أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ساوي - اهل السياسة - 6- موت الدولة العربية الحديثة














المزيد.....

اهل السياسة - 6- موت الدولة العربية الحديثة


ماجد ساوي

الحوار المتمدن-العدد: 5374 - 2016 / 12 / 17 - 16:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدولة العربية الحديثة – الناشئة في فترة مابعد الحرب العالمية الاولى – هي الان تلفظ انفاسها الاخيرة ونعشها يقف امام الباب منتظرا اعلان موتها واصدار شهادة الوفاة وبالتالي الاعتراف بانها كانت من اسوء التجارب العربية في العصر الحديث واشدها تدميرا للانسان العربي والبلاد العربية من المحيط الى الخليج والتغييرات بادية للعيان في اغلب البقاع العربية .

لقد بقيت الدولة العربية في البلاد العربية طوال ثلاثة عشر قرنا تستمد من الشريعة الاسلامية نظمها وبنيانها واسسها حتى حدث تغير في هذا التقليد العريق بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى وقدوم ما سمي بالاستعمار وهو الانتداب الاجنبي على البلاد العربية الذي وضع بذور الدولة العربية الحديثة بخروج هذه الدولة من رحمه وفي حقيقة الامر ان هذه الدولة هي نتاج الانهيار او الهزيمة في الحرب العالمية الاولى للدولة العثمانية دولة الخلافة – وهو نظام الدولة في البلاد العربية منذ عصر الصحابة – اي ان هذه الدولة هي حطام هذه الحرب ونتيجة تفكك الخلافة العثمانية وهي بالتالي ليست مشروعا مستقلا واعدا ذو اسس متينة وبنيان راسخ وخطط فعالة . بل هي الدولة العربية القديمة المنهارة بواقع الهزيمة فلم يكن هناك اي اطلاق لاي شيء جديد ولا تحديث لاي شيء بل كل ماهنالك هو غبار المعركة التي هزمت فيها دولة الخلافة .

نظام الانتداب – او الاستعمار كما يسمى ايضا – بعد الحرب العالمية الاولى هو الوسط الذي نشات فيه الدولة العربية الحديثة بحيث انها استمدت من دولة الانتداب اغلب نظمها وقوانينها وتشريعاتها واسسها وبنيانها , فلم يكن هناك اي استقلال في هذه الدولة بعد ما يسمى بالاستقلال بل كانت في مرحلة نشوءها – في عهد الانتداب – ترجع في ادارة البلاد الى المستعمر الذي كان يصوغ ما يشاء لها من نظم وقوانين .حتى ان القوانين كانت تترجم فقط لا اكثر من لغة المستعمر ويعمل بها في عهد الانتداب كذلك اقصيت الشريعة عن مسرح الاحداث لا لشيء الا لافراغ الدولة العربية من روحها وهو الاسلام وتحويلها الى مسخ كما نرى في يومنا هذا لا صفة له ولا شكل .

انهارت قوى الاستعمار – كما تسمى – وخسرت اغلب هذه القوى مستعمراتها واتى ما يسمى بعهد الاستقلال وهو تعبير عن التخلص من سيطرة المستعمر وهذه الدولة العربية الناشئة – الحديثة – اصبحت الان مستقلة لكن باسس وبنيان وهيكل ونظم موروثة عن دولة الاستعمار , فلم يكن هناك استقلال في الحقيقة الا في الصورة الظاهرة .

لقد اتى الاسلام بنظام متكامل لادارة الدولة ورعاية الشعب متكون من نظام قضاء رصين ومتين الاسس وذو مهارة حقوقية عالية وبنظام زكاة متقن يرعى الطبقات الفقيرة والمعدمة ونظام خراج فريد يشجع قطاعي الزراعة والصناعة ونظام تعليم شامل يبدا من القراءة والكتابة ولا ينتهى باستكشاف الفضاء ومراقبة النجوم ودراسة الفلك , كذلك نظام عسكري دقيق يردع المعتدي ويشجع على زيادة مساحات الدولة ويصون البلاد ويرفع لواء لا اله الا الله – كاهم واجباته – وكذلك نظام صحة يحرص على نظافة الطرق قبل نظافة الاسنان ويشجع على الاكتشافات الطبية , وعدد ماشئت من ميزات الشريعة الغراء .

لكن الدولة العربية الحديثة – للاسف – وليدة الانتداب الاجنبي - رفضت هذه النظم المتكاملة , برفض الشريعة وحاولت طوال الفترة مابين نشوءها الى يومنا هذا ادارة الدولة ادارة ناجحة الا انها فشلت فشلا ذريعا وعريضا في هذه المهمة ولم تكن في مستوى اغلب التحديات – ولا اقول كلها – وعبرت عن فشلها بمجرد تبنيها نظما قادمة من المستعمر وعدم قدرها على ابداع نظم جديدة وهي قد استغنت عن الشريعة .

ويكفيك ان تعلم ان اكثر من ثلثي سكان البلاد العربية يعانون من الامية لتعلم حجم فشل الدولة العربية الحديثة وكذلك عجزها عن الوقوف في وجه المستعمر الاجنبي الذي يمتلك تواجد عسكري في اغلب البلاد العربية او يعقد تحالفات مع اغلب البلدان كدليل على حجم الفشل . الى مئات بل الاف محطات الفشل واخر هذه المحطات هو فشلها في استرجاع فلسطين على الرغم من وجودها لاكثر من ثمانين عاما وهي فترة تكفي لبناء عشرات بل مئات الجيوش بل انها خسرت عدة حروب مع اسرائيل ولعل اشهرها حرب الستة ايام التي زادت في مساحة اسرائيل باكثر من الضعف .


الذين اسهمو في فشل الدولة العربية الحديثة يمكنني ان اقول انهم لم يتعمدو ذلك الفشل بل انهم حاولو التغلب على الصعاب التي واجهتهم ومبارزة التحديات القائمة , لكنهم كانو قاصرين عن ادراك الامور على حقيقتها ورؤية الاشياء كما هي لا كما يحبون وكذلك كانو عديمي الجدوى في صناعة الحلول وتجاوز الازمات .واستطيع ان اقول انهم لا يصلحون لرعي ثلاثة من الاغنام فضلا عن ادارة دول وحكم شعوب كراي اخير.

تمزق الدولة العربية الحديثة هو نتيجة حمية لحياة متناقضة ومعيشة صعبة وواقع متهالك حيث ولدت كاقصاء لنظام الخلافة وعاشت كمقاول لدى المستعمر وهي الان تتمزق اربا اربا في سوريا والعراق وليبيا واليمن وفلسطين وبقية البلاد ستصبح اشلاء بلا ريب لانها دولة بلا روح ولا قلب وجسد فمن الطبيعي ان تتحول الى قطع صغيرة لانها بالفعل قطع صغيرة .ولا اسف على هذا المولود – الدولة العربية الحديثة – لانها ولدت بلا قدمين بينما يدعي الجميع انه يطوي السحاب في مشهد – وليس الاخير -من مشاهد الفشل . ولا نعلم ماهو البديل لها وماهو شكل الدولة في المستقبل ولا كيف سيكون مشهد البلاد العربية في المائة سنة القادمة .



#ماجد_ساوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذي فلسطين ٌ .. وهذا قدسنا
- اهل السياسة -5- الحل المثالي للقضية الفلسطينية
- خليلي مرا بي على الأبرق الفرد *
- 12
- بسم الذي انزل الشعر
- بيان حول موقع الزاوية لصاحبه ماجد ساوي - 1
- هلا راينا الامور باعين خالية من الشر - - عن المثلية - -.
- كانت العرب في جزيرة الفصاحة- من هم الائمة الاثنا عشر ؟-
- اهل السياسة -3- القوة والثروة والهيمنة والعدالة والحقوق
- اهل السياسة -2- السيدة هيلاري كلنتون والسيد دونالد ترامب وسب ...
- يا ايها الباني عروشا في الهواء
- ابدا بذكر الله - رثاء في الوالد رحمه الله
- اهل السياسة -1- لقد تجاوز الامر الحفاظ على امن اسرائيل
- الامام والامة (4-6)
- هي لا تصلي !!
- الامام والامة (3-6)
- يلعن ابو جد الحكومة على الشعب
- انا داعش وانا الحشد !!
- الإمام والأمة (2-6)
- الامة والامام (1-6)


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ساوي - اهل السياسة - 6- موت الدولة العربية الحديثة