أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - علجية عيش - الغراب علّم ابن آدم كيف يوارى جثة أخيه في التراب














المزيد.....

الغراب علّم ابن آدم كيف يوارى جثة أخيه في التراب


علجية عيش
(aldjia aiche)


الحوار المتمدن-العدد: 5378 - 2016 / 12 / 21 - 15:43
المحور: الطب , والعلوم
    


الغراب علّم ابن آدم كيف يوارى جثة أخيه في التراب
رعاية الرضع على طريقة "الكنغر" هل هي تقليد أم إبداع؟

ربما هي حكمة إلهية أن يُعَلِّمَ الحيوان أبناء آدم بعض الأمور التي تتعلق بحياتهم اليومية، فلا عجب إن استحدثت الأنظمة الصحية في العالم طريقة جديدة لرعاية الرضيع قبل أو بعد الولادة، و هي طريقة "الكنغر" ، هذه الطريقة حسب المختصين من أحسن الطرق و أفضل الأساليب لرعاية الأم لطفلها، سواء الطفل المولود قبل أوانه أو حديث الولادة، فقد سبق و أن علّم الغراب ابن آدم كيف يواري جثه أخيه في التراب، فطريقة الكنغر ابتكرتها نساء شمال إفريقيا لعدم توفر "الحاضنات"، فقد اعتادت المرأة في شمال إفريقيا كما في القارة الآسيوية الاعتناء بمولودها بمفردها، و قد تلجأ أحيانا إلى وضع مولودها دون تدخل أحد، بحيث في مرحلة من المراحل لم تكن هناك قابلات مؤهلات، أي تلقين تكوينا خاصا في عمليات التوليد، و كانت المرأة أحيانا تقطع " السُّرَّة" بمفردها، و لا يسمع صراخها و هي في حالة المخاض، ربما يصح القول أن المرأة بالأمس كانت أكثر قوة و أكثر تحملا للألم من المرأة اليوم، رغم غياب وسائل التطبيب، خاصة بالنسبة لنساء الأرياف، تعتبر قصة أمنا المباركة مريم البتول الذي اصطفاها الله و اختارها على كل نساء الأرض، أروع مثال في هذا الجانب، عندما جاءها المخاض انتبذت مكانا من جدع النخلة و وضعت مولودها، الذي أرسله الله لبني إسرائيل، حيث لا أمّ هناك و لا "قابلة" sage femme، كانت المرأة تضع طفلها على ظهرها لكي تباشر عملها في البيت و في الحقل، و تخرج به للتسوق، حيث تقوم بلفه بقماش و تربطه بصدرها على طريقة "جراب الكنغر"، ومن هنا جاءت هذه التسمية ، ورعاية «الكنغر» تقضي بوضع الطفل مرتدياً الحفاظ فقط على صدر أمه بطريقة عمودية وبتغطيته ببطانية. و هي تحمل الكثير من الفوائد الصحية للمولود، وتؤدي إلى زيادة وزنه، وتحسين قدرتة على التنفس، وتقلل من تعرضه للموت المفاجئ، و لذا فإن عملية "رعاية الكنغر" تلعب دورا مهما ومتكاملا في المساهمة في شفاء المولود، لأن الدفء الذي يتميز به جسد الأم والراحة التي يجدها المولود في رائحة أمه ونبضات قلبها المنتظمة وأنفاسها، حسب الخبراء توفر جوا مريحا له، كما أنها تساعد في تحسين مستوى الأوكسجين عنده وتنظم نبضات قلبه وأنفاسه، ما دفع بمنظمة الصحة العالمية اتباع هذه الطريقة بعد وقوفها على حياة الكنغر، لأن التلامس بين الأم وطفلها يحفز تدفّق الحليب الطبيعي، إضافة إلى زيادة معدلات الأكسجين في جسم الطفل ومنحه مزيداً من الراحة نتيجة تمكنّه من سماع نبضات قلب أمه التي تعود على سماعها قبل الولادة.
و الكنغر أو الكنغارو، وهو من اكبر الحيوانات المنتمية الى طائفة حاملات الأولاد في جيب تحت البطن، أو ما تعرف بالحيوانات الكيسية بمعنى أن صغاره لا تنمو في بطون أمهاتها ولكن في جيب غريب خلقه الله لها بشكل خاص، ويرجع أصل كلمة الكنغر الى المكتشف كوك فعندما وصل الى السواحل الجديدة في استراليا رأى مخلوقا (الكنغر) فسأل أحد الأهالي الأصليين عن اسمه فأجابه: كنغارو (أي لم افهم سؤالك) ومن يومها أصبح هذا هو اسمه، و الكنغر الأنثى عندما تضع مولودها، يدخل هذا الأخير الجراب من دون أية مساعدة ، و الحكمة الإلهية جعلت جنين الكنغارو يعيش خارج رحم أمه، بحيث يعيش في الجراب يأكل وينام لمدة 190 يوما وبعد هذه الفترة يصبح جسمه ممتلئاً بالشعر، فيخرج لأول مرة رأسه من جيب أمه، ويتنزه خارج الجيب، ولكنه يختبئ فيه عند أقل خطر يستشعره، و لذلك أصبحت طريقة الكنغر معمول بها في كل الدول، فحسب التجارب، فإنّ الأطفال الذين يعانون من مشاكل في التنفس ويحصلون على رعاية على طريقة الكنغر، يتحسّنون ويتخلّون عن أجهزة التنفس في غضون 48 ساعة، و مع التطور التقني تم ابتكار ما أطلق عليه اسم " حاملة" الأطفال" لتمكن المرأة من حمل طفلها و التنقل به من مكان إلى آخر بشكل مريح جدا، حيث ساهمت في إزالة كل العوارض التي تعيقها عن تأدية واجباتها الحياتية نحو نفسها ونحو الأسرة والمجتمع ، و دون إلحاق به أي ضرر، و قد أشارت بعض الدراسات إلى ضرورة اختيار النوع الجيد للحملات، و عدم التكيف الأم مع "الموضة" التي يسعى المصممون من خلالها إلى تسويق منتوجهم دون التفكير في وضعية الطفل الصحية، و قد بينت تجارب أن هناك أنواع من الحاملات، نوع يكون فيه الطفل واقفا ويكون المقعد ما بين فخذيه، واعتبروا هذا النوع الأسوأ على الإطلاق، كما حذر منه أطباء الأطفال لأنه يسبب تشوهات في عظام الفخذ أو ما يعرف بـ: "هيب ديسبلازيا" Hip dysplasia ، كما أنه يؤلم ظهر الأمهات، أما النوع الآخر فهو الذي يجلس فيه الطفل على مقعدته وهو النوع الأفضل للطفل، و حسب موسوعة "الويكيبيديا"، فإن الدكتور ايدجار راى سانبريا أستاذ علم الأطفال حديثي الولادة بجامعة ناسيونال دى كولومبيا ، يعد أول من قدم هذه الطريقة، وقال أن الأمهات لديهن القدرة عن طريق الاتصال مع أطفالهن المولودين بوزن قليل عن طريق ملامسه أجسادهن بأجساد الأطفال لجعلهم متحفظون بالدفء و لكي يمدوهم بالرضاعة التي يحتاجها الأطفال، و هذا الالتحام يعطى الأطفال الاهتمام والرعاية، و الحقيقة ليس هذا هو المضمون، فما يراد هنا كشف الحكمة الإلهية من حياة الكنغر و حياة بعض الكائنات الحية الأخرى التي علّمت البشر كيف يقوم بواجبه تجاه من يماثله ، على غرار الغراب الذي علم ابن آدم كيف يواري جثة أخيه في التراب، في قصة هابيل و قابيل المعروفة، ثم الكنغر الذي أصبح موضع تجربة تطبقها الأنظمة الصحية و تعتبرها نموذجا يحتذي به ، بل تطالب بتطبيقها في مراكز الأمومة و الطفل و داخل المستشفيات، و تقيم من أجلها الملتقيات و الجلسات العلمية لتلقينها للقابلات و المختصين في الولادة، و لعل السباب تعود إلى ضعف التدخل التقني و الرعاية الطبية للمواليد حديثي الولادة ، و السؤال الذي يمكن أن نطرحه هنا هو : هل عجز الطب عن إيجاد طريقة للعناية بالمولود، حتى يلجا إلى تقليد حيوان "الكنغر" في الاعتناء بمولوده؟
علجية عيش



#علجية_عيش (هاشتاغ)       aldjia_aiche#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظمة الأمم المتحدة للطفولة ( اليونيسف) تنظم ورشات تكوينية ل ...
- أزمة -المشاركة السياسية- وسعت من ظاهرة -الاغتراب السياسي- في ...
- أيها العربي.. ماذا تعرف عن المغرب العربي؟
- سفير العراق بالجزائر يفرض عقوبات تعسفية على الكاتب و الإعلام ...
- مجموعة -العقلاء- لدى الإتحاد الأوروبي: حان الوقت لكي تلعب ال ...
- الإعلام و دور النشر في الجزائر واقع و آفاق
- المجتمع المدني بأدرار جنوب الجزائر يطالب الوزير الأول عبد ال ...
- لماذا الشرُّ؟.. في البحث عن منابع الشرِّ و أسبابِهِ-
- -الإذاعة السّرية- كشفت للرأي العام الدولي جرائم فرنسا الوحشي ...
- -الإذاعة الجزائية- من صوت الجزائر المكافحة إلى-الرقمنة- في ن ...
- -الإذاعة الجزائرية- من صوت الجزائر المكافحة إلى-الرقمنة- موض ...
- عقد مؤتمر الأوجيشيين في الجزائر بعد الإتنتخابات التشريعية
- فيدال كاسترو: لا يهم شكل الحُكْم..الذي يهم هو تحقيق روح الدّ ...
- كاسترو كان مُعَلِّمًا
- قادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ يدعون الرئيس بوتفليقة إلى فتح ...
- فِتْنَةُ -المُصْحَفْ- و ظروف تأسيس -الدّولة المركزية-
- عضو قيادي في حزب جبهة التحرير الوطني ( الجزائري) يعلن و يؤكد ...
- في مدرسة جبهة التحرير الوطني - FLN-
- المجاهد يوسف بوعندل يخرج عن صمته و يؤكد: الذين ساروا في خط ا ...
- محافظة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية تستولي على حقوق المُصَو ...


المزيد.....




- أجمل أغاني لولو والنونو.. استقبل الان تردد قناة وناسة أطفال ...
- نزلها الأن ..تردد قناة بداية 2024 عبر القمر الصناعي نايل سات ...
- الإمارات.. منازل وطرقات مغمورة بالمياه جراء أسبوع قياسي من ا ...
- سواء كان رملًا أو ثلجًا أو صخورًا.. ناسا تدرب كلبًا آليًا لا ...
- معضلة تناول الإعلام الألماني لليمين الشعبوي: التجاهل أم التع ...
- ناسا تحقق اكتشافا على المريخ قد يكون علامة على وجود -كائنات ...
- -ستوكس 600- عند أعلى مستوى في أسبوع بدعم من أسهم التكنولوجيا ...
- أب عراقي يشتكي شركة نفط بريطانية بعد وفاة ابنه بسرطان الدم
- حبوب منع حمل ذكورية.. هل يُقبل الرجال عليها؟
- تراجع أرباح الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال 21% في 2023 ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - علجية عيش - الغراب علّم ابن آدم كيف يوارى جثة أخيه في التراب