أردوغان، وخسرت في النهاية حتى حلفائها الغربيين الذين أوكلوا إليها جميع المهمات القذرة.
لكن قتامة المشهد لا يجب أن تغيّب عنا نهوض الشعوب للنضال من أجل قضايا التحرّر والعيش الكريم. فما من يوم مرّ خلال السنة المنقضية إلا وحمل معه أصداء نضالات خاضتها الطبقة العاملة وعموم الكادحين وأعداد متزايدة من الشباب، يكفي أن نذكر منها ملحمة الطبقة العاملة الفرنسية في رفضها لتعديل مدوّنة الشغل أو الإضرابات العامّة التي شهدتها اليونان رفضا لسياسات التفشف المدمّرة وإضراب عمّال الهند في غرّة سبتمبر الماضي والذي شارك فيه 150 مليون عامل.



#مرتضى_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا وراء اغتيال السفير الروسي في أنقرة؟
- ما الجدوى من مواصلة تنظيم انتخابات رئاسية في البلدان الإفريق ...
- قراءات جديدة لمعركة بنزرت في العدد الأخير ل-الفكرية-
- مانديلا، أيقونة المقاومة والصمود في القرن العشرين *
- هل ستقضي نتائج استفتاء 4 ديسمبر في إيطاليا على أحلام رئيس حك ...
- اليمين الفرنسي ينظم صفوفه استعدادا لانتخابات 2017
- هل ستتغيّر السياسات الأمريكية بصعود دونالد ترامب؟
- حملة النهج الديمقراطي تكشف الوجه الحقيقي لمهزلة الانتخابات ف ...
- ما الذي يعيق توحّد اليسار في تونس؟*
- النهج الديمقراطي على طريق تأسيس الحزب المستقل للطبقة العاملة ...
- ماذا يعني فوز حركة النجوم الخمسة برئاسة بلديتي روما وتورينو ...
- من المستفيد من الانتخابات المُعادة في اسبانيا؟
- قراءة في كتاب حسين الرحيلي -الاقتصاد التونسي بين فشل الساسة ...
- ماذا يجري في جمهوريات يوغسلافيا السابقة؟
- تاريخ الحركة النقابية التونسية بين قراءات المؤرخين وقراءات ا ...
- هل انتهى الإفلات من العقاب في جرائم التعذيب والجرائم ضد الإن ...
- إفريقيا حبلى بثورة ديمقراطية معادية للامبريالية وللرجعية وال ...
- النضال ضد الانتهازية ، شرط لانتصار قضية البروليتاريا
- هل يساعد الانقلاب على ديلما روسيف البرازيل في الخروج من أزمت ...
- الكتابة السجنية، كتابة ضدّ النسيان


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى العبيدي - أحداث 2016 تكشف عمق أزمة النظام الرأسمالي العالمي