أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد خيري الحيدر - عام سعيد غربتي














المزيد.....

عام سعيد غربتي


حامد خيري الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 5383 - 2016 / 12 / 26 - 22:40
المحور: الادب والفن
    


عامٌ سَعيد غُربَتي
عُمرٌ بَهيجُ طِفلتي
وأنتِ بأنينِ الليالي
تُسامرينَ وحدَتي
هَنيئاً لكِ أيامكِ
وأنتِ تَتراقصينَ فَرِحةً
عَلى كُسورِ أضلُعي
تَتشمتين بزفراتِ آهاتي
ناثرِةً مِياه البَحرِ
عَلى جِراحِ بَهجَتي
******
عامٌ سَعيدٌ غُربتي
مُباركٌ عُمركِ الجَميل
وأنتِ دونَ مُبالاتٍ
تُطفئين في دَهماءِ كُلِ عامٍ
شُموعَ بَلوَتي
مَلعونٌ هو تاريخيَ القَتيل
مَأفونٌ هو صَبريَ الطَويل
الذي جَاوزَ مِن الهُمومِ
سُخرّية المَلاماتِ وأفقَ الحَد
حَتى اكتَوت ضَمائرَ
الاوثانِ
مِن لَواعِجَ مُهجَتي
******
عامٌ سَعيدٌ غُربتي
وقَد كبُرتِ اليَومَ
ونِلتِ مِن الشَبابِ
جَمالَ الطَلةِ وحُسنَ القَد
ناضِرةً بِازدِراءٍ لذُبول
أزهاري
ناصِتةً بهَزءٍ
لصَدى عَصف الذكرَياتِ
تَرتوي مِنها غَصَتي
غابِطةً جَفافَ أنهاري
موهِمةً صَفاءَ عُيوني
قامِعةً بالسَرابِ أبصاري
وبِرياء الصَقيع
ونَسائِم الأمانِ
الخَدّاعةُ لمَتاهاتِ أسفاري
التَواقةُ أبداً لنِهايةِ حَسرَتي
********
عامٌ سَعيدٌ غُربَتي
واليَوم تُكملينَ بَقايا الدَرس
لتواصِلي دونَ رَحمةٍ
ذَبحَ أمنيات الأمس
تَستنشقينَ ظُلمكِ مِن بَراءةِ
الأطهارِ
لتُبيحي فَوضى قَسوَتي
تُسمِلين في كِيان وجداني
عُيونَ الشَمسِ
ناكرةً
مَلاعب الطُفولةِ ومَراحَ سَلوَتي
******
عامٌ سَعيدٌ غُربَتي
هَنيئاً لكِ خِداع الوانكِ
ورياء أنفاسكِ
وثَمالةَ الكأس
مُباركٌ لي رِياحَ الوَهم
ودَجل حَقيقةَ اليَأس
بحَرقِ النُذور على قُربانِ فَرحتي
وضَحكات الزَيف
الشامِتات بكُساحِ أيامي
وهَواجسَ حَيرَتي
******
عامٌ سَعيدٌ غُربَتي
يا مُروضَة الخَفافيش في كُهوفِ رَغبَتي
وأنتِ تُبشرينَ اليَوم
بدَبيبِ ديدانِ الفَناء
تَتوَجس خِشيةً
في أحلامِ يَقظتي
تَعبثُ بقُصاصاتِ أوراقي
تَلتهمُ بشَراهةٍ طيبَ آمالي
تَبصقُ بازدراءٍ على ذِكرياتِ أمجادي
وغَضبَة الفُراتِ في أعماقي
لتَستلقي مُترَعةَ
على فَحشاءِ الرياءِ
ناكِرةَ عَليّ حتى سَكب الدَمع
يَنسابُ مِدراراً مِن ذُبولِ مُقلَتي
*******
عامٌ سَعيدٌ غُربَتي
يا طِفلَتي المُدَللة الجَحود
الباسِمة
يا سَجانَتي العَجوز الناقِمة
وسَفّاحَة أيامي الآثِمة
المُقامرةُ بتَناقُضاتِ لوعَتي
هنيئاً لكِ رَبيعكِ
وأنتِ تَسحَقين
بتَقوى الأولياءِ ونَقاوة الأتقياءِ
ورودَ مُهجَتي
شامِتةً تَسمَعين صَكّ أسناني
باسِمةً لارتِعاد أوصالي
في غَشاوَة ظُلمَتي
******
عامٌ سَعيدٌ غُربَتي
وأنتِ تَقرَئين الفَأل ومَواعظَ المُجون
وخَرائطَ النُجوم وغَياهبَ المَنون
لتَفكي بيُسرٍ
طَلاسمَ الجُنون
مُخبرةً الأوَلين واللاحقينَ
وبَقايا الناقمينَ
بكوميديا قِصَتي
حكايةَ المُبتلى بِحلو الرياءِ
ذاك المَخدوع حَد العَماء
مَوهومَاً بزَيفِ الأساريرِ
قانعاً لنَزيفِ المَقادير
مُلقاً عَلى فِراشِ الوَردِ
مَصلوبةً عَليهِ جُثَتي
******
كُل عامٍ وأنتِ بألفِ خيرٍ
غُربَتي
مِيلادٌ سَعيدٌ طِفلَتي
يا نِعمَتي ودَمعَتي
يا ضِحكتي ونِقمَتي
هَنيئاً لكِ عامكِ الجَديد
مُباركٌ لي سجنَيَ العَتيد
وظُلمِي المَديد
وأنا تَحتَ بَراثنَ رَحمَتك
فَقد غَدوتِ اليومِ دُميَتك
بَعد أن كُنت يَوماً لُعبَتي



#حامد_خيري_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهن والحرف في العراق القديم
- الخمور والحانات في العراق القديم
- عند أسوار بابل ...... قصة من خيال بلاد ما بين النهرين القديم ...
- حيرة كًلكًامش
- بين المعبد والماخور ...... قصة من خيال بلاد ما بين النهرين ا ...
- المرأة في العراق القديم
- ممارسات مجرمي شباط الأسود بحق الآثاريين العراقيين
- مجاديف ضائعة ...... قصة من خيال بلاد ما بين النهرين القديمة
- متاعب مهنة
- السِوار ...... قصة من خيال بلاد ما بين النهرين القديمة
- الأسرة في المجتمع العراقي القديم
- طبيعة المجتمع العراقي القديم
- فلسفة الثورة في الفكر العراقي القديم (القسم الثاني)
- فلسفة الثورة في الفكر العراقي القديم (القسم الأول)
- تمنينة من الوكت ... قصيدة شعبية
- أيظل العراقيون ينوحون تُموز؟
- نقوش من وحي الظلام ...... قصة من خيال بلاد ما بين النهرين ال ...
- المدارس ونظام التعليم في العراق القديم
- 14 تموز ... يوم أنتصر أبناء سومر
- نظرة على الطب في العراق القديم


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد خيري الحيدر - عام سعيد غربتي