أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله حبه - احلام ترامب في موسكو















المزيد.....

احلام ترامب في موسكو


عبدالله حبه

الحوار المتمدن-العدد: 5376 - 2016 / 12 / 19 - 17:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحلام ترامب في موسكو.. والعودة الى الماضي
عبدالله حبه – موسكو

ترامب مع المغني الروسي فيليب كيركوروف
أراد الرئيس الامريكي المنتخب الملياردير دونالد ترامب في وقت ما ايجاد موطئ قدم لأعماله في روسيا. فأجرى تارة مفاوضات مع نجوم مسرح "المنوعات" الروسي بشأن تنظيم رحلات فنية لهم في الخارج، وتارة أخرى حاول التفاهم بشأن بناء فنادق فخمة او الترويج لفودكا تحمل اسمه في السوق الروسية وتنظيم مسابقات ملكة جمال العالم. وقد تركت جميع زياراته آثارها في كثرة المعارف الروس ممن اجرى الاتصالات معهم. واليوم تتحدث الاوساط الاعلامية الروسية عن كيف ستكون العلاقات بين واشنطن وموسكو بعد انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة الامريكية.
لقد زار ترامب العاصمة الروسية لأول مرة في عام 1987 حيث سكن في فندق "ناسيونال"، وحتى نام في الغرفة التي عاش فيها لينين بعد انتقال الحكومة البلشفية من بطرسبورغ الى موسكو. وذكرت مجلة " فلاست" الروسية انه أجرى مفاوضات مع المسؤولين حول بناء فندق "لوكس" في العاصمة، لكن الشروط التي طرحها الجانب الروسي لعقد الصفقة لم تكن مناسبة له.
وفي كانون الاول عام 1996 ابلغ نائب رئيس بلدية موسكو الصحفيين بأنه اجرى مفاوضات مع ترامب حول اعادة بناء فندقي " روسيا " و" موسكفا" بكلفة 300 مليون دولار. ولم يتم الاتفاق مع ترامب عندئذ، وتجددت المفاوضات حول هذا الموضوع في عام 2004. وفي عام 2007 جرت محاولة عقد صفقة لبيع " فودكا ترامب " في الاسواق الروسية بواسطة شركة "درينكس اميريكاس هولدنغس". وفي مطلع عام 2008 وصلت اول ارسالية منها في ألفي صندوق. وحدد سعر القنينة الواحدة بمبلغ 40 – 50 دولارا. وفي عام 2011 توقف انتاج هذا الصنف من الفودكا، لكن سعر القنينة عبر الانترنت ارتفع لاحقا في 9 تشرين الثاني 2016 الى 7 الآف دولار.
وأضافت المجلة ان مؤسسة ترامب اعلنت في حزيران عام 2008 عن خطط لبناء مساكن وفنادق فخمة بموسكو وبطرسبورغ وسوتشي. وقد اعلن ذلك ترامب – الأبن في قمة العقارات التي عقدت بموسكو.. وأجرت مؤسسة ترامب أيضا مفاوضات بشأن بناء برج بارتفاع 58 طابقا شبيه ببرج ترامب في نيويورك.. لكن المفاوضات حول جميع تلك الخطط لم تسفر عن نتيجة.
في 8 تشرين الثاني عام 2013 زار ترامب روسيا من اجل اجراء مسابقة ملكة جمال العالم في مجمع الحفلات "كروكوس" بضواحي موسكو. وأجرى مفاوضات مجددا حول بناء ابراج سكنية في منطقة مجمع الحفلات. وهناك إلتقى مع مجموعة من نجوم الفن بغية الاتفاق معهم حول تنظيم جولات فنية لهم. ياترى هل سيلتقي ترامب مع اصدقائه الروس القدامى مجددا بعد ان اصبح رئيسا لأقوى دولة في العالم.
يعتقد المراقبون في روسيا ان علاقات ترامب مع القيادة الروسية ستكون مختلفة نوعا ما مع علاقات المد والجزر التي أتبعها رؤساء امريكا السابقين معها حتى منذ تأسيس الدولة الامريكية ، لكنها ستبقى بلا تغيير من حيث الجوهر. ففي ايام جورج واشنطن رفضت القيصرة يكاترينا الثانية دعم الملك جورج الثالث في الحرب التي خاضتها القوات البريطانية عند انتفاضة 13 مستوطنة على الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية. وفي عهد القيصر بافل الاول تأسست شركة روسية – امريكية لدعم التجارة بين البلدين. وفي ايام الرئيس توماس جيفرسون فتحت أول سفارة روسية في امريكا الشمالية وعين جون كوينسي ادامز بصفته اول سفير امريكي في بطرسبورغ. وتم توقيع اتفاقية تجارية بين البلدين وتحسنت العلاقات بينهما كثيرا.
في عام 1842 وافق القيصر نيقولاي الاول على مشاركة المهندسين الامريكيين في مد خطوط السكك الحديدية في روسيا والاستفادة من خبرتهم في هذا المجال. ووصف الرئيس الامريكي جون تايلر روسيا بأنها:" القوة الشمالية العظمى".
وفي فترة حرب القرم، حين هاجمت القوات البريطانية والفرنسية والتركية جنوب روسيا، قال الرئيس الامريكي فرانكلين بيرس ان بلاده لن تقف الى جانب اعداء روسيا. ويومئذ علق وزير الخارجية الروسي الكسندر غورتشاكوف على ذلك بقوله ان الولايات المتحدة تقدم لنا الدعم والخدمات بصورة مباشرة او غير مباشرة بقدر اكبر مما ينتظر من دولة محايدة.
من جانبها قدمت روسيا المساعدة الى الولايات المتحدة في عهد الرئيس ابراهام لنكولن حين ارسلت القوات البحرية الى نيويورك وسان – فرانسيسكو لدعمه، ووصف القيصر الروسي الكسندر الثاني الرئيس الامريكي لنكولن بانه " صديق طيب". وفي عام 1867 باعت روسيا الى الولايات المتحدة مناطق ألاسكا وارخبيل الويت مقابل مبلغ 2ر7 ملايين دولار ذهبي.
حين كان القيصر الكسندر الثالث في دست الحكم، بدأ في مطلع عام 1880 التحول في موقف الولايات المتحدة من روسيا حيث حدث التقارب الامريكي مع بريطانيا واليابان. وبدأت الاوساط الامريكية في عهد الرئيس تشيستر ارتور بتوجيه النقد الى السلطة القيصرية ولاسيما في معاملتها لليهود. وكانت الدوافع الحقيقية لذلك عندما تصادمت مصالح روسيا والولايات المتحدة في الشرق الاقصى ومنشوريا. واصبح ذلك دوما من وسائل الضغط على روسيا في العهود التالية وحتى بعد زوال الاتحاد السوفيتي، تارة بإسم دعم الديمقراطية وتارة أخرى بالدعوة الى حماية حقوق الانسان فيما يخص اليهود والسماح لهم بالهجرة. وصدر لهذا تعديل جيكسون – فينيك الذي بقي ساري المفعول حتى يومنا هذا بالرغم من السماح لليهود بالهجرة بحرية . ولو ان أغلبهم لايريد الهجرة لأن اوضاع اليهود في روسيا في أحسن حال. وأعلن في عام 1886 أن الامبراطورية الروسية تشكل أكبر خطر على المصالح الامريكية في منطقة الشرق الاقصى والمحيط الهادي. لكن في الوقت نفسه بدأت تنشر لأول مرة تراجم أعمال تولستوي ودوستويفسكي وغيرهما من الادباء الروس الى اللغة الانكليزية لأول مرة.
وبالرغم من توتر العلاقات بين البلدين، فان الرئيس بنجامين هاريسون أمر في عام 1891 بتقديم المساعدات الانسانية الى المناطق التي اجتاحها الجفاف في روسيا وتعرض أهاليها الى المجاعة.
استمر تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة روسيا في مطلع القرن العشرين، وقدمت السلطات الامريكية المساعدات العسكرية الى اليابان في حربها ضد روسيا. كما ساعدت على هجرة اليهود من روسيا الى الولايات المتحدة بأعداد كبيرة. ومنح الرئيس الامريكي تيودور روزفلت جائزة نوبل لدوره في انهاء الحرب الروسية – اليابانية (1905-1907)، والتي أسفرت عن خسارة روسيا لجزء من جزيرة ساخالين وجزر كوريل المتاخمة لها. لكنها استعيدت بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية.
ووجه الرئيس وليام تافت ضربة قوية الى روسيا في عام 1911 حين ألغى الاتفاقية التجارية بين البلدين بحجة رفض روسيا الاعتراف بجوازات سفر اليهود المهاجرين الى امريكا لدى زيارتهم الى روسيا. وبعد قيام ثورة اكتوبر الاشتراكية قطعت الولايات المتحدة العلاقات البدلوماسية مع روسيا السوفيتية. وتدخلت القوات الامريكية في الحرب الاهلية في روسيا عام 1920حيث نزل في الشرق الاقصى وسيبيريا حوالي 13 ألف جندي أمريكي افلح الجيش الاحمر في طردهم بعد هزيمة الحرس الابيض. لكن الولايات المتحدة قدمت المساعدات الانسانية فيما بعد الى اهالي المناطق التي تعرضت الى المجاعة في اوكرانيا ومناطق الفولجا في عامي 1921- 1922. علما ان واشنطن واصلت عدم الاعتراف بالسلطة البلشفية حتى عام 1934.
وقد تحسنت العلاقات بين البلدين كثيرا غداة الحرب العالمية الثانية حين تولى فرانكلين روزفلت منصب الرئاسة. وفي عام 1934 وصفه ستالين بأنه " أقوى شخصية " من بين " جميع قباطنة العالم الرأسمالي المعاصر". وقدمت الولايات المتحدة المساعدة الى الاتحاد السوفيتي في اثناء الحرب العالمية الثانية بمبلغ 3ر11 مليار دولار. وقد إلتقى ستالين مع روزفلت في طهران في عام 1943 وفي يالطا في عام 1945 جيث تم الاتفاق حول سبل صيانة الامن والاستقرار في العالم بعد الحرب.
أعلن الرئيس هاري ترومان الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتي في عام 1946 ودعا الى تأسيس حلف الناتو لمواجهة الخطر السوفيتي. واستمرت الحرب الباردة في عهود دوايت ايزنهاور وجون كنيدي ولندون جونسون وريتشادر نيسكون وجيرالد فورد وجيمي كارتر ورونالد ريجان وجورج بوش الاب وبيل كلينتون وجورج بوش الابن وتخللتها فترة تخفيف التوتر بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1992، ثم عادت فاحتدمت في عهد باراك اوباما. وشهدت هذه الفترة المواجهات الساخنة بين الدولتين في كوريا وامريكا الجنوبية وفيتنام وافغانستان والشرق الاوسط.
ويشير المراقبون في روسيا الى ان تصادم المصالح عموما ما زال يعتبر السبب الرئيسي للصراع بين الدول على مناطق النفوذ في العالم. وبالرغم من ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن مرارا انه لا يود استمرار المواجهة مع واشنطن، ودعا الى نبذ القطبية الواحدة واشاعة الاستقرار والامن على أساس التعددية القطبية ألا ان النخبة الحاكمة في واشنطن لا تزال تتمسك ب" الحلم الامريكي" في قيادة العالم وفق قيمها ومفاهيمها. ويكمن وراء ذلك طبعا هدف اخضاع الاقتصاد العالمي الى المصالح الامريكية وأبقاء الدولار بصفته العملة السائدة في اسواق المال العالمية والعيش على حساب الشعوب الأخرى بالتحكم بالاسواق لصالح امريكا. ولهذا يجب ابداء الحذر من سياسة الرئيس الجديد. فترامب ينتمي الى هذه النخبة والجماعات التي حملته الى كرسي الرئاسة في البيت الابيض التي هيهات ان تسمح له بتغيير هذا المسار في السياسة على الصعيد الخارجي. ولا تنفع في شئ علاقات ترامب مع نجوم الفن او دوائر بزنيس العقارات في روسيا. وقد يخفف الرئيس 45 فحسب من لهجة النقد لروسيا بسبب اوكرانيا وسوريا، ولكنه سيواصل نهج اسلافه الجمهوريين من امثال ريجان وبوش الأب.
18/12/2016



#عبدالله_حبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منذ ربع قرن انهار الاتحاد السوفييتي....فما هي النتيجة؟
- رحيل الابخازي الحالم ...فاضل اسكندر
- سيرجي بروكوفييف و- التعويذة الاكدية -
- -فرانكوفونية-فيلم حول انقاذ الثقافة من الهمجية الظلامية
- اندريه بلاتونوف على خشبة المسرح
- الحرب والسلام في بي بي سي
- فيكتور بونين: صلحي الوادي موسيقار عربي كبير كنت سعيدا بالعمل ...
- رومان رولان
- قصة
- فيلم -تاكسي-..والدروس الإيرانية
- بريماكوف...عندما يكون رجل السياسة عاماً
- زها حديد ...تزهو في فصر الارميتاج في سانكت - بطرسبورغ
- شيوعيون عراقيون قاتلوا دفاعا عن الجمهورية الاسبانية
- هل سيقام نصب للكاتب غائب طعمة فرمان في موسكو؟
- مع فاسيلييف في ابتهالات باخ الكنائسية في مسرح البولشوي
- بول كلي والتجريد في الفن العراقي
- فيلم -لوياثان- قصة الصراع بين السلطة والانسان
- بوتين والاعلام العربي
- روناك شوقي..اصداء المسرح الصامد
- في الذكرى ال450 لمولد شكسبير


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله حبه - احلام ترامب في موسكو