أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جورج كتن - ملاحظات على تقرير حزب اليسار الديمقراطي السوري - القسم الاول















المزيد.....

ملاحظات على تقرير حزب اليسار الديمقراطي السوري - القسم الاول


جورج كتن

الحوار المتمدن-العدد: 5386 - 2016 / 12 / 29 - 04:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


1- يبدأ التقرير بتفسير ينتمي لنظرية المؤامرة، فكما ان النظام يقول عن الثورة السورية انها مؤامرة كونية، يقول التقرير ان "الانظمة الدولية والعربية ردت على الثورة بتحريك صراعات طائفية لاطفاء شعار الحرية". وهو تفسير يتجاهل كليا ان الطائفية كامنة في اوساط القطاعات المتخلفة من مجتمعات الشرق ووجدت فرصتها للبروز في ضعف الانظمة القائمة امام الحراك الشعبي، واذا كان من دور ما لبعض الدول وليس كلها، مثل قطر او السعودية، فهو دور ثانوي بدعمها لقوى متخلفة، موجودة اصلا، لانها تشبهها.
التسعير الاساسي من انتاج مجتمعاتنا وليس من الخارج. فصراع السودان ليس "تسعيرا خارجيا" كما يقول التقرير، بل هو نتاج الاضطهاد القومي الممارس على الاثنيات الافريقية من قبل العرب المسلمين المهيمنين على السلطة، وهو صراع طويل ومنذ ما قبل الاستقلال وما بعده. فيما الصراع السني الشيعي قديم منذ حادثة كربلاء! كامن وممنوع من الظهور بحكم الانظمة الاستبدادية القامعة للجميع سنة وشيعة، فعندما ضعفت او سقطت عاد هذا الصراع للظهور ..
2 - اميركا لم تشجع التدخل الايراني في المنطقة العربية بالعكس هي ضد هذا التوسع، لكن تغييرها للنظام العراقي اعطى الفرصة لصعود القوى السياسية الشيعية التي سهلت للنفوذ الايراني في العراق. وبما ان اميركا معركتها الرئيسية حاليا مع المنظمات الارهابية في العراق فهي تجد في مشاركة ايران ضد الدولة الاسلامية جهد آخر يضاف للقوات العراقية لمواجهة تنظيم الدولة. علما بان لاميركا دور كبير في تقليص هذا النفوذ في العراق من خلال اشتراطها بعد سقوط الموصل ومدن اخرى عراقية بانها لن تقدم الدعم العسكري المطلوب دون تغيير حكومة نوري المالكي واستبدالها بحكومة العبادي، الاول كان تابعا كليا لايران وينفذ جميع مطاليبها فيما العبادي حليفا لها في مواجهة تنظيم الدولة دون الخضوع لها.
التغيير لم يحدث دون الاصرار الاميركي الذي يدل ان من مصلحة اميركا تقليص الدور الايراني ان لم يكن انهاؤه، علما ان ما يقوله التقرير عن "الغاء صفة الارهابي عن حزب الله" غير صحيح فما زال الحزب على قائمة الارهاب الاميركية، ويمكن العودة لقائمة ويكيبيدا للمنظمات الارهابية.
3 - اميركا لم تطلق يد النظام السوري في استخدام الاسلحة المتطورة ولكنها عملت ضمن القوانين الدولية التي تحرم الاسلحة الكيماوية مما ادى لدفع النظام لتسليم اسلحته لتدمر. واذا كان قد احتفظ بالسر ببعضها، فالمنظمات الدولية تستمر في التحقيق في ذلك. الاحتجاجات الاميركية على استخدام النظام اسلحة متطورة ضد المدنيين مستمرة. لا تكفي لوحدها، ولكن هذا موضوع آخر لا يتعلق ب "تآمر اميركا" على الثورة انما يتعلق في ان الادارة الاميركية لا تريد ان تنزلق للحرب في سوريا حيث اكتفت بالتدخل ضد ما تراه من خطر داهم وهو داعش، وبالطيران فقط دون تدخل قوى برية .
هذا منتقد بالطبع ولكنه ليس تآمرا بل يمكن وصفه بتردد او ضعف او تخاذل او تخلي او غير ذلك مما يسم الادارة الاوبامية.
4 - مرة اخرى بناء الكانتونات الكردية ليس خطة اميركية بل هو من نتاج دولنا ومجتمعاتنا التي ميزت قوميا ضد الاثنيات المختلفة مما دفعها للعمل على تشكيل هيئاتها المستقلة او الفيدرالية او الكانتونية للحكم بعيدا عن هيمنة المركز القومي "العربي". تعاون اميركا مع ال "بي واي دي" الكردي السوري محدد فقط في قتالهم لداعش وهي لا تؤيد اي من اهدافهم السياسية الاخرى وتدعم سوريا موحدة. اما ال بي كي كي فهو على قائمة الارهاب الاميركية فكيف تتعاون معه؟ الا اذا كان هذا من الخيال المؤامراتي وليس من الوقائع القائمة.
5 - لا اظن ان امريكا تعمل لاستنزاف السعودية في اليمن. السعودية حليف مهم في المنطقة لاميركا وليس من مصلحتها استنزافه، هذا لا ينفي وجود اختلافات في السياسات التي تتبعها الدولتان، فالتحالف ما زال قائما ومنفذا ومعمولا به. استنزاف السعودية فكرة خيالية لا علاقة لها بالواقع، وحده خيال تفسير المؤامرة هو الذي يمكن ان ينتجها.
6 - قرار اميركا بعدم السماح بوصول اسلحة مضادة للطيران ليس لانها ملتزمة ببقاء نظام الاسد كما يقول التقرير، بل لخشيتها من انتقال هذه الاسلحة لايدي ستستعملها مؤكدا ضد الطيران المدني والعسكري الاميركي والعالمي. بالنسبة لاميركا مصالحها، امنها وامن حلفائها، اهم من بقاء او رحيل الاسد. واظن ان المثال الواضح هو ما حصل لمنظمات معارضة سورية دربتها وسلحتها اميركا مثل حركة حزم وغيرها، انتهت بسرعة قياسية باسلحتها المتطورة وغير المتطورة بايدي جبهة النصرة- القاعدة.
7 - تحديد الجهات التي تمارس الارهاب يفترض الا ننجر فيه لوضع جميع من نتعارض مع سياساته ومواقفه ضمن اطاره، اذ ان هذا هو الوجه الآخر لنظرية النظام السوري عن ان كل من يعارضه ان كان مسلحا او غير مسلح هو ارهابي !!
الدقة العلمية تقتضي وضع الدول التي تقاتل الى جانب النظام مثل روسيا وايران كدول احتلال وحشي تقتل الشعب السوري وتدمر مدنه ... الارهاب ماركة مسلجة للمنظمات التكفيرية الجهادية المتطرفة من امثال القاعدة وداعش، ويمكن ان يضاف اليها الاعمال الارهابية التي تقوم بها ميليشيات حزب ال "بي واي دي" ضد معارضيه الكرد وضد السكان العرب في مناطق سيطرته، وكذلك الاعمال الارهابية لحزب الله.
اضافة "الاميركان" لقائمتكم للارهاب غير دقيقة وغير علمية.
8 - التقرير يضع آمال كبيرة على ان اوروبا يمكن ان تشكل مع دول اخرى قطب ثالث الى جانب القطبين الروسي والاميركي لاعادة التوازن العالمي. وهذا امل ضعيف وغير منطقي حيث اوروبا وربما منذ الحرب العالمية الاولى لا تستغني ابدا عن تحالفها مع الولايات المتحدة حتى بوجود بعض الخلافات في السياسات بين وقت وآخر.
9 - القول ان "الثورة السورية مستمرة منذ 6 سنوات رغم الاجرام الذي نفذه النظام العالمي ..."، لا يعطي صورة واضحة عما يحدث في سوريا ويتجاهل هيمنة القوى المتطرفة الجهادية التي حرفت بل عاكست الحراك الشعبي وتكاد تقضي عليه من اجل اهدافها في اقامة دولة اسلامية دينية تتعارض كليا مع اهداف الحراك الشعبي للسنة الاولى للثورة.
10 - اجمالا يمكن ان نقول ان التقرير يتشابه في نقاط عديدة مع تقارير سياسية كانت تصدر عن الاحزاب اليسارية في فترة الحرب الباردة التي انتهت في اوائل التسعينات، فبعض قوى اليسار لا زالت تفكر وتتعامل مع ما يحدث حاليا بنفس التفكير الذي طبع اليسار العربي والعالمي قبل سقوط الاتحاد السوفييتي، مع بعض التغييرات الطفيفة هنا وهناك، مثل اضافة الديمقراطية والحرية كبديل عن ديكتاتورية البروليتاريا، واضافة "الروس" للمعسكر الامبريالي الذي تقف على رأسه اميركا! والحلم بقطب جديد يتصدى للاقطاب الشريرة الروسية والاميركية!
نأمل ان تكون هذه الملاحظات النقدية مفيدة، رغم انها تتعارض مع جوهر التقرير، ونأمل لكم المزيد من التوفيق في عملكم حيث الجميع يفكر بالطريقة التي يراها مناسبة لتحقيق اهداف الشعب السوري وحريته وتقدمه، وبالنتيجة يلتقي الجميع عند مصلحة الشعب حسبما يرى الطريق التي توصل اليها ..
الصادقون يلتقون في النهاية ولو اتوا من طرق مختلفة ..



#جورج_كتن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة السورية والثورة
- بيرني ساندرز.. من الحملة الى الحركة
- حزب النهضة والاستثناء التونسي
- المظلومية التاريخية لنخب مشرقية
- حوار الكاتب جورج كتن مع صحيفة كردستان حول سوريا
- تحول -المقاومة- الى وحش قاتل
- ماذا سيأتي به الغد بعد الاتفاق النووي؟
- مرض -السايس- بيكوية- لنخب شرق اوسطية
- لماذا نجح التحول الديمقراطي في شرق اوروبا وأعيق في شرق المتو ...
- احلام الامبراطورية الرثة
- هل يمكن استرداد الثورة في عامها الخامس؟
- إفشال الثورات المضادة الاسلاموية للربيع العربي
- الطرف الديمقراطي في الصراع السوري
- دعوة مفتوحة للنقاش حول الثورة السورية المغدورة
- مراجعة شاملة للثورة السورية
- تطبيق الشريعة لا يتحقق الا بوسائل داعش
- هل تضرب اميركا داعش في سوريا ؟
- هل يمكن ان تتغير سياسة أوباما السورية؟
- هل داعش ثورة شعبية؟
- ميثاق الشرف الثوري تطوير ام -تشذيب!-


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جورج كتن - ملاحظات على تقرير حزب اليسار الديمقراطي السوري - القسم الاول