أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - طلال الربيعي - ملاحظات اولية بخصوص نداء الحزب الشيوعي العراقي















المزيد.....

ملاحظات اولية بخصوص نداء الحزب الشيوعي العراقي


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5385 - 2016 / 12 / 28 - 04:19
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


اصدر الحزب الشيوعي العراقي "نداء الى القوى والاحزاب والشخصيات المدنية والديمقراطية" (1). وهذه هي بعض الملاحظات الاولية حول هذا النداء التي تشغل بالي, ولربما تشغل هي او غيرها بال ناس آخرين مهتمين, مما يستدعي الاشارة اليها, وتمحيصها وتدقيقها, من اجل اضفاء الفعالية والواقعية والمصداقية على النداء.

1- يقول النداء:
"وغاية ذلك هي اصلاح العملية السياسية وتصحيح مسارها، بما يفضي الى فتح فضاءات جديدة، وتغيير موازين القوى لصالح اصطفاف مدني ديمقراطي واسع، ونشوء كتلة وطنية مؤثرة وفاعلة، تقود البلد الى شاطىء الامان والاستقرار، والتقدم والازدهار والتنمية المستدامة."
وللاسف لا يكترث النداء هنا بتبديد شكوك جدية تتمحور حول كيفية ردود الافعال لما يصفه النداء كغايته. فمن سيضمن وقوف القوى المعادية لاصطفاف مدني ديمقراطي واسع مكفوفة الايدي لتراقب بكل سعة صدر تغيير ميزان القوى لصالح "الاصطفاف المدني الديمقراطي"؟ هذا اذا افترضنا ان تحقيق الغاية امر واقعي الآن. فبحكم الوضع الاقتصادي السائد حاليا, نحن لا نستطيع ان نفترض امكانية تغيير ميزان القوى بشكل فاعل بدون اجراءات اقتصادية جذرية تحد من ريعية الدولة الى حد كبير وتقلل من اعتماد الاغلبية الساحقة من الناس على الدولة لكسب عيشهم. والنداء لا يتطرق الي هذه الموضوعة او الى علاقتها بالتوجه النيوليبرالي للدولة وامتداداته الكومبرادورية وعبر المؤسسات الدولية كصندوق النقد الدولي.

2- النداء لا يجيب على السؤال التالي, مما يضعف مصداقيته الى حد بعيد:
السؤال هو: هل يمكن تحقيق ما يصبو اليه النداء بدون الغاء الاحزاب الدينية ومنعها من العمل السياسي, وخصوصا وهي تمارس عملها بالاستناد على ما يسمى المرجعيات الدينية, الذي من شأنه اضفاء صفة القدسية على نفسها وعلى زعماءها وتابعيها, ووضعهم في موضع محتكري الحقيقة, وبالتالي وضع نفسها فوق القانون والدولة؟ حيث تصبح الدولة بالمحصلة, وكما هو واقع الحال الآن, ملحقا فرعيا لهذه الاحزاب, وتساهم هي الاخرى في تعزيز قدسية هذه الاحزاب وفرض فاشيتها وشموليتها. كما انه من الصعب جدا تصور تحقيق اي تقدم ملموس بدون الغاء الميليشيات المسلحة التابعة لهذه الاحزاب,التي تعيث في الارض فسادا, والتي تشكل هي في واقع الامر كيان الدولة الحقيقية البديلة, وذلك بسبب غياب او ضعف الدولة الرسمية وترهل وبيروقراطية مؤسساتها والتي ينخرها الفساد. فكيف ستتعامل قوى النداء مع هذه الميليشيات المسلحة لتحقيق ما ينص عليه النداء للوصول الى "شاطىء الامان والاستقرار"؟ الظاهر ان كاتبي النداء يعولون على الدولة نفسها لتجريد الميليشيات من اسلحتها او لحظر نشاطها ووجودها. وهذا التعويل, ان كان صحيحا, هو اشبه بحلم عصافير,لان الميليشيات هي الجانب المسلح او العسكري لقوى السلطة المدنية في العملية السياسية, والتي يمكن لها ان تستخدمها في اي وقت تشاء لتغيير ميزان القوى لصالح هذه القوة او تلك,او لضرب بيد من حديد على من يجرؤ ويرفع اصبع الاتهام بالتحديد, وليس بالتعميم الفضفاض, بالضد من جرائم الدولة ومرتكبيها, وكما يجرى الآن من ممارسة ابشع الاجراءات بحق المواطنين, وخصوصا الصحفيين, الذين يجرؤن وبكل شجاعة على انتقاد ميليشيات الدولة او الفلتان الامني في البلاد, وكما حدث الآن مع الصحفية افراح شوقي التي كتبت عن استهتارعساكر الدولة باستخدام افراده السلاح في الحرم المدرسي(2). فقد تعرضت مديرة مدرسة في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار للضرب من قبل احد ضباط وزارة الداخلية، وهو ايضا ولي امر طالبة تعرضت للتدافع مع احدى صديقاتها, لكن هذا لم يرض الاب المتهور, فقد داهم المدرسة وطالب المديرة بفصل الطالبة التي زعم انها اعتدت على ابنته. ولما رفضت المديرة بحق ذلك, انهال عليها بالضرب والشتائم امام طلبتها، وكانت النتيجة نقل المديرة الى المستشفى لاصاباتها بكدمات وانهيار نفسي حاد.

اما السيدة افراح شوقي, فتفيد التقارير إن مسلحين ملثمين يستقلون 3 مركبات نوع بيك آب لا تحمل لوحات تسجيل ويرتدون ملابس مدنية اقتحموا ليلة الاثنين منزلها في منطقة السيدية جنوبي غرب بغداد. وأن المسلحين اعتدوا على افراد اسرة شوقي وسرقوا مصوغات ذهبية وأموالا وسيارتها الخاصة واقتادوها الى جهة مجهولة (3).

3- ان التكلم عن الاصلاح في النداء رغم توصيفه بالجذري وخلافه فهو يعني رفع شعار لا يستطيع مخاطبة عقول الجماهير وافئئدتها,لانه هو نفس الشعار الذي ترفعه العديد من القوى الفاسدة في العملية السياسية نفسها, ولذا لا يتسم بالفرادة والتميز. فقوى مثل مجموعة اياد علاوي تنادي بنفس الشئ ولكنها, رغم وجود ممثليها العديدين في البرلمان وفي قمة السلطة ووجود توازن مجتمعي او سياسي لصالحها, مع ذلك فشلت فشلا ذريعا في تحقيق اي انجاز على ارض الواقع. بالعكس فقد ساهمت هي بدورها ايضا في ايصال الامورالى ما عليه هي الآن.

4- ان الكلام عن تغير ميزان القوى محليا وقدرته على حسم الامور يبقى كلاما اعتباطيا. فكلنا نعلم ان ميزان القوى المحلي ليس هو العامل الحاسم في تقرير مجرى الامور. ان العامل الحاسم او الاكبر حاليا هو قرارات وسياسات الدول الخارجية مثل الولايات المتحدة وايران وتركيا وغيرها. وليس هنالك اية اشارة الى هذا في النداء او الي اية الية ممكنة يقترحها لغرض الحد من فعل التأثيرات الاجنبية.

5- يتحدث النداء, كما ذكر اعلاه, عن:
"اصلاح العملية السياسية وتصحيح مسارها، بما يفضي الى فتح فضاءات جديدة، وتغيير موازين القوى لصالح اصطفاف مدني ديمقراطي واسع، ونشوء كتلة وطنية مؤثرة وفاعلة، تقود البلد الى شاطىء الامان والاستقرار، والتقدم والازدهار والتنمية المستدامة."
ولا ادري عن اي تقدم وازدهار وتنمية مستدامة يتحدث النداء, وما هي اسس خطابه الذي يبدو انه سيتحطم حال ملاسته واقع الارقام والاحصائيات ومنطق العلم.
فالسيد نهاد الحديثي يقول التالي (4):
"من المتوقع ان تؤدي سياسات العراق الاقتصادية "في النهاية الى عجز العراق عن تسديد ديونه ودخوله برامج جدولة الديون المشروطة بتطبيق وصفات صندوق النقد خصوصا مع ضعف الطاقة الاستيعابية للمشاريع الاستثمارية المزمع الاقراض لأجلها. وقد افصحت تجربة السنوات السابقة عن عدم قدرة الحكومة على تنفيذ المشاريع الاستثمارية رغم توفر السيولة اللازمة، مرة بسبب الفساد الذي يعتري معظم الحلقات الادارية بدءا من منح العطاء ولغاية استلام المشروع ومرة اخرى بسبب ضعف الجانب المنفذ على تسليم المشروع وفق الجداول الزمنية وعدم كفاءة معظم الشركات المنفذة لمثل هذه المشاريع. هذا يعني بان المشكلة لا تتمثل بشحة الموارد المالية وانما سوء ادارة وتنفيذ المشاريع الاستثمارية في البلد، وان الاقتراض لن يغير من هذا الواقع، وانما فقط سيكبل العراق بالتزامات جديدة."

والسيد نهاد الحديثي يبشر العراقيين بهدية بدء العام الجديد بقوله:
"فأبشروا بميزانية خاوية — وبزيادة العاطلين ، وابشروا بفساد اكبر وحسبنا الله ونعم الوكيل."

6- اني اقترض حسن النية في هذا النداء, ولكن الخشية ان يكون هذا النداء هو وسيلة للايقاع بقوى ديمقراطية ويسارية, غير ملوثة بآثام العملية السياسية وموبقاتها, في شرك هذه العملية, الذي سيؤدي في المحصلة بدون شك الى تشويه سمعة هذه القوى والقضاء على فعاليتها ومصداقيتها كقوى بديلة محتملة للعملية السياسية الحالية.
--------------------
المصادر ذات الصلة:
1. نداء الى القوى والاحزاب والشخصيات المدنية والديمقراطية
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=541125

2. استهتار السلاح في الحرم المدرسي!
أفراح شوقي
http://www.nrttv.com/AR/birura-details.aspx?Jimare=4549

3- رئيس الوزراء العراقي يأمر بـ "الكشف عن ملابسات" اختطاف الصحفية أفراح شوقي
http://www.bbc.com/arabic/middleeast-38442894

4- مـوازنـة 2017
صندوق النقد الدولي وجيوب الموظفين وخط الفقر – نهاد الحديثي
http://www.azzaman.com/?p=186978



#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ل(قيادة) الحزب الشيوعي العراقي مشكلة مع مشاعر الحب والقلق ...
- العلم يكشف كذبة اخرى للادارة الامريكية
- الشيوعيون والتعاطف وتحسس مشاعر الآخرين
- اشتراكية ماركس احتجاج ضد انعدام الحب
- الماركسية والفلسفة (4/4)
- الماركسية والفلسفة (3)
- الماركسية والفلسفة (2)
- الماركسية والفلسفة (1)
- بعد رحيل كاسترو, الطريق الامثل (او الوحيد) لحماية الثورة الك ...
- فشل اليسار النيوليبرالي وتسبيبه بانتخاب ترامب
- جامعة واسط (العراق) واحالة الناس الى قطيع!
- ان تزوير الانتخابات هو تقليد أميريكي
- تضليل فكري يمارسه الحزب الشيوعي العراقي وتشويهه الفظ للماركس ...
- رفع العراقيين دعوى ضد الحكومة الامريكية
- شمعون بيريز -صانع السلام!-: دماء وجثث محترقة!
- -بياتريس لمبكين- شيوعية واكاديمية فريدة الطراز
- معضلة المشروع الثوري: -أيديولوجية الرقيق-!
- الماركسية, نقادها, التحليل النفسي, وامثلة من العراق
- الامبريالية الجديدة وخصائصها
- حزب نيوليبرالي يتَجَلبَبَ بجِلْبَابَ الشيوعية!


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - طلال الربيعي - ملاحظات اولية بخصوص نداء الحزب الشيوعي العراقي