أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صلاح حسن رفو - طفولة على تل القصب 2














المزيد.....

طفولة على تل القصب 2


صلاح حسن رفو
(Salah)


الحوار المتمدن-العدد: 5378 - 2016 / 12 / 21 - 14:56
المحور: كتابات ساخرة
    


طفولة على تل القصب

2
طفل الانابيب
فطنتُ قبل اقراني الاطفال بأننا نسكن مجمعاً قسرياً وليست قرية كما كنا نظن، اذ ليست هناك ادنى عشوائية في هندسة وتصميم بيوت المجمع . نسقٌ مرتبٌ لكل محلة على شكل قطار ابيض . بيوتٌ طينية نائمةٌ جدرانها على اكتافِ بعضها البعض . كل بيوتنا متشابهة، لكل منزلٍ بابينِ احدهم صغير يطلُ على المحلة يسمى "باب الشارع" والاخر الكبير نسبياً يطل على الشارع الرئيسي المبلط للسيارات يسمى "باب الحوش" اذ ان لكل بيت حوشٌ كبير . اقتنع الاهالي بطول رحلة المكوث في هذه الارض، ولكون جميع سكان المجمع من خلفية زراعية تجد في كل منزل العشرات من اشجار الزيتون والتين والرمان والعنب والتوت . المياه في هذه المجمعات معدومة، لذا اضطر الناس لحفرالابار بجهودٍ مضنية، الا ان المياه كانت مالحة وغير صالحة للشرب، فكانت رزقاً وفيراً لهذه الاشجار والخضروات المنزلية والمواشي . اصبح شراء الماء الصالح للشرب واجباً وفرضاً على السكان رغم دخلهم المحدود، فراجت مهنة بيع الماء بالساحبات الزراعية مربوطةٌ بخزان ماء كبير. يـُجلب الماء من منابع قرانا القديمة التي رُحلَ ابائنا منها بسبب التغيرات السياسية التي طرات في المنطقة، ولكون وجود هذه الحشود بالقرب من الجبل سببت مشاكل كثيرة للحكومة الجديدة النشأ( كما إدعت)، فكان الحل بأبتكار هذه المجمعات القسرية في اراضي سهلية يمكن السيطرة عليها وجرفِ وتهجير تلك القرى القديمة .
الابتكار دائما يكون سيد الموقف، فزيارة بيوت الاصدقاء البعيدين بمحلة او اكثر لا تعني الالتفاف وعبورالبيوت كلها للوصول الى المبتغى، بل فقط نحتاج ان نمرُ من "باب الشارع" للجار الذي يقابلنا ونخرج من باب حوشه لنصل للمحلة الاخرى . قليلةٌ جدا هي البيوت التي تغلق ابوابها الامامية "باب الشارع" الا ما ندر، فمثل خلية نحل تجد امراة دخلت لتطلب حاجة من جارتها وترى في نقطة ابعد امرتان تتشاجران على ساقية مياه الحمام التي تمر من امام منزل جارتها وتجد لمة اخرى امام منزل اخر. بيتٌ واحد لم نستطع كأطفال ان ندخله ونكتشف خفايا الحوش والغرف، لذا كُـنا ننسج من خيالنا عن ذلك المنزل واصحابه مئات القصص والخرافات:
_ يقال ان مخدات نومهم مليئة بالدنانير!
_ كانت لديهم مواشي كثيرة فأكلت الدابةُ بعض من دنانيرهم الكثيرة، فقرروا بعد الحادثة بيع كل اغنامهم!
_ ربُ البيت لا يـُدخن، ليس من اجل صحته بل لكونه بخيلٌ جداً .
_ منَ منِ المحلة يبيع البيض غيره؟ّ! آليس معيباً ان تبيع البيض لجارك؟!
_ يقالُ انه سافرَ الى الخارج من اجل الانجاب وفشل، رغم زواجه بأمراتين.
_ الاطباء البريطانيين اقترحوا عليه عمل "طفل انابيب" لكنه رفض !
_ مامعنى طفل انابيب ؟!
_ لا نعرف، لكنه شيء سيء على اية حال .
_ تصوروا كم سيكون الامر مضحكاً لو كان صديقنا في المحلة مستخرجاً من انبوبة، كيف كنا سنلاعبه او نحدثه ؟ّ! لعله كان سيتحدث بلغة غريبة !
_ سمعتُ بأن جارنا البخيل هو اول من جلب الطاحونة المائية للمنطقة وكان يأخذ النقود قبل طحن الحبوب .
كل هذا واكثر كنا نتداوله عن جارنا ( خلف دالا ) الذي رحل عن دنيانا دون ان نعرف سر من اسرار ثروته التي تلاشت واختفت دون وجود وريث لها .

صلاح حسن رفو



#صلاح_حسن_رفو (هاشتاغ)       Salah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفولة على تل القصب
- 3 قصص قصيرة جدا
- اوراق من المهجر 19
- قصص قصيرة من سنجار 3
- قصص قصيرة من سنجار 2
- قصص قصيرة من سنجار
- اوراق من المهجر 18
- خمسة قصص قصيرة جدا
- اوراق من المهجر 17
- اوراق من المهجر 16
- اوراق من المهجر 15
- اوراق من المهجر 14
- اوراق من المهجر 13
- اوراق من المهجر 12
- حكايات من كري عزير


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صلاح حسن رفو - طفولة على تل القصب 2