أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - واثق الجابري - لا مجال لمزيد من الدماء














المزيد.....

لا مجال لمزيد من الدماء


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 5376 - 2016 / 12 / 19 - 00:39
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



تتجه الأنظار الى القادة والرموز والعقلاء؛ كلما إشتدت المحن وتعاظمت التحديات، ورُبَّ قيادة تفرزها المواقف، أو قائد تعزز مواقف قوته مخاضات التجارب، وبالإحسان منفعة للعامة، وللمساويء نفع لجماعة وضرر على الأغلب.
لا إختبار أكثر تمحيص من وطيئة الإرهاب، ولا إرهاب لولا الخلافات السياسية والقراءات المختلفة للواقع.
في دراسة أعدها رويتر؛ عن حجم العذاب الذي ناله العراقيون، من وسائل قمعية، وكل الناس تتحدث عن قطع الرؤوس والأيادي، وإجبار الصغار والكبار والنساء للتجمهر والإحتفال قسراً بتلك المشاهد المروعة، وآخر يتحدث عن قلع أسنانه وشق لسانه لأنه يدخن السكائر مخالفاً لتعليمات داعش.
يشكل العامان السابقان تهديداً لمستقبل مدن إجتاحها الإرهاب، والنتيجة بين مجتمع بعض منه ترسخت أو أثرت فيه آيدلوجية مليئة بآلاف حوادث الإغتصاب والأطفال الغير شرعيين، وإنتهاكات من أشخاص كانوا يتصفون بحسن الجيرة والأخلاق، فتحولوا في لحظة الى وحوش؛ تؤذي محلتها وعشيرتها وحتى عائلتها، ومجموعة مشكلات لا تنتهي بمجرد القضاء على داعش بالسلاح؛ وإلاّ كيف إنفجرت 4 سيارات في مدينة الفلوجة بعد تحريرها بغضون شهر؛ رغم الإجراءات الأمنية المشددة.
إستطاع داعش خلال عامين؛ فرض أفكاره بالقوة، ويمكن القول أن معظم من إنخرط بين صفوفه؛ أما أن لقي حتفه او فر لحين البحث عن عودة في المستقل، والأخطر أجيال الأطفال والصبية؛ عندما نقش على عقولهم الطرية افكار القتل والذبح؛ طوعية او إجبارية بما يُسمى " اشبال الخلافة".
إن العراقيون إستجابوا لكلمة من رمزهم الديني، وتوالت التأيدات السياسية، وآخرون تطوعوا إنتفاضاً لمدنهم المغتصبة، وكورد لدعوة قياداتهم، ولكن المحاولات على قدم وساق على نسف ما تحقق من إنتصارات، والتفريق بتجارب التضحيات، وقبل أن تكتب الإنتصارات خواتمها؛ تُجرى بعض السياسات على إحراف المواطنيين وجرهم الى مستنقع الخلافات، وتضليل الرأي العام على أن الإختلافات عميقة لايمكن حلها بالحوارات، وأن ما بعد داعش ينتظر العراق مستقبل في أفضله التقسيم بعد حرب أهلية، ومن هذا الرأي يحاولون إقناع الرأي العام أن المكونات لا ترغب العيش مع بعضها وتفضل الإقتتال.
القضاء على داعش العلني ومسك الأرض؛ لا يعني إنهاء الوجود السري والعمليات الإرهابية، ومن الخطأ الإعتقاد ان المجتمع العراقي مختلف، لأن الخلاف سياسي.
المجتمع العراقي مُتصالح ومتعاون، ولب الخلل بتوجهات سياسية فقدت بوصلة المشتركات ومتطلبات القيادة والخبرة والبناء على التضحيات، ولم تجعل نقمة الإرهاب نعمة لإعادة ترتيب الأوراق، وما أن وصل العراق الى الخروج من نفق الإرهاب المظلم، والإستفادة من الدرس المؤلم؛ هناك من يريد سلب الإنتصارات والتفريط بالتضحيات، ويشغل الشارع بقضايا مريبة، ويرفض طاولة الوطن والحوار وتجاوز الأخطاء، والفشل الذي شارك فيه معظم الطبقة السياسية، وإنها لمحنة ما بعد داعش بين أيدلوجيات تجذرت وثارات أنتظرت وحلول توقفت، والأنظار تتجه للقادة والحكماء والرموز، للخروج من نفق الظلام الى النور، ولا إشراقة إلاّ بعقول تجعل مصلحة؛ فوق أطر الحسابات الضيقة والدعايات الإنتخابية المبكرة، وبما أن الجميع يعتقد الحلول بالحوار، وأن التحدي القادم أصعب، و وبما أن العالم شهدعلى وحدة العراقيين ضد الإرهاب؛ فلتتوحد مواقف الساسة، ولا مجال للمزايدة ومزيد من الدماء.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال الى جمهور المُتخاصِمين..؟!
- بين الولادات والإنشقاقات مسار جديد للإنتخابات
- الرابح من التسوية الوطنية
- التحالف الوطني اخفاقات ومسؤوليات
- درس عراقي من قصة شهيد
- الإختناقات المرورية خسارة للدولة والفرد
- الانتخابات الفرنسية؛ تقارب الكبار ونهاية الصغار
- قانون الحشد الشعبي مراهنة كاد العراق خسارتها
- البنادق وحدها لا تبني الأمم
- الأربعينية زحف إنساني لا يتوقف
- فيل أحمر يقتحم البيت الأبيض
- اسباب إنحدار السياسة الأمريكية
- خطاب البغدادي؛ هزيمة ورحيل الى تركيا والسعودية
- المصاحف في الإنتخابات الأمريكية
- أنتهت معركة الموصل والتفاصيل من تلعفر
- قصص عنف مرعبة عن الشرف والكرامة
- التاريخ والجغرافية والهوية ما بعد الموصل
- بين الخمور ومخمور قصص للمتاجرة بالوطن
- داعش يلفظ أنفاسه وأسباب للقناعة العالمية
- مأدبة غداء الصدر من أعدها؟!


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - واثق الجابري - لا مجال لمزيد من الدماء