أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمان حلاّوي - إيضاح الروائية ( بسمة النمري ) حول روايتها ( المُنشَدِه )















المزيد.....

إيضاح الروائية ( بسمة النمري ) حول روايتها ( المُنشَدِه )


جمان حلاّوي

الحوار المتمدن-العدد: 5377 - 2016 / 12 / 20 - 14:19
المحور: الادب والفن
    


لقد كتبتُ ايضاحاً نقدياً عن رواية ( المنشَدِه ) للروائية والرسامة التشكيلية الاردنية ( بسمة النمري ) وكان من ضمن حواراتي مع السيدة الجليلة أن موضوع الرواية الفلسفي كان شائكاً ربما لمعظم القرّاء الاعزاء بسبب ما طرح من فلسفة من خلال السرد الدرامي للرواية اندرست في حياة الشعوب العربية بعد ان فرضت عليها الديانات التوحيدية : يهوديةً و مسيحية ومن ثم الاسلام ، تلك الديانات فردية الإله ، سلطوية المنهج ، غائية الفكر ، والتي فرضت الثوابت والخطوط الحمراء في حركة الشعوب وارتقائها نفسياً واخلاقياً واجتماعياً وفكرياً بل وحتى اقتصادياً ضمن ضوابط وشروط علائقية كالتعاملات والفكر والسلوك ، او مفاهيم وجودية كالولادة كالموت ؛ أو النشوء والفناء والنشور ، ثم الحساب وما يصاحبه من ثواب أو عقاب للبشرية التي عصت الأمر الإلهي كما تسطّرة هذه الاديان بكتبها المحبوكة فلسفياً لخدمة اغراض ظلّت تخدم المعبد والكنيسة والجامع من خلال رجالها الذين كانوا يستغلون اقانيم فلسفتهم وسطوتها الروحية خدمة السلطة الحاكمة وطبقتها المسيطرة على مستلزمات حياة وبقاء الشعوب وامتلاك ادوات الانتاج في الزراعة ثم الصناعة ، ولتثري على حساب الطبقة المنتِجة الفقيرة المتدينة لتُسحَق بالتالي جوعاً وحرماناً وعبودية من خلال قصص اسطورية امتلأت بها مزامير او اصحاحات أوآيات تلك الكتب كان اولها ( فيما يخص مصائر البشر ) الخطيئة البشرية التي ارتكبها ابو البشرية المُفتَرَض ( آدم ) ليُطرّد على اثرها من الجنة المُفتَرَضة الى الأرض عقاباً ليشقى وليعرف جبروت الإله المُفتَرَض ، وليؤدبه الإله كونه قد أكل من تفاحة المعرفة بعد غواية الشيطان المُفتَرَض لها من خلال حكاية فجّة مضحكة ، لاتمس بحقيقة حركة الشعوب ونشأتها وتطورها ، تكلم عنها الاستاذ صادق جلال العظم في كتابه ( نقد الفكر الدين / فصل : مأساة إبليس ) . ثم الانكى من ذلك ، وتكملة للأسطورة المضحكة ، أنّ من يستقيم ويحترم الإله وسلطته يعده الإله بجنةً عرضها السماوات والأرض فيها حور العين وغلمان وانهار من حليب وعسل وخمر ، وفواكه واعناب ، جعلَ قطوفها دانية .. إلخ ! ولاأريد ان ادخل في لامنطقية الاحداث وسذاجتها لأنها خارج موضوع المقال .
لذا أرادت الروائية السيدة النمري من خلال روايتها ( المنشَدِه ) ايضاح رؤاها للوجود البشري وحركته من خلال تناغم متجدد على الرغم من انتمائها الكَنَسي ، لكنها وضعت بعداً رابعاً للثالوث المسيحي المقدّس المتمثل بالأب والابن والروح القدس ؛ فكان المُنشَدِه . كما فعلها ألبرت اينشتاين حين أضاف ( الزمن ) كبعدٍ رابع للأبعاد المادية الثلاثة : الطول والعرض والارتفاع . فكان زمن الروائية السيدة النمري هو الذي اعطى تجدد الشخصية في ابعاد زمانية مكانية متعددة . وبالتالي فقد ألغت الروائية مفهوم الفناء و القيامة والحساب . لاأطيل في الشرح لكني سأنقل ماكتبته الروائية بعد أن نُشِرت الرواية وتم توزيعها . وبعد نقاش مع الروائية حول ضرورة ايضاح ثيمات الرواية ( المنشدِه ) قررت كإجراء اولي ان تطبع ذلك الايضاح في اوراق ترفقها طياً في النسخ التي ستوزعها . ومن ثم ستدرجه من ضمن اوراق الكتاب في الطبعة الثانية لأهمية الرواية والإقدام على شرائها . وكان ما كتبته كالآتي :

عن المُنْشَدِه..
تدور أحداث الرواية حول محورين رئيسين، الأوّل فكرة الحيوات المتوازية التي تسير جنباً إلى جنبٍ مع حياتنا التي نحياها الآن هنا، لكن أحداثها تجري في أبعادٍ أخرى فلا ندركها في الأحوال العاديّة، وبالتالي لا نعي حقيقة وجودها. وأصل كلّ حياةٍ من هذه الحيوات المتوازية هو الفكرة التي تنبثق من العقل، ولأنّ الفكرة طاقةٌ، والطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم، لكنّها تتحوّل من شكلٍ إلى آخر، لذا حين يفرز عقل الإنسان فكرةً ما تتعلّق بموضوعٍ معيّنٍ يمسّ حياته، ثمّ يقرّر بعد ذلك عدم المضي فيه، فإنّ هذه الفكرة التي تمّ رفضها، لا تفنى طاقتها، بل تستمرّ عبر حياةٍ موازيةٍ تنطلق من فورها، أي من لحظة رفضها، لتكمل الفكرة مسيرتها فيها بجسدٍ مادّيٍّ جديدٍ تسكنه ذات الروح الواحدة التي لا تتجزّأ، لكن في بعدٍ آخر. أمّا المحور الثاني التي تدور حوله الرواية، فيتمركز حول شخصيّة (المنشده) الذي أُوحي لبطلة الرواية أنْ تبحث فيه وعنه،.. وأنْ تسعى جاهدةً لتكتشف ماهيّته، كي تعثر عليه، وهو ما يتحقّق لها في نهاية المطاف. وفي خلال تلك الرحلة المضنية تدرك البطلة أنّ هذا التزامن بين ظهور المنشده في حياتها، واكتشافها لوجود حيواتها الموازية لحياتها، كان يهدف إلى مساعدتها، وإلى الأخذ بيدها كي تتمكّن من ارتقاء درجات السلّم الذي يقودها صعوداً إلى خلاصها المرتجى الذي ينتظرها منذ الأزل، حيث يكشف لها المنشده حينذاك، بالتّحديد، في السطور الأربعة الأخيرة من الرواية، الحقيقة المرعبة المرّة التي تعيد البطلة إلى نقطة الصفر من جديد، حين تدرك يقيناً أنّ بذرة الخيانة التي اختارتها الروح منذ البدء كي تحقّق ذاتها وتكون، لن تموت، وستبقى لعنةً أبديّةً تختم دائرة رحلة الخلاص، لترجع وتبدأ هذه الرحلة من جديدٍ، دون نهايةٍ توصلنا إلى الأمل المنشود، والذي هو عودة الروح الإنسانيّة إلى أصلها الذي انتُزعتْ منه ذات خيانةٍ تمّتْ بفكرةٍ طارئةٍ عبرتْ العقل الكوني المطلق، اختارتها تلك الروح بإرادتها الحرّة الخالصة، فكانت النتيجة أنْ فصلتْها عن روح الله، وحرمتْها بذلك من جنّتها التي هي في اتّحادها بالروح الكليّة المطلقة، وكانتْ وراء انحدارها إلى سكنها المادّي الذي غدا فيه جحيمها، والذي حين تجسّدتْ تلك الروح فيه، تأكّد لها يقيناً انفصالها الفعلي الموجع عن حقيقتها الأصليّة،.. عن الله..
كلّ ذلك يتحقّق في الرواية من خلال بطلةٍ وحيدةٍ تجول أروقة الرواية، تحاول عن طريق حوارها مع ذاتها أنْ تجيب أسئلتها الصعبة التي تقلق سكينتها وتحيّرها، مثل سؤال الخير والشر، سؤال الله والخلق، سؤال القدر، الكون والوجود،.. مستعينةً بتداعي الذكريات التي عاشتها، بخاصّةٍ ذكريات طفولتها المضطربة التي تحفل بأحداثٍ كانتْ تفوق قدرة الطفلة آنذاك على استيعابها، والتي من خلال استدعاء أحداثها، بالذات استرجاع مواقف الشخصيّات المؤثّرة التي كانتْ تؤثّث تلك الأحداث، تتمكّن البطلة من فهم الأفكار التي أخذتْ تعصف بحاضرها الآن وترهقها، وتضعها أمام خيارين صعبين،.. الإستسلام والتوقف عن البحث، وهذا يعدل الموت بالنسبة لها، أو المضي قدماً على الدرب الشاق الذي يصعد بها نحو فكرة الخلاص والإنعتاق، حيث يقود المنشده خطاها، على أمل أنْ تجتاز الحياة المحدودة التي تنحصر في دائرة (الآن.. هنا) الساذجة، حيث الآن هي الزمن الحاضر الماثل بين أيدينا، وهنا تعني المكان على الأرض الذي ندركه بالحواس الخمس فقط، لتنطلق إلى حياةٍ حقيقيّةٍ تتفتّح، تزهر، وتثمر في (الآن.. هنا) المطلقة، حيث (الآن)هي كلّ الأزمنة التي مرّتْ، والتي ستأتي، دون بدايةٍ محدّدةٍ لها ودون انتهاءٍ، و(هنا) هي كلّ الأمكنة التي تحضر بالفكرة لتصير فعلاً هنا، فحياة الروح الحقيقيّة هي في جوهر هذا المطلق الرحب غير المحدود، مطلق (الآن.. هنا)، بالوعي الجديد.
وقد اعلمتها حول موضوع نشري نَص ايضاحها ، ورأيي فيه (وهذا واجبي تجاه الرواية والروائية لالتزامي الفكري والأدبي تجاهها ). ولم تمانع الروائية السيدة النمري وجاء توضيحاً وبمثابة تكملة لمقالتي النقدية الاولى تحت عنوان ( ضوء على رواية المنشَدِه للروائية بسمة النمري ) في موقع ( الحوار المتمدن ) في 10/10/2016 . وكان تعقيباً على ما أوردته الروائية في ايضاحها ، و كالآتي :
جاء ايضاح الروائية السيدة النمري منطقياً لمجمل الفلسفة المطروحة في الرواية والمتمثل في تعدد شخصية بطلة الرواية في أماكن وازمنة مختلفة ضمن صيرورة واحدة هي التعدد المكاني والزماني ومن خلاله نفهم أن الوجود يكرر نفسه فالزمان غير محدود والمكان لانهائي وبالتالي لاوجود لمفهوم عنوانه الفناء وليس هناك شخصية يشملها الكمال. وما شدّني أكثر هو منطق الرواية الفلسفي الواقعي حين ذكرَت : (ان الفكرة هي عبارة عن طاقة ، والطاقة لاتفنى ولا تستحدث من العدم ) ، أي أن مقولة : اني افكر إذن أنا موجود فكرة مدحوضة وباطلة ، فالفكر هو نتاج المادة وليس العكس ، وهو مفهوم مادي بحت . إن الولادة والتجدد هي فلسفة ايحائية بديمومة الوجود والغاء مفهوم الفناء الذي هو بحد ذاته مفهوم غائي لإله مُفتَرَض لغرض الحساب ، ليفرز من أطاعهُ لينعمه بجنة ( كذا ) ، ومن عصاه في الدنيا ولم يحترم وجوده ليلعنه ويرميه في جهنم ( كذا ) ! فالفناء موضوع اعرج غير متوازن لذا كانت رواية ( المنشدِه ) سرداً درامياً لإيضاح حقيقي لفلسفة الديمومة والتواصل والغاء مفهوم الفناء ومفهوم الكمال ايضاً ؛ وهما مصطلحان اعتباريان لاوجود لهما الا كعوامل مساعدة لشرح مفاهيم في غائية الإله وكمال وجوده . لقد الغت الرواية كل ذلك ونسفته من جذوره ، وكانت اقرب للفلسفة البوذية لكن استناداَ لديالكتيك الروح التي نادى بها ( هيغل ) والتي طورها ماركس الى ديالكتيك الطبيعة ، وبالتالي فقد اضحت واقتربت الرواية كثيراً الى ديالكتيك الوجود وتجدده .
وكان تعرّض السيدة بسمة النمري الى انتقادات أو إحجام القساوسة الكَنَسيين عنها هو دليل دامغ على أصحية رؤاها الفلسفية ، حيث جاءت روايتها ( وهذا رأي شخصي ) ثورةً كبيرةً على مفاهيم الكنيسة الغائية المتعجرفة تجاه مجتمع متمدن يروم النهوض والارتقاء نحو فهم حقيقي ومنطقي للوجود .
جمان حلاّوي
Email / [email protected]



#جمان_حلاّوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضوءٌ على رواية ( ألمُنشَدِه ) للروائية بسمة النمري
- منى الصرّاف .. ذاكرة الذات ( قراءة في ديوان - قلب يتعرق - لل ...
- الأدب الروائي العراقي من خلال تجربتي في الرواية
- آراء حول تقنيات نص روايتي ( أرض الجنة )
- معالم فن التشكيلية ( بسمة نمري )
- مفهوم الأسطورة ونشأتها
- رأي ٌ في مفهوم الوطن والمواطنة
- الأم الكبرى في الديانات القديمة
- ردا ًعلى كتاب إحسان وفيق السامرائي ، وما جاء فيه
- مهرجان الفلم الوثائقي اللقطة الشجاعة
- كتاب التربية المسيحية
- لماذا الحوار المتمدن ؟
- ألطقسيّون
- قراءة جديدة لقصائد مليكة مزان
- مفهوم الدولة والنقابة ( عرض تاريخي )
- كراسي ( مشهد كوميدي )
- صناديق
- ماهيّة الايديولوجيا الدينية
- حدث ذات صباح في البصرة ( سيناريو فلم قصير )
- أغتصاب ( مسرحية )


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمان حلاّوي - إيضاح الروائية ( بسمة النمري ) حول روايتها ( المُنشَدِه )