أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد كروم - التاريخ وسوطا- بيد الجلادين















المزيد.....

التاريخ وسوطا- بيد الجلادين


خالد كروم

الحوار المتمدن-العدد: 5380 - 2016 / 12 / 23 - 01:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



حولوا شعوبهم الى عبيد .. وهم ليسوا أعداء لليهود.. ابتلت شعوبهم بنظام شوفيني عنصري طائفي شمولي ..؟ لا تعير ادنى قيمة للقيم الديمقراطية والحرية مع الاسف الشديد ..


وكلما تعرض كرسي أحدهم للخطر لجأ الى قوميته أو طائفته .. والمصيبة ان هذه الدعوات تلقى صدى بين الناس ... فيغرر بهم ويدفعون الى حرب طائفية نهايتها الخسران ؟



هربوا من أوطانهم ...وتركوا الشعب يعيش بين الحروب والسجون والحصار ... والفقر والمشانق والمقابر الجماعية الخ ..؟!


وكذلك ابتلت ايضا شعوبهم ... بمجموعات معارضة اسوء بكثير وهي تزاود على النظام بالعنصرية والشمولية بالارتزاق والسمسرة على قيم شعوبها الحضارية خدمة لاجندات من يمولهم ..


ان اي مثقف او مفكر باحث سياسي يقوم بتزوير الحقائق عبر وسائل الاعلام المتنوعة فهو يخون الجمهور والحقيقة معا ....ولا يقوم بمهمته.. في حين يدعي انه يكافح لاجل حرية الرأي والتعبير والعدالة والحقوق فهو يغدر بكل هذه المفردات المذكورة؟؟


هؤلاء المثقفين والمفكرين والباحثين امثال كيلو الراكضين وراء الشهرة والمال و حصد التأييد لا يتورعون في نقاشاتهم وتصريحاتهم في استخدام الاساليب الكاذبة والمخادعة يوصلون الى درجة اللا متناهية من انعدام الضمير...


أما الوعود الوردية في أقامة دولة ديمقراطية مهددة من قبل قياديي المعارضة السياسية والعسكرية العربية والاسلاموية التكفيرية الدعشية ..


بينما يتبجح الساسة بأن الشعب أصبح حرا ...فأين هي حرية الفكر ؟وأين هي حرية المعتقد؟وأين هي حرية الرأي؟وأين هي حرية التعبير؟


فلننظر إلى التاريخ البعيد والقريب ... ليتضح لنا أنه لم يحدث قط أن نجح التعذيب ؟!مهما كانت بشاعته في القضاء على فكر إيا" كان أو حتى إلغاء وجود جريمة أو إيقاف حركة احتجاج...


بل إن التعذيب قد يحول الضحية إيا" كانت هويته إلى بطل رغم أنفه...وحتى إذا فقد الضحية حياته تحول إلى أيقونة ومزار...


أن السلطات المتتالية رغم تباين انتماءاتها ترى أنها سوف تكون في حاجة لمن يعذب لها خصومها ولا بأس لو قتلهم... وأنه في النهاية لن يقام عليه القصاص بل حتى لن يدفع من أمواله الشخصية مليما...


فإن من البشر من يستبد بهم الغباء فلا يستوعبون خبراتهم السابقة ...ولا خبرات من سبقوهم بل ويورثون غباءهم لمن يخلفهم...


إنهم الجلادون الذين يحسبون أنه بالتعذيب تتعدل الأفكار وبالقتل تنتهي الفكرة وأن الرعب من التعذيب يدفع بالناس إلى الجحور...


صراع الشهداء والجلادين



إن لكل حضارة أزمتها .. وأزمة الحضارة الإسلامية أزمة دستورية في جوهرها... ترجع إلى الصراع بين مفهوم الشرعية السياسية القائمة على العدل والتراضي الطوعي... ومفهوم السلطة المتغلبة القائمة على الجبر والقهر .


فالشرعية السياسية في الحضارة الإسلامية...وهي أزمة ترجع جذورها إلى معضلة أخلاقية مزمنة هي الصراع بين الجلادين والشهداء... بين أهل الضمائر ومن لا ضمائر لهم.. في كل زمان ومكان...


ومن هذه الثورات ثورة الإمام الحسين بن علي (عليه السلام ) الذي هبَّ "غضبا للدين وقياما بالحق" (ابن العربي، العواصم ص 237)...


وانتهت ثورته بفاجعة كربلاء، وثورة أهل المدينة ضد يزيد، وقد "قاموا لله" (الذهبي: سير أعلام النبلاء 4/37)... وانتهتْ ثورتهم باستباحة جيش يزيد للمدينة المنورة..


وقد عبَّر الحسين عن ذلك في رسالة إلى معاوية قال فيها: "وما أظن لي عند الله عذرا في ترك جهادك، ولا أعلم فتنة أعظم من ولايتك أمر هذه الأمة..." (ابن عساكر: تاريخ مدينة دمشق 14/206)...


فهو مذهب الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما... وهو منزع ثوري رافض لشرعية الملك العضوض، أو التصالح مع الظلم السياسي.... (الذهبي: سير أعلام النبلاء 4/37)..


ولذلك نجد تبنى بعض السلفيين تبريرات بليدة لفعلات يزيد؟! الشنعاء وجرائمه التي يندى لها جبين التاريخ... حتى انشغل بعضهم -وشغل معه الناس- بتدبيج الكتب في تحقيق المكان الذي يوجد به اليوم رأس الحسين (ع) .... فضاعت العبرة الأخلاقية من هذا الحدث التأسيسي في التاريخ الإسلامي...


وفي هذا الركام نجد عزاء في دراسة من الدراسات العميقة لفاجعة كربلاء - بعيدا عن التبريرات السلفية-الوهابية المكفرتية - وهي كتاب عباس محمود العقَّاد "أبو الشهداء الحسين بن علي".. فقد تناول العقاد فاجعة كربلاء بمنطق أخلاقي رصين.... وتحليل نفسي عميق... وركز على المدلول الأخلاقي الكبير لهذه الفاجعة.


ونحن نكتفي هنا بثلاثة من أوجه الشبه بين فاجعة كربلاء -كما قدَّمها قلمُ العقاد- وفاجعة رابعة التي عشناها منذ ثلاثة أشهر، لنرى بعض ما تحمله كلتا الفاجعتين من دلالة أخلاقية ومعنى تاريخي.


فأول أوجه الشبه بين كربلاء ورابعة هو طبيعة الصراع في الحالتين. حيث يرى العقاد أن كربلاء كانت من أعظم مشاهد الصراع في التاريخ الإنساني بين فكرتين، أو مزاجيْن بتعبيره هو، وهما مزاج الأرْيحية ومزاج النَّفْعية.


فقد "كانت المعركة كلها هي معركة الأرْيحية والنفعية" (العقاد: أبو الشهداء الحسين بن علي، ص 29) و"حياة الحسين رضي الله عنه كانت صفحة، لا صفحة تماثلها، في التمييز بين هذين المزاجين" (ص 12).


ويشدد العقاد على ضرورة وضوح الرؤية في هذا المضمار، لأن الصراع بين الحسين ويزيد في كربلاء كان صراعا بين "موقف الأريحية الصُّراح في مواجهة موقف المنفعة الصُّراح، وقد بلغ كلاهما من موقفه أقصى طرفيْه وأبْعدَ غايتيْه.


فانتصر الحسين بأشرف ما في النفس الإنسانية من غيرة على الحق وكراهة للنفاق والمداراة، وانتصر يزيدُ بأرذل ما في النفس الإنسانية من جشع ومراء وخنوع لصغار المُتَع والأهواء" (ص 9).


وإذا كان صحيحا ما لاحظه العقاد أنه "ما مِن رجل فاز حيث ينبغي أن يخيب كما فاز يزيد بن معاوية في حربه للحسين... وما اختصم رجلان كان أحدهما أوضحَ حقاً وأظهرَ فضلاً من الحسين (ع) في خصومته ليزيد بن معاوية" (ص 23)...


هؤلاء المزيفون الانتهازيون السلفية الوهابية ... يمارسون مهنتهم بغير امان عندما يصنعون ثقافة مشوهة مزورة مضرة لنوعية الحالة التى كان الامام الحسين (ع) يرغب فى إرسائها وهي كما قال عنها العقاد :_


في معسكر الحسين (ع) قليلون مواجهة جيش من أربعة آلاف مقاتل ببضع عشرات من المقاتلين، والتشبث بالحق والعدل مع تحقُّق الموت في سبيلهما.(ص 11)...


انما نحن نقيم هنا ذهنية عنصرية ممنهجة يتحلى بها الاغلبية الوهابية السلفية المروضة المقلدة لعقلية النظام الأموي القائم على إستحلال دماء الاخر حتي لو كانت دماء إبناء الأنبياء .؟


وكان للحسين أعوانٌ إذا بلغ أحدهم حدَّه في معونته فهو شهيدٌ يبذل الدنيا كلها في سبيل الروح. وهي إذنْ حربُ جلاَّدين وشهداء" (ص 48)...



لقد حاق بمرتكبي مذبحة كربلاء ما حدَّثنا عنه التاريخ: هلك يزيدُ بعد المذبحة بثلاثة أعوام، وهلك قائدُه مسلم بن عقبة بعد استباحته المدينة المنوَّرة بثلاثة أيام..


"ولم تنقض ستُّ سنوات على مصرع الحسين حتى حاق الجزاء بكل رجل أصابه في كربلاء، فلم يكدْ يَسْلمُ منهم أحدٌ من القتل والتنكيل، مع سوء السُّمعة ووسواس الضمير" (ص 71).


وظلت لعنة كربلاء تلاحق الدولة الأموية حتى هدَّتْ أركانها، "وكان مصرع الحسين هو الداء القاتل الذي سكن في جثمانها حتى قضى عليها" (ص 71) فقُتل الأمويون أحياء، وحُرِّقوا أمواتا.


إنها حقا" حرب الجلادين والشهداء، كما وصفها العقاد، بدأت في كربلاء، ولم تنته بعد .. ولن تكون لها نهاية إلا نهاية الاستبداد والهمجية التي تساس به أمتنا اليوم.



#خالد_كروم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا المؤمنة ؟ وروسيا الكافرة !
- الارتهان الصهيوخليجي .. وتحرير حلب
- هرمجدون وفاق أم عداء؟ ج 1
- أسطورة إبو هريرة المقدس ؟!
- سدوم وعمورة وامراة لوط عمود ملح
- سدوم والضيوف السماويون ..!
- المراءة الملاك والكتاب المقدس ..! ج2
- من هذة المراءة الملاك ؟ حور العين!
- هيردوس وفيليبس ونبي الله يحي المعمداني .. وعيسي أبن مريم ..( ...
- الزائر الغريب..! والفضاء السحيق...
- قصة الخلق فى الإساطير القديمة ....!
- خرافية الحبكة الدرامية في قتل هبيل لقبيل !
- اساليب الغزو الفكري والحرب النفسية لقطعان الشعوب ..!
- ماذا تعرف عن نبي الله سبحانة وتعالي .....-إدريس- عليه السلام ...
- ... لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ....
- التاريخ البشري _ وخرافات الحضارات الوهاية ؟ ج1
- “أساطير الأولين” _ بين الحقيقة والخيال ... ج1
- خرافة سرقة قبر الرسول الأعظم محمدا- صلى الله عليه وآله وسلم ...
- أكذوبة القصة الوهاية بأمية الرسول الأعظم محمدا- صلى الله علي ...
- توازن القوى بين الدولة المصرية والشعب المصري .. السيسي أنمزج ...


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد كروم - التاريخ وسوطا- بيد الجلادين