أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله محمود أبوالنجا - سأهنىء حتى الملحدين بأعيادهم !














المزيد.....

سأهنىء حتى الملحدين بأعيادهم !


عبدالله محمود أبوالنجا

الحوار المتمدن-العدد: 5381 - 2016 / 12 / 24 - 20:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دعونا نتفق على أن روح الأديان السماوية وغير السماوية ؛ انما هى فى نشر المحبة والتعاون والسلام بين البشر جميعاً ، من أجل تحقيق حياة حرة كريمة لبنى البشر عموماً سواء أكانوا من أتباعها أو من غير اتباعها ، وهذا بالضبط ماتلمسته بكل صدق وبكل أمانة حتى فى فكر الملحدين الجادين الذين يرون أن الديانات السماوية وغير السماوية تحرض أتباعها على التماسك والتكاتف فى مواجهة أتباع الديانات الأخرى ، وأن تلك الديانات فقدت مصداقيتها عندما فقد أتباعها البوصلة ، واتجه أتباع كل دين الى استغلال دينهم وشرائعهم ونصوصهم المقدسة فى الاستعلاء على أتباع الديانات الأخرى والحشد ضدهم بزعم أنهم هم وحدهم على الحق المبين وفوق الصراط المستقيم ، وأن كل من هو على دين غير دينهم ، سيكون فى الآخرة من الخاسرين ! والحقيقة أن الملحدين على حق فيما يأخذونه على أتباع الديانات السماوية بصفة خاصة ، لأن كل طائفة من أتباع الديانات السماوية ، راحت توظف الدين توظيفاً سياسياً طبقاً لهذا التوصيف الذى يوصِّف به الملحدون أتباع الديانات السماوية ! بل حتى فى المذاهب المنبثقة عن الدين الواحد ، نرى قادة كل مذهب يحشدون أتباعهم فى مواجهة أتباع المذهب الآخر ! ودعونا نسأل : هل مايقوم به القادة الدينيون أو قادة المذاهب المنتمية لنفس الدين ، من تحريض لأتباعهم ضد أتباع الدين أو المذهب المخالف يتوافق مع جوهر الرسالات والأديان السماوية ، التى تدعو أتباعها الى نشر المحبة والتعاون والسلام بين البشر جميعاً ؟! أم أن ذلك التحريض والتحشيد فى مواجهة الآخر سيؤدى بالضرورة الى الصدام والتطاحن والاقتتال ومن ثم الدمار والخراب لكلا الطرفين المتقاتلين ؟! وهل يرضى الله الذى أرسل رسله لنشر المحبة والرحمة والتعاون والسلام بين البشر جميعاً ، عن نهج وسلوك من يحرضون ويحشدون بهدف نشر الفتن والبغضاء والاقتتال بين الناس ؟! لا أعتقد أن الله خلق البشر وأسكنهم فى الأرض لتدميرها وتدمير بعضهم البعض بالاقتتال والتناحر والتطاحن ، لأن ذلك لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يكون منهج الإله الخالق لكل البشر ! لا يمكن أن يكون الإله - حاشاه - عدوانياً وشريراً تجاه من صنعهم بيديه وأسكنهم الأرض لاعمارها ! انما هى أطماع البشر فى استعباد بعضهم البعض ، وسلب خيرات وثروات بعضهم البعض !
تلك الخواطر أثارها فى نفسى وفى عقلى أحد الشيوخ المنتمين للسلفية عندما كان فى احدى حلقات برنامج العاشرة مساء ، الذى يقدمه المذيع المصرى وائل الابراشى على قناة دريم الفضائية ، عندما أفتى ذلك الشيخ بعدم جواز تهنئة الأخوة المسيحيين بأعيادهم الدينية ، وعلل ذلك بقوله أن تهنئة الأخوة المسيحيين بعيد القيامة مثلاً ، هو اعتراف ضمنى بما يعتقده الأخوة المسيحيون بقيامة عيسى - عليه السلام – من قبره بعدما صلبه الرومان ! وأن ذلك يعتبر مخالفاً لماورد فى القرءآن بأنهم ماصلبوه وماقتلوه ولكن شُبه لهم ! وانا هنا أسال ذلك الشيخ ومن هم على شاكلته : هل تهنئة الأخوة المسيحيين لنا بأعيادنا تعنى أنهم تنازلوا عن معتقدهم المسيحى واعتنقوا الاسلام ؟! بالطبع هو يعلم علم اليقين ان تهنئتنا للأخوة المسيحيين بأعيادهم أو تهنئتهم لنا بأعيادنا لن تغير من معتقداتنا أو معتقداتهم الدينية شيئاً ، ولكنها الروح الطائفية فى الحشد والتحشيد وبث الفرقة والتناحر والتطاحن بين أبناء الوطن الواحد بهدف هدم الدولة المدنية التى يكرهها هو وأشباهه ، هى التى تجعله يصر على ترويج مثل تلك الفتاوى التى تدمر ولا تعمر ، والتبرير لها بتطويع نصوص القرءآن لما يخدم هدفه الخبيث وأهداف من هم على شاكلته ! ألا يعلم ذلك الشيخ بأن جوهر كل الرسالات السماوية هو نشر المحبة والتعاون والتراحم بين البشر كافة ، وليس بين أتباعها فقط ، من أجل اعمار الكون ؟ وأنا أذكر نفسى قبل أن أذكر ذلك الداعية السلفى وأمثاله بأن من سوف يحاسب البشر على معتقداتهم فى اليوم الآخر هو رب البشر وليس من حق البشر أن يجعلوا من أنفسهم أوصياء على بعضهم البعض فى مايؤمنون ومالا يؤمنون به ، بدلاً ممن خلقهم وأحياهم وأسكنهم فى الأرض ، كى يعمروها ، ولن يعمروها الا بالمحبة والتعاون والتراحم والتكافل ! وكفاكم جميعاً توظيفاً للمذاهب والأديان من أجل تحقيق أغراض سياسية طائفية تدمر ولا تعمر ! كفاكم نشراً للطائفية والعداوة والبغضاء بين البشر وبعضهم البعض ، وتذكروا أن مجرد تبسمك فى وجه أخيك فى الانسانية صدقة ، فمابالنا بتهنئة الناس بأعيادهم الدينية وغير الدينية ؟! أنا شخصياً ساهنىء حتى الملحدين بأعيادهم لو كانت لهم أعياد ، وبالطبع هؤلاء الناس ليس لهم أعياد دينية ، لكننى لن أتوانى عن تهنئتهم بأية أعياد يفرحون بها وتدخل على نفوسهم البهجة والسرور ، فهم اخوتنا فى الانسانية ، ولا اكراه فى الدين ، ومن يقل بالاكراه فى الدين فهو لن يعدو كونه طالب حكم أو سلطة ويجعل من الدين وسيلة رخيصة لتحقيق مآربه وطموحاته الدنيوية !!!
بقلم / عبدالله محمود أبوالنجا



#عبدالله_محمود_أبوالنجا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو وقف المصريون مع الرومان ضد عمرو !
- هل الاسلام يبيح التآمر على الآخر ؟ !
- المشهد الأخير من [ زمن حَبَشتَكون ]
- ماذا بعد اعدام الارهابى حبارة ؟!
- المشهد الرابع من مسرحية [ زمن حَبَشتَكون ]
- النص الدينى والارهاب !
- الاسلام حصان طروادة الارهابيين
- المشهد الثالث من مسرحية [ زمن حَبَشتَكُوْنْ ]
- [ حادث سيارة مُرَوِّعْ ] قصة قصيرة
- أقولها وبالفم المليان !!!
- المشهد الثانى من مسرحية [ زمن حَبَشتَكُوْنْ ]
- [ فتوة الناس الديابة ] قصة قصيرة جداً
- زمن حَبَشْتَكُوْنْ
- تعليق .. وتلبيس ابليس !
- حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ !!!
- سامى لبيب يفسر لنا ديننا على مزاجه !!!
- الدور المشبوه للدول الصناعية السبع !!!
- الشعب المصرى فى مفترق طرق !!!
- أسوان بين الناشطين والاخوان !
- فتنة أسوان أكبر من خلاف بين قبيلتين !


المزيد.....




- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان
- الشريعة والحياة في رمضان- مفهوم الأمة.. عناصر القوة وأدوات ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله محمود أبوالنجا - سأهنىء حتى الملحدين بأعيادهم !