ماذا لو سقط بشار ؟ تداعيات سقوط نظام الأسد على المنطقة .

محمد ذويب

الحوار المتمدن-العدد: 5374 - 2016 / 12 / 17 - 12:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لنقلب المعادلة وننظر للوضع في سوريا من زاوية أخرى :
لنتسائل ماذا لو انهار نظام الأسد وسيطرت هذه المجموعات غير المتجانسة والمتنازعة فيما بينها على مختلف المدن السورية ؟ ماذا سيحصل اذا من النواحي الجغراسياسية الإستراتيجية والاقتصادية ؟ كيف سيكون مصير المنطقة لو حصلت هذه الكارثة ؟
* من الناحية السياسية ستعيش سوريا عدة قرون من الظلام والصراعات السياسية والعرقية والأثنية والطائفية والدينية نظرا لعدم اتفاق هذه المجموعات فيما بينها حتى على مستوى الأدنى السياسي ناهيك باختلاف وجهات نظرها وطرقها للحكم وممارسة السلطة وسياسة البلد ففي هذه المجموعات هناك مجموعات تكفيرية على غرار داعش ونورالدين الزنكي ولواء اليرموك وكتيبة الفرقان وغيرها في مقابل وجود مجموعات أخرى تختلف عن هذه المجموعات على غرار جيش الفتح والجيش الحر وغيرها وهو ما مما يطرح مستقبل سياسي غامض ومظلم ستكون له انعكاساته الوخيمة والسلبية على سوريا وعلى الدول المجاورة لها وعلى الإقليم وعلى العالم بصفة عامة .
* من الناحية الجغراستراتيجية ستقسم سوريا الى شضايا واقاليم وكونتونات جغرافية واحلاف متنازعة ومتقاتلة فيما بينها حتى تبيد بعضها البعض وهذا بطبيعة الحال سينعكس على دول الجوار التي هي بطبيعتها على صفيح ساخن خاصة الأردن ولبنان والعراق .
- فالاردن التي تقع جنوب تدمر والبوكمال والسويداء و التي تسيطر عليها داعش والنصرة والجيش الحر وتقاتل هذه المجموعات فيما بينها سيجعلها تسحب السيناريو السوري إلى عمق الأراضي الأردنية مع العلم ان الأردن تحتوي على أكبر مخيمات للاجئين السوريين والفلسطينيين والعراقيين في المنطقة مع العلم ان هذه المخيمات قد تشكل منبعا خصبا للتكفيريين للتخفي و الاستقطاب وإحداث البلبلة عبر اعتمادها كنقاط ارتكاز وانطلاق لضرب كامل التراب الاردني مما يتسبب في حروب داخل المخيمات الأردنية شبيهة بالتي شهدها الأردن خلال أحداث أيلول الأسود 1970 بين الفالسطينيين والجيش الاردني أنذاك.
- هذا السيناريو ينسحب أيضا على الحدود اللبنانية من ناحية القصير والزبداني فلبنان ليس بعيدا عن الصراعات الطائفية ( شيعة - سنة أو الدينية مسلمين - مسيحيين ( دروز ومارونيين وأقباط ) خاصة مع وصول العماد ميشال عون مؤخرا للسلطة وموقفه المساند لنظام الأسد وإجهاض حلم الحريري جواد آل سعود والأتراك في الرأسة كل هذه الأوضاع قد تعيد لبنان إلى سنوات الحرب الأهلية والاقتتال الداخلي اي قبل اتفاق الطائف 1990 .
- كما ان التقاتل والاحتراب الداخلي السوري من ناحية الحدود العراقية السورية سيساهم في إطالة الصراع في العراق بل ان تكفيريو هذا القطر سيجدون الفرصة سانحة للانسحاب التكتيكي إلى العمق السوري خاصة بعد الضربات القوية التي وجهتها لهم القوات العراقية المدعومة بجيش القبائل وقوات الحشد الشعبي مما يساهم في تعميم وتعويم الارهاب والعنف والفوضى التي تخدم فقط مصلحة الصهاينة .
- من الناحية الشمالية ستكون تركيا المستفيد الأكبر في المنطقة فهي ستتمكن من بسط نفوذها المباشر داخل العمق السوري واحتلال عدة مدن حدودية تركية على غرار ادلب وحماة ودرعا وحلب والباب وكامل منطقة شرق الفرات وكامل المناطق الحدودية الكردية التي تأرق تركيا كثيرا وتخشى التنسيق المباشر بين أكراد تركيا واكراد سوريا واكراد العراق وهو ما تستعمله تركيا ذريعة للتوغل في الأراضي السورية بتعلة استباق الاكراد وعزل حزب العمال الكردستاني وصقور حرية كردستان.
- من ناحية الكيان الصهيوني فإنه في حالة سقوط بشار سيكون مستفيدا من حالات التطاحن بين هذه المجموعات المتنافرة ويساهم في تغذية الصراعات بينها مما يسمح له بالتوغل المباشر ومزيد قضم الأراضي السورية غيرها من الاراضي الاخرى بعض الاجهاز طبعا على سوريا أخر قلاع الممانعة وتحقيق حلم دولة الكيان من النهر إلى البحر وإجهاض اي حلم لاسترداد الأراضي العربية المحتلة .
- أما المسألة الكردية فإنها في حالة سقوط بشار فإن أكراد سوريا والعراق وبالتنسيق مع أكراد تركيا سينجحون في تأسيس كيان كردي بغيض في المنطقة لن يقل خطورة عن الكيان الصهيوني .
هذه الوضعية الجغرافية المتردية ستمكن أعداء الأمة التاريخيين اي الصهاينة والأتراك من بسط نفوذهما وابتلاع المنطقة برمتها خاصة في ظل حالة التوافق السياسي الكبير الذي يعيشانه.
* وأخيرا من الناحية الاقتصادية فإن تركيا التي كانت قبل التدخل الروسي الحاسم ستكون المستفيد الأكبر من الغاز والنفط والماء والحبوب في تركيا مما يساعدها على أن تصبح اكبر مصدر للطاقة في المنطقة وأكبر متحكم في أسعارها وخاصة النفط والغاز الذي سيساهم سقوط مدينة طرطوس في أيدي هذه المجموعات في مرور الغاز القطري إلى أوروبا وبالتالي ضرب الاقتصاد الجزائري بالكامل وليس الجزائري فحسب بل الاقتصاد الروسي والإيراني الفنزويلي والبوليفي .
آليا ضرب الاقتصاد الجزائري يعني سهولة وصول الإرهاب إلى الشقيقة الجزائر ثم تونس وكامل منطقة المغرب العربي والمشرق بصفة عامة اي المنطقة برمتها وإعادة رسم خريطتها الجغراسياسية من جديد بما يخدم أعداء الأمة بعد ان انتهت خرائط سايس بوك التي رسمها أعداء الأمة منذ قرن تحيدا .
اذا فان وجود سوريا موحدة ومحكومة من نظام قوي يضمن وحدتها هو اساس لاستقرار كامل المنطقة وأمام كل هذه النتائج الوخيمة التي تنتظر المنطقة مازال البعض يتحدث عن حقوق الإنسان والحيوان والحشرات والأقليات .
انا مع بشار إلى حين وجود بديل وطني ديمقراطي علماني يضمن وحدة سوريا واستقلال قرارها الوطني .

#محمد_ذويب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات