أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاهان كيراكوسيان - عجاج يثرب و ياسمين الشام















المزيد.....

عجاج يثرب و ياسمين الشام


فاهان كيراكوسيان

الحوار المتمدن-العدد: 5371 - 2016 / 12 / 14 - 20:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أنْ تتحدّث عن عجاج يثرب و ياسمين الشام، يعني أنك تتحدث عن الطاعون و البراء، تتحدث عن التلوّث و النظافة، عن البشاعة و الجمال، عن الهمجية و الأخلاق، عن الموت و الحياة. لقد اجتاحت زوابع الرمال رياض و خضرة بلاد الشام. إنهم اشتمّوا، كما الذئاب و الضباع، رائحة فاتنة الشرق ( الشام )، فَ ما كان منهم إلاّ أن شحذوا أسنانهم و مخالبهم، و انطلقوا في قطعان متوحشة نحو أرض الشهد و الخير و الجمال. هكذا انطلقت قطعان الحفاة و العراة من قيظ الصحراء إلى الفيافي الخضراء، إلى حيث العمران و العلم و القانون. لقد اجتاح هؤلاء الصعاليك و قطّاع الطرق تحت الرايات السوداء، رايات إلههم المقاتل، زعيم العصابات المجرمة، ذاك الإله الذي قَسَّمَ العالم إلى فسطاتين، دارين، جماعتين، دار حرب و دار سلام، المؤمنين و الكفار، الدين الحق و الدين الباطل، " الدين عند الله هو الإسلام، و من ارتضى غير الإسلام دينا لا يُقبَل منه..." هذا الإله الذي هو رئيس حزب بدوي، نَصَّبَ محمد بن آمنة أمينا عامّا لِ حزبه، و بدأ هذا الأمين العام بِ كتابة دستور و نظام داخلي لِ الحزب مستفيدا من دساتير أحزاب عنصرية إلهية سابقة عليه، و معتمدا على خبرة نشطاء في هذا المجال كَ القس ورقة بن نوفل، و الراهب بحيرة و آخرين غيرهما من أحفاد ابراهيم (خليل الله ). إن دستور هذا الحزب العنصري جعل العالم الآخر كله عدوّا له، لأنهم لا يؤمنون بِ محمد بن آمنة رسولا لِ الله، و لا يؤمنون بِ أن دستور حزبه هو من عند الله. لذلك أمر الله أتباع محمد بِ قتالهم حتى يدخلوا في حزب الله ( الإسلام )، أو يدفعوا الجزية عن يدٍ و هم صاغرون. هكذا استعدى محمد العالم أجمع، و كتب في دستوره: كُتِبَ عليَّ القتال... قاتلوا الذين لا يؤمنون بدين الحق... كُتِبَ عليكم القتال...إلخ.إن هؤلاء الأجلاف جلبوا معهم ثقافة الصحراء المجرّدة من الحب و الصدق و الإنسانية، ثقافة مبنية على الغدر و الكراهية، مبنية على الحقد، الغزو، السلب و السبي، على العنصرية و استباحة الحياة بِ المطلق. إن الاستعمار البدوي الاعرابي لِ بلادنا، كان بداية اجتياح السرطان لِ روح بلاد الشام. إنه لم يكن استعمارا كلاسيكيا كَ الذي كان يحدث قديما، مثل الاستعمار الفارسي، البيزنطي، البريطاني، الإيطالي، الفرنسي. إن كل تلك النماذج من الاستعمار لا يشبه الاستعمار الاسلامي. فقط الاستعمار الانكلوسكسوني لِ موطن الهنود الحمر، هو الذي يشبه الاستعمار الاسلامي، و ربما كان الاستعمار الإسلامي هو المثل و المقياس، لأنه الوحيد الذي أباد السكان الأصليين( تاريخهم، عاداتهم، ثقافاتهم، معتقداتهم و أديانهم)، و مثله فعل الرجل الأبيض في بلاد الهنود الحمر. هذا الاستعمار الاستيطاني الإلغائي العنصري لم يكتف بِ احتلال البلاد و استعباد البشر، و إنما حَقَنَ سموم أخلاقه المنحطة، و عنصرية فكره و عدوانية قرآنه في نسيج المجتمع السوري المنفتح. بِ الرغم من القرون الأربعة عشر على تغلغل هذه الثقافة الصفراء في بلاد الشام، إلاّ أنها لم تتأصّل في روحها الناعمة، و بقيت الشام هي الروض الغنّاء و بستان الورد الجوري، و عاصمة الياسمين. و لأن زوابع الربع الخالي كانت تتكسَّر على أعتاب أبواب دمشق المقدسة، و رمال يثرب كانت تركع أمام عظَمَة الغوطة الغنّاء، لذلك أبَتْ عاصمة الرمال و الظلام الاستسلام لِ أنوار الشام، و راحت تخطط تحت جنح الظلام لِ إطفاء شعلة الفكر و الفن و الجمال في بلادنا الحبيبة سورية الحب و العلم و النور. لن يهدأ بال أمة محمد إلاّ عند إخضاع بلاد الشام لِ حكم شريعة الصحراء، و من خلالها سرقة خيرات الشام و اغتصاب بنات عشتار الطاهرات. لقد زعم رئيس جحافل اللصوص محمد بن آمنة بِ أنّ الله قد أعطاه مفاتيح الشام، فَ في حديث منقول عن ابن ميمون بن أستاذ أنه قال: حدّثني البراء: لما كان حيث أمَرَ النبي بِ حَفر الخندق، عرضت لنا صخرة، فَ أخذ المعول، فَ قال:" بسم الله" فَ كسر ثلثها، فَ قال:" الله أكبر، أُعطيتُ مفاتيح الشام، و الله إني لَ أنظر قصورها الحمر". هل هناك أتفه من هذا المجتمع الذي يصدّق و يروّج لِ مثل هذه السخافات؟! ما علاقة حفر الخندق و كسر المعول بِ مفاتيح الشام، و لماذا لم تنظر إلى الكفر و الإلحاد و الشرك بدل رؤيتك لِ قصورها الحمر؟! و في حديث آخر رواه الإمام مسلم عن ثوبان بن بجدد مولى الرسول:" إن النبي قال:" إن الله زوى لي الأرض فَ رأيتُ مشارقها و مغاربها و إنّ مُلْكَ أمتي سَ يبلغ ما زُوِيَ لي منها، و إني أُعطيتُ الكنزين الأحمر و الأبيض..." هل هناك استخفافا و استحقارا لِ عقول البشر أكثر مما يفعله محمد بِ هؤلاء البدو؟! إنّ الله يعطيه البلدان و مفاتيح البلدان ليس لِ إنهاء الكفر و الشرك ، و إنّما لِ أجل سرقة الأحمر( الذهب) و الأبيض( الفضة)، أمّا عدّة الشغل فَ هي النفاق و الكذب و التقوى و التقية. ليكن معلوما لِ هؤلاء حفاة الصحراء، و هذه المرّة يضاف إليهم العملاء و الخدم الذين تجرثمت دماءهم السورية و ذبلت روح الأم عشتار في صدورهم، و امتلأت رئاتهم بِ رمال كثبان الربع الخالي، هؤلاء الذين ارتضوا الذلّ و الخنوع و العبودية لِ ثقافة القتل و الجهل و الظلام، هؤلاء الذين أعمتهم الهيعات و التكبيرات البهيمية، و ارتضوا السير في طريق الجمل نحو الحروب المذهبية، لِ يكن واضحا لكم جميعا، إننا نحن السوريون، أو على الأقل، أنا السوري الذي كنتُ معارضا ( و لا زلت ) لِ النظام و كنتُ قد طالبتُ بِ تغيير دستور البلاد، و خاصة المواد التي تُميّز بين السوريين إنسانيا، حقوقيا، ثقافيا و سياسيا، و أنا الذي كنتُ أحفر في صخر النظام بِ طريقة سلمية و دون هوادة، كنت أطالب بِ دولة مدنية علمانية، دولة المواطنة، و أنا ضد تغيير الأنظمة بِ العنف أو الثورات، و لذلك قلتها قبل الآن، و أعود أكرر القول، بِ أنني لن أعترف بِ أي سلطة تأتي عن طريق الإنقلابات العسكرية أو الثورات أو الاغتيالات السياسية أو الإرهاب الديني، و المشهد في بلدي هو بِ كلّ بساطة و وضوح مؤامرة كونية اشتركت فيها قوى عالمية، حلف الناتو بِ زعامة أمريكا، و دول الخليج بِ زعامة مملكة الرمال و المحمية الإسرائيلية قطر، و تركيا الإخوانية الداعشية و منظمة المؤتمر الإسلامي، و جامعة الدول العربية، و رابطة العالم الإسلامي، طبعا هذه المؤامرة ليست على نظام الرئيس بشار الأسد لكونه نظاما استبداديا شموليا ديكتاتوريا، لأ. أبدا. لأن الشرق الأوسط كله عبارة عن أنظمة شمولية استبدادية. إنّما المؤامرة هي على الدولة السورية، على الثقافة السورية التي لا زالت لديها مناعة ضد التحلل، المؤامرة هي على التاريخ السوري السرياني الآرامي ، المؤامرة هي على الجَمال و الرقي السوري، و لهذا لا بدّ لِ هذه المؤامرة من الانكسار و الفشل المؤكد، و يجب أن يتلاشى هذا العجاج على تخوم غوطتنا الخضراء، فَ سورية لن ترضى عن الحرية و الانفتاح و الحبّ بديلا، حتى لو كان المدّعون يتحدثون باسم إله الصحراء، فَ نحن أبناء و بنات إلهة الحب و العطاء و الخير عشتار( أمّ الحياة ) لن نسمح بِ إخفاء وجه أمّنا بِ الوشاح الأسود أبدا.



#فاهان_كيراكوسيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرسان المؤامرة الكونية
- الشعب يريد شوارب السلطان
- انهيار امبراطورية مردوخ
- ثورة الخفافيش
- المخاض التركي الطويل
- دمشق الياسمين
- تحالف الحضارات ضد العصابات
- عاصفة الأناضول
- أمريكا القدوة الحسنة أم....؟
- عليكِ يا سوريا السلام
- حرائق الشرق
- خلاص دمشق في أل - مو معقول


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاهان كيراكوسيان - عجاج يثرب و ياسمين الشام