أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الكراهية فريضة إسلامية هكذا قوله وليس قولنا













المزيد.....

الكراهية فريضة إسلامية هكذا قوله وليس قولنا


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 5378 - 2016 / 12 / 21 - 21:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-الدين عندما ينتهك انسانيتنا (74) .

شهدت مصر عملاً إرهابياً بشعاً بتفجير الكنيسة البطرسية بالكائدرائية راح ضحيته 27 مواطن ليقام بعدها حفلة الإستنكار والتنديد ولعن الإرهاب والتطرف المعهودة مع كل حفلة , ليضاف لها تلك الأسطوانات الممجوجة المشروخة عن وحدة الهلال والصليب وأن الإسلام ليس هكذا ولتتميع الأمور بحثاً فى دهاليز الحادث وسيناريوهاته والخطط والمؤامرات المحاكة وما شابه .
أعزف عن التنديد والإستنكار فى مثل هذه أعمال إرهابية لأرى الميديا والإعلام المصرى يقيم حفلة للصراخ واللطم والعزاء تتصاعد لعدة أيام ثم تخمد لتتصاعد ثانية مع حادث جديد , فالمُفترض أن التنديد والإستنكار يأتى فيما هو غير متوقع بينما هكذا إرهاب ينال المسيحيين وكنائسهم صار شيئاً عادياً مألوفاً فى عصرنا الذى توحش فيه الإسلام السياسى مع تواطئ مُتعمد ومُتاجر من أنظمة الحكم فى التعاطى مع الإرهاب فكراً وسلوكاً ومنهجاً , ليمكن القول أن الحكومات تحاول التصدى لتنظيمات إرهابية فى أحسن الأحوال بينما لا تعرف شيئا عن مواجهة الإرهاب , فالإرهاب يُفرخ كل يوم المزيد من الإرهابيين .

أُفضل دوما التصدى لأى ظاهرة بالبحث عن جذورها والأسباب المؤدية لنشؤها ونموها منصرفاً عن العواطف المُنفعلة المُستهلكة المصاحبة لها والتى لا تقدم أى شئ سوى التميع , فحادث تفجير كنيسة البطرسية سيتكرر طالما لا نعالج القضايا بجدية ونكتفى بالمسكنات ومداراة القروح .
أعتبر الإرهاب وليد طبيعى لثقافة الإسلام المُسيس فهو ليس خارجاً عنه بل كل مفرداته من تلك الثقافة لذا من الهراء والسذاجة والتهافت القول أن الإرهاب لا دين له , فالإرهابيين يحملون فى أدمغتهم العفنه ذخيرة هائلة من العنف والكراهية نتاج كم هائل من النصوص القرآنية والأحاديث وأقوال أئمة الإسلام من السلف الشرير , فلما التنكر أنهم ليسوا من الإسلام , ولعل داعش أكبر مثال فاضح فكل أعمالهم البشعة الهمجية يستمدونها من النصوص والتراث ولم يجرؤ أحد من المؤسسات الإسلامية المعتدلة القول أن فهمهم خاطئ والصحيح هو كذا .!
أقدم لكم مشهدين لإثبات أن الإرهاب فكر ومفرخة ينتج إرهابيين .. أول هاذين المشهدين صادر اليوم طازجاً فى جريدة اليوم السابع 21-12-2016:

* الكراهية فريضة إسلامية هكذا قوله وليس قولنا .
لى موقف حاد مع السلفيين لأعتبرهم سبب بلاء وتخلف المسلمين ومنهم جاءت كافة التنظيمات الإرهابية , ولكن للإنصاف فأنا أراهم التعبير الواضح العفوى للإسلام البدئى بلا مراوغة ولا تزويق .
هاجم الداعية السلفى محمود لطفى عامر، المواطنة واصفًا الأقباط بأنهم مشركين، فيما أكد الدكتور أحمد كريمة، الأستاذ بجامعة الأزهر، أن إدعاءات الداعية السلفى تهدد الأمن المجتمعى المصرى . وقال لطفى عامر فى بيان، اليوم الأربعاء: "مع غياب الخطاب الدينى الصحيح وكثرة الجهل بين العوام والخواص سقطت فرائض واستنكرت شعائر حتى بات التوحيد مذموما والشرك ممدوحا، والعفة والاحتشام تخلف والإباحية والخلاعة مدنية، وبات التخلف العقلى الذى نسمعه ونشاهده من أهل الفن والطرب وأهل الفكر والحداثة تقدما فاللامعقول معقول فى مصر والبديهى المعقول مرفوض".

وأضاف "عامر" فى بيان حمل عنوان "الكراهية فريضة إسلامية" : "فمن الفرائض الغائبة كراهية الشرك وأهله وكراهية الكفر وأتباعه، وكراهية المنكرات وأهلها المجاهرين بها، فواجب على المسلم فرض عين أن يكره ما عليه النصارى – الأقباط- من شرك وكفر مع شفقة عليهم تستوجب السعى لهدايتهم بالتى هى أحسن لنجاتهم من عذاب الله ، كذلك كراهية المرابى أو السارق أو الزانى أو المتعاطى للمسكرات مع شفقة لما ينتظرهم من عذاب، ويكتمل ابتلاء المسلم بأنه يجب عليه كراهية ما عليه غير المسلمين من عقائد باطلة وسلوكيات منحرفة، إلا انه يجب عليه الإحسان إليهم وحمايته وعدم التعدى عليه فى نفسه وماله وعرضه وكنيسته".وتابع: "الحب فى الله والبغض فى الله من أوثق عرى الايمان، ولا يتأتى ذلك إلا بالتعرف على أحكام الإسلام والدعوة إليها والعمل بها".
وشن "عامر" هجوما حادا على وسائل الإعلام الداعية للمواطنة، قائلاً: "فما يروجه الإعلام بعدم الكراهية وإسقاط التمايز العقدى والدينى بين المسلم وغيرهم ويساعدهم فى ذلك قلة من عمائم الضلالة إنما هو أقرب للكفر منه للإيمان بقول الله تعالى: "لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَومِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُم أَوْ أَبْنَاءَهُم أَوْ إِخْوَانَهُم أَوْ عَشِيرَتَهُم ".

* لا يقتل مسلم بكافر فلا قصاص ولا يحزنون .
المشهد الثانى جاء من يومين فقط الاثنين 19 ديسمبر 2016 فى برنامج "كل يوم " للإعلامى عمرو أديب ليستضيف المجدد الإسلامى إسلام البحيرى وأحد حمائم الأزهر الدكتور سعد الدين الهلالى ليدور النقاش حول الإرهاب ليرى إسلام البحيرى أن حديث لا يقتل مسلم بكافر هو ما يدعو لقتل الأقباط وهو ما أنتج حادث الكائدرائية لذا فهو يرفض هذا الحديث بغض النظر عن صحته أو خطأه فهو يناقض سلوك النبى محمد ونهجه حسب رؤية إسلام البحيرى وحرصه على عدم تشويه سيرة النبى الحسنه , وعليه يطالب إسلام بخطأ الأئمة الثلاثة الذين أقروا بحديث لا يقتل المسلم بكافر , فمن قتل الأقباط فى الكائدرائية تشبع بمثل هذه الأحاديث والأراء الفقهية الشاذة .
الدكتور سعد الدين الهلالى الذى يمثل أحد حمائم الأزهر والذى أحترمه لوداعته ولا أحترمه لمراوغته حاول التهرب والإلتفاف حول سؤال إسلام البحيرى بأن الأراء الفقهية الثلاث التى تعلن عدم القصاص من المسلم عند قتله مسيحى هى أراء خاطئة , فلم يجرؤ الإعتراف بذلك بالرغم أنه يعلن إنصراف حكومات المسلمين عن هذا الحكم التشريعى لأئمة المذاهب الثلاثة , فهكذا حمائم المسلمين لا يجرؤون على تخطأة البخارى والفقهاء البشر ليستمر حضور نهجهم , ونجد من يمد يده بقنبلة يلقيها على مسيحيين فكما قال النبى والفقهاء الثلاثة لا قصاص على قاتل كافر , وكما قال الشيخ محمود لطفى عامر أن الإسلام ثقافة كراهية فهكذا قوله وليس قولنا , فماذا تتوقع بعد أن تنثر بذور الكراهية فألن تجنى شراً وإرهاباً وخراباً.
https://www.youtube.com/watch?v=DDf52BWWuP8

- أرى ضرورة التصدى للفكر والثقافة الإرهابية بلا مراوغة وبدون دفن الرؤوس فى الرمال فلن تجدى أى عبارات إنشائية أو حلول ترقيعية , فكل ما يقال عن أفول وحصار الإرهاب كلام فارغ مهترئ وضحك على الذقون مالم نواجه فكريا ونراجع التراث ونفرزه قبل المواجهة الأمنية .
نعم الأمور تحتاج شفافية ومصداقية وشجاعة فى التعامل مع التراث عندما يتصادم مع منظومتنا الإنسانية الحضارية وذلك إما بحذفه أو تنقيته أو إقصاءه أو تدشين فقه جديد يتعامل بقسوة مع القديم المُنتهك , فالأمور لا تحتاج التميع واللعب على الحبال , وأتصور أن الأمور ليست مستحيلة فالمسلمين لا يقبلون فى هذا العصر بالسبى وملكات اليمين أو للدقة فلتقل أن منظومة الحضارة أجبرتهم على الإنصراف عن ذلك , فهل فقدوا إسلامهم هكذا ؟.

- منشأ الإرهاب هو إستدعاء التراث القديم فكراً وسلوكاً وتاريخاً والتشبث به ومن هنا يكون التراث مفرخة لإنتاج سلفيين وإرهابيين , فإذا كنا نريد التصدى للإرهاب فلنتصدى للفكر والتراث الذى ينتج كل يوم إرهابيين جدد أو فليتجرؤ حمائم المسلمين بإنتاج فقه حديث فإذا كانوا يستمدون علمهم من فقهاء القرن السابع وهم فى النهاية بشر , فما المانع أن ينتجوا فقه معاصر يتصالح مع العصر ؟.. ولكن أسأل هل يجرأون أم أن ثقافة الإنبطاح والنقل والتقليد وعبادة السلف ستحول دون ذلك ؟!.
إلى حين ظهور فقه جديد وفرز التراث وإلغاء ما يتصادم مع منظومة العصر فيجب معاقبة مروجى الكراهية والعنصرية كما يعاقب الإرهابى , فعندما يقول الشيخ السلفى أن الإسلام ثقافة الكراهية ويستدعى آيات البراء التى تحقر الآخر وتنبذه وتدعو لكراهيته فهذا فكر عنصرى يجب محاكمته , كذا من يتفوه بعدم القصاص من مسلم قتل مسيحياً فهذه عنصرية بإمتياز تتطلب محاكمة من يتفوه بها أو عزله أو إقصاءه فى أضعف الأحوال فالأمور لم تعد تتحمل التميع والهزار .
ما لم نواجه جذور الفكر الإرهابى المتمثل فى ثقافة وتراث ونجتثه فكل محاولاتنا للتعاطى مع الإرهاب هو ضحك على الذقون وكمن يحرث فى الماء .

دمتم بخير.
"-من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعنه على المادة أفقدتنى رومانسيتى
- هناك فرق .. فلتقرر أيهما أفضل
- أسباب وجذور تخلفنا
- وهم الحقيقة - تأملات وخواطر إلحادية
- مفاهيم وتعبيرات خاطئة-تأملات وخواطر إلحادية
- الإسلام الذى لا نعرفه-الأديان بشرية الفكر
- رباعياتى
- مفاهيم خاطئة شائعة-نحو فهم الحياة والإنسان والوجود
- مزاج إله سادى-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- كيف تفسر هذه المشاهد-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت
- أسئلة مُحيرة-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- حقيقة الأشياء-نحو فهم الحياة والإنسان والوجود
- لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون-الإنحياز الجمعى
- مائة حجة تُفند وجود إله-من 57إلى 61
- تأملات فى الإيمان والدين والإنسان
- تناقضات قرآنية – جزء ثالث
- تناقضات قرآنية - جزء ثانى
- تناقضات قرآنية بالجملة -جزء أول .
- مائة حجة تُفند وجود إله-حجة ستة وخمسون
- وهم المصمم العاقل..كون بلا عقل


المزيد.....




- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - الكراهية فريضة إسلامية هكذا قوله وليس قولنا