أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - آل سعود وبدايات فاشية التأسلم السياسي في القرن الماضي















المزيد.....

آل سعود وبدايات فاشية التأسلم السياسي في القرن الماضي


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5386 - 2016 / 12 / 29 - 00:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


- قراءة في كتاب (( السعودية والإخوان المسلمون)) للدكتور محمد أبو الإسعاد
___________

بقراءة كتاب (السعودية والإخوان المسلمون) للدكتور محمد ابو الإسعاد ندرك كم هو كتاب مهم جداً لتفسير العلاقة ما بين تأسيس المملكة السعودية وتاريخها وبين الوهابية وكذلك ما بين ذلك وما بين تأسيس الإخوان المسلمين في مصر والدعم السعودي المتواصل لهم كجزء من الصراع التاريخي مع مصر للعمل علي تحجيم دورها وضرب دولتها المدنية الحديثة في كافة فترات التاريخ
كذلك يوضح الكتاب كيف أن كافة الحركات والجماعات والتنظيمات المتأسلمة التي ظهرت في مصر
جاءت كامتداد للسلفية الوهابية التي تبلورت تنظيماتها الإرهابية من بدو صحراء الجزيرة العربية علي يد عبد العزيز آل سعود الذي كان يتقاضي راتباً قدره 500 جنيه من المندوب السامي البريطاني وبتعاليم محمد بن عبد الوهاب الذي شكل ميلشيا إرهابية تحت اسم جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ثم تأسست علي أثرها جماعة الإخوان الوهابيين أو ( إخوان الوهابية) عام 1912 تحت رعاية عبد العزيز آل سعود وبدعم مخابراتي بريطاني
وكان أهم مناصري المذهب الوهابي السعودي في مصر الشيخ رشيد رضا بدعم وتمويل سعودي
وكيف أن تلميذه الأنجب حسن البنا قد مضي علي خطي أستاذه واستنسخ – من تجربة الإخوان الوهابيين في السعودية – جماعته في مصر وسماها الإخوان المسلمين عام 1928
وهذا يفسر العلاقة التأسيسية ما بين السلفية الوهابية والإخوان المسلمين والسعودية ،
أما علاقة التأسيس الوهابية لمبدأ التكفير والهجرة وما يسمي بالجهاد
فهذا يمكن التدليل عليه من واقع قراءة ودراسة الحركة الوهابية وتاريخ المملكة السعودية
في كتاب (السعودية والإخوان المسلمون) يتضح لنا ما هو البنيان التأسيسي الذي استند عليه كل من رشيد رضا وتلميذه حسن البنا ومن بعده سيد قطب وشكري مصطفي وصالح سرية ومحمد عبد السلام فرج وعمر عبد الرحمن وأيمن الظواهري وياسر برهامي وكل العناصر التأسيسية لظاهرة التأسلم السياسي
هذا البنيان التأسيسي يحمل محاور منهجية للتفكير والسلوك المتأسلم يحصرها د. أبو الإسعاد في النقاط الثمانية الآتية :
1- فكرة الهجرة
وهي التي تأسست عليها ظاهرة الهجر (بضم الهاء) التي تتمثل في هجر البدو في الجزيرة العربية لمناطقهم البدوية والتوطن في واحات (نجد) الزراعية
ومن هنا تكونت إخوان الهجر في نجد ومن هنا أصبحت نجد هي نقطة تجميع القوي بالنسبة لعبد العزيز بن سعود الذي ساعده رجل المخابرات البريطانية (فليبي) في تدريب الميليشيات الوهابية والتي شكلها محمد بن عبد الوهاب في البداية تحت اسم (جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)
ونستطيع في مصر إدراكها في هجرتهم العضوية للمجتمع الذي لا يعتمد الحاكمية (حالة التكفير والهجرة) أو لسيناء (حالة لجوء السلفيين الجهاديين إلي المناطق الهشة في الدول العربية والإفريقية ومنها حالة لجوء جنود بيت المقدس وغيرها من الجماعات التكفيرية للوجود المكثف في سيناء)
ونجدها في الهجرة الفكرية للمجتمع (في حالة السلفيين من ذوي التقية وكذا الإخوان المسلمين)
2- الموقف المعادي للحضارة المدنية الحديثة
وقد اتخذ الوهابيين موقفاً عدائياً من كل وسائل الحضارة المدنية مثل السيارة والتلغراف وكان ذلك سبباً في انشقاق قسم من الإخوان الوهابيين عن حلف عبد العزيز بن سعود بعد دخوله الحجاز في عام 1926 وهو ما اضطره للصدام مع الإخوان وحل هذه الجماعات وإعادة تشكيل الهيئة الشرعية من فقهاء الوهابية الذين اعتبروا الإخوان المنشقين علي عبد العزيز ال سعود قد خرجوا عن الإسلام وأفتوا بقتالهم وهو ما حدث من قبل ابن سعود الذي سحقهم
وبغض النظر عن تلك الواقعة العابرة في التاريخ الوهابي السعودي فإن موقف العداء للحياة المدنية الحديثة هو موقف يمكن أن نراه عند جميع حركات وتيارات وتنظيمات التأسلم الفاشية بشكل يكاد أن يكون متطابقاً
3- العناية بالمظهر الديني
وهو ما يمكن ان يتمثل في تقديس إطلاق اللحي وتقصير الجلباب وكذا إلزام الإناث بتغطية الوجه والرأس وارتداء انواع معينة من الثياب (النقاب والعباءة)
4 – ظاهرة العنف
وهي ظاهرة ارتبطت عند الوهابيين بطباع البدو الشرسة وقد عمقها بن عبد الوهاب وبن سعود بتكفير كل ما هو علي غير ملة الإسلام الوهابي وبالتالي إحلال دمه باعتباره ذلك نوع من الجهاد ضد جاهلية غير المسلمين
وهو ما انتقل بدوره إلي جماعة الإخوان المسلمين فبدأ حسن البنا منذ تأسيس جماعة الإخوان المسلمين بإنشاء نظام الكشافة وأشرف علي تدريباته إلي أن تطور نظام الكشافة إلي النظام الخاص بقيادة عبد الرحمن السندي وهو التنظيم الذي ارتكب كثير من جرائم القتل والتفجير واشعال الحرائق والاغتيالات في اربعينيات القرن الماضي
ثم رأينا ذلك في الأحداث التي تلت اسقاط حكم الفاشية الدينية في الفترة من 2013 وحتي الآن
وهذا ما شهدناه علي أيدي السلفية الجهادية منذ اغتيال السادات وحتي تسعينيات القرن الماضي
وهذا نفسه ما نشهده من أهوال وفواجع إنسانية حدثت ولازالت علي يد دواعش العراق وسوريا وسائر المشرق العربي وسيناء
5- العقلية النقلية والذهنية السلفية
6- التطرف والتعصب والاستعلاء الديني
7- نظرية التكفير
8- نظرية الجهاد
هذا هو البنيان التأسيسي الذي تشترك فيه كل التنظيمات والتيارات والحركات الفاشية المتأسلمة سواء المسلح منها أو المحرض علي حمل السلاح أو الذي لم يحمله بعد التزاماً مرحلياً بالتقية
ويتبين لنا أن مختلف تنوعاتها الفكرية والتنظيمية سواء الإخوانية أو السلفية الجهادية أو سلفية التقية كلها تقوم محاور منهجية تنبع من هذا البنيان التأسيسي الذي شيد علي يد المخابرات البريطانية في الجزيرة العربية وذلك لحماية مناطق النفوذ البريطاني الحيوية في البحر الأحمر وخليج عدن والخليج العربي في ظل أوضاع استعمارية جديدة كانت تتطلب الصراع علي تقسيم مناطق النفوذ والتسابق للسيطرة علي الممرات المائية في قلب العالم وحصار النفوذ التركي الاستعماري في الشرق الأوسط وتحجيم النزعات التحديثية المصرية
وفقاً لتلك المقتضيات يمكننا فهم أن المخابرات البريطانية قد دعمت كلاً من عبد العزيز آل سعود الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن طريق تدريب ميليشياته الوهابية التي أطلق عليها اسم إخوان الهجر الوهابيين (بضم هاء الهجر) والتي تشكلت في عام 1912 من بدو إمارة نجد تحت رعاية عبد العزيز آل سعود علي أساس أفكار شيخه محمد بن عبد الوهاب وهي أول عصابات فاشية متأسلمة في العصر الحديث
ومن اللافت للنظر في التأريخ الوارد في هذا الكتاب حول عملية التأسيس الوهابي السعودي أن الحكومة البريطانية التي قد قررت رفع راتب عبد العزيز آل سعود عبر مندوبها السامي (كوكس) بعد أن عقدت مع عبد العزيز اتفاقية (دارين) عام 1915 وقررت منحه راتباً شهرياً قدره 5000 جنيه بدلاً من 500 جنيه ليواجه بهذا المبلغ نفقات إشرافه ورعاية وتدريب إخوان السلفية الوهابية.
أدرك عبد العزيز آل سعود قائد الميليشيات الوهابية بعد نجاحه في تأسيس المملكة السعودية الوهابية بمعاونة الحكومة البريطانية حقيقة أن مشروع التحديث المصري الذي بدأ علي يد محمد علي قد شكل في الماضي مصدراً رئيسياً لتدمير محاولات إقامة المملكة وأن مشروع الدولة الوطنية المصرية الحديثة سيظل خطراً علي مملكته بعد تأسيسها وخصوصاً في ظل الرفض المصري للاعتراف بكون عبد العزيز آل سعود سلطاناً علي نجد وملكاً علي الحجاز
أو الاعتراف بالمملكة السعودية حتي عام 1936
كذلك مع حالة الصراع الذي اندلعت في عام 1926 بين الملك فؤاد الذي كان يطمع في وراثة موقع خليفة المسلمين بعد سقوط الخلافة العثمانية وبين الملك عبد العزيز بن سعود الذي كان يطمع هو الآخر في منصب خليفة المسلمين وعقد مؤتمر الرياض عام 1925 لهذا الغرض فردت القاهرة بعقد مؤتمر القاهرة عام 1926 لنفس الغرض ولبحث كيفية إدارة الأماكن المقدسة بالحجاز والمطالبة بخضوعها تحت إشراف إدارة إسلامية وتحييدها خارج سلطة الدولة السعودية
وهذه الحالة تفسر لنا وقوف المملكة في 2013 مع اسقاط حكم الإخوان المسلمين في مصر
إذن فمصر تحت الحكم المتجه نحو الدولة المدنية الحديثة شكلت الخطر الأكبر علي الوهابية السعودية
ومصر تحت الحكم المتاجر بالدين أيضاً هي منافس للوهابية السعودية ووهمها الأبدي في رفع راية خلافة المسلمين السنة
لذلك فقد فطن الملك عبد العزيز آل سعود إلي ضرورة ان تكون له أذرع داخل مصر ولم يجد خير من دعم نشر السلفية الوهابية في مصر لتحقيق وصول يمكنه من التأثير علي القرار المصري في ظل عدم اعتراف الحكومة المصرية بمملكته الوليدة
ووجد السعوديون ضالتهم في الأزهر وظهر لهم رشيد رضا (استاذ حسن البنا وأبيه الروحي والذي انشق علي إمامه محمد عبده وأسس بالتمويل السعودي مجلة المنار (التي كان يكتب فيها عبد الرحمن الساعاتي والد حسن البنا وأحد الذين شملتهم السعودية برعايتها)
وقف رشيد رضا يدافع عن الوهابية السعودية معتبراً أن حكم آل سعود هو نموذج للحكم الإسلامي الذي يجب أن يعتد به مطالباً بتوحيد الأمة الإسلامية تحت حكم آل سعود بناء علي أحقيتها في الخلافة مستنكراً عدم اعتراف القاهرة بالمملكة وسعي حكامها لدق اسفين الفرقة بين المسلمين

ثم توطدت علاقة تلميذه وخليفته حسن البنا بآل سعود حتي أنه في عام 1936 عرض التوسط لإتمام الصلح بين الحكومة المصرية والمملكة السعودية والمصدر هنا للدكتور محمد حسين هيكل في كتابه (مذكرات في السياسة المصرية)
_________________
ملحوظة للقراء
ما كتبته ليس نقلاً لسطور الكتاب المذكور أعلاه كما أنه ليس عرضاً للكتاب انما هو رؤيتي للأحداث التي أوردها هذا الكتاب والتي قد يراها قراء هذا الكتاب تحريفاً له يقلل من قيمته
وهذا جائز في حال إن لم تكن تلك قراءة ذاتية تخص رؤيتي لسطور الكتاب واتحمل أنا وليس الكاتب مسئولية ما يتناقض مما كتبت مع مقاصد ذهب إليها هذا الكتاب ولم أدركها ومقاصد أضفتها من عندياتي ولم تكن في صلب مقاصد الكاتب
وهذه هي مشكلة أي عمل يطرح للقراءة العامة



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي هامش مقتل السفير الروسي في تركيا
- مواسم تجديد الخطاب الديني
- الملتبس والمراوغ والمخادع في طرح شعار الإرهاب ليس له دين
- حول حادث الكنيسة البطرسية
- فلنفعلها في 11 ديسمبر القادم
- وداعا فيدل العظيم
- وداعاً كاسترو العظيم
- مرحباً إسلام بحيري
- في مسألة د. مني مينا
- هم لايتعلمون
- مع اللحظات الأولي لفوز ترامب
- مع النتائج شبه المؤكدة بفوز ترامب
- حسابات ومعادلات في الاستحقاق الرئاسي اللبناني
- ماذا بعد هزيمة الدواعش المسلحة ؟
- الخيار - عون
- من هذا المنطلق
- أحد تلاميذ مدرسة التكيف الهيكلي
- متلازمات الأزمة
- أولاند والإرث الإستعماري
- أياد ملطخة بدماء ناهض حتر


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - آل سعود وبدايات فاشية التأسلم السياسي في القرن الماضي