أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - الحج إلى واشنطن..والأضحية بشر!! (البريطانيون يعودون إلى قواعدهم في الخليج سالمين!!)















المزيد.....

الحج إلى واشنطن..والأضحية بشر!! (البريطانيون يعودون إلى قواعدهم في الخليج سالمين!!)


خلف الناصر
(Khalaf Anasser)


الحوار المتمدن-العدد: 5371 - 2016 / 12 / 14 - 21:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن زيارة (تريزا ماي) رئيسة وزراء بريطانيا الحالية إلى منطقة الخليج العربي، ومشاركتها في [القمة الخليجية37 ] تمثل من وجهة نظر إستراتيجية عملية (تسلم وتسليم) لمنطقة الخليج العربي، بين القوتيّن الإمبرياليتين الأمريكية والبريطانية، بحيث تتفرغ الولايات المتحدة إلى مركز الثقل العالمي الجديد في الشرق الأقصى ومجابهة الصين مباشرة، بينما تأخذ بريطانيا على عاتقها إدارة الخليج العربي (كمقاولة من الباطن) أو بالوكالة..وهذا يعني أن ما يتم الآن في (القمة الخليجية) هو عبارة عن عملية (تقسيم عمل ومهمات) بين هذين الطرفيّن الإمبرياليين في منطقة الخليج العربي، وربما سيكون هذا التقسيم العملي بين هاتين القوتين على مستوى العالم كله مستقبلاً!!
وحينما هممت بالكتابة هذا الموضوع، وفيما يخص الخليج العربي تحديداً، لم أجد أفضل من مقال كتبته بتاريخ 2015-9-15 بعنوان ((الحج إلى واشنطن..والأضحية بشر)) نشرته لي في حينه جريدة " الكلمة الحرة " مشكورة.. لأن في الحقيقة لا فرق كبير ـ حسب رأي ـ بين هاتين القوتين الإمبرياليتين، إلا بالرعونة الأمريكية التي يمثلها (ترامب) و (الدهاء البريطاني) المعهود الذي تمثله (تريزا ماي)!!
ولهذا أجد أن مقالي هذا لا زال صالحاً لشرح طبيعة هذه القوى الإمبريالية، وطبيعة علاقاتها بهذه الأنظمة العميلة لها في منطقة الخليج العربي..ولهذا أيضاً أرسله إلى " الحوار المتمدن " لإعادة نشره بعد أن أضفت له عنواناً فرعياً هو: (والبريطانيون يعودون إلى قواعدهم في الخليج سالمين)..إذا رأيتم بأن في إعادة نشره فائدة، ولا تتعارض مع شروط وثوابت الحوار المتمدن..ولكم الشكر .
*****
لقد أكمل الحكام الخليجيون قبل عدة أشهر ـ بفضل الله وتوفيقه ـ ((مناسك الحج إلى واشنطن)).. وأتموا السعي بين البيت الأبيض و C.I.A والكونكرس و رمي الجمرات .. وأتموا رجم الشياطين [الحوثيين وإيران وبشار الأسد وحزب الله والمقاومين والعروبيين والتقدميين أجمعين] .. وأطالوا تضرعهم عند (رب البيت الأبيض) وأقسموا عليه بحرمة ذلك (الشهر الإفرنجي الحرام!!) أن يحل لهم مشاكلهم المستعصية في سورية والعراق واليمن.. ومع عدوهم الأول والأخير والوحيد إيران!!
وأخبروه بأن لا عدو لهم اليوم ولا مشاكل مع غير إيران..لا مع (أولاد عثمان) ولا مع "داعش" ولا "القاعدة" ولا "النصرة" ولا "بوكو حرام" أو "أكناف بيت المقدس" أو"فجر ليبيا" ، ولا مع أيٍ من (المجاهدين) الذين ((يجاهدون في سبيل الله!!)) في العراق وسورية وليبيا وسيناء وتونس وجنوب اليمن.....الخ
وأخبروه بفخر شديد بأن مشاكلهم مع (أولاد العم يعقوب) قد حلت بالتراضي و "بالصمت الرهيب"..كما علمتهم الكاهنة الشهيرة نجاة الصغيرة !!
وها هو "خادم الحرمين الشريفين" وإمام الأمتين (العربية والاسلامية) ومبدع السياستين الغربية والغربية جداً ، الملك المفدى سلمان بن عبد العزيز (حفظه الله ورعاه) يقوم (بالحج إلى واشنطن) من جديد .. ليؤكد لـ (رب البيت الأبيض) إصرار الخليجين جميعهم (ومعهم جميع المنتفعين من الحكام العرب) والتزامهم التام، بكل الذي نقله له (من قبل) ممثلو مشايخ دول الخليج الأصغر من الملك سناً ومقاماً، والأقل منه مالاً والتزاماً !!

وقبل رحلتيّ الحج المبارك إلى واشنطن (هذه وتلك) كنا قد نصحنا ـ في مقالات سابقة لنا ـ أصحاب الجلالة والسمو هئولاء بأن لا يطيلوا انتظار رحمة الأمريكان ليحلوا لهم مشاكلهم..لأن في حلها (خراب لبيوت الأمريكيين) أنفسهم !!
فالأمريكان ليسوا أغبياء، ويعرفون تماما أين تكمن مصالحهم الحقيقية.. فهم يعرفون جيداً أن مصالحهم الحقيقية تكمن في إطالة هذه الحروب والمشاكل العربية ـ سواء مع إيران أو مع بعضهم ـ وليس في حلها.. ويعرفون أيضاً أن كل رصاصة أطلقت أو تطلق الآن أو التي ستطلق في المستقبل من بندقية أو مدفع أو دبابة أو طائرة لجيش أو ميليشيا عربية ، وسواءً قتلت بشراً أو اقتلعت حجراً (تاريخياً) أو دمرت بيتاً أو بناية أو مؤسسة أو شارعاً في سورية أو العراق أو اليمن أو ليبيا أو في أي مكان آخر من أرض العرب الواسعة، فإنها تتحول (فوراً) إلى دولارات تصب في جيوب الشركات الأمريكية!!
لأن هذه الشركات هي نفسها من باع لهم هذا السلاح، وهي أيضاً من سيعوض ما دمر وما سيدمر من سلاح وعتاد ـ وتقبض أثمانها أضعافاً مضاعفة من أموالكم من جديد ـ كما وأنها هي نفسها من ستعيد إعمار ما دمر وما سيدمر ـ بفضلكم ـ من مؤسسات وبنية تحتية عربية، وتقبض أيضاً ثمنها من أموالكم من جديد!!
فالأمريكيون يعملون معكم وفق قاعدة ذهبية جديدة تقول: كلما طالت حروب العرب واستعصت مشاكلهم، قبضت شركات السلاح والاعمار الأمريكية وازدهر الاقتصاد الأمريكي والمجتمع الأمريكي.. وربما ـ وهذا احتمال أكثر من مؤكد ـ أن الأمريكان هم الذين يطيلون هذه الحروب والمشاكل العربية، ويجعلونها وتستعص على كل الحل حتى تصل إلى حدود اللا عودة، للأسباب الاقتصادية والسياسية والإستراتيجية أعللاه !!
فهم ـ أي الأمريكان ـ سواءً في العراق أو سورية أو ليبيا أو اليمن وغيرها من بلاد العرب الواسعة وفي كل معركة مع الإرهابيين، تمد الطرفين (الإرهاب ومن يقاتله) بالسلاح والدعم اللوجستي ـ والشواهد على هذا عندنا لا تعد ولا تحصى ـ لتطيل أمد المعركة إلى أطول مدة ممكنة ولتكون الخسائر المادية والبشرية مهولة ومدمرة إلى أقصى المديات.. ومتى ما رأت ـ والشواهد كثيرة أيضاً ـ أن من يقاتل الإرهاب سيحسم المعركة لصالحه، ضربته طائراتها (بنيرانها الصديقة) وغيرت مجريات المعركة وأعادتها إلى بداياتها و ((سيرتها الأولى)).. لتبدأ دورة جديدة من معارك عبثية ليس لها بداية أو نهاية معروفة!!
ولهذا نرى، أن تحرير مدينة محتلة من قبل الإرهابيين (تكريت أو بيجي أو الأنبار مثلاً) يعقبه مباشرة احتلال الإرهابيين لها مرة ثانية.. فيعقبه تحرير جديد لها ثم احتلالها من جديد، ثم تحرير...ثم احتلال........إلخ!!
وهكذا تستمر لعبة العمليات العسكرية العبثية إلى ما لا نهاية.. فالمدينة التي تحتاج إلى يومين لتحريرها، تتحول إلى أرجوحة دموية بين التحرير والاحتلال والتدمير إلى ما شاء الله لها أن تستمر.. وحتى تسوى بالأرض!!
وبهذه الطريقة تستمر العمليات العسكرية أشهراً وسنيناً دون حسم أو نهاية حقيقية، ورغم وجود [تحالف دولي من 60 دولة!!] وأقمار صناعية تجوب السماء ـ وترانا مع زوجاتنا كما يدعون ـ لكن هذه الأقمار نفسها تعمى عن رؤية أرتال داعـــــــــــــــش، وهي تجوب أراض سورية والعراق وليبيا وغيرها، وتكتسح مدنها وقراها الواحدة تلو الأخرى!!
وهذا هو ـ على الأقل ـ ما رأيناه في عمليات تحرير مدن تكريت وبيجي ومصفاتها وأغلب مدن محافظة الأنبار ومحافظات العراق الأخرى..وبنفس هذه (الطريقة الأمريكية المبتكرة) تجري عمليات ((مكافحة الإرهاب)) في سورية وليبيا واليمن والأماكن الأخرى ......إلخ
وهكذا ينزف ويستنزف العراق وباق العرب بكل أقطارهم مادياً وبشرياً وعسكرياً ومعنوياً ونفسياً وعقلياً واجتماعياً بدون انقطاع.. فتتحول هذه الإبادة الجماعية للعرب إلى أرباح مضمونة ومستمرة للشركات الأمريكية والإدارة الأمريكية و (الدولة العلية) الأمريكية!!
وبهذه الطريقة ستستمر المعارك مع الإرهاب دون حسم حقيقي إلى يوم يبعثون!! والرابحون الوحيدون من هذا النزيف الدموي العربي البشع وهذه اللعبة القذرة هم الأمريكان بالخصوص ومعهم الغرب كله، وعلى كل المستويات.. فهذه المأساة العربية مثلاً توفر للأمريكان:
 أولاً: تديم اشتغال مصانع السلاح وشركات الاعمار الأمريكية والغربية بأقصى طاقاتها، وتنعكس ازدهاراً اقتصاديا وانتفاعاً مادياً وانتعاشاً اجتماعياً لعموم المجتمعات الغربية.. والأمريكية منها على وجه خاص!!
بينما هي تنعكس ـ في اللحظة ذاتها ـ موتاً للحياة البشرية، وخراباً مادياً وتمزقاً للمجتمعات العربية وخراباً لبيئاتها الطبيعية وبنياتها التحتية، وفقداناً لكل مقوماتها كمجتمعات إنسانية ولمقومات الدول العربية.. كدول طبيعية !!
 ثانياً: أنها تعسكر هذه المجتمعات العربية على مديات غير معروفة، وتجعلها بحاجة دائمة لسلاح الأمريكان ومساعدتهم السياسية.. كما وأنها تستبدل أولويات الشباب العربي (وهم القوة المنتجة في المجتمع) من البناء إلى الهدم والخراب مادياً واجتماعياً وروحياً وفكرياً:
مادياً: بتحطيم البنية التحتية وكل مظاهر الحياة الحديثة .
واجتماعياً: بتمزيق بنية المجتمعات العربية وتقسيمها عرقياً ودينياً وطائفياً إلى الأبد!!
وروحياً وفكرياً: إجبار هئولاء الشباب ـ من خلال الحرب الأهلية ذاتها ـ على العيش في الماضي وصراعاته الدينية والمذهبية والطائفية وخلافاتها وخرافاتها التي لا تنتهي.. وتجعلهم يخاصمون العصر الحديث ويهجرونه إلى عصور ما قبل اختراع الدولة وقبل ولادة فكرة الوطن!!
 ثالثاً: أنها تحول معظم الدول والدويلات العربية إلى " دول فاشلة " وفاقدة لسيادتها الوطنية.. مما يسمح للولايات المتحدة بأن تفرض عليها هيمنتها السياسية والاقتصادية المطلقة.. فتوفر بهذا لنفسها وضعاً إستراتيجياً متفوقاً على الجميع، وغير قابل للتنافس عليه من قبل الآخرين !!
***
وطبعاً سيستمر هذا الإرهاب الذي نراه اليوم يغطي كل الساحات العربية، وستستمر موجاته ومحاربته بهذه الطريقة الأمريكية المبتكرة ـ ورعايتها للطرفين ـ إلى مدى غير منظور وإلى أن يؤدي دوره كاملاً، بامتصاص واستنزاف كل الخزائن والثروات العربية، وإلى أن يعجز العرب عن تمويل حروبهم .. وربما يُعجزهم حتى عن إعالة أنفسهم في المستقبل البعيد!!
وعند هذه النقطة بالذات ستنزع أمريكا (حذائها الخليجي) وتستبدله بغيره، وترمي بكل هئولاء جميعهم في سلة قمامتها الواسعة، وتتركهم يواجهون مصيرهم مع كل غيلان الأرض وحدهم، وكما فعلت بالكثيرين غيرهم.. شاه إيران مثلاً!!
لقد أصبحت مشاكل العرب وحروبهم وتخلفهم (نعمة ربانية ورحمة إلهية) بالأمريكان والغربيين عموماً، وأصبح العرب هم ((البقرة الحلوب)) التي تدر على الأمريكان [ترليونات الدولارات] سنوياً، ومن خلال صفقات السلاح الخيالية ((صفقة اليمامة الشهيرة مثلاً)) وصفقة طائرات رافال الفرنسية ومئات الصفقات الأخرى، والتي حولت دول الخليج العربي إلى أكبر مستورد للسلاح في العالم ـ رغم أنهم لم يحاربوا أحداً في كل تاريخهم ـ فأنعشت بهذه الصفقات الاقتصاد الأمريكي والغربي، الذي كاد أن يتهاوى بعد غزو الأمريكان للعراق!!
ونحن لم نعرف بعد ثمن [رحلات حجهم المبارك الأخير إلى واشنطن] ولا مبلغ تلك " القمة الأمريكية الخليجية" ولا سعر هذه الزيارة الملكية السعودية، ولا ثمن تحالف ذو القرنين الأمريكي الجديد.. مع ذوي القرون الخليجية!!
وعقلاً..إذا كانت المشاكل والحروب العربية لها كل هذه القيمة الاقتصادية، بالإضافة إلى منافعها الإستراتيجية والسياسية!!.. فكيف يعقل بعض الأغبياء أن يفك الأمريكان رباط هذه "البقرة الخليجية الحلوب" التي تدر عليهم كل هذه الدولارات سنوياً؟ وكيف يتصورون أن يكون الأمريكان جادين في (حل مشاكل غباء حكامنا العرب جميعهم) ؟؟ وكيف يعقلون ويتصورون أن تُناقض الولايات المتحدة نفسها وتعمل على من الضد مصالحها الحقيقية، والمتمثلة باستمرارية وإدامة هذه المشاكل العربية وتوسيعها لتشمل إقليم الشرق الأوسط بأكمله، وربما العالم كله.. لأن في إدامتها واستمرارها، استمراراً لرفاهية المجتمع الأمريكي وازدهاراً لاقتصاده وصناعاته، وتوسيعاً للهيمنة السياسية والعسكرية والاقتصادية الأمريكية على العالم كله!!
***
إن حرب اليمن بالذات، هي الباب الجديد الذي فتحه الأمريكان (بمفتاح سعودي) لتصريف بضائعهم وتشغيل مصانع السلاح الأمريكية بأقصى طاقاتها.. لإدامة ازدهار الاقتصاد الأمريكي والحياة الأمريكية، ولإفراغ خزائن الخليجيين وإدخالهم ـ على العكس من طبعهم وطبيعتهم وتاريخهم ـ في دوامة الحروب العبثية، والتي أثبتت بالتجربة الحية ـ العراق مثلاً ـ ما إن دخلها بلد إلا وخرج منها مدمراً ومنهكاً ومفلساً ومعزولاً!!!
ويبدو أن دور السعوديين خصوصاً والخليجيين عموماً قد حان، لإدخالهم بالنتيجة [كالعراقيين والسوريين والليبيين واليمنيين والمصريين والعرب أجمعين.... إلخ] في دوامة التقسيمات الطائفية والمشاكل الاجتماعية الداخلية، والحروب العبثية الخارجية.. وإدخالهم في سباق للتسلح طويل الأمد مع إيران، تكون نتيجته الحتمية شفط أموال الفورة النفطية وإفراغ الخزائن الخليجية حتى الإفلاس الكامل والشامل، وجعل الازدهار النسبي الحالي لمنطقة الخليج العربي حلم من الماضي يتذكره الخليجيون بحسرة قاتلة.. كما يتذكر العراقيون الآن بألم لا يوصف أيام وفرتهم المالية ومجدهم القتالي وقوتهم العسكرية المهابة!!
وكما أثبتت كل تجارب الحروب بأن الذي يختار الحرب ويعرف كيف يدخلها ـ كما فعل السعوديون مثلاً ـ قد لا يعرف بالضرورة كيفية الخروج منها.. والسعوديون والخليجيون الذين كانوا يشترون حتى أمن بلدانهم بمالهم الوفير اختاروا ـ على العكس من طبعهم وتاريخهم وانعدام خبرتهم بالحروب ـ الحرب في اليمن هذه المرة.. وها هي نتائج اختيارهم تطفوا إلى السطح شيئاً فشيئاً.. وها هي قوافل قتلاهم أخذت تترى زرافات ووحدانا.. ابتدأت بجرح بعض السعوديين والخليجيين ثم تصاعدت إلى قتل بعض الأفراد منهم.. وها هي تتصاعد اليوم إلى عشرات الأفراد وأخيراً إلى مئات الأفراد منهم!!
فهل يمكن لهئولاء الذين اختاروا الحرب في اليمن معرفة كيفية الخروج من مستنقعها اللزج؟؟
***
شخصياً لا أعتقد هذا.. لأن مشاكل اليمن ـ كمشاكل بقية العرب الآخرين ـ لا يمكن أن تحل بالحرب وحدها.. بل على العكس أعتقد أن حرب اليمن هي الخطوة الأولى التي قطعها السعوديون والخليجيون (نحو الجحيم) الذي يتقلى بها نصف العرب اليوم، من محيطهم (الذي كان هادراً) إلى خليجهم (الذي كان ثائراً) ؟؟
لقد ضيع الحكام العرب في العصر الحديث الكثير من الحقوق والأرض العربية [فلسطين ، الاحواز ، لواء الاسكندرون ، سبتة وميللة ...إلخ] بجبنهم وعمالتهم... ودمروا الكثير من البلدان العربية المحورية [العراق ، سورية ، ليبيا ، اليمن ..... إلخ] بصفاتهم هذه، وبطائفيتهم وضيق أفقهم وعمالتهم أيضاً...وقد يضيعون اليمن اليوم وربما الخليج العربي بأكمله غداً، نتيجة لعقليتهم البدوية الصدئة ونتيجة لهذا الصراع الإقليمي (الغير شريف) بين " ولاية الفقيه " و " الولاية الوهابية " وبين إيران المستأسدة على الجميع والسعودية المتأمركة والمتصهينة ، والتي تريد أن تؤمرك وتصهين المنطقة بأكملها معها !!
وعلى هامش هذا الصراع الإقليمي أو في صميمه وجوهرة، تأتي تركيا "العثمانية" و "إسرائيل" الصهيونية ليلعبوا أدواراً سرية أو علنية خدمة لمصالحهم القومية.. وإذا كانت كل أطراف مربع الصراع هذا تعرف مصالحها وتقاتل من أجلها، إلا الطرف السعودي الخليجي ـ والعربي عموماًـ فإنه يقاتل من أجل أوهام طائفية وخرافات وهابية ومصالح لا وطنية .. وقد يكون هو دون غيره ضحيتها الأولى.. وقد تكون المملكة السعودية وتقسيمها جغرافياً على رأس قائمة هذه الحرب اليمنية!!
و ((ربما كانت الكاتبة الاستقصائية (تانيا حسو Tania Hsu) أول المتنبئين بوقوع حقول النفط الخليجية بين مخالب البنتاغون، فقد أصابت كبد الحقيقة في مقالتها التحليلية، التي كتبتها في الثاني عشر من تموز (يوليو) 2004، تحت عنوان (الخطط الأمريكية لاحتلال السعودية)، ونشرتها في صحيفة (THE WISDOM FUND)، عندما شبهت سواحلنا الخليجية بخارطة (الألدورادو الجديدة New El Dorado)، بمعنى أن سواحلنا الغنية بالنفط والغاز. باتت مرشحة أكثر من أي وقت مضى للتقسيم والضياع بأدوات البنتاغون، مثلما سقطت حضارة الألدورادو (مملكة الذهب) بأدوات الأرمادا الأسبانية))
ولهذا حديث آخر!!



#خلف_الناصر (هاشتاغ)       Khalaf_Anasser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذين يجهلون التاريخ.. يسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! (5) ا ...
- الذين يجهلون التاريخ.. يسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! (4) - ...
- الذين يجهلون التاريخ.. يسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! (3) ا ...
- الذين يجهلون التاريخ.. يسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! (2) م ...
- الذين يجهلون التاريخ.. يسيئون فهم الواقع وفهم الحاضر!! (1) م ...
- ((معركة هرمجدون)).. معركة وقعت في الماضي أم ستقع في المستقبل ...
- المرأة مقياس لتقدم وتخلف المجتمعات الإنسانية!!
- دونالد ترامب .. و - الحلم الأمريكي - (2-2)
- دونالد ترامب .. و - الحلم الأمريكي - (1-2)
- ثورات شعبية مؤجلة..وانقلابات عسكرية مستعجلة ؟؟
- مقاربة وطنية .. لإشكالات طائفية(عراقية) (6) والأخير
- مقاربة وطنية .. لإشكالات طائفية(عراقية) (5)
- مقاربة وطنية..لإشكالات طائفية (عراقية) (4)
- مقاربة وطنية.. لإشكالات طائفية(عراقية) (3)
- مقاربة وطنية..لإشكالات طائفية (عراقية) (2)
- مدافن لوزان.. وأوهام أردوغان!!
- مقاربة وطنية..لإشكالات طائفية (عراقية) (1)
- أنور السادات وصدام حسين.. والفتح الأمريكي المبين!! (2-2)
- أنور السادات وصدام حسين.. والفتح الأمريكي المبين!! (1-2)
- ((لجمع الحجارة وقت..ولرمي الحجارة وقت))(1) (أميركا تغزو العا ...


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خلف الناصر - الحج إلى واشنطن..والأضحية بشر!! (البريطانيون يعودون إلى قواعدهم في الخليج سالمين!!)