أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غازي صابر - في القلب جمرة والقمع العربي














المزيد.....

في القلب جمرة والقمع العربي


غازي صابر

الحوار المتمدن-العدد: 5379 - 2016 / 12 / 22 - 22:08
المحور: الادب والفن
    


في القلب جمرة والقمع العربي
في القلب جمرة رواية جميلة للروائي التونسي حميد عبايديه من حيث السرد ومن حيث لغتها والقريبة من الشاعرية الحزينة والمصداقية وكأن الكاتب هو من عاش فصولها الدامية ، وبقدر جماليتها فهي مؤلمة لمعاناة ومصير أبطالها وهم نخبة من مثقفي الشعب التونسي .
بطل الرواية أحمد وهو أبن مدرس متوسط الحال إجتهد حتى وصل للجامعة وإنخرط في العمل السياسي في نهايات حكم أبو رقيبه من أجل تقدم الشعب وتطور تونس وصدفة يلتقي بندى وهي أيضاً طالبة جامعية في كلية الطب وملاحقة من قبل البوليس السري ويتم التعارف بينهما وتتوطد العلاقة من خلال تمتع الأثنين بالثقافة والأخلاق الثوريه وتتطور العلاقة الى حب وزواج .
ويواصلا العمل السياسي ضد العسف والفساد لأجهزة الدولة والحكومه زمن حكم أبن علي وتتم مطاردتهما حتى يتم إعتقال أحمد وتهرب ندى الى الجزائر وهي حامل وهناك تكمل دراستها وتتخرج طبيبة لكن أجهزة القمع لأبن علي تلاحقها الى الجزائر ويسلمها البوليس الجزائري لهم من أجل إستغلالها لإسقاط أحمد وهو السجين السياسي العنيد .
يتولى عملية ملاحقتها والضغط عليها الضابط صالح الدراجي لكنها تصمد على الرغم من أخذ إبنها وإيداعه في المأتم وفي النهاية يخيرها هذا الضابط بين الطلاق من أحمد أو إغتصابها وهذا ما فعله في النهاية ثم تم إيداعها الى مستشفى المجانين بعد أن فقدت صوابها ولم تتحمل ما حدث ولأن القمع العربي متشابه فقد واجه بطل رواية نجم والي طائر الجنوب نفس المصيرمن الشرطة العراقيه زمن نظام صدام .
في النهاية يقضي أحمد سبع سنين في السجن وهو ينتقل من سجن الى سجن ويواجه شتى أنواع التعذيب مع رفاقه ويستشهد بعضهم وفي أبشع طرق إجرامية ووحشيه وتعيش ندى وحيدة بعد هروبها من مستشفى المجانين مع عرب بدو في الصحراء وبعدها يلتقيان ويهربا الى فرنسا وفي لندن يعرضان حالتهما وحالة تونس على منظمة العفو الدوليه .
في القلب جمرة رواية تتحدث عن القمع والتنكيل للنظم العربية خلال نصف قرن وهناك روايات عربيةعديدة كانت موضوعاتها القمع والتنكيل كرواية الليطاني لشكري المبخوت وسيرة الرماد لخديجه مروازي وتبقى أهم الروايات شرق المتوسط لعبد الرحمن منيف .
كل السجون والمعتقلات التي تذكرها هذه الروايات وما يحدث فيها من جرائم بشعة تكاد تكون متشابهة وفي كل البلدان العربيه وكأن سجون تونس والمغرب والأردن هي نكرة السلمان أو مديرية الأمن أو قصر النهاية أو أبو غريب في العراق .
مضى أكثر من نصف قرن وحكومات القمع العربية قتلت الروح النهضوية في العقل العربي بعد نجاحه في طرد الإستعمار والإحتلال الأجنبي وأجهزة الإحتلال لم تصل في عقابها للثائر العربي كما فعلت النظم القمعية العربية الملكية أو ما سميت بالوطنية والتي تزعمها العسكر وهم يلبسون رداء العلمانية والوطنية والإشتراكية زوراً .وحشية قمع النظم هو من دفع الشبية الواعيه والمناضله من أجل التقدم والتطور لشعوبها الى الإحباط و اليأس والكأبة والكراهية والعودة للخلف والبحث عن التنفيس لهذا الحقد وهذي الكراهية في الموروث وعنفه فكانت أحزاب الإسلام السياسي والتنظيمات الإرهابية العبثية والهمجية في قتلها وتدميرها لكل شئ وكأنها ثيران تنطح حياة المجتمع لترد على عنف وقمع سجون الحاكم المستبد ..
يرد الضابط صالح الدراجي على أحمد وهويدافع عن نفسه :
ــ نحن من يصنع القانون ويطبقه وإثنان لايتوبان البغي وفئران السياسة ولاتريدوا ان تفهموا إننا الحكام الأزليون لهذا البلد .
في الرواية صور للتعذيب خارجة عن التصورالعقلي ولاتمت حتى للقرون الوسطى وكأن الحكومات العربيه كلها من عقل شيطاني واحد عقل وحشي ومتخلف والحاكم في هذه البلدان جاء للحكم ليبقى وهو يدمر ويستبيح كل جميل في الحياة .
الجديد في رواية في القلب جمرة أن أحمد وندى عينة مثقفة ونادرة في أي بلد وحبيبان تم تحطيم حياتهما وحبهما وكل الرفاق معهما لهم قصص دامية بعد إعتقالهم وتعذيبهم حتى الموت كما هو خالد والذي وصل فرنسا هارباً وتزوج فرنسية وأنجب منها لكنه تركها وعاد لتونس ليناضل من جديد فكان مصيره موت شنيع لأن الضابط عمار وجد عنده كتاب لمسرحية وصمم أن يعاقبه حتى الموت قائلاً وشامتا:ً
ــ انتم اسرى لدينا وهذا البلد بلدنا ونحن لدينا ضوء اخضر لنفعل بكم ما نشاء حتى تخرجوا من هنا كالأناث .
عانى السياسي العربي إضافة لألوان التعذيب من تخلي العائلة والأصدقاء وجفاء المجتمهع له ومنهم من فقد حبيبته أو زوجته أو أبويه وهما يعانيان الحزن والحنين لأبنهما .
في الرواية مقاطع شعرية جميله لثوار نذروا أرواحهم لأوطانهم والأهم في الرواية إنها تشير الى ظلم وتعسف الحكومات العربية وقد الحقت الهزيمة بخمسة أجيال عربية ناضلت من أجل أوطان سعيدة ومتقدمه لكن هذه الأجيال ورغم إخلاصها وصمودها خرجت مهزومة أمام تجبر الحكومات والعقول المتخلفه. بسطاء الشعوب العربية والتي تساند هذه الحكومات مجبرة وتنحني أمامها وتخشى سطوتها ممكن وصمها بالمهزومة أيضاً لأنها لم تمتلك الوعي والقوة لمواجهة ظلم الطغاة ولم تنصر كواكب من أبناء المجتمع الشجعان والذين ناضلوا وواجهوا التعذيب والموت الأسود ومنهم من علقوا على أعواد المشانق مضحين بأرواحهم من أجل عالم سعيد ومتقدم ...



#غازي_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الحاكم العشائري والسياسي
- مشنقة العقيده
- زنوبه
- حكم الزمن
- جدي وجده
- السياسي وملابس النساء
- بصاق الديكه
- ماذا يحصل لو إنفصل الأكراد :
- الشيطان الأكبر والماركسيه
- أوديب والعراق
- الجهاد الكفائي والنفير العام
- الأنكليز والحسين
- نجيب محفوظ وصدام حسين
- الحوشيه وداعش
- الله والفيل
- بصمة الإحتلال
- الخمر والإسلام
- مشاهد
- الإنتظار
- مبدأ الجبريه والخراب


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غازي صابر - في القلب جمرة والقمع العربي