أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نادية محمود - كل عام وانتم بخير..كل عام وانتم تصنعون التاريخ!














المزيد.....

كل عام وانتم بخير..كل عام وانتم تصنعون التاريخ!


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5382 - 2016 / 12 / 25 - 21:57
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


[email protected]
ما هو جميل في بداية كل عام هو ان الناس تحتفل وتتبادل الامنيات بحلول عام جديد سعيد. يحدوها الامل والتطلع الحقيقي الى العيش في عالم افضل، متمنية وبصدق الى ان تكون الامور افضل في العام الجديد.
شهد عام 2016 انعطافات تاريخية هائلة كان محركها الاول والرئيسي هو الطبقة الرأسمالية، ووصولها الى ازمة خانقة، استدعت تدخل ستراتيجيوها لاجراء تغييرات جديدة لاطالة عمر وجودها، وللحيلولة دون سقوطها في القبر، الذي تحفره هي بايديها، مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي وانتخاب ترامب.
للخروج من ازمة الرأسمالية الخانقة رفعت كلا من بريطانيا وامريكا راية القومية "استقلال بريطانيا"، "استعادة امريكا للاميركيين". ساعية لاظهار وابراز احط المشاعر مثل مشاعر القومية في الغرب، وتسويقها للطبقة العاملة، التي كما ظهر ان اقساما منها قد باعت نفسها لتلك التوجهات. الا انه، في بريطانيا، ومنذ لحظة اعلان القرار بالخروج من الاتحاد الاوربي، يعيش المواطن اوضاعات اقتصادية متدهورة، انخفاض قيمة الجنية الاسترليني، تدهور خدمات الصحة، بيع التعليم، انعدام الامان، تراجع اوضاع وحقوق الشباب قياسا بالعقدين المنصرمين. ولن تكون الدنيا ربيعا بعد استلام ترامب لدفة القيادة.
اقليميا، شهد هذا العام بربرية لا مثيل لها في الشرق الاوسط، سالت ولازالت تسيل بحار من الدماء من الملايين العزل. وكما فعلت مثيلاتها في الغرب التي رفعت راية القومية، رفعت الحكومات في الشرق الاوسط راية "الدين" "الطائفية" كأخرملاذ للطبقة الحاكمة المتبنية للدين والاسلام كراية سياسية لها في الشرق الاوسط، لادامة حكمها وهيمنتها في هذه المنطقة.
لقد جرى استخدام الدين والطائفة كسلاح فتاك بايدي الحكومات الاسلامية في تركيا والسعودية وايران والعراق من اجل فقط ادامة وجودها. لقد ارهبت وترهب هذه الحكومات وميليشياتها وكلفت وتكلف حياة الملايين من الناس في العراق وسوريا واليمن. لقد تحول السكان في هذه الدول اما الى قسم مستقر لكنه يعيش حالة خوف ورعب والشعور باللاأمان الاقتصادي ويفتقدون مقومات العيش في حالة طبيعية، او نازحين ولاجئين في بلدهم نفسه، يعيشون على اطراف المدن، وفي مخيمات تبقي الانسان على حافة الحياة الانسانية، او لاجئين تمكنوا من النفاذ بجلودهم الى اي مكان اخر في العالم. هؤلاء هم المحظوظين الذين يغبطهما القسمين الاول والثاني على هذا المصير. لقد حول الاسلام السياسي العالم الى مكان ينعدم فيه الامان وبشكل مطلق. اغتيال السفير الروسي في تركيا، تفجيرات اسواق برلين، هي امثلة اضافية على ما يجري في الشرق الاوسط.
الا ان الانعطافات التاريخية لم تكن فقط "من فوق"، من الطبقات الحاكمة، بل كان هنالك عمل اخر يجري "من الاسفل". فقد شهد هذا العام ظواهر جديدة لم يشهدها القرن الحادي والعشرين بعد. ان بروز مرشح رئاسي لامريكا يتحدث علانية ضد الرأسمالية، ويتحدث عن الاشتراكية، لهو ظاهرة جديدة ومنعشة، بغض النظر عن كيف الت اليها الامور. فلاول مرة في الولايات المتحدة يرتفع النقد ضد الرأسمالية في اوساط اكاديمية وشعبية. اصبح الاهتمام بأمر البديل للرأسمالية امرا مطروحا في دولة حاربت وباستماتة الشيوعية مثل امريكا. الان في هذه الدولة بدأ الشباب يتسائل ما معنى الاشتراكية، وبدأو يتوجهون لقراءة رأس المال. وبدأ اساتذة الجامعات الماركسيون يتحدثون للطلبة وفي وسائل الاعلام الاجتماعي عن ان الرأسمالية لن تقدم حلا، ولا بد من بديل، مقدمين الادلة العلمية والاحصائيات الاقتصادية على ذلك. واصبح الحديث عن ان انتخاب ترامب وخروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي، هما تعبير عن ازمة الرأسمالية، حديث شائع.
في الشرق الاوسط نفسه، ولمواجهة قوى الاسلام السياسي في الشرق الاوسط بدأت تؤلف الكتب عن اتساع ظاهرة الالحاد والوقوف ضد الدين، ويجري التعبير عنها في القنوات الفضائية، وسائل الاعلام الاجتماعي، الاعمال الفنية وغيرها من الاشكال الى الحد الذي دفعت بالحكومات العربية مثل السعودية ومصر الى اصدار عقوبات سجن واعدام، وشن حملات مع المؤسسات الدينية مثل الازهر لـ"محاربة الالحاد". لقد عبرت هذه الحكومات بشكل واضح وصريح بقول احد ممثليهم: "إذا تمردوا الملحدون ضد الدين، فإنهم سيتمردون على كل شيء آخر".
لقد رفعت الجماهير في العراق هذا العام والعام الذي سبقه شعارات "باسم الدينا باكونا الحرامية" وشعار "لا سنية ولا شيعية، دولة دولة مدنية"، واهازيج مواطنين في الديوانية في الايام الاخيرة بان كل تلك الاحزاب الاسلامية هم لصوص واشرار.
لقد شهد هذا العام صعود الوعي والتعبير عنه باشكال مختلفة علانية وجماهيريا بكيف جرى استخدام الدين في الشرق الاوسط لحماية مصالح الطبقة الرأسمالية الحاكمة. ان كان مبعث رعب حقيقي لتلك الطبقة اللصوصية الجاثمة على صدورنا، فهو مبعث امل وفرح كبير، حيث يجري انهاء مفعول وصلاحية استخدام هذا السلاح.
ان ما رأيناه في عام 2016، في الغرب وفي الشرق الاوسط ، يدلل مرة اخرى واخرى على ان الرأسمالية ليس ليس لديها حل، والاسلام السياسي، وعلى العكس من دعاته "ليس هو الحل". ان الشرط الاولي لايجاد حل لمشاكل المجتمع ومن اجل توفير امان اقتصادي، معيشي، صحي، وخدمي رعائي للملايين، اطفالا، شبابا، نساء وشيوخا، هو القضاء على النظام الرأسمالي نفسه، اذا كان رافعا راية القومية او راية الدين.
سنسعى من اجل ان نجعل عام 2017 عام للعمل للدفع بعجلة التاريخ خطوة اخرى للامام.
وكل عام وانتم بخير.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين النزوح والعمل على اعادة الارادة للانسان!
- التسوية والمصالحة.. مرة اخرى.. واخرى!
- شرعنة الاعتداء الجنسي على النساء ليست امرا قضائيا بل سياسة م ...
- أما الاشتراكية او البربرية!
- الحديث عن -وحدة العراق- بعد خراب البصرة!
- قانون منع المشروبات دق ركن جديد من اركان الدولة الاسلامية في ...
- - تحرير الموصل- لانهاء داعش ام ادامة الصراعات في المنطقة!
- العمال والبطالة ومرحلة ما بعد داعش!
- ثالوث الارهاب والفساد والطائفية- مرحلة ما بعد داعش: الموصل ن ...
- الأحزاب الطائفية: الوحدة ام التقسيم؟
- معاقبة الطفل سارق المناديل الورقية، وترك لصوص الدولة!
- هي فوضى! سياسة المحاصصة = سياسة اللا محاسبة!
- عمال النفط والحشد الشعبي..
- الفرح قضية سياسية! الاهوار بين الفرح الشعبي والغضب الاسلامي ...
- الانقلاب العسكري وصراع -المحاصصة- في تركيا!
- ما العمل لوقف نزيف الدم بين قطبي الطائفية والارهاب!
- خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي: حرية رأس المال وتقييد العم ...
- سعداء بتحرير الفلوجة من داعش، ولكن!
- -الحرس الثوري العراقي- ومرحلة مابعد داعش!
- بعض النقاط والاسئلة حول التقرير الختامي لمؤتمر الحقوق والحري ...


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نادية محمود - كل عام وانتم بخير..كل عام وانتم تصنعون التاريخ!