أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله محمود أبوالنجا - المشهد الأخير من [ زمن حَبَشتَكون ]















المزيد.....



المشهد الأخير من [ زمن حَبَشتَكون ]


عبدالله محمود أبوالنجا

الحوار المتمدن-العدد: 5374 - 2016 / 12 / 17 - 21:17
المحور: الادب والفن
    


المشهد الأخير

نفس الحجرة التى فى باطن الجبل، فى المشهد الثالث، ونفس الديكور والأثاث . يفتح الستار على سَعْدَيُون جالساً على يمين الأريكة ، على ركبتيه مايشبه اللاب توب فى أيامنا هذه، يبدو عليه الانهماك الكامل فى متابعة شىءٍ ما ، يتم عرضه على شاشة الجهاز، الذى على ركبتيه، يدخل سِفيَاس خارجاً من باب غرفة النوم، التى إلى يسار الأريكة .
سِفيَاسْ : ( وهو يفرك عينيه ) عِمْتَ صباحاً ياعزيزى سَعْدَيُون . ( يجلس على مقعد 2 على يسار المكتب المستدير، ويحدق فى سعديون الذى لم يرد الصباح ؛ بل يبدو عليه أنه لم يسمع تحية سفياس من الأساس ! )
سِفيَاسْ : ( يرفع صوته محاولاً إيقاظ سعديون من شروده وانهماكه فى متابعة ماتعرضه شاشة الجهاز على ركبتيه ) سعديون ! . .
سَعْدَيُونْ : ( منتبهاً من شروده ) سفياس ؟! متى استيقظت ؟!
سِفيَاسْ : أنا هنا منذ خمس دقائق . . أنت حتى لم تشعر بدخولى، ولم تسمعنى حتى وأنا ألقى عليك تحية الصباح !
سَعْدَيُونْ : معذرةً ياعزيزى سفياس؛ فقد كنت أتابع مباراةً هائلة بين فريق كوكب ʺ جُودنِيْسْ ʺ و فريق كوكب ʺ هابينيس ʺ . .
سِفيَاسْ : ومن الرابح حتى اللحظة ؟
سَعْدَيُونْ : فريق جُودنِيْسْ متفوق على فريق هابينيس بسبعة نيازك كاملة . .
سِفيَاسْ : إذاً هى مباراة فى اصطياد النيازك وسحقها لتحويلها إلى طاقة ؟!
سَعْدَيُونْ : أجل ياعزيزى سفياس . . أجل . .
سِفيَاسْ : ( مبدياً إعجابه ) عجيبٌ أمر سكان تلك الكواكب ! يتفانون ويتفننون فى كيفية التبارى من أجل توفير الطاقة لإعمار كواكبهم وإسعاد أهليهم ، وفى نفس الوقت تطهير الفضاء من مخاطر النيازك والكويكبات الخطرة ! ( صمت طفيف ثم يستطرد ) بينما كوكبنا الأرضى مبتلىً بحَبَشْتَكُوْنْ ونظام حكمه الإرهابى اللعين !
سَعْدَيُونْ : الكارثة الأكبر هى تلك العقول المغيبة المصدقة لكل مايطرحه دُعاته من أطروحات العدل والحق والخير والرحمة والجمال، بينما هو فى حقيقته كبير القتلة والإرهابيين وقاطعى الرؤوس؛ على مدار التاريخ البشرى كله !
سِفيَاسْ : المأساة الكبرى هى فى تكميمه لأفواه الأحرار، وتحريمه وتجريمه لأى نوع من أنواع النقد أو النقض لنهجه وشرائعه الحَبَشْتَكُوْنْية ( صمت طفيف ثم يستطرد ) أتباعه يضفون على منهاجه وعلى شخصه قداسةً لا تقبل التشكيك، ومن يجرؤ على التشكيك علناً يتم ذبحه بواسطة الهمج والغوغاء، حتى من قبل تقديمه لمحاكم التفتيش الحَبَشْتَكُوْنْية !
سَعْدَيُونْ : سمعت أنه كان فى أول أمره راعياً للغنم ! . . لا يملك شروى نقير !
سِفيَاسْ : ( نافياً ) كلا . . كلا . . حَبَشْتَكُوْنْ كان فى بداياته راعياً للبقر . . لكنه كان يمتلك طموحَ أكبر الطغاة على مر التاريخ !
سَعْدَيُونْ : راعياً للغنم أو للبقر . . لا فرق ! المهم هى السمات الذاتية لمن يرغب فى حيازة المُلك ! حتى الطموح الذاتى وحده لا يكفى، مالم تتوافر لذلك الطامحِ السماتُ القيادية، التى تجعل من طموحه الذاتى طموحاً جماعياً، يشيع فى وجدان وعقل وضمير، كل من يتخذونه قدوةً لهم، من الجماعة التى تشهد نشأته، وتحتضن أطروحاته، فى التسلط والسيادة وطلب المُلك ولو بحد الليزر !
سِفيَاسْ : لا تنس ياعزيزى دور الحتمية التاريخية . .
سَعْدَيُونْ : بمعنى ؟
سِفيَاسْ : ( موضحاً ) تاريخياً ؛ لم يستطع أى طامح للمُلك أن يتملك إلا بأفول نجم كل من ينافسه، فى مقابل صعود نجمه هو، ولا تستطيع أمة من الأمم، أن تتوسع على حساب الأمم الأخرى، إلا بتفكك وانهيار الأمم المنافسة لها، فى التسلط والسيطرة على مصائر العباد والبلاد ! وذلك الحَبَشْتَكُوْنْ لم يكن ليتسيد أطلانطا، ثم ينطلق منها ليتسيد كل الكوكب الأرضى بعد ذلك، لولا انهيار الأمم الأخرى، التى نخرها الفساد والانحلال، فى مقابل طموح حَبَشْتَكُوْنْ ومؤيديه من رعاة البقر الأجلاف، ورغبتهم العارمة فى التسلط والسيطرة على كل شعوب الأرض، لنهب خيراتها وثرواتها، باسم نشر الحق والعدل والخير والرحمة على كل بقعة من بقاع الكوكب الأرضى ! لقد بلغ من جبروت الرجل، ومن يدورون فى فلَكِهِ، أنهم محوا كل الأيديولوجيات السابقة على الفكر الحَبَشْتَكُوْنْى ! حتى هويات الشعوب التى استعمروها، طمسوها ومحقوا حتى لغاتها من على ألسنة أبنائها، وأحلوا اللغة الحَبَشْتَكُوْنْية بدلاً منها، بزعم أن اللغة الحَبَشْتَكُوْنْية هى لغة الكوكب الفردوسى، الذى يحلم كل حَبَشْتَكُوْنْى بالسفر إليه والعيش فيه !( ساخراً ) العلوم باللغة الحَبَشْتَكُوْنْية ! السياسة باللغة الحَبَشْتَكُوْنْية ! الفنون والثقافة باللغة الحَبَشْتَكُوْنْية ! حتى أسماء الأطفال ولافتات محلات البقالة وعيادات الأطباء ودكاكين الحلاقين؛ تشع من حروفها روائح الفكر الحَبَشْتَكُوْنْى المتحجر منذ قرون ! لم يبقَ إلا أن يشيعوا بين البشر أن لغة أهل الجنة هى اللغة الحَبَشْتَكُوْنْية !
سَعْدَيُونْ : ( ينهض ويخطو بالقرب من الباب المؤدى للسلم الحلزونى ) آهِ ياسفياس . . لو صدق كلام سيزون وتاليتا !
سِفيَاسْ : ( مستفهماً ) بخصوص إبادة النيار لأهل الأرض ؟ أم بخصوص تطهير أهل ʺ جُودنِيْسْ ʺ لها من الشرور والآثام ؟
سَعْدَيُونْ : بخصوص تطهيرها من الشرور والآثام طبعاً .
سِفيَاسْ : أن تصبح الأرض فردوساً سماوياً، كما قال سيزون وتاليتا، هى غايةٌ أشبه بالمستحيل .
سَعْدَيُونْ : تلك هى قمة الشك أيها الفيلسوف سفياس .
سِفيَاسْ : ياعزيزى سَعْدَيُون . . أنت عالمٌ جليل، وتعلم أن البشر منذ وُجِدوا على ظهر هذا الكوكب، والصراع لا ينتهى بين الخير والشر، تأتى أزمانٌ تكون السيادة فيها، للحق والعدل والخير والجمال، ثم تعقبها أزمانٌ أخرى، تسود فيها الفتن والمذابح والحروب، وتلك طبيعة النفس البشرية !
سَعْدَيُونْ : آه ! . . آهِ ياسفياس ! لو سمعك حَبَشْتَكُوْنْ وأنت تقول هذا الكلام !
سِفيَاسْ : حَبَشْتَكُوْنْ لا يعبأ الا بخلوده فى المُلك ! إنه يعتقد أن تلك الكبسولات، التى يستخلصها له، المنافقون الدجالون من علمائه ، سوف تهبه خلوداً أبدياً بلا موت فى هذا الكون ! الرجل صار يتوهم نفسه إلهاً من آلهة الأوليمب الأسطورية !
سَعْدَيُونْ : يالَهول مايفعله ذلك الطاغية الحقير ! يسحقون له ثلاثين ألفاً من البشر كل شهر، من أجل كبسولات الوهم التى يزعمها شفيار ومعاونوه !
سِفيَاسْ : ( ينهض من كرسيه ويجلس على حافة الأريكة إلى اليسار ) شفيار وأمثاله من العلماء المنافقين، يخادعون أمثال ذلك الطاغية، فى كل زمان وفى كل مكان، اتقاءً لِلضُّرِ وطلباً للخير . . إنهم بهذا . . يتنعمون فى خيره ويتقون شره .
سَعْدَيُونْ : لا شك أن حَبَشْتَكُوْنْ قد حقق لأطلانطا، مزايا وفوائد كثيرةً تُحسَبْ له، لكنه أيضاً فى المقابل، قد ألحق ومازال يلحق بالبشرية أفدح الأضرار المادية والأخلاقية ! والتى أخطرها على الإطلاق كبسولات وهم الخلود .
سِفيَاسْ : ( ساخراً ) كبسولات الخلود ! ذلك الـ . . حَبَشْتَكُوْنْ . . لو أبقى له طموحه المجنون، على ذرةٍ واحدةٍ من التعقل، لرأى بأم عينيه، كيف ينتهى كل شىء فى هذا الكون، كما يبدأ ! حتى أعتى النجوم وأعظمها حجماً، ينهار على نفسه ويتلاشى من الكون، ولو بعد مئات المليارات من السنين بتوقيتنا الأرضى !
سَعْدَيُونْ : ( ممازحاً ) يبدو أنك صرت عالم كونيات ياسفياس !
سِفيَاسْ : لا تبالغ يارجل ! . . تلك بديهيات عرفناها ونحن فى مراحلنا الأولية من التعليم .
سَعْدَيُونْ : كنت أمازحك فقط يارجل .
سِفيَاسْ : أعلم . . أعلمُ ياعزيزى سفياس .
[ يصمت الرجلان ويرهفان السمع، عندما ينطلق فجأةً، صوت موسيقى تنبهيه ناعمة، الصوت متقطع وكأنه يصدر عن نفخً فى البوق ]
سَعْدَيُونْ : ( وهو يتطلع ناحية الباب المؤدى للسلم الحلزونى ) يبدو أنه سيكون عندنا ضيوفٌ بعد قليل ياعزيزى سفياس .
سِفيَاسْ : ( وهو ينظر نحو باب السلم الحلزونى ) يبدو أنهما سيزون وتاليتا . . هذا هو اليوم الأخير من مهلة العشر سنوات .
سَعْدَيُونْ : ( يمد يمناه ويضغط أحد الأزرار فى الجانب الأيسر لباب السلم الحلزونى ، يُفتح الباب ويُدخل سَعْدَيُون رأسه ناحية الممر المؤدى إلى السلم الحلزونى ، ثم يتقهقر ثانية ويستدير مخاطباً سِفيَاس ) إنها لاليتا . . مساعدة سيزون . .
سِفيَاسْ : لابد أنها تحمل أخباراً سارة من سِيْزُوْن !
سَعْدَيُونْ : ربما أرسلها سيزون بوثيقة الإيمورتاليتى !
سِفيَاسْ : لا تتعجل ياعزيزى سَعْدَيُون . . سنرى ماذا تحمل إلينا " لاليتا " هذه المرة .
[ لحظات طفيفة تدخل بعدها امرأة طويلة القوام، هيئتها كهيئة النساء البشريات، لكن طولها يكاد يربو على المترين ونصف المتر، بمقاييسنا البشرية، هى امرأة ككل النساء البشريات، غير أن بشرة وجهها الوردية، تكاد تضىء لشدة جمالها الخارق لكل مقاييس الجمال على كوكبنا الأرضى . . باختصار هى كحورية من حوريات الفردوس المنشود . . ملابسها شفافة وردية اللون، تكاد تكشف كل تفاصيل جسدها البَضْ الناعم الشديد البياض . . على ظهرها مايشبه أجهزة الدفع النفاث فى أيامنا هذه ]
المرأة : ( بصوت ملائكى ساحر ) السلام على رَمْزَىْ الطُّهْرِ والنقاء على الكوكب الأرضى .
سَعْدَيُون و سِفيَاس يردان معاً : وعليكِ السلام ياابنة جُودنِيس الخير والجمال .
المرأة : تأخرت عليكما هذه المرة . . أليس كذلك أيها الشباب ؟ ( تخطو نحو الأريكة وتجلس على يمين سفياس )
سَعْدَيُونْ : لا عليكِ ياجميلة الجميلات . . هى بضعة أشهر فقط .
المرأة : ( تنهض من مكانها ثانيةً، وتخطو ناحية باب غرفة النوم ) يبدو أن حَبَشْتَكُوْنْ يستعد لحربه ضد أهل النيار ياشباب ! لقد حشد أعداداً مهولة من مركباته الفضائية وأسلحته الإشعاعية حول الأرض، لدرجة أننى استغرقت تلك البضعة أشهر، فى العثور على مدارٍ خالٍ أترك فيه مركبتى !
سِفيَاسْ : ( يقف فجأة فى مكانه، وقد تملكه الفزع، ويخبط كفاً بكف ) لقد وقعت الواقعة إذاً ياابنة جودنيس الخير والجمال !
سَعْدَيُونْ : ( وهو يخبط كفاً بكف مثل سفياس ) لقد هلك البشر جميعهم ! هلكت الأرض وهلك كل من عليها !
المرأة : ( تُهِّدِىءْ من روعهما ) لا تنزعجا . . سيكون كل شىءٍ على مايرام . . أريدكما فقط أن تعلما أننى لستُ مساعدة سيزون .
سِفيَاسْ : ( مندهشاً ) كيف ؟ ! لقد قال الرجل أنكِ المساعدة " لاليتا " التى سترعانا فى غيابه، وستزورنا بين الحين والآخر للاطمئنان علينا ! وستصحبنا فى جولات فضائية ترفيهيه ! وأنتِ كنتِ معنا بالفعل منذ غادر سيزون وتاليتا !
سَعْدَيُونْ : ( مؤكداً كلام سفياس ) أجل . لقد أكد لنا الرجل ذلك، قبل مغادرته إلى جودنيس هو وتاليتا !
المرأة : وأكد لكما أن اهل جودنيس، سوف يساعدون أهل الأرض، فى القضاء على حَبَشْتَكُوْنْ، وكذلك فى التطهر من شرور أنفسهم وسيئات أعمالهم !
سِفيَاسْ : أجل . . أجل . .
سَعْدَيُونْ : شريطة توقيع وثيقة التَّماس بيننا وبينهم .
المرأة : ( صائحةً ) تلك هى المسألة ! هكذا هم أهل النيار دائماً !
سِفيَاسْ : ( صائحاً فى دهشة ) أهل النيار ؟! أنا لا أفهم شيئاً !
سَعْدَيُونْ : ولا أنا . . ( للمرأة ) إنك تتحدثين بالألغاز ياسيدتى ! ماهذا الذى تقولين ؟ ومن الذى أخبركِ بما دار بيننا وبين سيزون وتاليتا ؟ إذا لم تكونى أنتِ المساعدة لاليتا ؟!( صمت طفيف ) من أنتِ أيتها الحسناء الجميلة ؟ إذا لم تكونى لاليتا مساعدة سيزون ؟ !
المرأة : ( ببساطة وفى تلقائية واضحة ) عشر سنوات وأنا أرعاكما وأهون عليكما وحشة ذلك المكان . . عشر سنوات وأنا أصحبكما فى جولات فضائية ترفيهية، ولم يسألنى أحدكما يوماً عن هويتى . .
سِفيَاسْ : ومالداعى لسؤالنا عن هويتك وقد أخبرنا بها سيزون قبل رحيله ؟
المرأة : لا بأس . . لا بأس . . سوف تعرفان كل الحقائق ريثما يحين الوقت . . لا تتعجلا . . لا تتعجلا أيها الشباب . .
سَعْدَيُونْ : ( يردد وهو يتبادل نظرات الارتياب مع سفياس، الذى يقف فاغراً فاه من الدهشة ) كُلَّ الحقائق ؟! ريثما يحين الوقت ؟ !
سِفيَاسْ : ( متأوهاً وهو يمسكً برأسه بين كفيه ) آه . . آه يا . . يادماغى ! رأسى يكاد ينفجر من الصداع ياسعديون . . إننى . . إننى بدأت أشك فى كل شىء . .
المرأة : ( لسفياس ) تلك هى طبيعتكم أيها الفلاسفة . . الشك . . الشك فى كل شىء . .
سَعْدَيُونْ : أصدقينا القول أيتها الحسناء الجميلة . . هل أنتِ من عند حَبَشْتَكُوْنْ ؟
سِفيَاسْ : أم من طرف سيزون ؟ ( بتردد بعد صمت طفيف ) وربما كنتِ من طرف جلوبل ؟!
المرأة : ( فى لين ) ستعرفان . . ستعرفان كل الحقائق . . وحالاً . . اقتربا منى . . اقتربا منى أكثر . . هيا . . هيا . . أكثر . . أكثر . . ( يتجهان إلى حيث تقف المرأة الجميلة، التى تبسط كفيها فى مواجهتهما ) الآن . . الآن . . ( تحرك كفيها فى حركات دائرية خاطفة، تسلبهما الوعى فيقفان جامدين بلا حراك، وفى نفس اللحظة يخيم على خشبة المسرح اظلام تام لبضعة لحظات، ثم يضىء المسرح ثانية، لنرى سفياس وسعديون لا يزالان يقفان جامدين بلا حراك فى مكانهما، بينما اختفت المرأة الجميلة تماماً من المشهد ) . .
سَعْدَيُونْ : ( يعود إلى وعيه رويداً رويداً، يتلفت يميناً ويساراً، يخطو متقهقراً ألى الأريكة ، يجلس على يمينها، يصيح ) لاليتا ! لاليتا ! ( لسفياس الذى لا يزال يقف متسمراً فى مكانه ) سفياس ! سفياس !
سِفيَاسْ : ( يسترد وعيه بعض الشىء، يفرك عينيه بيديه، يتلفت يميناً ويساراً ) أين ذَهَبَتْ ؟
سَعْدَيُونْ : ( وهو يدعك جبهته بكفه الأيمن ) لا أدرى ! كل ماأتذكره هو كفيها المبسوطين أمامى، اللذين راحت تصنع بهما دوائر غامضة فى الهواء، ثم غامت عيناى وأظلمت الدنيا ولم أرَ شيئاً بعد ذلك !
سَعْدَيُونْ : عجيبٌ أمر تلك الحسناء !
سِفيَاسْ : ( يجلس على مقعد 1 بجواره ) الأعجب هو مافعلته بنا هذه المرة ! لم تقم بسلبنا الوعى فى أية مرة زارتنا فيها قبل هذه المرة !
سَعْدَيُونْ : لقد صار الأمر كله أشبه بالألغاز ياعزيزى سفياس !
سِفيَاسْ : أجل ياعزيزى سعديون . لم نعد نعرف من مع من ، ومن ضد من ! الجميع يشك فى الجميع، والجميع يخشى من الجميع، كل البديهيات صارت عُرضةً للشك والطعن !
سَعْدَيُونْ : ( بحنق ) تباً لحَبَشْتَكُوْنْ ولأمثاله من القتلة الأوغاد ! لقد ملأ جواسيسه الأرض والفضاء، ورصدوا البحر والسماء ! حتى تلافيف الخلايا البشرية، أصبحت أمامهم كالكتاب المفتوح، والسر المفضوح !
سِفيَاسْ : جفت ينابيع الحب، وغاضت بحار الثقة بين الآباء والأبناء والأزواج والزوجات والراعى والرعية ! حياة خالية من الحب والعطف والرحمة والود والتكافل والحنان !
سَعْدَيُونْ : أى جحيمٍ هذا الذى صارت إليه حياة البشر فى زمن حَبَشْتَكُوْنْ ؟! اللعنة على شفيار وجايدار وأشباههما من علماء الشر والخديعة، أساطين الغش والتدليس والوقيعة !
[ صوت انفجار يدوى فجأةً، يتأرجح سفياس وأنطون وكأن زلزالاً ضرب المكان، بضعة لحظات يستقر بعدها الوضع، يدخل سيزون، وفى كف ذراعه الأيمن السفلى، لوح ذهبى شديد اللمعان، وخلفه شخص آخر كهيئته تماماً ، تتدلى من كتفه الأيمن حقيبة مستطيلة برونزية اللون ]
سِيْزُونْ : ( صائحاً فى فرح، وهو يفرد أذرعه الأربعة ) هانحن قد عدنا ياأحباء جودنيس . . لقد تم كل شىء كما تحبان . . ( مستطرداً بصوت أعلى، وهو يلوح فى الهواء، باللوح الذهبى يميناً ويساراً ) الإيمورتاليتى . . الإيمورتاليتى . .
سِفيَاسْ : ( ينهض ويخطو نحو سيزون، وهو يحدق متوجساً فى اللوح الذهبى ) تقصد وثيقة التماس ؟!
سِيْزُونْ : أجل . . أجل ياعزيزى سفياس . . ستصبح الأرض فردوساً سماوياً .
الشخص الآخر: ( بصوت أجش كريه ) فور توقيعكما الوثيقة الإيمورتالية . . ستصبح هذه الأرض خراباً يباباً .
سِيْزُونْ : ( وهويحدجه بنظرة نارية ويضع كفه على فمه ) اصمت . . اصمت ياباد . . لا تتكلم بدون إذن .
سَعْدَيُونْ : ( للشخص الآخر وهو يهب واقفاً فى انزعاج واضح ) ماذا تقول ياهذا ؟
سِيْزُونْ : لا عليك من السيد باد ياعزيزى سعديون . . فهو أحياناً يقصد شيئاً ويقول شيئاً آخر عكسه تماماً !
سَعْدَيُونْ : ( يردد مندهشاً ) يقصد شيئاً، ويقول شيئاً آخر ؟! وعكسه تماماً ؟!
سِفيَاسْ : أهو كائن آلى ؟!
سِيْزُونْ : كلا . . إنه من أبناء مادتنا . . لكنه خجول جداً ، وكثير الارتباك ياعزيزى سفياس . . إنه السيد باد . . كاتم أسرار كوكبنا جودنيس الحبيب .
السيد باد : ( يردد فى سذاجة تامة ) جودنيس ! . . جودنيس الحبيب ! . . هىء . . هىء هىء . . هىء . . ( يرفرف بأذرعه الأربعه، كما يرفرف الطائر بجناحيه، ويردد وهو يدور حول نفسه أمام المكتب المستدير ) جودنيس ! . . جودنيس الحبيب ! . . هىء . . هىء هىء . . هىء . .
سَعْدَيُونْ : ( متهكماً ) يبدو أن السيد باد وقورٌ جداً ؟!
السيد باد : ( يردد فى بلاهة، وهو مازال يرفرف بأذرعه، ويدور حول نفسه ) السيد باد وقورٌ جداً . . السيد باد وقورٌ جداً . . هىء . . هىء هىء . . هىء . .
سِيْزُونْ : ( بحده وهو يحدج باد بنظرة نارية هائلة ) كفى وقاراً أيها السيد باد . . نحن ماقطعنا كل تلك السنين الضوئية، إلى هذين الصديقين الطيبين، لكى نتبادل توقير بعضنا البعض !
السيد باد : ( يتوقف عن الرفرفة والدوران ) أمرك ياسيدى جلوبل . . أقصد ياسيدى سيزون ( يقهقه فى بلاهة ) هىء . .هىء . . هىء . . ! ( يخطو نحو سيزون ويهمس فى أذنه ببلاهة ) متى ستهجم تاليتا بقواتها ياسيدى سيزون ؟!
[ يتبادل سفياس وسعديون نظرات الارتياب، وتكسو ملامح وجهيهما علامات الانزعاج الشديد ]
سِيْزُونْ : ( يحاول طمأنتهما ) السيد باد يقصد متى ستقوم تاليتا بتطهير الكوكب الأرضى من حَبَشْتَكُوْنْ وشروره وغروره .
سِفيَاسْ : لا بأس . . لا بأس . . نحن جاهزان لتوقيع الإيمورتاليتى ياسيد سيزون .
سِيْزُونْ : ( متهللاً ) عظيم . . عظيم . فلتأخذا مجلسيكما هنا على هذين المقعدين ( يشير إلى مقعدى 1 و 3 ) وسيقوم السيد باد بتجهيزكما لتوقيع الوثيقة .
[ يجلس سعديون على مقعد 3 ، بينما يجلس سفياس على مقعد 1 ]
سِيْزُونْ : ( للسيد باد ) هيا أنجز مهمتك ياسيد باد ! ( ينزل السيد باد الحقيبة المعدنية من فوق كتفه، ويضعها على المكتب المستدير، ثم يفتحها ويخرج منها مايشبه الخوذتين، ويضع إحداهما على رأس سعديون، والأخرى على رأس سفياس، الخوذتان تخرج منهما أسلاك، تنتهى أطرافها عند جهاز فى قلب الحقيبة المعدنية الموضوعة على المكتب المستدير . )
السيد باد : ( يخاطبهما فى بلاهة ) هيا . . هيا . . أغمضا عيونكما . ( يغمضان ) استرخاء . . استرخاء تام . . ( يصدر عن الخوذتين خليط من الأضواء المتقطعة التى تنعكس على وجهيهما، بعدها بقليل يصدر عنهما مايفيد بدخولهما فى غيبوبة ) لقد أصبحا جاهزين أيها الزعيم ! لقد سقطا فى الغيبوبة الخلوية .
سِيْزُونْ : بل سقطت كل الأرض فى أيدينا ياسيد باد . . أحسنت صنعاً أيها الزنبيل ! لم يبق أمامنا سوى قدوم تاليتا لإتمام عملية نقل جميع الشيفرات الكيميائية من خلاياهما المخية (وهو يشير إلى اللوح الذهبى الذى بيده .) إلى وثيقة النجاة تلك ! بعدها يصبح كل الكوكب الأرضى ملكاً خالصاً لنا ! الآن . . حق لأبناء النيار أن يفخروا بما أنجزناه . . لحظات وتصبح الأرض جميعاً وطننا الجديد . ( يستدير ويصيح فى عصبية فى اتجاه السلم الحلزونى ) تاليتا ! . . تاليتا . . هيا أسرعى قبل أن يفيقا من غيبوبتهما .
السيد باد : ( يردد فى بلاهة ) هيا . . هيا ياتاليتا . . ( يبدأ فى الرفرفة بأذرعه الأربعة والدوران حول نفسه وهو يكرر العبارة وكأنه يغنيها .) هيا . . هيا قبل أن يفيق هذان الوغدان .
سِيْزُونْ : ( يعاود الصراخ فى عصبية ) تاليتا . . أين أنتِ أيتها الحيزبونة الشمطاء ؟!
[ فجأة تدوى فى أرجاء المكان أصوات انفجارات مرعبة، ينفتح بعدها مباشرة باب عرفة النوم، تظهر المرأة الجميلة، التى كانت مع سعديون وسفياس قبل قدوم سيزون والسيد باد، تصوب المرأة جهازاً إشعاعياً نحو سيزون، فتضرب سيزون ارتعاشات متوالية لا يستطيع السيطرة عليها . ]
سِيْزُونْ : ( صائحا فى هلع وهو يتقهقر للوراء ) من ؟! ابنة جودنيس ؟ آرشينا ؟! اللعنة عليكِ ياآرشينا .
آرشينا : ( بثبات وهى تصوب جهازها الإشعاعى نحو سيزون .) أجل . . أنا آرشينا ابنة جودنيس .
سِيْزُونْ : ( يصيح هادراً ) تاليتااااااااااااااااااااااااااااااااااا( يستنجد بالمساعدة الأخرى ) لاليتاااااااا
آرشينا : لن يجيبك أحد . . اصرخ كما يحلو لك . . تاليتا . . ذهبت مع الريح ! لاليتا . . ذهبت قبلها بعشر سنوات إلى أغوار الكون السحيقة . . اصرخ بأعلى مافيك من صوت . . لن تجد غير الصدى . .
سِيْزُونْ : ( يزداد رعباً وارتباكاً ) ماذا تريدون منا ياأهل جودنيس ؟ ماذا تريدون منا ؟
آرشينا : كف شروركم عن الكواكب الأخرى . . هذا هو كل مانريد ياسيد جلوبل . . أليس هذا هو اسمك الحقيقى ياقائد قوات النيار ؟!
سِيْزُونْ : ( صارخاً فى السيد باد ) تحرك أيها الغبى ! افعل شيئاً ولا تقف هكذا متفرجاً !
السيد باد : ( يقترب من آرشينا ويحدق فى ملامح وجهها، وهو يخطو أمامها جيئة وذهاباً ) إنها جميلة جداً ! جداً ! جدا! ( يخاطب سيزون فى بلاهته المعهوده ) أهذه زوجتك أيها الزعيم سيزون ؟
سِيْزُونْ : ( صارخاً ) أيها الأحمق ! إنها عدوك اللدود ! دمرها أيها المعتوه ! ( يُخرج من جيب جانبى فى بنطلونه جهازاً، كالذى مع آرشينا، ويصوبه نحوها .)
آرشينا : ( فى ثبات تام ) محاولة فاشلة . . فاشلة جداً ياسيد جلوبل ! أم تحب أن أناديك باسمك المزيف ؛ سيزون ؟!
سِيْزُونْ : ( يستدير ويحاول الهروب من باب السلم الحلزونى ) اللعنة عليكم جميعاً !
آرشينا : ( تضغط زراً فى جهازها، فيصدر أشعة صفراء نحو سيزون، فيتسمر فى مكانه وكأنه صار تمثالاً من الصخر ) لا تحاول أيها الشيطان اللعين . . فقد فات أوان الفرار .
السيد باد : ( واقفاً فى ذهول، يتنقل ببصره بين آرشينا وسيزون، ثم يستقر بصره على آرشينا، يقترب منها وهى لا تعيره أدنى اهتمام، يحدق فيها ببلاهة ) إنها جميلة جداً . . جداً . . جداً . . ( يخطو نحو سيزون ووجهه للوراء وهو مازال يحدق فى آرشينا، يصطدم بجسد سيزون المتحجر، يحول بصره إلى جسد سيزون، يتحسس الجسد المتحجر، ويختلس النظر نحو آرشينا بين الحين والآخر ) السيد سيزون تحجَّر ! ( يخاطب آرشينا ) لقد تحجر السيد سيزون أيتها الجميلة !
آرشينا : ( فى حزم ) كفاك ثرثرة أيها الأبله، وتهيأ للانقلاع من هنا .
السيد باد : ( وهو ينشج منتحباً ) حتى أنتِ أيتها الجميلة ! ( يتمادى فى النحيب .)
آرشينا : ( تعاود زجره ) كفاك انتحاباً، وانقلع بسيدك هذا إلى كوكبكم، ولا تعودا مرةً أخرى إلى كوكب الأرض .
السيد باد : ( يتوقف عن النحيب ويجيب فى ذعر واضح ) أمركِ . . أمركِ مُطاع جداً، أيتها السيدة الجميلة . ( يجرجر جلوبل المتحجر, ويخرجان عبر باب السلم الحلزونى .)
آرشينا : ( تتجه إلى سفياس، تنزع الخوذة عن رأسه، وتخبط برفق على خده بكفها لتوقظه ) سفياس . . سيد سفياس . . أَفِقْ . . أَفِقْ أيها الفيلسوف الحر . ( تتجه إلى سعديون، تنزع عنه الخوذة، وبرفق أيضاً تخبط بكفها على خده لإفاقته .) سيد سعديون . . أَفِقْ سيد سعديون . .
سِفيَاسْ : ( يتحسس جبهته، وقد أفاق بعض الشىء، يجول بعينيه حول المكان، ويبصر آرشينا وهى تحاول إفاقة سعديون، فيصيح فى دهشة ) لاليتا ؟! أين السيد سيزون والسيد باد ؟!
آرشينا : ( بلهجة المنتصر .) اسمى آرشينا . . أما لاليتا وتاليتا وسيزون والسيد باد . . فلقد ذهبوا جميعهم إلى غير رجعة .
سَعْدَيُونْ : ( فى ذهول وهو يتحسس جبهته، وقد عاد إلى وعيه بعض الشىء .) آرشينا ؟ ! . . ذهبوا إلى غير رجعة ؟! من الذين ذهبوا إلى غير رجعة ؟!
آرشينا : جلوبل ياسيد سعديون . . جلوبل ومساعدوه . . ذهبوا إلى غير رجعة . .
سِفيَاسْ : ( فى فزع واضح وهو يهب واقفا فى مكانه ويتلفت يميناً ويساراً ) جلوبل ؟! أَوَ قَدْ ظهر جلوبل ؟ !
آرشينا : ( موضحةً الأمر ) جلوبل هو سيزون ياسيد سفياس . . جلوبل هو قائد أعظم قوات حماية كوكب النيار، وقد استطاع الإطاحة بزيمارا حاكم الكوكب، بعد رفض حَبَشْتَكُوْنْ استضافة أهل النيار على كوكب الأرض، ووعد سكان النيار بحل كل مشاكلهم على حساب أهل الأرض .
سِفيَاسْ : ( مازال مندهشاً ) لقد قال إنه من جودنيس واسمه سيزون ؟!
آرشينا : ( بحسم ) لقد خدعكما الملعون . . ( مشيرةً إلى سفياس ) لأنه يعلم أنك أنت بالذات تنبأت بظهوره على كوكب الأرض !
سَعْدَيُونْ : ووثيقة التماس ؟! كذب وهراء ؟ !
سِفيَاسْ : وتطهير البشر من الشرور والآثام ؟! نصب واحتيال ؟!
آرشينا : كل ماوعدكما به، هو وتاليتا، محض أوهام وأحلام !
سَعْدَيُونْ : ( يردد فى ذهول ) أوهام ؟! . . وأحلام ؟!
آرشينا : أجل ياسيد سعديون . . محض أوهام وأحلام . . ( صمت طفيف، تكمل بعده ) لقد كنا فى جودنيس, نتابع مؤامرة جلوبل النيار, لإبادة البشر وإحلال النياريين مكانهم, منذ اللحظة الأولى .
سِفيَاسْ : ( متسائلاً ) ولماذا وقع اختيارهم علينا نحن الاثنين، دوناً عن باقى البشر، لكى يوقعوا معنا وثيقة التماس، التى بمقتضاها يتدخلون فى اصلاح الكوكب الأرضى ؟!
آرشينا : أنسيت أن مجلس أمن المجرات، قد نص فى آخر اجتماع له، على عدم جواز تدخل أى كوكب، فى شئون كوكب آخر معه فى نفس مجرته، أو فى إحدى المجرات الأخرى، إلا بعد إبرام وثيقة الإيمورتاليتى بينهما ؟ ! ( صمت طفيف تسترسل بعده ) لقد صدقت تلك الكائنات فى أمرٍ واحدٍ فقط . .
سَعْدَيُونْ : أهذه كائنات تعرف الصدق ؟!
آرشينا : أجل ياعزيزى سعديون . . لقد صدقوا فقط , فى قولهم أنكما تمثلان أكثر من تسعين بالمائة من سكان الكوكب الأرضى؛ غير أنكما تُحكمان ولا تحكمان !
سِفيَاسْ : ( فى يأس واضح وهو يخبط كفاً بكف ) لا فائدة ! لا فائدة ! طالما أمثال جلوبل وحَبَشْتَكُوْنْ يحكمون ويتحكمون؛ لا أمل فى أن يسود الحب والعدل والرحمة على هذا الكوكب أو على أى كوكبٍ آخر يتواجد فيه جلوبل أو حَبَشْتَكُوْنْ !
آرشينا : تلك هى السُنة الكونية أيها الشباب . . فكما أن هناك سفياس وأنطون، يوجد كذلك جلوبل وحَبَشْتَكُوْنْ . . ( صمت طفيف ) صحيح أننا قضينا على خطر جلوبل النيار، لكن بالتأكيد سيأتى جلوبل آخر، فى زمن آخر، وفى مكانٍ آخر !
سَعْدَيُونْ : وماذا عن حَبَشْتَكُوْنْ ؟ ! هل قضيتم على شروره ؟!
آرشينا : ( بلهجة تقريرية ) سيذهب حَبَشْتَكُوْنْ كما ذهب قبله الكثيرون من أمثاله . . تلك هى السُنة الكونية . . تذهب أقوام وتأتى أقوام أخرى تحل محلها !
سِفيَاسْ : ( مرتاباً بعض الشىء ) هل أنتِ حقاً من جودنيس ؟
آرشينا : أجل ياسفياس . . أنا نائبة حاكم جودنيس وخادم شعبها السيد " بِيُوْرحُب " .
سَعْدَيُونْ وسفياس : ( يرددان معاً فى دهشة بالغة ) " بِيُوْرحُب " ؟ !
آرشينا : ( مؤكدةً ) أجل . . لقد كلفنى قائدنا وراعينا الأعظم " بِيُوْرحُب " ، بإنقاذ البشر من غدر جلوبل وشروره . .
سِفيَاسْ : ( فى إحباط ) وحَبَشْتَكُوْنْ ؟ ! ألن تخلصوا الأرض من شروره ؟!
آرشينا : حَبَشْتَكُوْنْ الكوكب الأرضى . . يتكفل به أهل كوكب الأرض ياسيد سفياس . ( وهى تتأهب للانصراف ) . . حان الآن وقت العودة إلى جودنيس الحبيب . . ( تلوح بيمناها وهى تتقهقر للوراء حتى تختفى داخل باب السلم الحلزونى .)
سَعْدَيُونْ وسفياس : ( يرددان معاً وهما يلوحان ) الوداع . . الوداع أيتها الجميلة النبيلة .
اظلام تدريجى + ستار الختام
تمت فى :
يوم الأحد 1 رمضان 1438 هـ
الموافق 6 يونيه 2016 م
" زمن حبشتكون "
مسرحية من خمسة مشاهد
تأليف / عبدالله محمود أبوالنجا
الى اللقاء فى أعمال أخرى
مع أطيب تمنياتى للجميع



#عبدالله_محمود_أبوالنجا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد اعدام الارهابى حبارة ؟!
- المشهد الرابع من مسرحية [ زمن حَبَشتَكون ]
- النص الدينى والارهاب !
- الاسلام حصان طروادة الارهابيين
- المشهد الثالث من مسرحية [ زمن حَبَشتَكُوْنْ ]
- [ حادث سيارة مُرَوِّعْ ] قصة قصيرة
- أقولها وبالفم المليان !!!
- المشهد الثانى من مسرحية [ زمن حَبَشتَكُوْنْ ]
- [ فتوة الناس الديابة ] قصة قصيرة جداً
- زمن حَبَشْتَكُوْنْ
- تعليق .. وتلبيس ابليس !
- حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ !!!
- سامى لبيب يفسر لنا ديننا على مزاجه !!!
- الدور المشبوه للدول الصناعية السبع !!!
- الشعب المصرى فى مفترق طرق !!!
- أسوان بين الناشطين والاخوان !
- فتنة أسوان أكبر من خلاف بين قبيلتين !
- الفرق بين المعارضة الوطنية والمعارضة العميلة !!!
- هل الداخلية بلطجية كما يزعم الارهابيون والمجرمون ؟
- مارأى مشايخ قطر فى هذا الاقتراح ؟


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله محمود أبوالنجا - المشهد الأخير من [ زمن حَبَشتَكون ]