أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - شارع القبط2














المزيد.....

شارع القبط2


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5386 - 2016 / 12 / 29 - 09:45
المحور: الادب والفن
    


تنهدت ام يوسف فى فرح بينما تمتم ربنا يلطف
استيقظ صادق ليجد ان يوسف وعبدالمسيح محبوسان معه فى الدار وتلك المرة الاولى حتى وهو يسمع الناس فى الشوارع يتحدثون ان هناك فرنسوين قادمين بعد ان انتصروا على العثمانلى ولكن لم يسبق ان امر ابيه بان يجلسوا فى البداية تعجب ثم بدأ السرور يدخل الى قلبه هل سيحبسان مثله فى مقعدهما ..لن يشاهدا الشمس اليوم وسيتناولان الطعام بمفردهما فكر ان يجلس معهما هل سيتحدثان اليه،او على الاقل سيتحدثان امامه مر وقت طويل منذ ان شاهدهما يتحدثان كانا كانهام غريبين ممن ياتون الى مضيفة ابيهم للمبيت اغراب رحل يتناولان الضيافه او النوم والغد ومع شروق الشمس يذهبا كانا مثلهم فبعد ان يرحلا صباحا لا يعودا الى فى المساء صامتين قليل هو صوتهم ..لكنه يعرف انهما ليس مثل الغرباء ولكنهما ليسا اصدقاء فلا حديث بينهم سوى الطعام او حاضر يا ابى امرك ..
يقولون اننا من ادخلنا الفرنسوية الى هنا وفرحنا بطرد المملوك والعثمانى عن هنا كل هذا حدث لان ابيك ذهب لبونابرت اشاح عبدالمسيح بوجه غاضبا
كان طلب المعلم الجوهرى وابيك لم يعتد الرفض ثم انه كبيرنا وهو صوتنا هناك وبونابرته طلب ان يقابلنا لسنا نحن من طلب هذا والجميع يعلم اننا لم ندخل احدا وكلانا لم يحمل بعمره سلاح اما عصا ابيك فالكل يحمل عصاته وابيك لم يرفعها سوى فى وجه اللصوص اجاب يوسف بتانيب
كان صادق يجلس امامها فى مقعده تنتقل عينيه بينهما يراقبهما لم يعرف انهما يصرخان من قبل ..
واصبح لدينا الان قال عبدالمسيح
ماذا تقصد عن ذلك الفرس الذى قمت بشرائه انت منذ متى نشترى الاحصنه ابيك لم يحب قط اكثر من عربته وحماره الذى بدا به قبل ان يصبح له دكاكين وصبيان ..بحصانك هذا تسود وجه ابيك امام بقيه الاعيان فالفرنسوية هم من سمحوا لنا به ومالفارق ان ادخلناهم ام لا فالكل غاضب علينا الان خفض يوسف صوته وكانه يحدث نفسه الان ..هو ايضا خائف عرف الخوف قريبا وكان هذا فى منتصف الليل ليلة باردة تسلل فيها خارج الدار كان يحب شرب النبيذ واراد منه المزيد فى تلك الغرفة البعيدة حيث يتسلل كل من مثله ليلا كان منسى صاحبها لا يفتح سوى ليلا ويغلق قبل الفجر بقليل قبل ان يستيقظ المصليين كان يتباهى ان بامكانه شرب المزيد دوما دون ان يرى خيال ظل يرقص من خلفه مثل البقية ولا يصدر بفمه صوت ضجيج واحدلكنه نكث بكل وعوده تلك الليلة التى ظهر له فيها شبحان كانا اطول كثيرا من طول انسان جعلاه يرتجف قبل ان ينصت ركض لهث مثل المجنون ضرب بقدميه باب داره الكبير وركض صوب مقعده ،تدثر بالغطاء حتى تاكد انهما ذهبا .حينها عرف الخوف للمرة الاولى منذ سنوات وشعر بالشؤم اذا عاد لهذا المكان من جديد صار النبيذ خاص لمقعده دون خوف .
كان هرمينا هو اكثر من يمقت الاستيقاظ تلك الايام تمنى لو ان الرب ينهى حياته مساءا وياخذ روحه لديه تمنى لو ينعم بلحظة يرى فيها القديسين والشهداء السابقين مثلما يقول ابونا استفانوس لهم دائماوالا يعود الى الارض مرة اخرى لكنه يفتح عينيه من جديد كانت حنة تخبره بانه صليبه وعليه ان يحتمل مثلما فعل السابقين من قبله كل هذا اختبار على الارض الفانية عليه اجتيازه ليحظى بالملكوت فى اورشليم السماوية .لكن ضاق ذرعا بالاتهامات ولم يعد يحتمل ورث كونه مباشر من كبار الموظفين ابا عن جد منذ صغره تعلم الحساب ولان والده جرجس صار كبير المباشريين كان عليه تجهيز ولده جيدا حتى يكمل عمل والده ..لايكره الناس اكثر من جامعى الضرائب خاصة للمملوك لكنه لا يستطيع الرفض والا تحمل العقاب وضاعف عليه المال مثلما حدث من قبل ولكن اشتهر بالدقة فلم يكن يخطىء فى حساب وكان هذا مصدر فخرا تعود على المملوك ،تعود على ركوب الحمار راسه عاريا حتى لو فرض عليه لون لرداء ونعله ما كان ليتحدث لقد اعتاد فحسب ..اتاه الخوف عندما علم بانهزام المماليك والعثمانين من بعد امام بونابرت رغم انه ضاعف الاتاوه المفروضة عليهم وشعور هرمينا بالراحة لذلك لكن الخوف يلازمه يفكر انه الان سيشعر بان الكل مساوى صحيح ان المفروض على امة الفبط اكثر بكثير لكن هذا افضل من ان يقال محاباه ولكن حدث ما يخشاه وزاد الخوف بكثير مما كان عليه فى البداية .حتى عندما تذمر استفان نهره لانه منذ جدوده اعتاد الضريبة كونه ذمى نعته بمن يريد احداث فتنة ..حتى لم يعد استفان صديقا له من جديد .كانت خسارة صديق امر فادحا بالنسبه اليه فلم يعد هناك جليس له لكن ذلك افضل من المحاباه وكل هذا لم ينفع لانه السنه الناس عادت لتكثر من الحديث..فى حياته لم يرفع سوطا فكيف يقولون انه يجنى عمله به ..الخوف ..سال زوجته مما يخاف المرء يا امراة؟
لم تعتد ان تحدث زوجها لكنها قالت من المرض يا سيدى هكذا اخبرونى ..كان هرمينا يتمتع بصحة وفيرة كان يحسد عليها .
اليوم فرضت ضرائب جديدة من قبل كليبر سيسمع عبارات الذم فى جسده الذى تعلم كيف ينحل بمرور الوقت .قال سيسامح لكنه ضرائبه لم تفعل .سيقود المباشرين يجمعون الضرائب لا يزال بعضهم يعانى من الضرائب السابقه كان يفحص عمله بدقة حين خطر على عقله سؤال لما لم يغادر المحروسة مثلما اراد على متن احدى السفن لما استمع لكلمة ابيه وورث عمله عن اجداده السابقين ولما يريد لولده المصير ذاته ماذا كان سيحدث له الان لو انه فقط عاش فى البحر وسكنه وطاف بين البلاد ورأى من العباد ما اراد وتاكد من تلك الجزر التى سمع عنها من البحاره القادمين من بعيدا ولم يتوقف من يومها عن الحلم ذاته فى ان يجد نفسه مرتفعا جوار الشراع يحملق فى البياض البعيد .كره العمائم وفى البداية لم يكن يشعر بسخط انها منعت عليه والان عندما سمح له بالخيل اشتاق لبغله ..

يوسف ربنا يلطف .



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارع القبط1
- نبية5
- الكسندرونا8
- نبية4
- الكسندرونا7
- نبية3
- الكسندرونا6
- نبية2
- انفوشى
- الكسندرونا5
- نبية1
- الكسندرونا4
- الكسندرونا3
- ايام الكرمة36
- ايام الكرمة35
- ايام الكرمة34
- ايام الكرمة33
- ميراث كراهية المراة
- انتظر عودة
- ايام الكرمة32


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - شارع القبط2