أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سعد هجرس - حتى لا نكون نحن والزمن وعنصرية الغرب ضد السودانيين















المزيد.....

حتى لا نكون نحن والزمن وعنصرية الغرب ضد السودانيين


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1423 - 2006 / 1 / 7 - 10:11
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


وقع الفأس في الرأس، وحدث ما بحت أصواتنا في التحذير منه، ألا وهو انهاء اعتصام اللاجئين السودانيين في ميدان الدكتور فؤاد محيي الدين بحي المهندسين بالقوة.
وليس المهم ان تحذيراتنا راحت ادراج الرياح، وليس المهم ان الحكومة ركبت رأسها وادخلت نفسها في دوامة كانت في غني عنها.
المهم اننا دخلنا في دائرة توابع وتداعيات قرار فض الاعتصام بالنحو الذي حدث.
وهذه التداعيات وتلك التوابع لا يوقفها تشبث الحكومة بالدفاع عن قرارها، لان ردود الافعال قد بدأت بالفعل ومن قبيل الغفلة التهوين من شأنها او توقع انقشاعها بين عشية وضحاها.
فقد اعربت دول ومنظمات دولية ومنظمات حقوقية عن صدمتها لهذه النهاية الدامية لأزمة اللاجئين السودانيين، وانتقدت الاستخدام المفرط للقوة من قبل الحكومة.
حتي الامم المتحدة استنكرت ما جري وقالت ان موت اللاجئين يشكل مأساة مفجعة لا يمكن تبريرها.
ورغم ان مفوضية اللاجئين بالقاهرة إحدي الجهات المسئولة عن تفاقم ازمة هؤلاء المساكين الذين كان اعتصامهم بميدان الدكتور فؤاد محيي الدين موجها بالاساس ضد المفوضية، وليس ضد الحكومة المصرية، رغم ذلك ابدي المفوض الاعلي للامم المتحدة للاجئين، انطونيو جويتيرس »صدمته الشديدة«.
وتكرر نفس الموقف علي لسان المتحدث الرسمي باسم البيت الابيض.
اما منظمات حقوق الانسان العالمية، وفي مقدمتها »هيومان رايتش ووتش« الامريكية، فقد اصدرت بيانات بالغة العنف وطالبت الحكومة المصرية بأن تشكل علي وجه السرعة لجنة مستقلة لتحديد المسئولية ومعاقبة المسئولين عن استخدام قوات الشرطة القوة ضد اللاجئين السودانيين مضيفة ان المعايير الدولية تقضي بأن تلجأ الشرطة للوسائل غير العنيفة قبل ان تستخدم القوة، وانه لا يمكن اللجوء للقوة الا في حال الضرورة القصوي.
وعلي الصعيد الداخلي دعت 11 منظمة مصرية معنية بحقوق الانسان الي اجراء تحقيق.
وفي مواجهة ذلك دافعت الحكومة عن قرارها بفض الاعتصام، وقالت انها لم تقدم عليه الا بعد مشاورات مضنية شارك فيها مسئولون سودانيون وآخرون من المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للامم المتحدة استمرت ثلاثة شهور. بل ان السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية اكد ان فض الاعتصام جاء تنفيذا لطلب كتابي تقدم به مكتب المفوضية في القاهرة ثلاث مرات!
وتستطيع الحكومة ان تدافع عن قرارها بحجج كثيرة، قانونية وامنية وخلافه، لكن المشكلة الاساسية انه يصعب عليها اقناع احد بالطريقة التي تم بها انهاء الاعتصام والثمن الباهظ لهذا الانهاء، والذي بلغ وفقا للبيانات الرسمية 26 قتيلا معظمهم من الاطفال والنساء.
وفاة هذا العدد الكبير - وفقا لتحليل الخبير الاستراتيجي الرصين الدكتور محمد عبدالسلام - يشير الي وجود خطأ من نوع آخر. فما جري لم يكن مجرد حادثة لم يكن من الممكن تجنب وقوعها. ومن سقطوا خلال الموقعة لم يكونوا مجرد خسائر جانبية لخطوة كان لابد من اتخاذها فالاسلوب الذي جري به فض الاعتصام كان سيئا.. والدليل هو من ماتوا فعلي الرغم من انه تم اختيار توقيت يقلص الخسائر، وكذلك اسلوب فض شغب لا يؤدي عادة الي كوارث، الا انه كان ثمة سوء شديد في تقدير الموقف وما يمكن ان يؤدي اليه وجود ما سمي في البيان الرسمي كبار وصغار السن داخل الحديقة وتجاهل حقائق معروفة بشأن تأثيرات التدافع في ظل مخاوف المعتصمين من التواجد الامني المفزع حولهم.
واضاف الدكتور محمد عبدالسلام قائلا: ان هناك دورة اكاديمية تدرس في كل مؤسسة تقريبا في مصر تحت اسم ادارة الازمات، لكن القضية انه في كل مرة تواجه فيها السلطات ازمة حقيقية يتضح ان هناك مشكلة.. وتسفر الطريقة التي يتم بها التعامل مع الازمات عن مشكلة اضافية. وهنا يتعلق الامر - ربما - بعدم النقاش لفترة كافية حول الازمة، او عدم تخيل كل العواقب التي يمكن ان تنتج عنها، او عدم التفاوض لفترة اطول قبل شن الهجوم الجبار او عدم اعتماد وسائل سلمية تدريجية قبل اللجوء للملاذ الاخير.
هذا الاخفاق في إدارة الازمة عبر عنه أيضا الزميل جمال عنايت علي صفحات العالم اليوم بقوله تلك المأساة ان اشارت الي شيء فهي تشير بوضوح الي اننا لم نستطع ادارة تلك الازمة بمهارة كافية.. كنت اتصور ان تكون هناك دراسة لطبيعة هذا الموضوع والملابسات المحيطة به ثم وضع تصور يتضمن التخطيط والتنظيم والتنسيق واتخاذ القرار كما كنت اتصور ان تكون هناك مرحلة التلطيف والتحضير للتعامل مع هذا الموضوع، ومراعاة اصول التوعية وكيفية خلق تعاون محلي مع المحيطين والجهات ذات الصلة بالموضوع.
أما مرحلة المواجهة فقد كان من الضروري فيها التوعية والتلقين الواضح للمنفذين والمعلومات والاتصالات وضبط وتنظيم التدخلات. وأخيرا اعادة الاوضاع الي طبيعتها قبل الازمة كما يقول علم إدارة الازمات في ابسط صوره.
وانتبه جمال عنايت الي عنصر مهم جدا هو عنصر الاعلام لما له من اهمية في التأثير السلبي او الايجابي علي الازمة من جميع جوانبها وطرح بهذا الصدد فكرة خيالية.. ماذا يحدث لو استمر الحوار، بحضور وسائل الاعلام والتليفزيون ليوم او يومين متصلين، خاصة ان الانتظار كان قبل ذلك بشهور.. وبدلا من استعمال القوة، بحق او بدون حق، كان الامر سيبدو امام العالم متحضرا ومفهوما ومقبولا.. اما الانتقال من حال الي حال بمجرد اصدار امر فلا اعتقد انه كان مناسبا.
اذن هناك احساس عام بوقوع الحكومة في خطأ في التقدير وسوء ادارة الازمة.
يضاف الي ذلك اشمئزاز من الصور التي تبثها الفضائيات للتعامل غير الانساني مع هؤلاء اللاجئين الغلابة وضربهم بـالشلاليت والامساك ببعضهم من القفا كما لو كانوا حشرات.. وهو الامر الذي اعطي الفرصة للبعض باتهامنا بـالعنصرية وما قد ينجم عن ذلك من تسميم للعلاقات المصرية - السودانية علي الصعيد الشعبي.
وربما لم تكن الحكومة موفقة في بعض التبريرات التي ساقتها في معرض دفاعها عن قرار فض الاعتصام بالقوة، مثل القول بأن بعض اللاجئين كانوا يسكرون، او ان بعضهم كانوا مصابين بمرض الايدز. فمن المعروف ان القادمين من الدول الافريقية يطلب منهم شهادات صحية بالخلو من امراض مثل الايدز والكوليرا وغيرهما.. فكيف سمحت السلطات بدخول مرضي الايدز ولم يتم ايداعهم الحجر الصحي اصلا، ولماذا لم يكتشفوا ذلك إلا الآن..
والأهم الآن.. بعد ان وقع الفأس في الرأس.. فان المطلوب هو انقاذ ما يمكن انقاذه.
وهذا يتطلب رعاية المصابين وتوفير العلاج لهم علي نفقة الحكومة المصرية.. وليت منظمات المجتمع المدني تساهم في ذلك وان تشارك في تضميد جراح اخوتنا السودانيين.
ومثلما قام رئيس الوزراء بزيارة مصابي الشرطة يجب علي كبار المسئولين زيارة مصابي اللاجئين ومواساتهم وطمأنتهم وتطييب خواطرهم.
كما ان غير المصابين الذين تم نقلهم الي معسكرات، يجب التأكد من انهم يلقون معاملة إنسانية لائقة، وان يتم تفقد هذه المعسكرات وفتحها امام اجهزة الاعلام المصرية والعربية والعالمية للتأكد من حسن المعاملة، وتحسينها اذا لم تكن علي المستوي المطلوب.
وتتبقي نقطة الترحيل.. وهي نقطة حساسة يجب الحرص بشأنها.
فحتي اذا كانت القوانين الدولية لا تمنع ترحيل من لا تنطبق عليه شروط اللجوء، فإنه ليس من الحكمة ترحيل من لا يريد وتسليمه الي السلطات السودانية التي هرب منها اصلا. فهؤلاء الذين فروا من ديارهم لم يفعلوا ذلك من باب المغامرة وانما لان حياتهم كانت لا تطاق ولم يكن امامهم مفر من الهروب الي بلاد الله التي لم تعد واسعة بل اصبحت أضيق من ثقب الابرة.
وقبل ان نتخذ قرار الترحيل يجب ان تكون لدينا ضمانات بأن هؤلاء اللاجئين لن يتعرضوا للتنكيل والعقاب عند عودتهم الي ديارهم التي ضاقت بهم من قبل.
ولا يجب ان ننسي ان مصر كانت عبر تاريخها ملاذا للمضطهدين.. ولا ينبغي التفريط في هذا التراث الحضاري، ناهيك عن ان نلطخه بدماء من استجاروا بنا، او من وضعوا أملهم في ان تكون ارض الكنانة - علي الاقل - معبرهم الي بلد ثالث يلجأون اليه ويحطون فيه الرحال.
هؤلاء.. لا ينقصهم ان نكون ضدهم نحن ايضا مع الزمن وعنصرية الغرب الذي يطالب العالم الثالث بفتح ابوابه واسواقه لدخول خدماته وسلعه دون حواجز بينما يغلق ابوابه بالضبة والمفتاح امام دخول ابناء هذا العالم الثالث المنكوب.. والمنهوب.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعالوا نتفاءل.. علي سبيل التغيير
- من يشعل فتيل القنبلة النوبية؟
- لماذا خطاب »الوقاحة«؟
- أشياء ترفع ضغط الدم!
- كمال الابراشى .. والسادات .. والسفير الإسرائيلي!
- برلمان الهراوات والعمائم!
- أخيراً.. جامعة في أرض الفيروز
- هل الأزهر فوق القانون ؟!
- احتفال -تحت الأرض- لجماعة -الأخوان-!
- فقر العرب!
- نريد المعرفة.. والحرية
- أطاح بالملك فاروق .. وهزمه إخوانى -فرز ثالث-
- -الاخوان- و-الأمريكان-
- المواطنة.. لا تعني مساواة المسيحيين بالمسلمين
- من الذي حول -طحينة- البحر الأبيض إلى -خل أسود-؟!
- السحل فى أرض الكنانة .. ياللعار
- »فتح مصر«.. يا حفيظ!!
- مطلوب إعادة الاعتبار إلي «فكرة» الانتخابات
- رسالة »الإخوان« للحزب الوطني: وجب الشكر علينا
- -أبانا- الذى فى البيت الأبيض!


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون
- في مسعى لمعالجة أزمة الهجرة عبر المتوسط / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - سعد هجرس - حتى لا نكون نحن والزمن وعنصرية الغرب ضد السودانيين