أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الظاهر - فرحة بعض الشيوعيين العراقين وبعض اليساريين العرب بفوز ترمب، هل لها ما يبررها؟















المزيد.....


فرحة بعض الشيوعيين العراقين وبعض اليساريين العرب بفوز ترمب، هل لها ما يبررها؟


علاء الدين الظاهر
استاذ رياضيات

(Alaaddin Al-dhahir)


الحوار المتمدن-العدد: 5377 - 2016 / 12 / 20 - 14:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما ان ظهرت نتائج الانتخابات الاميركية حتى بادر احد الشيوعيين العراقيين بالكتابة مهنئا الشعب الاميركي بممارسته الديمقراطية وإنتخاب دونالد ترمب. وإذا عُرف السبب، بَطُل العجب. ان سبب هذه البهجة كما كتب هذا الشيوعي، هو اعلان ترمب المتواصل اثناء الحملة الانتخابية بأنه سيعقد صفقة مع بوتن. البهجة بفوز ترمب حبا ببوتن يشاطرها شيوعيون عراقيون وغيرهم. سأعود لبوتن لاحقا. لكن هناك امورا اكثر تستدعي العجب.
هيلاري هي الفائزة
الغرابة الاولى هو هذا الاعتراف المفاجئ بحرية الانتخابات في الديمقراطيات الغربية بعد كل هذه العقود من ادعاءات الشيوعيين بأن الانتخابات الاميركية هي تمثيلية ومسرحية وإن هناك منظمة سرية تحكم الولايات المتحدة اوغيرها من الديمقراطيات الغربية. وبالفعل انتخب الاميركيون وبحرية تامة هيلاري كلنتن بأصوات تزيد على المليونين في مجموع اصوات الناخبين الاجمالي على اصوات ناخبي ترمب، لكن اختيار الرئيس يتم من خلال الـ 538 ممثل للولايات في الجمعية الانتخابية حيث هناك لكل ولاية عدد مختلف من الممثلين في هذه الجمعية. اما ترمب فقد فاز بأغلبية 70 ألف صوت في ثلاث ولايات رئيسية. لو حدثت هذه الانتخابات في اي دولة اوربية لكانت هيلاري كلنتن هي الرئيسة المنتخبة. في الواقع، اصوات بضعة ولايات اميركية مثل فلوريدا او اوهايو تقرر من هو الرئيس. مثل هذه الولايات تُغير تصويتها في كل انتخابات اما بقية الولايات فهي تصوت دائما إما للجمهوريين او الديمقراطيين وتعتبر ولايات مضمونة للحزبين. في عام 2000 فاز آل غور بالعدد الاجمالي لاصوات الناخبين لكنه خساراته لفلوريدا في الجمعية الانتخابية ضيّعت عليه الرئاسة.
غرائب اخرى
الغرابة الثانية هي الفرق الاقتصادي والاجتماعي بين الشيوعي الذي يعيش فقيرا على معونة الضمان الاجتماعي والملياردير الاميركي الذي لا يدفع اجور عماله او المقاولين الصغار المتعاقدين معه بل لم يدفع ترمب سنتا واحدا من الضرائب.
لكن اهم من هذه الغرائب هو موقف ترمب من قضايانا مثل الارهاب في العراق، القضية الفلسطينية والاتفاق النووي مع ايران وامور انسانية عالمية مثل البيئة او التوترات الدولية والقضايا الاميركية. لننظر الى بعضٍ من هذه الامور.
ترمب والعراق والمنطقة
إذا ما سلّمنا بأن سياسة ترمب المعادية للارهاب في العراق ستكون "افضل" من سياسة اوباما فإن هذا سيعني تدخلا عسكريا مباشرا. ولو قلنا بأن هذا سينهي الحرب ضد الارهاب بوقت اسرع فيجب علينا ان ندرك بأن ترامب إذا لم يفرق بين الارهاب الاسلامي والدين الاسلامي فأنه سيضيف متطوعيين جدد للارهاب وسيفاقم من المشكلة لأنه يؤمن بصدام الحضارات. وهذا بالضبط ما يسعى اليه الارهابيون او من يدعي ان الحروب الصليبية ما زالت مستمرة. يقول مستشاره المعيّن للامن القومي بأن الاسلام ليس دينا وإنما سرطان مستشري وقاتل. ليس صعبا تخيل ما سيحدث في العالم الاسلامي اذا استمرت مثل هذه التصريحات او تم ترجمتها الى سياسات وحروب. من الغريب ان ترمب نفسه دعا الى احتلال السعودية والاستيلاء على نفطها وهو نفط عراقي اصلا لان المنطقة الشرقية كانت تابعة لولاية البصرة.
وفيما يخص القضية الفلسطينية فأن ترمب اعلن انه سينقل السفارة الاميركية الى القدس. كما اعلن ديفيد فريدمان، سفيره المعيّن لدى اسرائيل، أن مكتبه سيكون في القنصلية الاميركية في القدس لحين نقل السفارة اليها. أن ديفيد فريدمان صهيوني متطرف ويطالب بضم الضفة الغربية الى اسرائيل ولا يؤمن بإقامة دولة فلسطينية على ما تبقى من فتات الارض الفلسطينية. كل هذا سيضيف قوافل من المتطوعين الى الارهاب ويزيد الطين بلة فضلا عن ما فيه من هضم لحقوق الشعب الفلسطيني في اقامة دولة صغيرة تجمع شتاته الممزق.
إذا قرر ترمب القيام بضربة للمفاعل النووي الايراني او اعطى الضوء الاخضر لنتنياهو للقيام بذلك، فإن عملا احمقا مثل هذا سيشعل المنطقة بالنيران وسيكون العراق اول من يحترق بسياطها. ليس من الصعب تصور ردود الفعل في العراق او لبنان اذا حدثت مثل تلك الضربة خصوصا وإن هناك من سيحتفل بهذه الضربة وهناك من انصار ايران ممن سيعلن الحرب عليهم. هل فكر الشيوعي المبتهج بفوز ترمب بالضرر البيئي والاشعاعات التي ستعم المنطقة ومنها العراق من خلال ضرب المفاعلات النووية الايرانية؟
ترمب والبيئة
دعني انتقل الى قضية البيئة وهي قضية لا تجد الكثير من النقاش بين العرب رغم اهميتها البالغة. ان ادعاء ترمب بأن الصين وراء اثارة هذا الموضوع لتقوم بتدمير الصناعة الاميركية هو كذبة مثل بقية اكاذيبه. بعد ثلاثة اسابيع من انتخاب ترمب قال القيادي في الحزب الجمهوري ديفيد فروم بأن ترمب يكذب دائما. ان الصين والهند والدول النامية كانت تعارض التقليل من استخدام المشتقات النفطية والفحم الحجري وخفض معدل درجة الحرارة بدرجتين ونصف الناتجة من الانبعاث الحراري الذي يسببه استخدام هذه المشتقات النفطية والفحم الحجري، كما كانت تعارضه الادارات الجمهورية الاميركية المختلفة. نجح اوباما في ايجاد مساومة تؤدي الى تخفيض درجة الحرارة بدرجة ونصف في عام 2050 وهي غير كافية لتفادي الاضرار البيئية الجسيمة. قادت المستشارة الالمانية المحافظة انغيلا مركل والرئيس الفرنسي الاشتراكي فرانسوا اولاند وغيرهم من قادة اوروبا مثل توني بلير وديفيد كاميرون، الحملة من اجل حماية البيئة وهم ورثوا تلك المسؤولية ممن سبقهم من قادة، بينما كانت الصين في المعارضة. وبالمناسبة، كنت في عام 1977 ضمن مجموعة من الطلاب والاساتذة التي تناقش مثل هذه المسائل البيئية وعلاقتها بالمناخ خلال ندوة اسبوعية عن التأثيرات الاجتماعية للعلوم، اي قبل ان تصبح البيئة مسألة سياسية وقبل اعتراف الولايات المتحدة السياسي بالصين. حذر العلماء من اميركا وبريطانيا والمانيا الغربية وايطاليا كما حذرت منظمات حماية البيئة منذ اكثر من 30 عام من الاضرار على البيئة.
إن الارتفاع المتزايد في معدل درجات الحرارة سيؤدي الى ارتفاع مستوى سطح البحر. فإذا كان الشيوعي المبتهج بفوز ترمب لا يهتم بغرق الفقراء في تايلند او بنغلادش فعليه على الاقل ان يقلق على غرق البصرة او من استمرار ذوبان البحيرات الجليدية في ايسلندا وهي قريبة من محل سكناه. أن العالم امام كوارث ستؤدي الى اختفاء مساحات شاسعة من الارض وغرقها تحت البحر. يقول خبراء الامم المتحدة ان ثلاثة بلايين من الفقراء سيتأثرون بهذه الكارثة المائية، فضلا عن ما سيجلبه ارتفاع معدل درجة الحرارة من جفاف وتدمير للمحاصيل الزراعية في افريقيا والهند والعالم اجمع وما يجلبه ذلك من مجاعات. كما ان ارتفاع درجة حرارة البحار والمحيطات سيؤدي الى موت الكثير من الحياة السمكية والمائية والى تدمير المرجانيات حيث تتكاثر الاسماك بين جوانحها. ان انقراض اي نوع من الحيوانات سيؤدي الى انقراض انواع اخرى بسبب اعتمادها على الاول كمصدر للغذاء. وللموضوع عودة في مقال منفصل.
ترمب والهجرة غير الشرعية
من حق اي رئيس ان يتخذ الاجراءات التي تحول دون دخول المهاجرين غير الشرعيين مثل بناء جدار يفصل حدوده عن دولة مجاورة لكن ليس من حقه ان يطالب الدولة المجاورة بدفع تكاليف بناء هذا الجدار. اساس مشكلة الهجرة الغير الشرعية الى اميركا واوربا هو الفقر. اسباب هذا الفقر عديدة مثل الفساد السياسي والمالي وقلة الموارد لكن اهم هذه الاسباب هو الانجاب الغير محدود. الجامع والكنيسة يرفضان تحديد الانجاب وهذا خطر آخر يهدد الكرة الارضية بمواردها المحدودة. لقد رأينا ان انتخاب قادة يساريون في اميركا الجنوبية في فنزويلا وبوليفيا مثلا، لم يحل ايا من المشاكل الاقتصادية والبطالة بل ربما ادى الجمود الايديولوجي الى تفاقم هذه المشاكل بدلا من حلها رغم غياب الفساد عند هذه القيادات. ليس هناك من شك بأن بعضا من هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين يمارس الجريمة لكن غالبيتهم العظمى تقوم بأعمال شاقة لا يقوم بها غيرهم وبرواتب قليلة، فضلا عن ان ارباب العمل سيمارسون ضغوطهم لما في هذا من استغلال لهؤلاء الفقراء. أنا اراهن ان ترامب لن يعيد إلا العديد القليل منهم لأن سوق العمل بحاجة لهم ولن تمنح اعادتهم الى بلدانهم بالكامل فرص عمل اضافية للاميركيين لأن هؤلاء لن يقوموا بالاعمال التي يقوم بها المهاجرون غير الشرعيين.
ترمب والصناعة الاميركية
ان البطالة التي يعاني منها عمال صناعة السيارات الاميركية بدأت قبل اكثر من اربعين عام على الاقل وقبل اتفاقية التجارة الحرة بين اميركا وكندا والمكسيك بعقدين. أن جوهر هذه البطالة يكمن في عدم قدرة الصناعة الاميركية على انتاج سيارة اقتصادية لا تتعرض للمشاكل الميكانيكية. لقد اقتحمت اليابان السوق الاميركية بإنتاجها سيارات رخيصة وبجودة افضل. والآن تقدم كوريا الجنوبية سيارات بجودة مماثلة. الصين تنتج حاليا سيارات رديئة وتعتمد اساس على تقليد السيارات الاوربية واليابانية لكن صناعتها ستتطور في المستقبل، فصناعة السيارات اليابانية بدأت ايضا بالتقليد اولا.
ان ترامب امّا (نايم ورجليه بالشمس) او ينطبق عليه المثل الهولندي (هو يبيع هواء مقلي). لقد ادرك الرئيس جيمي كارتر ورئيس الوزراء الكندي بداية انهيار الصناعات الثقيلة في نهاية سبعينيات القرن الماضي وطالبا الصناعة في بلديهما بالاستثمار والانتقال الى نشاطات اخرى. احد اسباب انتقال صناعة السيارات الاميركية الى المكسيك هو راتب العامل الاميركي المرتفع. ومن الناحية العملية، لن يكون هناك سوق عمل جديد للعامل الاميركي الذي كان يقوم بأعمال يدوية قبل 20 عام او اكثر مثل اللحيم او توظيب البراغي. اليوم يقوم الانسان الآلي ( الروبوت ) بكل هذه الاعمال. الانسان الآلي لا يمرض ولا يشكو وليس لديه شعور بالكسل في بداية او نهاية الاسبوع بل يعمل 24 ساعة في اليوم. ان عدد العمال الذين يقومون بأعمال يدوية في الصناعة في تناقص مستمر. يتم تطبيق نظريات السيطرة والتوجيه الرياضياتية على الانسان الآلي وتوسيعها مما سيجعل الانسان الآلي اقدر على اداء مهمات لم يكن يستطيعها في السابق. يتم ايضا تطوير قدرات الانسان الآلي على التعلم من خلال لغات برمجة خاصة. بمعنى آخر، سيتم تدريب الانسان الآلي مثل تدريب العمال سابقا وربما نجد في المستقبل رئيس عمال آلي ترقى من خلال الخبرة. وهناك تطور حاسم قد يحدث خلال العشر سنوات القادمة وهو انتاج الحاسوب الكمي الذي سيقلب كل موازين السرعة الحسابية والانتاج. إن ادعاء ترمب بأنه سيعيد الصناعة الاميركية الى سابق عهدها لا يختلف عن حنين البعض للخلفاء الراشدين. إذا كان هناك امر يجب تعلمه من تأريخ البشرية هو ان اي اكتشاف او انتاج صناعي جديد يمضي الى الامام ولا يعود الى الوراء. هل تخلى البشر عن التلفون، او السيارة او الطائرة ام قاموا بتطويرها؟
ترمب والصين
من حق ترمب ان يفرض على البضائع الصينية تعريفة كمركية لكن هذا سيتعارض مع مبدأ التجارة الحرة التي تؤمن بها الولايات المتحدة ومن اشد مسانديها الجمهوريون انفسهم. سيدفع المواطن الاميركي وليس غيره ارتفاع الاسعار بسبب هذه التعريفة. الصين بدورها سترد بفرض تعريفة مماثلة على البضائع الاميركية وتبدأ حرب تجارية بين البلدين. نظرية اللعبة الرياضياتية لا تشمل الحرب او السياسة فقط بل الاقتصاد ايضا تماما مثل لعبة الشطرنج، لكل حركة هناك حركة مضادة. للصين ايضا سلاح مالي فتّاك، وهو زيادة نسبة الفائدة على القروض التي تقترضها الحكومة الاميركية بالترليونات من الصين.
بوتين وولاء بعض الشيوعيين العراقيين
ان عنصرية ترمب والدعم الذي تلقاه من عصابة كوكس ـ كلان والمجموعات العنصرية التي تؤمن بتفوق الجنس الابيض، كانتا كافيتان لتثير شجب واستهجان اي انسان، بس لعيون بوتن نسيَ الشيوعي العراقي كل مبادئه وقيمه.
كنا نرفض اتهامات البعثيون والقوميون للشيوعيين العراقيين بأنهم (عملاء موسكو). لكن الشيوعيون العراقيين اعترفوا بأنهم دخلوا الجبهة مع البعثيين بضغط من موسكو. عامر عبدالله قال في محاضرة لندنية وامام 300 شخص بأنه قدم تقريرا الى السفير السوفيتي في بغداد يشكو فيه من رفاقه في المكتب السياسي. رفيق آخر في نفس المكتب السياسي وصف نفسه ورفاقه في مقابلة تلفزيونية بالقول (كنا دراويش موسكو). لو بررنا هذا ببريق موسكو كمصدر للالهام الماركسي ـ اللينيني او لحماية موسكو ودعمها للشيوعيين العراقيين فما هو المبرر لاستمرار هذا الولاء بعد انهيار النظام الشيوعي وانتقاله الى بوتن؟ فلاديمير بوتن لا يستلهم فكره السياسي من لينين او ماركس بل من بطريارك الكنيسة الارثودكسية. هل هو الحنين الى ستالين الذي كان الشيوعيون العراقيون قد تبرّؤا من جرائمه ام كانت هذه البراءة كاذبة؟ هل عقدة ( الرجل القوي) وراء دعم بعض الشيوعيين العراقيين لميلوسفيتش وانكارهم لمجازرهم في البلقان ام ان الولاء لموسكو امتد ليشمل العنصر السلافي ايا كانت ايدلوجيته ومعتقداته؟ يتبوأ بوتن على رأس نظام يعمه الفساد المالي والرشاوي. بوتن يغتال معارضيه والصحفيين داخل وخارج روسيا وشيوعيي العراق يلفهم الصمت عن هذه الجرائم. ليس هناك عدوان اقترفه الغرب ولم يفلت من نقد الشيوعيين العراقيين لكن يصيبهم العمى عندما يصل الامر الى الاتحاد السوفيتي او روسيا بل يتهمون من ينتقد هذه السياسات بالعمالة لاميركا رغم ان الرفيق السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي زار واشنطن قبل الحرب على العراق ودخل مجلس حكم بول برمر والعملية السياسية ثم اخذ راتب تقاعد الـ 8000 دولار شهريا وانطبق عليه قول الشاعر:
الرفيق السكرتير العام شرب الطلى فعلام يا هذا السفيه تعربدُ
لماذا يصمت الشيوعيون العراقيون على جرائم بوتن في الشيشان مثلا؟ بعد اتفاقية اعادة الاسلحة النووية من اوكرانيا الى روسيا، اعترفت الاخيرة بالحدود مع اوكرانيا. إذا اراد ان بوتن ان يعيد الحدود الى سابق عهدها فلماذا لا يعيد شبه جزيرة القرم الى تركيا او الى التتر، سكانها الاصليين الذي هجّرهم منها ستالين؟ مطالب بوتن بتغيير الحدود لا تتوقف عند شرق اوكرانيا بل تمتد الى مولدافيا ودول البلطيق وغيرها. أليس في مشهد مثل ترحيب وتصفيق البولنديين في قراهم ومدنهم للواء اميركي مدرع ارسله حلف الناتو لتعزيز دفاعات بولندا ضد روسيا، أليس في مثل هذا المشهد ما يثير بعض التساؤلات عند الشيوعيين العراقيين خصوصا وأن مقر حلف وارشو كان في عاصمة بولندا؟ في الواقع كل دول حلف وارشو السابقة عدا روسيا انضمت الى حلف الناتو والاتحاد الاوربي. ألا يثير هذا بحد ذاته بعض التساؤلات عند الشيوعيين العراقيين عن طبيعة حلف وارشو وعلاقة هذه الدول بالاتحاد السوفيتي. هل كان هذا حلفا ام احتلالا وهيمنة؟
على امثال هذا الشيوعي العراقي التفكير بملية قبل اتخاذ موقف مبني على عاطفة خاطئة.
اليساري العربي اللامؤمن والبهجة بفوز ترمب
لقد فرح الدكتور سامي الديب بفوز ترمب وعرض عليه خدماته كي يستخدمها ضد المسلمين، بل وطالب ترمب ان يفرض على المسلمين قراءة القرآن الذي اعاد ترتيب آياته وسوره الديب ويصر على حذف معظم السور القرآنية. ليس لدي مشكلة مع الديب واشاركه عدم الايمان بالاديان لكن يجب ان يفهم الديب وغيره ان دونالد ترمب على سوئه ومساوئه لن يفرض على احد قرأءة اي قرآن او اي كتاب. ترمب هو نتاج ثقافة ديمقراطية وليس ثقافة ستالينية او بعثي ـ عروبية او اسلامية. لو اقترح سامي الديب فرض قراءة انجيل متّي على مسيحيي اوربا لواجه السخرية والازدراء.
ان احد اسباب انتشار ظاهرة اللطم والتطبير في العراق هو قمع صدام لهذه الظاهرة ولو تركها صدام لحالها واستخدم التوعية والارشاد التربوي لماتت او ضعفت هذه الظاهرة. ان قمع الانظمة الشيوعية للكنيسة يكمن وراء يكمن وراء انتشار الايمان الديني وسطوة الكنيسة الحالية في اوربا الشرقية وروسيا، بل ان قمع الرومان واضطهادهم لأوائل المسيحيين ادى الى انتشار المسيحية في اوربا.
اعلن قادة الثورة الفرنسية قبل اكثر من قرنين مبدأ حرية المعتقد لأنهاء الحروب بين البروتستانت والكاثوليك. اقتنع ملك بروسيا البروتستانتي فريدريك الكبير بعد فترة بصواب هذا المبدأ واصبح مبدأ حرية المعتقد جزءا لا يتجزأ من الثقافة الاوربية والاميركية. هذا المبدأ هو الذي يسمح للمسلمين في اوربا بحرية العبادة ويتساهل مع بعض التصرفات المتخلفة لهم الغرب. من لا يفهم اهمية مبدأ حرية المعتقد في الحضارة الغربية لن يفهم اي شئ عن هذه الحضارة. هذا المبدأ ينطبق على كل فرد، الشيوعي والعروبي والاسلاموي والاصولي واللامؤمن (الملحد) ولا يحق لأي احد ان يفرض معتقدا على احد. ان على اللامؤمن (الملحد) الدفاع عن حرية المعتقد ليس لأنه اساسي في تطور الحضارة الانسانية بل لأنه يحفظ حق اللامؤمن (الملحد) في رفضه اتباع اي دين. اعتقلت السلطات الايرانية بعد الثورة الاسلامية قادة حزب تودة الشيوعي و "حاورتهم" وهم في السجن واقنعتهم بـ "صواب" الدين الاسلامي و"خطأ" المعتقد الشيوعي. لا اعتقد ان اللامؤمن (الملحد) يريد نظاما ممثلا يقوم فيه سامي الديب على المؤمنين بنفس دور الملالي.
ان وظيفة اللامؤمن (الملحد) تكمن في اظهار تناقضات ومخاطر الاديان واضرارها على المجتمع وتوضيح اهمية العلم في تفسير نشأة الكون لكن عليه ان يختلف مع المؤمنين وبإحترام. من حق سامي الديب ان يشرب الخمرة ويتباهى بهذا على اليوتيوب كما من حقه ان يدعي النبوة لكنه بهذا ينسف كل جهده العلمي المهم حول تأريخ واخطاء الاديان. سيقول عنه من ينفق بضعة دقائق في مشاهدة هذه المقابلات الهامة، بأنه سكّير ومخبول يدعي النبوة وقد هرب لتوه من مستشفى الامراض العقلية (الشمّاعية). ان سلوكا مثل هذا يخرّب كل جهده الاكاديمي الثمين. وفي هذا الخصوص، اود ان اضيف ان صرامتي العلمية كأستاذ رياضيات تفرض علي ان اقول ان عليه يحذف اي ادعاء لا يمتلك مصدرا او عدة مصادر لدعمه. وبالضبط، عليه حذف الادعاء بأن اسم الرسول محمد الاصلي هو (قثم بن عبداللات) لأن هذا الادعاء لا يستند على اي مصدر تأريخي بل مبني على تخمينات الديب الشخصية. ان تاريخنا ملئ بالاخطاء والاكاذيب التي ورثناها من جيل الى جيل ولسنا بحاجة الى المزيد. أنا اقول هذا حرصا مني على جهد الديب المضني وانتاجه الاكاديمي وهو نقد اخوي بنّاء لا اقل ولا اكثر.
وفي الختام، انا ابن ضابط حارب في فلسطين في عامي 1948 و1967 وعمي شارك في حرب اكتوبر 1973. لي اخ عمل لعدة سنوات في الهلال الاحمر الفلسطيني وتحت احلك الظروف وشاركته مصير الحياة والموت لمدة شهرين في خدمة الفلسطينيين عندما حاصرت الكتائب مخيم تل الزعتر. اشعر بخيبة امل كبيرة عندما اجد الفلسطيني، صاحب القضية، يرحب بإنتخاب ترمب نظرا لما تقدم عن موقف ترمب من الفلسطينيين.



#علاء_الدين_الظاهر (هاشتاغ)       Alaaddin_Al-dhahir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الظاهر - فرحة بعض الشيوعيين العراقين وبعض اليساريين العرب بفوز ترمب، هل لها ما يبررها؟