أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار ديوب - خدام سوريا واللحظة الراهنة














المزيد.....

خدام سوريا واللحظة الراهنة


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 1423 - 2006 / 1 / 7 - 10:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعددت القراءات لمقابلة خدام ، وشغلت الناس على اختلاف طبقاتهم ، وكثرة الردود على ما قال ، منها السلطوي ، ومنها الشعبي ، ومنها الناقم والمتشفي ، والخائف والمهدد ، والمتحفظ والمطالب بالمزيد ، وشارك اللبنانيون – باعتبارهم أخوة للسوريين في المسار– بشكل حماسي في التصفيق له أو التنديد به ،وعمته أثاره الساحة الدولية فطالبت اللجنة الدولية للتحقيق بمقابلة الشخصية الثانية في السلطة السورية والوزير السابق والنائب والمحافظ ؟ وبالتحقيق مع الرئيس السوري ووزير خارجيته ، حتى الرئيس المصري سارع لعقد قمة سعودية مصرية وأخرى فرنسية مصرية ، وتتالت الشائعات فقيل أن رستم غزالي قد انتحر أو استشهد أو توفاه ربه..
هذا الحدث ، يمكن قراءته بثلاثة خيارات :
أولاً : إن النظام السوري بأجنحته ومافياته قد بدأ مرحلة التصادم والتغيير وبالتالي احتمال ظهور نظام جديد .
ثانياً : عودة خدام ثانية للحكم بمؤازرة صديقه قائد أركان الجيش السوري سابقاً حكمت الشهابي والمتضررين من جماعة السلطة التاريخية من حكم بشار الأسد وبغطاء دولي أمريكي فرنسي .
ثالثاً : السعي لعقد صفقة أو تحالف مع المعارضة المتضررة من النظام السوري منذ نشأته خاصة وان خدام قد حمّل الرئاسة السورية القديمة والجديدة كل مآلات النظام وأخطائه وأزماته ، مما يخلق تخوفاً فعلياً لدى السياسيين المعا رضيين من عقد صفقة ما بين " جماعة إعلان دمشق " وخدام وبعض المنشقين عن النظام السوري بعد صمتهم أربعين عاماً ؟!
هذا يعني أن تاريخاً جديداً سيظهر للعلن في سوريا ، وقد يكون أسوأ من الحاضر خاصة بعد تصريحات خدام ، الذي يدرس التاريخ جيداً ؟ويعرف كيف تؤكل الكتف؟ أي أن تصريحاته لا يمكن أن تصدر بدون وعود دولية أمريكية وفرنسية ، وبالتالي لا يمكن التغاضي عن التقاء المصالح التي تجمع بين مافيات النظام وبين المشروع الاستعماري الأمريكي الجديد ، وإذا حدث ذلك ، وهو المرجح ، فإن مسألة تغيير النظام لم تعد مسألة حسابات إستراتيجية وإنما مسألة حسابات الأيام القادمة ...
حدوث الخيار الثاني بالتحالف مع الخيار الثالث يعني أن سوريا دخلت بأزمات جديدة ، تحول الأزمات القديمة باتجاهها وتسيطر عليها ، بحيث لا تخرج سوريا منها إلا أشلاء أكثر مما يحدث في العراق وعلى شكل طوائف وعشائر وملل سياسية بالجملة ، تسعى لتشكيل نظام برلماني طائفي ذو توجهات ليبرالية ومتصالح مع إسرائيل ومع دورها الجديد كمهيمنة على المنطقة وخادم للمشروع الأمريكي ..
يترك هذا الاحتمال إن حدث نتائج خطيرة على مستقبل الفئات الشعبية التي ستكون أول المتضررين وعلى كل المستويات ولاسيما من جهة الوعي أو مستوى المعيشة ،فمن جهة الوعي – بغياب الوعي العلماني الديمقراطي، الماركسي الديمقراطي – سيصار إلى تحويل الوعي الديني وعياً طائفياً سياسياً أو ما قبل حديث ، ومن جهة المعيشة سيجري بلا شك سحق الفئات الشعبية والمهمشين وستتردى أحوالهم ، وقد يشترك الضرر مع بعضه ،فتنشأ صراعات طائفية دينية تحول الفقراء إلى وقود مجانية لنيران الفاسدين وتمذهب المجتمع السوري وتقسمه عمودياً ..
وفي أحسن الأحوال ، ومن جراء الضغوط المستمرة، والمتعددة المستويات ، سيتزعزع نظام الحكم وقد ترافقه هزات اجتماعية غير معروفة الأشكال ، ولكن أسبابها معروفة ، ولا يمكن إعادتها إلى الفوضى البناءة أو الامبريالية فقط، فهي نتيجة نظام المافيات وسارقي وناهبي قطاع الدولة والقطاع العام ونتيجة الفقر الشديد والمعيشة المتدنية والقمع السياسي والشمولية المطلقة والانهيار الاقتصادي ، وبحدوث هذه الاهتزازات ستكون بداية النهاية أو فاتحة النهاية المأزقية لهذا النظام ..
أي أن النظام السوري لا يكمن أن يستمر على المنوال القديم وحتى إصلاحاته الاقتصادية الليبرالية ستؤدي بالضرورة لنهايته الحتمية ..
هذه الوضعية تفترض مواجهة فعلية ، لا تركز نيرانها على قوى الاستبداد فقط ، لان الاستبداد أدى فيما أدى إليه إلى نشؤء طبقات ،مافيات ، تتحكم في كل مفاصل الاقتصاد والدولة السورية ولا بد من خوض صراع اقتصادي وسياسي وفكري ضدها بآن واحد ، وبالتاي الصراع السياسي لا يكفي ولا بد من تعميمه وهو ما يفرض بالضرورة مراجعة برامج الأحزاب المعارضة ..
وبالتالي تفسخ النظام لا يستدعي أي شكل من أشكال التحالف معه ، مهما تشدق وكذب وتباكى على الديمقراطية ،فهي ديمقراطية الانتخابات ،لا أكثر ولا أقل، وبمعنى آخر لابد من القطع مع هذه الأشلاء وعدم استقطابها أو التفكير بذلك أو فتح الباب لها ، بل لا بد من إغلاقه كلية وبإحكام أمام هذه المافيات ، وبالتالي سيكون اللقاء مع المافيات – إن تم ولا أعتقد ذلك - بمثابة نحر البلد والشعب والمستقبل واستقبال المشروع الأمريكي ..
فإن كان هذا الفصل الأخير في صراع المافيات السورية على سوريا بين النظام الحاكم وخدام ،فإن على قوى المعارضة أن تتنبه لخطورة ما يحاك ضد سوريا وضد الشعب الفقير والدولة السورية وأن تعيد النظر ببرامجها ، ولا سيما جماعة إعلان دمشق وأن تنأى بنفسها عن حصر نشاطاتها في مسألة واحدة وأن تحضّر نفسها لمعارك أهم وأكبر ومتعددة المستويات اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وفكرياً
ويمكن القول أن الزمن الراهن أصبح زمن المعارضة الممتدة بين الطبقات الشعبية والذي يسمح لها بالتمدد والنشاط ولكن عليها أولاً أن تقدم برنامج لهذه الطبقات يبتعد عن سياسات النفس القصير والخطوة الوحيدة ،وهو ما لم يحصل إلى الآن ،وإن لم يحصل في اللحظة الراهنة، فإن مصير معارضة " إعلان دمشق " سيكتبه انشقاق خدام ..



#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيخ العقل والسياسة السورية
- علاقة المشروع الاستعماري ببعض أوجه العلاقة السورية اللبنانية
- سوريا بين أنصار السلطة وأنصار المعارضة
- علاقة الحوار المتمدن بالمشروع اليساري
- علاقة المسألة القطرية بالمسألة القومية
- علاقة الديموقراطية بالوطنية في سوريا
- أزمات النظام السوري وأخطاء المعارضة الديموقراطية
- قراءة في كتاب خدعة اليون
- مأزق النظام السوري أم مأزق الدولة السورية
- من المستفيد من إعلان دمشق
- نقد نص رزاق عبود ورثة تقاليد أم نتاج سياسات امبريالية
- الإسلام وأصول الحكم كتاب لكل مكتبة
- ما هو دور ميلس في التغيير الديموقراطي السوري
- جريمة هدى أبو عسلي بين العلمانية والطائفية
- الزرقاوي مذيعاً للأخبار
- مخاطر تبني الضغوط الخارجية
- عماد شيحة في موت مشتهى
- العلمانية والديموقراطية والمساواة الفعلية
- مقاربة أولية لافكار برهان غليون بخصوص الليبرالية والديموقراط ...
- هل من خيار لموريتانيا


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار ديوب - خدام سوريا واللحظة الراهنة