أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - لماذا كل هذا العداء لإيران؟













المزيد.....

لماذا كل هذا العداء لإيران؟


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5380 - 2016 / 12 / 23 - 22:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




بعد كل مقال أنشره، سواءً أشرتُ فيه إلى إيران أو لم أشر، أستلم تعليقات حاقدة من البعض وأغلبها بأسماء مستعارة، حافلة بالحقد والكراهية والعداء والتحريض ضد إيران. مضمون هذه التعليقات أني فقط انتقد السعودية وشريكاتها في دعم الإرهاب، وأنسى إيران، ويدعون أن إيران اتفقت مع أمريكا وإسرائيل على تدمير العراق، وأن تدخلها في سوريا والعراق هو لفرض حكمها على البلدين. وهو نفس المضمون الذين يردده الإعلام العربي الخليجي، وخاصة السعودي، وأن إيران هي التي تحكم العراق وتتدخل في شؤون البلاد العربية. وقد بلغ العداء حداً إلى درجة أن كل كاتب من خلفية شيعية لا يشتم إيران والسياسيين الشيعة في العراق، يوصم بالطائفية والشعوبية والعمالة لإيران !!!

فالملاحظ أن هناك غلو واضح في معاداة إيران من قبل غالبية العرب السنة، سواءً في العراق أو غيره من البلاد العربية. فما هو سبب كل هذا العداء لإيران الشيعية؟ هل هو حقاً الاختلاف المذهبي السني- الشيعي، أم هو الصراع على النفوذ السياسي والمصالح الاقتصادية؟ فالتعددية المذهبية موجودة في جميع الأديان السماوية، ولكن إذا ما راجعنا التاريخ، لوجدنا أن السبب الرئيسي للصراعات الدموية التي اتخذت طابعاً طائفياً بين الشعوب، وحتى داخل الشعب الواحد ذي تعددية مذهبية، لوجدنا أن السبب الحقيقي هو الصراع على الحكم والنفوذ السياسي، والهيمنة على الاقتصاد، ولكن تم توظيف الاختلاف المذهبي من أجل إثارة و تجييش الجماهير وتقديمهم وقوداً للحروب لتحقيق الأغراض السياسية. ولو لم يوجد خلاف طائفي لاختلقوا خلافاً من نوع آخر، كما هي الحال في مصر وليبيا وتونس والجزائر والصومال حيث لا يوجد في أي منها أي إنقسام طائفي، ولكن مع ذلك هناك إرهاب واقتتال وتحت مختلف الذرائع.

و العداء ضد إيران والشيعة لأسباب طائفية لا يمكن إنكاره، وهو قديم قدم الإسلام، ولكنه كان خفياً وبصمت ، إلا إنه تفجر بشكل واضح وصريح ومبالغ به بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وإعلان الثورة بقيادة الإمام الخميني العداء السافر لأمريكا، وإسرائيل، حيث تم الإستيلاء على السفارة الأمريكية بطهران، واختطاف وحجز طاقمها لأكثر من عام، وطرد السفارة الإسرائيلية، وفتح السفارة الفلسطينية بدلاً عنها. يعني في الأيام الأولى من الثورة وضعت الحكومة الإسلامية الإيرانية نفسها في مواجهة دموية شرسة مع أمريكا وإسرائيل.

ففي عهد حكم الشاه محمد رضا بهلوي، الذي كان يقوم بدور كلب الحراسة للمصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، كانت العلاقة بين السعودية والدول الخليجية وحتى عراق البعث الصدامي، مع إيران علاقة ودية حميمة رغم أن الشاه كان شيعياً كما غالبية شعبه. ولكن ما أن تغير الموقف الإيراني بعد الثورة الإسلامية من صداقة لأمريكا وإسرائيل إلى عداء لهما، حتى وغيرت الدول العربية الخليجية مواقفها إلى عداء شرس لإيران. فحركوا الطاغية الغبي صدام حسين إلى شن حرب ضروس على إيران الإسلامية، لحماية البوابة الشرقية للأمة العربية من "الفرس المجوس"، و وضعوا أنها ستكون حرباً خاطفة، وقال له الملك السعودي فهد "منا المال، ومنك الرجال"، وأن الحرب لم تدم أكثر من عشرة أيام سيخرج منها منتصراً، وتكون الشعوب العربية كلها تنضم إلى إمبراطوريته في دولة عربية واحدة من المحيط إلى الخليج، فكان ما كان من حرب دامت ثمانية أعوام عجاف أهلكت الحرث والنسل.

وهذا يقودنا إلى استنتاج منطقي، وهو أن عداء العرب لإيران هو ليس لأسباب طائفية، بل بسبب عداء إيران الإسلامية لأمريكا وإسرائيل، وأن الدول العربية الخليجية اعلنت عداءها لإيران بأوامر من أمريكا، وأن هناك خطة مبيتة لتدمير الطاقات البشرية والعسكرية والمادية للبلاد العربية وإيران، لإبقاء إسرائيل القوة العظمى الوحيدة في المنطقة. وهذا ليس من بنات نظرية المؤامرة كما سيتهمنا البعض، بل نشهده كواقع يومياً، ولا يحتاج الإنسان إلى عبقرية خارقة ليتوصل إلى هذا الاستنتاج.

ونفس السيناريو تكرر بعد إسقاط حكم الطاغية صدام حسين في العراق، بقيادة أمريكا بعد أن كان صدام الذي كان حليفاً لها، فراح يهدد المصالح الأمريكية في المنطقة، باحتلاله للكويت وتهديده للهيمنة على كل مصادر الطاقة في الخليج، و محاولاته لامتلاك سلاح الدمار الشامل، وتهديده لأمن إسرائيل، وبعد أن انتهى دوره في ضرب إيران، وتدمير القدرات البشرية والمادية والعسكرية للشعبين.

ومهما قيل عن أغراض أمريكا في تحرير العراق من الفاشية البعثية الصدامية، إلا إن أفضل ما تحقق للشعب العراقي هو قيام نظام ديمقراطي يتخذ من صناديق الاقتراع وسيلة لاختيار حكومته من قبل الشعب بجميع مكوناته، ولكل مكون نصيب في الحكم حسب ما تفرزه الانتخابات، وإنهاء هيمنة حكم المكون الواحد، وبذلك يكون المستفيد من سقوط حكم البعث الصدامي هم الشيعة والكرد وجميع المكونات الأخرى التي كانت محرومة من المشاركة في صنع القرار السياسي منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921. وهذا يعني وضع العرب السنة على قدم المساواة مع بقية مكونات الشعب حسب نسبتهم في الشعب وما تفرزه لهم صناديق الاقتراع من مقاعد في البرلمان، وهذه النسبة تتناسب مع نسبة كل مكون في الشعب ومتبع في جميع الدول الديمقراطية العريقة مثل بريطانيا وغيرها. ولكن هذا لا يرضي طموح المكون العربي السني الذي اعتبر حكم العراق من حقه التاريخي لوحده، ومن ورائهم الحكومات الإقليمية المناهضة للديمقراطية في العراق واستقراره وازدهاره لأسباب طائفية وسياسية واقتصادية، جئنا عليها مراراً، ولذلك راحت أبواقهم تنفخ ليل نهار لتشويه صورة الديمقراطية العراقية ونعتها بأقذع النعوت.

فماذا كان موقف الدول العربية وخاصة الخليجية، من العراق الجديد ونظامه الديمقراطي الوليد؟
بدلاً من فتح سفاراتهم في بغداد، وتقديم المساعدات للشعب العراقي الجريح، وهو يمر في أخطر مرحلة تحولات سياسية واجتماعية في تاريخه العاصف، راحوا يبعثون له آلاف الإرهابيين، لينشروا الموت والخراب في حرب إبادة الجنس ضد الشيعة، و حملة إعلامية وطائفية من فتاوى شيوخ الوهابية، لتشويه صورة العراق ما بعد صدام، وتسقيط كافة السياسيين الشيعة، ووصفهم بأقذع الصفات مثل عملاء إيران، وأنهم عجم من الفرس المجوس، ...الخ. ومقابل هذه الحرب الضروس، كانت إيران أول دولة اعترفت بالعراق الجديد، وفتحت سفارتها في بغداد، ومدت يد المساعدة لدعم اقتصاده، وتزويده بالكهرباء، ومحاربة الإرهاب البعثي الوهابي المدعوم من السعودية وقطر وتركيا. ومع كل ذلك يطالبوننا بمسك العصا من وسطها في التعامل مع إيران التي تساعد العراق، والدول التي تعمل على تدميره.

كيف واجه الإعلام العربي المساعدات الإيرانية للعراق؟
راحت أبواقهم تشن حملة إعلامية مضللة، مفادها أن العراق صار مستعمرة إيرانية، وأن الحاكم الحقيقي هو الجنرال الإيراني قاسم سليماني، بل وراح أحد قادة الاعتصمات في المناطق الغربية، (أحمد أبو ريشة)، يصرخ في الفضائيات أن خطابهم مع "حكام بغداد" يجب ترجمته إلى الفارسية، في إشارة إلى أن الذين يحكمون في بغداد هم إيرانيون لا يعرفون العربية. وهذه النغمة النشاز (اتهام الشيعة بالعجمة)، ليست جديدة، إذ رددها طائفيون منذ عهد أستاذهم ساطع الحصري وإلى الآن. ولم يسلم من هذا السقوط حتى أولئك الذين كانوا يتغنون بالشيوعية مثل سعدي يوسف الذي نشر قصيدة يعنوان: (مصرُ العروبةِ عراقُ العجَم!)، فاعتبر الشيعة المشاركين في السلطة عجماً، كما وسمى كردستان (قردستان)، وهذا الشاعر إلى وقت قريب كان يلقب نفسه بـ(الشيوعي الأخير)(1). حقاً ما قيل، أن الأزمات تكشف معادن الرجال.
وهل حقاً الشيعة وحدهم يحكمون العراق؟ الجواب واضح من مكونات السلطات العراقية الثلاث. ولكن لا يمكن إسكات هؤلاء إلا بإعادة العراق إلى حكم المكون الواحد الذي كان سائداً قبل 2003 والذي أوصل العراق إلى هذا المصير.

خلاصة القول، لا يمكن المساواة بين إيران التي تساعد العراق وسوريا واليمن في محاربتها للإرهاب، وبين تلك الدول الإقليمية التي تدعم الإرهاب مثل السعودية وقطر وتركيا. والمؤسف أن أمريكا وبريطانيا، اللتان تدعيان محاربة الإرهاب، كشفتا عن حقيقتهما في الانتصار الكبير الذي حققه الجيش السوري الصامد في حلب، حيث راحت وسائل إعلامهما، بما فيها البي بي سي، تحاول تشويه صورة هذا النصر والدفاع عن الإرهابيين من جبهة النصرة وداعش، وحتى راحت تطلق على هذه العصابات بالمعارضة المعتدلة. كان على أمريكا وبريطانيا، إن كانتا حقاً ضد الإرهاب، أن تتحالفا مع إيران وسوريا وروسيا في هذه الحرب المصيرية ضد أعداء الحصارة والإنسانية، لأن هذه الحكومات تحارب نفس العدو المشترك، وهو الإرهاب الإسلامي الوهابي التكفيري، بينما أمريكا وبريطانيا في تحالف استراتيجي مع السعودية وقطر وتركيا التي تدعم الإرهاب ليس في سوريا والعراق واليمن فحسب، بل وفي جميع دول العالم بما فيها الغرب.

إن تصعيد العداء ضد إيران ليس جديداً، وليس من مصلحة العراق، وقد قدم الباحث الإسلامي المتنور، الدكتورغسان نعمان ماهر السامرائي، بحثاً قيماً من خمس حلقات بعنوان: (عقدة إيران في العراق)، ندرج روابطه في ذيل هذا المقال، وهو جدير بالقراءة، واستخلاص الدروس والعبر.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ــــــــــــــــــــــــــــ
روابط ذات صلة
1- سعدي يوسف: مصرُالعروبةِ عراقُ العجَم !
http://www.arabistan.org/newsdetails.aspx?elmnt=7041#.WF1orNKLQnQ

2- د.غسان نعمان ماهر السامرائي: عقدة إيران في العراق
رابط الحلقة الأولى
د.غسان نعمان ماهر السامرائي: عقدة إيران في العراق 1-5
http://www.akhbaar.org/home/2014/11/180815.html
رابط الحلقة الثانية
د. غسان نعمان ماهر السامرائي :عقدة إيران في العراق(2-5)
http://www.akhbaar.org/home/2014/11/180953.html
رابط الحلقة الثالثة
د. غسان نعمان ماهر السامرائي: عقدة إيران في العراق 3-5 http://www.akhbaar.org/home/2014/12/181099.html
رابط الحلقة ارابعة
د. غسان نعمان ماهر السامرائي: عقدة إيران في العراق 4-5
http://www.akhbaar.org/home/2014/12/181272.html
رابط الحلقة الخامسة
د. غسان نعمان ماهر السامرائي: عقدة إيران في العراق 5-5
http://www.akhbaar.org/home/2014/12/181399.html



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استعادة حلب...انتصار بطعم الهزيمة!
- عبدالخالق حسين - كاتب وباحث سياسي عراقي مستقل - في حوار مفتو ...
- في وداع فيدل، آخر عمالقة الاشتراكية
- إلى متى السكوت عن تمادي السعودية في إهانة الشعب العراقي؟
- حول هدم البيشمركة لدور وقرى عربية في كركوك ونينوى
- أسباب ودلالات انتصار ترامب
- لا للعقوبات الجسدية في المدارس
- لا لقرار منع المشروبات الكحولية
- داعش، بندقية للإيجار أنتهى دورها
- مناظرة مع مستشار إردوغان!
- يجب دحر تجاوزات إردوغان على العراق
- الطفيلي في خدمة الإرهاب
- دعوة لإصدار قانون (جاستا) عراقي
- إلغاء فيتو أوباما صفعة جديدة في وجه السعودية
- حول انهيار السعودية، مرة أخرى
- هل حقاً السعودية على وشك الانهيار؟
- (إقليم الموصل)، مشروع لتفتيت العراق
- حول إغلاق الدعوى ضد رئيس البرلمان
- متى يكون الحياد خيانة وطنية؟
- التجسس لدحر الإرهاب، ضرر أم ضرورة؟


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - لماذا كل هذا العداء لإيران؟