أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عزالدين اشريفي - قصة الغرانيق.. بين الإفك والتصديق















المزيد.....

قصة الغرانيق.. بين الإفك والتصديق


عزالدين اشريفي

الحوار المتمدن-العدد: 5380 - 2016 / 12 / 23 - 20:15
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لكل حادث سبب كما هو معلوم،وحتى تطرقي لهذا الموضوع لم يأتي من باب الصدفة و العبث بل هناك داع للكتابة فيه،وهو حين انتابني الفضول لأقرأ رواية أحدثت ضجة و كانت مثار جدل واسع في الأوساط الإسلامية،الرواية باختصار هي"آيات شيطانية" لسلمان رشدي،الصادرة سنة 1988م،والمتكونة من تسعة فصول،في هذه الرواية يتحدث الكاتب عن أحداث تاريخية في الإسلام ،منها الوحي و الإسراء و المعراج و عن زوجات الرسول(ص)،، لكن المثير أن الكاتب حرف الحقائق التاريخية في الإسلام و طعن في الوحي و طعن في عصمة الرسول (ص) ! وهذا ما جعل الخميني يصدر فتوى عام 1989م بإهدار دم رشدي وخروج الآلاف من المسلمين في بريطانيا و مختلف دول العالم الإسلامي منددين بالآراء التي جاء بها الكاتب في روايته مطالبين دور النشر بوقف طبع الكتاب وحرق آلاف الطبعات منه (هذا الحدث يقول الشيخ ديدات هو من أعطى للرواية شهرة واسعة في العالم !)
المهم هنا ليس تناول موضوع الرواية أو مناقشتها بل الأهم ما هو ظاهر على عنوانها"آيات شيطانية"و التي ذكرها الكاتب في الفصل الثاني المعنون ب"ماهوند"(الرسول) ،وهي ما تعرف بقصة الغرانيق،التي تباينت فيها الآراء و المواقف بين من شكك فيها و بين من أنكرها و آخر قال أن لها أصلا ! وهذا ما سنتطرق إليه بالتفصيل في مقالنا هذا.
قبل عرض قصة الغرانيق كما رويت عند علماء السنة الكبار نشير أولا إلى معنى كلمة غرانيق،جاء في لسان العرب"الغرانيق الذكر من الطير واحدها غرنوق و غرنيق سمي لبياضه و قيل هو الكركي،وكانوا يزعمون أن الأصنام تقربهم إلى الله عز وجل وتشفع لهم إليه،فشبهت بالطيور التي تعلو وترتفع في السماء "
قصة الغرانيق تناقلها العديد من المفسرين في كتبهم،كالطبري في "تاريخ الرسل و الملوك" و السيوطي في "الدر المنثور" و الشهرستاني في "الملل و النحل" و البيهقي في "الدلائل" و ابن تيمية في "الفتاوى"..تقول الرواية" أن النبي (ص) قرأ بمكة "والنجم" فلما بلغ "أفرأيتم اللات و العزى*ومناة الثالثة الأخرى"-النجم20-ألقى الشيطان على لسانه"تلك الغرانيق العلى و إن شفاعتهن لترتجى"فقال المشركون ما ذكر إلهتنا بخير قبل اايوم فسجد النبي و من معه من المسلمون و سجد معهم المشركون فكان هذا سبب نزول قوله تعالى"وما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته و الله عليم حكيم"-الحج-(رواه الطبري و ابن حاتم و البزاز و ابن مردويه).وفي رواية أخرى"ثم جاءه جبريل بعد ذلك قال اعرض علي ما جئتك به فلما بلغ"تلك الغرانيق العلى و إن شفاعتهن لترتجى"قال جبريل"لم آتك بهذا ،هذا من عند الشيطان فأنزل الله(وما أرسلنا من قبلك من رسول و لانبي...)/الواحدي،أسباب النزول. ويستدل من جعلوا للقصة أصلا بهذه الآية،ويعتبرون أن سبب نزولها أن الشيطان يتدخل أو يوسوس للنبي(ص) أثناء تلاوته للكتاب،لكن اختلف المفسرين في قوله تعالى"تمنى" لكن ابن عباس قال أنها تعني"تلا"و بالتالي يكون معنى الآية أن ما من نبي و لا رسول من قبلك يا محمد يتلوا أو يقرأ كلام الله حتى يلقي الشيطان بكلامه في تلاوته فينسخ(أي يزيل)الله ما يلقي الشيطان ويحكم الله آياته(أي يثبت الله الوحي).
ولهذا سميت بالآيات الشيطانية أي أن الشيطان هو من ألقاها على الرسول أثناء تلاوته،بمعنى أن الشيطان تدخل في مسار الوحي و غير فيه ما غير،وهذا الكلام فيه من الخطورة ،مفاده أن الشيطان له القدرة في تغيير كلام الله المنزل على الرسول عن طريق جبريل ،ما يدفع للشك في الوحي ورفع القدسية عن القرآن إذا ما سلمنا بصحة هذه الرواية !!
أغلب المفسرين طعنوا في صحة القصة وقالوا ببطلانها باعتبارها حديث مرسل،والحديث المرسل هو ما غاب عنه سند ،أي الراوي عن التابعي،وهو الحلقة المفقودة في هذا الحديث(إن جاز تسميته حديثا)،و أيضا هو باطل متنا أي أن الحدث المتضمن في القصة مناف و متعارض مع ما في كتاب الله ! وهؤلاء المفسرين القائلين بهذا هم ابن كثير والقاضي عياض و ابن العربي و البيهقي و الشوكاني و الآلوسي،،ومن المتأخرين الشيخ محمد عبده و الشيخ الألباني.أما من جعلوا للقصة أصلا فهو ابن حجر و ابن تيمية أيضا .
بالنسبة للقاضي عياض ذهب إلى إنكار الحديث من أصله و توهيمه"أن هذا الحديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة و لا رواه ثقة بسند متصل سليم،وإنما أولع به ويمثله المفسرون و المؤرخون و المولعون بكل غريب المتلقفون من الصحف كل صحيح و سقيم"/الشفا في حقوق المصطفى.أي أن هذا الحديث موضوع و مدسوس في كتب التراث من قبل المؤرخين و المفسرين .
يرد أيضا القاضي عياض في كتابه الشفا على القائلين أن للحديث أصل (ابن حجر)"إن الأمة أجمعت فيما طريقه البلاغ أن النبي معصوم فيه من الإخبار عن شيء بخلاف ما هو عليه قصدا و لا عمدا و لا سهوا و لا غلطا"
ومن من أنكروا الحديث أيضا ابإمام الشوكاني أيضا في"فتح القدير"حيث قال"ولم يصح شيء من هذا و لا يثبت بوجه من الوجوه و مع عدم صحته بل بطلانه فقد دفعه المحققون بكتاب الله سبحانه"ج2ص250
الإمام الآلوسي أيضا يقول في "روح المعاني" ،"ولعمري إن القول بأن هذا الخبر مما ألقاه الشيطان على بعض ألسنة الرواة ثم وفق الله تعالى جمعا من خاصته لإبطاله أهون من القول بأن حديث الغرانيق مما ألقاه الشيطان على لسان رسول الله ثم نسخه" ويفسر الآلوسي سجود المشركين مع الرسول(ص)"إ ن سجود المشركين يدل على أنه كان في السورة ما ظاهره مدح إلهتهم و إلا لما سجدوا لأننا نقول يجوز أن يكونوا سجدوا للدهشة التي أصابتهم و خوف اعتراهم عند سماع السورة لما فيها من قوله تعالى-وأنه أهلك عادا الأولى-روح المعاني-.وتماشيا مع موقف الإنكار للقصة يقول ابن كثير في تفسيره"إن ما ذكر من قصة الغرانيق قد جاءت من طرق كلها مرسلة و لم أرها مسندة من وجه صحيح"ج3ص239.
ومن جهة الطعن في سند الحديث نجد الشيخ الألباني خصص كتابا في هذه المسألة سماه"نصب الجانيق لنسف قصة الغرلنيق"و يقول في ص39 ن الكتاب"أن المرسل غير مقبول و الذي على ذلك أن إرسال الحديث يؤدي إلى الجهل بعين راويه ويستحيل العلم بعدالته مع الجهل بعينه" و يقول أيضا الشيخ الألباني في نفس الكتاب ص43"فيبقى النظر في هذه المراسيل و هي كما علمت سبع صح إسناد أربعة منها و هي مرسل سعيد ابن جبير وأبي بكر ابن عبد الرحمان ابن الحارث و أبي العالية(1-3)ومرسل قتادة(5)...فجاز أن يكون مصدرهم الذي أخذوا منع هذه القصة ورووها عنه واحدا لاغير و هو مجهول.

بمعنى أن هذه القصة رويت بأربع أحاديث مختلفة وهي صحيحة الإسناد لكن المصدر الذي أخذوا منه هذه القصة غير معروف !فسعد ابن جبير هو أول من روى الحديث (المرسل) واعتمده الحافظ في الفتح وجعله أصلا ،وجعل الروايات الأخرى شاهدة عليه -الألباني ص13-.فالحديث روي في أصله بطرق ثلاث عن ابن عباس،ويقال أن الكلبي رواه عن أبي صالح الذي هو بدوره رواه عن ابن عباس،لكن هناك من طعن في الكلبي و اتهمه بالكذب و الضلال،بحجة أن أبي صالح لم يرى ابن عباس و لاسمع الكلبي عن أبي صالح إلا الحرف بعد بعد الحرف لايحل ذكره في الكتب فكيف الإحتجاج به؟(ميزان الإعتدال في نقد الرجال،الإمام الذهبي)
إذن فكيف ذهب ابن حجر في "فتح الباري" إلى القول أن الرواية لها أصل؟
الحافظ ابن حجر هو أيضا أنكر الرواية وردها لكنها لم ينكرها بشكل صريح كما فعل القاضي عياض و ابن العربي و غيرهم بل أنكرها عن طريق تأويلها،إنه يقول"وجميع ذلك لا يتمشى على القواعد فإن الطرق إذا تعددت و تباينت مخارجها دل على أن لها أصلا"-فتح الباري،293/8-
فابن حجر يرى أن للرواية أصل،وهناك احتمال قائم بأنها فعلا حدثت ما دامت القصة رويت بطرق كثيرة ومعاني متباينة،فابن حجر يرى أن جملة"تلك الغرانيق العلى و إن شفاعتهن لترتجى"لم ينطق بها الرسول(ص) بل إن الشيطان هو الذي ألقى بلسانه في سكتة النبي(ص)يقول ابن حجر"إذا وقع تقرر ذلك تعين تأويل ما وقع فيها مما يستنكر و هو قوله،ألقى الشيطان على لسانه "تلك الغرانيق العلى و إن شفاعتهن لترتجى" و أن ذلك لا يجوز حمله على ظاهره،لأنه يستحيل (ص)أن يزيد في القرآن عمدا ما ليس فيه،وكذا سهوا إذا كان مغايرا لما جاء به التوحيد لمكان عصمته"-فتح الباري،294/8-
لكن نفترض أن أن الشيطان هو من ألقى تلك الجملة عند سكتة الرسول)ص)فلماذا لم يسجد المشركون في تلك اللحظة مع أن الرواية تقول أنهم سجدوا حتى انتهى الرسول (ص)من قراءة النجم كاملة؟ثم هل تلك الكلمات التي ألقى الشيطان لم يسمعها المسلمون أسضا؟
هناك عدة نقاط تسجل من خلال ما تم عرضه:
الإعتراض الأول،أن رسول الله(ص)تكلم مجبرا،أي أن الشيطان أجبر الرسول على أن يلفظ هذه الكلمات،ولكن ألا يضعنا هذا الكلام أمام وضعية خطيرة،وهي أن الشيطان يتدخل في الوحي و بالتالي مما يؤدي إلى الشك فيما تم إنزاله على الرسول وزعزعة الإعتقاد بقدسية النص القرآني؟
الإعتراض الثاني،أن الرسول(ص) قال هاته الكلمات سهوا كما روي عن قتادة و مقاتل "أنه كان يصلي عند المقام فغفى وجرت على لسانه هاتين الكلمتين،تلك الغرانيق العلى و إن شفاعتهن لترتجى"،فلما فرغ من السورة سجد و سجد كل من في المسجد"-السيوطي،الدر الكنثور-.لكن أليس من الغريب أن الرسول(ص) يغفو بالضبط عند هذه الآية؟هل يصح قول كهذا على رسول معصوم من الخطأ محمي بالنبوة ؟ونفترض أنه قال هذا سهوا لماذا عندما نزل عنده جبريل وطلب منه أن يعيد قراءة ما أنزل الله عليه فكرر نفس الجملة؟هل الشيطان هو من وسوس للرسول و تدخل في تغيير مسار الوحي أم أن الرسول أخطأ أم ماذا ؟(إن سلمنا كما قال ابن حجر أن للرواية أصل)
الأمر لا يقف عند هذا الحد بل إن هذا الزعم يتعارض مع ما جاء به القرآن من قوله تعالى"ولو تقول علينا بعض الأقاويل*لأخذنا منه باليمين*ثم لقطعنا منه الوتين*فما منكم من أحد عنه حاجزين"-الحاقة44،47- !! وهذا دليل قرآني وتهديد رباني صريح للرسول(ص)أنه لو اختلق قولا من نفسه و نسبه إلى القرآن لانتقم منه الله بالقوة)لأخذنا منه اليمين) وقتلناه(ثم لقطعنا منه الوتين)
أما القول أن هذا الكلام مما ألقى الشيطان في درج التلاوة وظن المشركون أن هذا الكلام المسموع من الرسول،بمعنى أن الشيطان أتى بصوت يشبه صوت الرسول(موقف ابن حجر) فهذا بدوره كلام فيه من الخطورة و اللبس،وهناك من يتساءل إذا كان هذا الكلام صحيح إذن فالشيطان له القدرة في تقليد صوت الرسول و الإتيان بآيات من عنده أثناء تلاوة الرسول (ص)للقرآن،وهذا يدفع إلى طرح احتمال مفاده أن القرآن تماشيا مع هذا الزعم قد يحتوي على آيات شيطانية ألقاها الشيطان عند التلاوة و الدليل هو قوله تعالى كما ذكرنا سالفا"وما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي..."والتي يحتج بها أصحاب هذا الرأي و يعتقدون أن قصة الغرانيق هي سبب نزول هذه الآية !
وهناك آخر و أخير والذي قال به بعض المفسرين ،أن الرسول(ص) لشدة حرصه على إيمان القوم أدخل هذه الكلمات من نفسه ثم رجع عنها !! لكن ألا يكون النبي في هذه الحالة إذا سلمنا بهذا الكلام خائنا للوحي و أن هذا خروج عن الدين و مناف له بشكل عام و تعارض مع النبوة بشكل خاص ؟!
هل ذكرت قصة الغرانيق في صحيح البخاري ؟
في الصحيحين(البخاري و مسلم) ذكر حديث سجود المسلمين و المشركين بعد أن قرأ الرسول(ص) النجم،لكن لم ترد قصة الغرانيق بأي وجه من الوجوه،لا في البخاري و لا في مسلم،وقد رويت بطرق مختلفة في البخاري"عن عبد الله رضي الله عنه عن النلي(ص( أنه قرأ و النجم فسجد بها و سجد من معه،غير أن شيخا أخذ كفا من تىاب فرفعه إلى جبهته فقال يكفيني هذا،قال عبد الله فلقد رأيته بعد قتل كافر"ج2ص7.وفي رواية أخرى"عن الأسود بن يزيد عن عبد الله رضي الله عنه قال:أول سورة أنزلت فيها سجدة و النجم،قال فسجد رسول الله وسجد من خلفه إلا رجلا رأيته بعد ذلك قتل كافرا وهو أمية بن خلف"ج6ص52(روى الحيث أيضا مسلم في ج2ص88)
فقصة الغرانيق كما يظهر لا وجود لها في الصحيحين ،خاصة في البخاري الذي يعتبره علماء الأمة أنه أصدق كتاب بعد كتاب الله تعالى،مما يدفعنا إلى استنتاج مفاده ان هذه القصة تدخل في باب الحديث المرسل و الموضوع في كتب التراث الإسلامي ،والحديث المرسل كما أشرنا سالفا هو كالحديث الضعيف لايؤخد به و يرد بالطعن في سنده،الذي الأصل الذي أخذت منه هذه الرواية في هذه الحالة و هو غير معلوم !
الآيات القرآنية التي تدل على أن القرآن محفوظ من عند الله:
يقول تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون"-الحجر9- أي حفظ القرآن من التغيير و التبديل ،ومنهم من أعاد الضمير في قوله "له لحافظون" على النبي(ص).وقول عز وجل أيضا"لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه"ومعناه كما قال قتادة"الباطل إبليس،لايستطيع أن ينقص منه حقا و لا يزيد فيه باطلا"-جامع البيان479/21-.
ويقول تعالى في سورة الكهف الآية27"واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لامبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا"يقول ابن كثير"يقول تعالى آمرا الرسول(ص)بتلاوة كتابه العزيز و إبلاغه إلى الناس(لامبدل لكلماته) أي لامغير لها ولا محرف ولامؤول "تفسير القرآن العظيم-151/5-وكذا قوله تعالى في سورة البقرة الآية2"ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين"ومعنى الآية واضح و صريح،وهو نفي الله تعالى عن القرإن كل شك و ريب تجاه آياته
ختاما و بعد عرض قصة الغرانيق بطرق مختلفة،بين منكر لها و مدافع عنها،و تبيان أن القصة لا وجود لها في البخاري كما ادعى بعض المنتقدين للتراث الإسلامي،الذين جعلوا للقصة أصل في البخاري، كما عرضنا الآيات القرآنية التي تثبت و تنفي في الوقت نفسه أن يتعرض القرآن(الوحي) لأي تحريف أو تزييف،وأنه محفوظ من عند الله. لكن ألا يحق لنا التساؤل حول مدى صحة ما جاء في البخاري،لا أحد ينكر أن البخاري شيخ المحدثين في عصره و عالم جليل و صحيحه يشهد له على علو كعبه و سعة علمه،لكن البخاري هو بشر في اخر المطاف، معرض للخطا و السهو و النسيان.وليس معصوم من الخطأ كما يدعي بعض السلفيين ،فمادام كل ما وصلنا عن رسول الله كان عن طريق نقل بشري(بعد قرنين من زمن الرسول)،ألا يدفعنا هذا إلى القول أن صحيح البخاري قد يحتوي على أحاديث مدسوسة وضعيفة،بل وهناك منها صراحة ما يتعارض ليس مع القرآن فحسب بل حتى مع العقل أيضا! وما قصة الغرانيق إلا واحدة من العديد من المساءل التي دارت حولها السجالات و أثير بسببها الجدل واختلف فيها المفسرون على مر التاريخ.ولازالت المواقف و الآراء متباينة و منقسمة ليومنا هذا ،ومن أمثلة القضايا التي دار حولها الخلاف في البخاري نجد على سبيل المثال لا الحصر"محاولة انتحار الرسو،سحر الرسول،حرق علي للمرتدين...و الكثير من الروايات التي لا تتوافق لامن جهة النقل و لا من جهة العقل !!



#عزالدين_اشريفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عزالدين اشريفي - قصة الغرانيق.. بين الإفك والتصديق