أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمجد نجم الزيدي - الوحدة البنائية في الكتاب القصصي كتاب (شظايا انثوية) إنموذجاً














المزيد.....

الوحدة البنائية في الكتاب القصصي كتاب (شظايا انثوية) إنموذجاً


أمجد نجم الزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5372 - 2016 / 12 / 15 - 00:24
المحور: الادب والفن
    


ان قراءة المجموعة القصصية (شظايا انثوية) للكاتب رحمن خضير عباس، تجعلنا نستحضر في الذهن مصطلحاً نقدياً لم يأخذ اهتماما كبيرا في اوساطنا النقدية، وهو مصطلح (الكتاب القصصي)، والذي ينطبق ربما بصورة أو بأخرى على هذا الكتاب، لان التوصيف البسيط لمصطلح الكتاب القصصي هو مجموعة من القصص القصيرة يجمعها خيط بنائي واسلوبي واحد، وهي لا تقترب بهذا التوصيف من البناء الروائي، لان كل قصة في هذا الكتاب تنعزل عن الاخرى وتحتفظ بكيانها القصصي، ولا تجنح الى ان تكون جزءا من رواية ما مثلا، لان تقسيم بعض الروايات الى اجزاء او فقرات ربما توحي ان هناك تقاربا بين هذين الاسلوبين، او ان هذا الكتاب ربما يمكن ان يكون رواية، ولكن الكتاب القصصي بصورته التي نقدمها هنا يحافظ على الكيان السردي للقصة القصيرة، وخطابها الذي يمايز الخطاب الروائي، ولكن ما يدعونا الى تسميته وتصنيفه تحت عنوان كبير وهو (كتاب)، هي ان صفة الكتاب تشير الى الوحدة، اي ان كل فقرات الكتاب وفصوله وفقراته تنتمي الى كتلة بنائية واحدة، وهي بهذا لا تأخذ توصيفاً مستقلا عن الوحدة البنائية العامة للكتاب، الا بتوجيه مقصود من العتبة النصية الجامعة وهي مثلا (مجموعة مقالات) او (مجموعة دراسات)، والتي تحدد منذ البدء ان هذا الكتاب متنوع، ولن ادخل في تأثير العتبات النصية بل إن ما يهمني في توصيف (الكتاب القصصي) هو ليس الصورة التقليدية للكتاب انه مجموعة من المواد محصورة بين دفتي كتاب مطبوع، وانما هو الوحدة البنائية التي يوحيها هذا التوصيف، اذ نرى ان القصص المنضوية في كتاب (شظايا انثوية) تنطوي على وحدة بنائية واحدة تبتدأ بالراوي الذي يستخدم ضمير المتكلم في اغلب القصص، ربما عدا قصتين هما (آلة الجوزة البغدادية) و (شظايا انثوية)، الى المكان واشتباكاته مع الشخصيات بين الوطن والغربة ، او العراق المغرب كندا، الى الزمان القصصي المتشظي بين حاضر النص واستعادات الذاكرة، مرورا بشخصيات القصص، التي هي شخصيات مختلفة شكليا متقاربة بنائيا.
يمكننا تصنيف الراوي في هذا الكتاب القصصي الى راويين، هما الراوي بضمير المتكلم الذي هو الشخصية الرئيسية، كما في اغلب القصص، والراوي الخارجي كلي العلم في القصتين اللتين ذكرناهما سابقا، الراوي في القصة الاولى (ساعة جدارية) لايحمل اسما، وانما يقدم لنا نفسه كأنسان يتعامل مع الغربة في مكان بعيد عن وطنه وهو (كندا)، بصورة (نوستليجية) حيث الحنين الطاغي الى بلده الام، الذي يأخذ تداعياته مع ساعته الجدارية التي تأخذ شكل الوطن زمانا ومكان حيث يقول في احد مقاطع النص (كانت الساعة الجدارية والعراقية الملامح تستكين أحياناً، تشعرنا بان ثمة كيانا جغرافيا جميلا كفكف دموعنا ولوعتنا، واستمع لأكاذيبنا) (ص17)، وربما تقارب هذه القصة قصة أخرى، هي (آلة الجوزة البغدادية) التي بالرغم من انها تفترق عن القصة السابقة بأن الراوي خارجي، الا اننا نجد تشابها كبيرا في النفس القصصي الذي يحكم سرد الاحداث وتعامل الشخصية مع المكان، وهو تعامل نوستليجي استعادي، مع كون الشخصية الرئيسية في بغداد تارة وفي كندا تارة اخرى (كان يعرف في شبابه منطقة الحيدر خانه وشوارعها الضيقة وخاناتها ومقاهيها. كما لم ينس ساحة الميدان المزدانة بباصات أمانة العاصمة ذات الطابقين والتي تطرز شوارع بغداد.)(ص71)، وتحولت عقارب الساعة في القصة السابقة والتي تشير الى الزمن العراقي بكل فوضاه، زمنا حقيقيا تعيشه الشخصية الرئيسية في هذه القصة (كانت الشوارع والازقة متداخلة بشكل بدائي، فوضى زحام ومخاوف الموت وسعير أنباء الأنفجارات التي تمزق المدينة وتجعلها حقلا للشك واليأس واحتمالات التشظي موتاً من سيارة مركونة، كانها شيطان خرافي يلتهم البشر والحجر والحياة) (ص74)، وايضا يتشابه راوي قصة (أغنية تحت المطر) مع راوي قصة (وجدة.. وأحزانها الصغيرة)، وهنا اعتقد ان علي ان اشير الى ملاحظة مهمة وهي ان هذا التشابه الذي اقصده ليس معنيا بالمرة بالاختلاف الذي يلاحظة القارئ بين احداث القصتين، والتشابه الذي اقصده هو الاسلوب الذي ينقل به الراوي الاحداث ومدى اشتباكه معها، او يمكنني ان اصفها مجازا بروح الراوي السردية، ففي كلا القصتين نرى الراوي هو الشخصية الرئيسية، والتي تظهر كل بنى النص من خلال عينيه التي ترصد المكان الذي هو المغرب وان كان في الاولى هي حسيمة وفي الثانية وجدة، لكننا لم نجد ذلك الفرق الكبير بين المكانين، ربما لانهما ينتميان الى ثقافة واحد، او ان روح الراوي التي وصفتها مجازا قبل قليل قد هيمنت علينا، ووجهت تلقينا، ولا استطيع ان اعطي رأيا جازما بهذا التوصيف رغم اني اسوقه واستشهد به، لانه يبقى مجرد انطباع ذاتي، ربما يتأثر بأمور اخرى خارج النص، ولكن يبقى بكل الاحوال هناك تمايز مقصود وضعه الكاتب، وان اقتصر على التسميات فقط، ولكن ما يبرر لي افتراضي السابق ان كلا المكانين يجمعهما رابط ثقافي واحد، وهو النمط الثقافي المغاربي، حيث نلاحظ ان رصد الراوي للمكان في القصتين يأخذ جانبا – يمكننا وصفه اذا جاز لنا التعبير- بالتأسيسي، حيث يأخذ الراوي في اضاءة جوانب المكان باعتبارها مكانا للعيش، او تأسيساً لمكان يعادل الوطن، لان هناك تجاوبا لاشعوريا للشخصية مع المكان، وايضا تأثر تلك الشخصية بالبنية السوسيوثقافية التي تغلف افعال الشخصيات وردود افعالها.
هناك نقاط اخرى في هذا الموضوع، ربما الاشارة اليها تعزز طرحنا هذ، وايضا محاور اخرى تخص الزمان والمكان والشخصيات وايضا محور لتأثير العتبة النصية، ولكن هذا العرض السريع لا يتيح لي هذه الاستفاضة التي ربما اتركها الى قراءة موسعة.



#أمجد_نجم_الزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شروخ الهوية في رواية (البلابل لا تغرد) للكاتبة أمل بورتر
- مقاربة بنائية
- اطر النص الشعري وعلاقاته الاحالية / مقترح قرائي لنص (مالم يق ...
- كسر السياق الجملي في النص الشعري- ديوان (عصافير الجوع) للشاع ...
- ضياع المثقف بين النخبويه ودور الداعية
- قراءة في كتاب (مقتربات قرائية لاشعار اماراتية) للناقد وجدان ...
- (كزار حنتوش.. الشعر مقابل الحب!) في مدار النص السيري
- أفق القراءة والعلاقات الإحالية للنص
- وعي القراءة وفعل التأسيس / قراءة في مدونة (حسون 313) للكاتب ...


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمجد نجم الزيدي - الوحدة البنائية في الكتاب القصصي كتاب (شظايا انثوية) إنموذجاً