أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إسماعيل - الأقنوم الرابع














المزيد.....

الأقنوم الرابع


حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 5377 - 2016 / 12 / 20 - 17:01
المحور: الادب والفن
    


الله لا محدود .. قدوس .. كلي القدرة .. وكلي المعرفة وسرمدي
ولم يراه أحد قط .. وكل ما في خيالك فالله بخلاف ذلك
هكذا يؤمن كل مؤمني كوكب الأرض رغم اختلاف أديانهم ومخاوفهم وأحلامهم وعجزهم
هكذا تنطق الألسنة

ولكن على مسرح الأرض والتاريخ والجغرافيا .. دماء وحروب وجدال ومناظرات ومجلدات .. تشق النقاب عن مساحات من الغيب .. تشرح الكثير من المجهول بكل ثقة تكاد تكون معصومة .. تفاصيل مجهولة تأخذك إلى تفاصيل مجهولة أكثر .. ويقين كاهن الأرض وحاخام الأرض وشيخ الأرض يفوق يقين علماء العلم المثبت والوجودي

هل هو طبيعتين أو مشيئتين .. صفاته وأسمائه .. تدبيره وقدره ونبؤات الأزمنة الأولى والأخيرة .. من يحب ومن يبغض .. من معه ومن ضده .. أين طائفته ومذهبه وفرقته الناجية .. من أدرك وفهم وفسر كلامه كما كان يقصد .. من عرف مقاصده وغاية حرفه .. ماذا كان يفعل في الأزل .. وكيف يدين في الأبد

تفاصيل التفاصيل ونمنمات النمنمات ونحت ملامح كل ما هو غيبي بكل جرأة العارف والروحي والمتحزلق الورع المفوه الخاشع الدامع الفاهم السامع اللامع
والقطيع المطيع المريع الشنيع الفظيع يسلم الجميع للجميع
وتصنع حروب المصدقين ضد المصدقين .. المؤمنين ضد المؤمنين .. المعصومين ضد المعصومين !

- نرمي المال إلى فوق تأخذ السماء ما تأخذ ومن يسقط على الأرض فهو لنا - نكتة كل العصور

نرمي الدموع والأحلام والمخاوف والوعي والقلب إلى فوق .. تأخذ السماء ما تأخذ ومن يسقط على الأرض فهو لنا .. يصبح ملك بائعي الصكوك الباطنية والروحية والدينية
يحلم الجائع بالخبز .. والخاطيء بالقداسة .. والخروف أن ينام في حضن الذئب آمن

عندما تشاهد فيلم الإنسان على كوكب الأرض تندهش .. كيف تحول من خائف إلى مطمئن ويبيع الطمأنينة في حارة الخائفين كل يوم
كيف تحول من سائل إلى حامل أجوبة تفوق الجبال .. تقرع الأبواب لتوزع الإجابة للسائلين
كيف تحول من خاطي يهرب من وجه الرجم الداخلي .. إلى جامع حجارة يصدر حجارته لكل الراجمين
كيف تحول من غير مستحق وروح محتجبة .. إلى كلي الاستحقاق والتميز الإستعلاني والإستعلائي
كيف تحول خجل العطاء .. إلى أن تعرف يساره ما تصنعه يمينه وتذيعه على الشاشات لكل الأعضاء
كيف تحول الإنسان الذي كان يحبو في المجهول ويعرف أنه يعرف بعض المعرفة وبعض النور وبعض الفتات الساقط .. أن يتعجرف ويتكبر ويتجبر إلى الدرجة القصوى

وكأنه سلك طريق آخر غير طريق التواضع الذي عندما تسير فيه تكتشف عدم استحقاقك أكثر.. تكتشف جهلك أكثر .. تكتشف فقرك أكثر .. تكتشف استفهام أعمق .. تكشف أنك بدأت الطريق على قدميك مهرولاً وأنهيته تحبو .. تكتشف تبخر كل إجاباتك المعصومة وكل أحكامك المسبقة والمعلبة والنمطية .. تكتشف أنك لست مـُـشمع بالشمع الأحمر كما كنت تظن .. وأن عطشك أصبح أكثر عطشاً .. وجوعك للخير أصبح جائع جداً

وأنك لست إلها في مجمع الآلهه الساكنة على جبل الأولمب .. وأن ما تقوله على المنابر لا يعرفه غير الأقنوم الرابع .. وأنت لست هو ولن تكون
فلست إله الخير أو إله الشر في المانوية الثنائية .. حتى
إحساسك بالتعالي لن يجعلك تصل لمرتبة لوسيفر .. قبل السقوط تشامخ الروح المتخيلة أنها العارفة
الصعود فوق جبل العلي لم ينجح في الوصول إليه أحد
والتماهي مع العلي .. شرك .. وتخيله الكثيرين
أنت لست هو

ستظل تعرف بعض المعرفة وبعض العلم وبعض الأجوبة
وكل ما تعرفه لا يعطيك حق الحرب
لا يعطيك حق التعدي
لا يعطيك حق الاستعلاء
يجعلك فقط متواضع وغير مستحق ومحتجب وتحبو

فأنت لست الأقنوم الرابع
أنت لست هو



#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شحاذ العتبات المقدسة
- الباخرة الأولى
- توبة الوجد
- الفريسي والصوفي .. وال EGO
- ابن ضال مؤمن .. وابن بكر ملحد
- استنساخ العصمة
- رشفة سرك
- الخلاص المزيف
- كواليس الخارجين عن النص
- أدين بدين الشرك
- فخ تجديد الخطاب الديني
- تيجان الجوهر
- Dream Trap
- ممتليء أنت .. وخاوية أنا
- المحاربون
- هل كُتب علينا أن نغتال السؤال بدم ديني بارد ؟
- البصمة .. والذوبان
- احنا ازاي .. احنا ليه .. احنا ايه ؟!!
- بريق الخلود .. وضجيج الفناء
- لعبة الفراغات القديمة


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إسماعيل - الأقنوم الرابع