أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله محمود أبوالنجا - المشهد الرابع من مسرحية [ زمن حَبَشتَكون ]















المزيد.....


المشهد الرابع من مسرحية [ زمن حَبَشتَكون ]


عبدالله محمود أبوالنجا

الحوار المتمدن-العدد: 5371 - 2016 / 12 / 14 - 18:41
المحور: الادب والفن
    


المشهد الرابع

نفس حجرة المكتب البَيْضَوِىْ، ونفس الديكور الذى كان فى المشهد الأول . يدخل حَبَشْتَكُوْنْ من الباب الذى دخل منه فى المشهد الأول، وعلى وجهه ترتسم علامات الضيق والقلق والحيرة. يتوقف لبرهة قصيرة، ويجول ببصره فى أرجاء الحجرة، ثم يتجه ليجلس على المقعد رقم خمسة إلى يمين المكتب البَيْضَوِىْ. . يتابع منبهراً اللقطات التى تعرضها الشاشة المستطيلة فى مواجهة الجمهور . .نفس اللقطات الخاصة باجتماعات وافتتاحات حَبَشْتَكُوْنْ فى المشهد الأول . . لحظات ويمد يسراه أسفل المكتب البَيْضَوِىْ، ويضغط على زرار أسفله . . تختفى اللقطات التى كانت الشاشة تعرضها، ويظهر بدلآ منها مشهد رقم 1 من المشهد الثانى بين سِفيَاس وطبيبة حَبَشْتَكُوْنْ . . تستمر اللقطات حتى اللحظة التى تتلوى فيها طبيبة حَبَشْتَكُوْنْ وتسقط على الأرض، يتبع سقوط الطبيبة ضياع الصورة من على الشاشة للحظات طفيفة، ثم تعود الصورة لنفس المشهد السابق على الحجرة التى كان سِفياس محبوساً فيها، ولكن لا يكون فى الحجرة أى أثر لسِفيَاس . . فقط طبيبة حَبَشْتَكُوْنْ تتلوى على أرضية الحجرة . . يمد حَبَشْتَكُوْنْ يسراه مرةً أخرى أسفل المكتب البَيْضَوِىْ . . يختفى مشهد الطبيبة الملقاة على الأرض، وتظهر بدلاً منه الزنزانة التى كان سَعدَيون محبوساً فيها . . نرى سَعدَيون جالساً على سرير إلى اليسار من الزنزانة. . يتابع بعينين زائغتين نجوم الليل التى تظهر عبر قضبان النافذة الحديدية الوحيدة للزنزانة . . فجأةً، يسطع برق خاطف خارج النافذة، يتبعه قصف الرعد كأنه انفجار بركان جبار . . تنقطع الصورة فجأة ، ثم تعود مرة أخرى ولكن يكون سَعدَيون قد اختفى من جوف الزنزانة ! ( يضغط حَبَشْتَكُوْنْ الزرار أسفل المكتب البَيْضَوِىْ، فتعاود الشاشة عرض مشاهد اجتماعاته وجولاته )
حَبَشْتَكُوْنْ : ( صائحاً وهو يخبط بعصبية، سطح المكتب البَيْضَوِىْ بكلتا قبضتيه ) اللعنة عليك ياسِفيَاس ! ( ثم وهو ينهض عن مقعده ) اللعنة عليك ياسعديون ! ( يتابع غاضباً ووجهه ناحية الجمهور) أين ذهب هذان الصرصاران ؟ ( ثم بشىء من الهدوء المغلف بالاندهاش، وهو يخطو إلى مقدمة المسرح ) لقد مسحنا الأرض والفضاء، ولم نعثر لهما على أى أثر ! حتى البحار والمحيطات . . قلبناها رأساً على عقب . . ولم نعثر لهما على أى أثر ! أربعون عاماً قد مضت على اختفائهما . . ولم نعثر لهما على أى أثر ! ( وكأنه يحاول إشراك الجمهور معه ) عجيبٌ أمر هذين الصرصارين ! ( صائحاً بعصبية ) لابد أن فى الأمر خدعةٌ ما . . ( وهو يهز رأسه يميناً ويساراً ) إنهما . . إنهما بالتأكيد . . ليسا على هذا الكوكب الأرضى ! لابد أنهما . . . .
ص.دِلْيَازْ : ( مقاطعاً ) مولاى المعظم ، حَبَشْتَكُوْنْ الأعظم .
حَبَشْتَكُوْنْ : ( صائحاً بغضب ) اللعنة عليك يادِلْيَاز ! ألا ترى أننى مشغول ؟!
ص0دِلْيَازْ : ( فى لِيْن ) عفوك أيها السيد الأوحد . . إنها لِيْمَاز . . لِيْمَاز. . ذات الجمال الأخَّاذ .
حَبَشْتَكُوْنْ : ( فى فرحة مباغتة ) لِيْمَاز! . . لِيْمَاز! . . ذات الجمال الأخَّاذ . . فلتمثل بين أيدينا لِيْمَاز . . ذات الجمال الأخَّاذ . . .
[ لحظات طفيفة وتدخل لِيْمَاز من الباب السحرى، الذى فى الجدار إلى يسار المكتب البَيْضَوِىْ ]
لِيْمَازْ : ( تنحنى وهى على بعد خطوات من حَبَشْتَكُوْنْ ) مولاى الأوحد . . حَبَشْتَكُوْنْ الأخلد .
حَبَشْتَكُوْنْ : ( يتقدم إليها ويرفع وجهها بيمناه ) ارفعى وجهكِ الساحر إلينا، ياأجمل النساء تحت هذه السماء .
لِيْمَازْ : ( فى دلال وهى تتحاشى النظر فى عينيه مباشرةً ) طوع بنانك ياسيد الأرض والفضاء .
حَبَشْتَكُوْنْ : ( يمسك يسراها بيمناه، يخطو بها ناحية مقدمة المكتب البَيْضَوِىْ، يتوقفان عند حافة المكتب، يأخذ وجهها بين كفيه، ثم وهو يحدق فى وجهها ) لست أدرى . . ماذا كنت أفعل بدونك ياحبيبتى ؟
لِيْمَازْ : ( تطأطىء رأسها خجلاً ) مولاى !
حَبَشْتَكُوْنْ : ( بحنان جارف وهو يربت على شعرها ) حبيبتى . .
لِيْمَازْ : ( تختلس نظرة خاطفة إلى وجهه ثم تطأطىء رأسها خجلاً مرةً أخرى ) مولاى . .
حَبَشْتَكُوْنْ : ( يضع كفه تحت ذقنها ويرفع وجهها إليه ) هل لى فى رقصة الخلود ياحبيبتى ؟
لِيْمَازْ : ( تنفلت منه برفق وتخطو بظهرها للوراء بضعة خطوات ناحية مقعد 3، ثم وهى تنحنى إنحناءة خفيفة ) طوع أمرك يامولاى .
[ حَبَشْتَكُوْنْ يتقدم نحوها، يمسك بكلتا يديها، يشرعان فى الرقص وهما يدوران حول بعضهما فى وسط المسرح أمام المكتب البَيْضَوِىْ]
ينشدان وهما يتراقصان :
المُلكُ لك .......... المُلك لك
ياخير خير ......... من مَلَكْ
السعدُ لكْ ........... والخير لك
ياخير خير ......... من مَلَكْ
الأمرُ لكْ .......... والنهىُ لكْ
ياخير خير ......... من مَلَكْ
ص0دِلْيَازْ : ( مباغتاً ) مولاى المعظم . . حَبَشْتَكُوْنْ الأعظم .
[ حَبَشْتَكُوْنْ وليماز مستمران فى الرقص والغناء، وكأنهما لم يسمعا شيئاً ]
ص0دِلْيَازْ : ( لحظات صمت طفيفة، يكرر بعدها ) مولاى المعظم . . حَبَشْتَكُوْنْ الأعظم .
[ كالمرة السابقة، حَبَشْتَكُوْنْ وليماز مستمران فى الرقص والغناء، وكأنهما لم يسمعا شيئاً ]
ص0دِلْيَازْ : ( بصوت أعلى قليلاً من المرتين السابقتين ) مولاى المعظم . . حَبَشْتَكُوْنْ الأعظم .
[ لا يزالان يتراقصان ولا يأبهان لنداءات دلياز ]
ص0دِلْيَازْ : ( أعلى جداً من المرات السابقة، وبنفاذ صبر ) مولاى المعظم . . حَبَشْتَكُوْنْ الأعظم .
[ يتوقفان فجأة عن الرقص، يتبادلان نظرات الاستخفاف بدلياز ]
حَبَشْتَكُوْنْ : ( بهدوء واضح ) هاتِ ماعندك ياهازم اللذات .
ص0دِلْيَازْ : ( فى لين ) السيد شفيار يامولاى . .
حَبَشْتَكُوْنْ : ( باستخفاف ) وماذا يريد ذلك الشفيور ؟ ( يقصد شفيار )
ص0دِلْيَازْ : ( بنفس اللين ) يطلب المثول بين يديكم يامولاى .
حَبَشْتَكُوْنْ : ( صائحاً بشىء من الحنق ) أهذا وقته ؟!
ص0دِلْيَازْ : ( فى جدية واضحة ) الأمر جد خطير يامولاى .
لِيْمَازْ : ( هامسةً لحَبَشْتَكُوْنْ ) دعه يدخل يامولاى .
حَبَشْتَكُوْنْ : ( لدلياز ) دعه يدخل يادلياز ( صمت طفيف يتبادل خلاله النظرات مع ليماز ثم يردف ) لقد سمحت له مليكتنا ليماز بالدخول .
[ تتشابك أيديهما ثانيةً، يعودان للرقص والغناء، لحظات ويدخل شفيار من الباب الذى إلى يمين المكتب البَيْضَوِىْ، ناحية مقدمة المسرح ]
شِفْيَارْ : ( يدخل من الباب على يمين المكتب البَيْضَوِىْ جهة مقدمة المسرح، يتقدم بضع خطوات وينحنى إنحناءة خفيفة ) مولاى المعظم . . حَبَشْتَكُوْنْ الأعظم .
حَبَشْتَكُوْنْ : ( مستمراً فى مراقصة ليماز، دون أن يلتفت نحو شفيار ) ماذا وراءك ياشفيور ؟
شِفْيَارْ : ( يرفع رأسه، يتلفت حوله، يتكلم والغِبطة تكسو ملامح وجهه ) سخاء مولاى الأعظم نادانى بلقب عظيم !
حَبَشْتَكُوْنْ : ( فى لامبالاة وهو مستمر فى مراقصة ليماز ) سخونا عليك . . ماذا وراءك ؟ تكلم . .
شِفْيَارْ : ( فى وجل ظاهر ) النّْيَار ! النّْيَار يامولاى !
حَبَشْتَكُوْنْ : ( يتوقف فجأة عن الرقص، يرسل ليماز من بين يديه، يحدق فى شفيار ثم يصيح هادراً ) اللعنة على النّْيَار . . وعليك ياشفيار ( لليماز الواقفة على يساره ) أرأيتِ ؟! أرأيتِ ياليموزتى ؟! أولئك الصراصير . . يريدون اخراجنا من كوكبنا !!! ( بفخر وخيلاء ) يريدون اخراج حَبَشْتَكُوْنْ الأعظم من مُلكه !!!
لِيْمَازْ : ( فى ثقة ) إنهم واهمون ياسيدى .
شِفْيَارْ : ( يردد كلام ليماز ) أجل . إنهم واهمون أيها السيد الأخلد .
حَبَشْتَكُوْنْ : ( بإصرار وهو يخطو بضعة خطوات إلى مقدمة المسرح ) سوف أسحقهم جميعاً، قبل أن يهموا بمغادرة أرض كوكبهم . ( مؤكداً ) سوف أجعلهم ينفلتون من نظام الخليقة، قبل انفلات كوكبهم من مداره . . الويل لهم جميعاً ! الويل لكل من تسول له نفسه الوضيعة تحدى إرادتى ! ( فى زهو متغطرس ) أنا حَبَشْتَكُوْنْ الأعظم . . حاكم الأرض والفضاء . . والبحر والسماء ! يتحدى إرادتى صعاليك النّْيَار ؟ !
شفيار وليماز يرددان معاً : المُلك لك . . المُلك لك
ياخير خير من مَلَكْ
حَبَشْتَكُوْنْ : ( يتقهقر للوراء حتى يجلس على حافة المكتب البَيْضَوِىْ، ويوجه كلامه لشفيار ) لا علينا من أولئك الصراصير . . كل علومهم وتقدمهم محض هراء .( صمت طفيف يستطرد بعده مباغتاً شفيار بالسؤال .) ماذا عن الصرصاران ؟ . . سفياس وسعديون ؟ هل من جديد بشأنهما ؟
شِفْيَارْ : ( بمزيج من الخوف والاندهاش ) لم نعثر لهما على أى أثر حتى الآن يامولاى .
حَبَشْتَكُوْنْ : ( فى دهشة ) عجيبٌ أمر هذين الصرصارين!
لِيْمَازْ : ( تتساءل ) ربما هربا أو تم تهريبهما إلى إحدى المجرات الأخرى ؟
حَبَشْتَكُوْنْ : ( موافقاً ) بالتأكيد تم تهريبهما خارج الكوكب الأرضى ( صمت طفيف ) بالتأكيد تم تهريبهما إلى مكانٍ ما . . خارج الكوكب الأرضى . . ولكن . . من الذى تجرأ على مخالفة قرارات الجمعية العامة لأمن المجرات، وفعل فعلته الشنيعة تلك ؟ ! . . لقد نصت الجمعية العامة لأمن المجرات، فى آخر اجتماع لها قبل مائتى عام بتوقيتنا الأرضى، على عدم جواز تدخل أية مجرة فى الشئون الداخلية للمجرات الأخرى، إلا بموافقة موثقة بين الطرفين!
لِيْمَازْ : ( فى حيرة ) أين ذهبا إذاً ؟!
حَبَشْتَكُوْنْ : ( ممازحاً ) أموت وأعرف أين ذهبا !!
شِفْيَارْ : ( مداهناً ) لا سبيل للموت إليك مولاى الأخلد .
حَبَشْتَكُوْنْ : ( متفاخراً ) أعلم ذلك ياشفيار . . إننى أمزح فقط . . ( مؤكداً ) فكبسولات الخلود لن تنتهى، طالما ظل على الأرض بشر . . .
شفيار وليماز يتقهقران قليلاً، ثم يرددان معاً بإنحناءة خفيفة :
لك الخلود . . لك الخلود
يامانحاً لنا الوجود
المُلك لك . . المُلك لك
ياخير خير من مَلَكْ
حَبَشْتَكُوْنْ : ( يلمز شفيار بالكلام ) لم تعثروا لهما على أثر ياشفيور ؟ !
شِفْيَارْ : ( مغتبطاً ) مولاى ينادينى باللقب العظيم مرةً أخرى ! ( يردد فى نشوة ) شفيور . . شفيور . . ( ثم فى سذاجة ) أنا شفيور . . أنا شفيور . .
لِيْمَازْ : ( تمازح شفيار بلهجة مصرية ) شفيور ياشفيور . . أمك صلعة وأبوك فرفور
ياشفيور ياشفيور . . أمك صلعة وأبوك فرفور
لِيْمَازْ : ( تكرر مع التصفيق الخفيف بيديها )
شفيور ياشفيور . . أمك صلعة وأبوك فرفور
ياشفيور ياشفيور . . أمك صلعة وأبوك فرفور
شِفْيَارْ : ( تنتقل إليه عدوى المزاح، فيردد مع ليماز، وهو يصفق مثلها )
شفيور ياشفيور . . أمك صلعة وأبوك فرفور
ياشفيور ياشفيور . . أمك صلعة وأبوك فرفور
حَبَشْتَكُوْنْ : ( ينضم إليهما ويردد معهما، بعد أن كان واقفاً يرقبهما وهو مغتبط )
شفيور ياشفيور . . أمك صلعة وأبوك فرفور
ياشفيور ياشفيور . . أمك صلعة وأبوك فرفور
[ ليماز وشفيار يدوران حول بعضهما وهما يرددان ويصفقان، وحَبَشْتَكُوْنْ يردد معهما وهو يرقبهما مغتبطاً .]
حَبَشْتَكُوْنْ : ( يتوقف فجأة، يرقبهما لبعض الوقت، يكفهر وجهه وتتبدل ملامحه فجأةً، ويصيح فى عصبية مخاطباً ليماز ) كفى . . كفى أيتها المليكة الجليلة . ( ثم لشفيار ) كفى أيها العالم المبجل .
[ يتوقفان دفعةً واحدة ويتسمران سَاكِنَيْنْ فى مكانيهما فى أدبٍ جم .]
حَبَشْتَكُوْنْ : ( مستطرداً بهدوء شديد وجدية واضحة .) لا وقت لدينا للمسخرة . ( يحدق فى شفيار قليلاً ثم يستطرد ) شفيور . .
شِفْيَارْ : ( بإنحناءة خفيفة ) أمر مولاى . .
حَبَشْتَكُوْنْ : ( مكرراً ) ياااااااااااااااااااااااااشفيور . . .
شِفْيَارْ : ( بنفس الإنحناءة ) أمر مولاى .
لِيْمَازْ : ( تختلس النظر إلى حَبَشْتَكُوْنْ، وتكرر مافعلته من قبل، مع التحريف والتصفيق الخفيف . )
شفيور ياشفيور . . أمك صلعة وأبوك طرطور
ياشفيور ياشفيور . . أمك صلعة وأبوك طرطور
شِفْيَارْ : ( ينضم إلى ليماز ويكرران معاً، بينما حَبَشْتَكُوْنْ يرقبهما )
شفيور ياشفيور . . أمك صلعة وأبوك طرطور
ياشفيور ياشفيور . . أمك صلعة وأبوك طرطور
حَبَشْتَكُوْنْ : ( يتخلى عن وقاره ثانيةً ، وينضم إليهما ويردد معهما، فى فرحٍ طفولى . )
شفيور ياشفيور . . أمك صلعة وأبوك طرطور
ياشفيور ياشفيور . . أمك صلعة وأبوك طرطور
حَبَشْتَكُوْنْ : ( يتوقف فجأةً ويتابعهما لبعض الوقت ثم يصيح هادراً ) كفى . . ( يتسمران فى مكانيهما، ويسترسل هو فى هدوء ) لا وقت لدينا للمسخرة .
ليماز وشفيار يرددان فى أدب : المُلك لك . . المُلك لك
ياخير خير من مَلَكْ
حَبَشْتَكُوْنْ : ( يتقدم ببطء إلى شفيار، ويمسك به من أذنه، ويخطو به إلى مقدمة المسرح جهة اليسار ) اسمع يا . . ياهذا الزُعْرُورْ . .
شِفْيَارْ : ( ينفلت من قبضة حَبَشْتَكُوْنْ، ويعود مهرولاً إلى حيث تقف ليماز، ويردد مع تصفيق خفيف بالكفين، وهو يدور حول نفسه، ويركل الأرض بقدميه .) زُعْرور . . زُعْرور . . زُعْرور . . زُعْرور . .
لِيْمَازْ : ( تنشد مع تصفيق خفيف بالكفين .) يا زُعْرور . . يا زُعْرور أمك لَبخه وأبوك فرفور
شِفْيَارْ : ( يردد مثل ليماز وهو مازال يدور أمامها حول نفسه . )
يا زُعْرور . . يا زُعْرور أمك لَبخه وأبوك فرفور
[ يستمر هذا الوضع لبضعة دقائق، وحَبَشْتَكُوْنْ يقف صامتاً ويتابعهما ببصره، ثم ينضم إلى ليماز فى الترديد والتصفيق بفرحة طفولية، وهو مازال واقفاً فى مكانه . ]
حَبَشْتَكُوْنْ : ( يتوقف فجأةً عن الترديد والتصفيق ويصيح هادراً ) أيها الشفيور اللئيم ..
شِفْيَارْ : ( يتوقف فجأة ويتسمر فى مكانه، ويصيح ) أمر مولاى المعظم . . حَبَشْتَكُوْنْ الأعظم .
حَبَشْتَكُوْنْ : ( فى لين، مخاطباً ليماز التى توقفت أيضاً عن الترديد والتصفيق ) وأنت . . أيتها المليكة الوقورة . .
لِيْمَازْ : ( بإنحناءة خفيفة ) أمر مولاى المعظم . . حَبَشْتَكُوْنْ الأعظم .
حَبَشْتَكُوْنْ : أعيرينى أذنيك ياأيتها المليكة الجليلة .
لِيْمَازْ : ( تزيح شفيار جانباً، وتخطو إلى حَبَشْتَكُوْنْ، وتطوق رقبته بذراعيها، وتتحدث بتدلل آسر ) كلى آذان صاغية يامولاى .
حَبَشْتَكُوْنْ : ( ينفلت برفق من بين ذراعيها ) الأمر جد خطيرٍ ياليموزتى .
لِيْمَازْ :( تطوق رقبته بذراعيها ثانيةً، وتتحدث بنفس التدلل السابق .) مولاى أعظم من كل الأمور، وأكبر من أكبرها .
حَبَشْتَكُوْنْ : ( يبعد ذراعيها عن رقبته برفق ) يحيرنى جداً أمر هذين الصرصارين ! ( يباغت شفيار بالسؤال ) كم من الوقت مضى على اختفائهما ياشفيور ؟
شِفْيَارْ : أربعون عاماً يامولاى .
حَبَشْتَكُوْنْ : ( موبخاً شفيار ) أعلم أنها أربعون عاماً أيها السيد شفيار ! . . لكن . . مالذى فعلتموه طوال الأربعين عاماً ؟ أنت ؟! أو جايدار ؟! أو حتى جميع من يعملون فى أجهزتكم ؟!
شِفْيَارْ : نحن نحاول جاهدين القبض عليهما يامولاى .
حَبَشْتَكُوْنْ : ( بحسم ) أمامك أنت وجايدار عشرة أعوام أخرى . . إما أن تأتيانى بهما أحياءً أو أمواتاً . . وإما سوف أفصل رأسيكما عن جسديكما ( مؤكداً ) عشرة أعوام . . عشرة أعوام . . وبعدها . .
شِفْيَارْ : ( مقاطعاً فى رِفقْ ) سنأتى بهما يامولاى . . بمشيئتك وتوفيقك، سنأتى بهما قبل مضى عامٍ واحدٍ من الآن يامولاى .
حَبَشْتَكُوْنْ : ( بحزم ) اذهب الآن ولا ترينى وجهك أنت أو جايدار إلا وقد قبضتما على هذين الصرصارين .
شِفْيَارْ : السمع والطاعة يامولاى . ( ينحنى ويتقهقر خارجاً )
حَبَشْتَكُوْنْ : ( فارداً ذراعيه ومتهلل الأسارير ) ليمازى الجميلة . ( يتقدم نحوها )
لِيْمَازْ : ( تتقدم نحوه فاردةً ذراعيها ) سيدى ومولاى وقرة عينى .
[ يلتقيان فى منتصف المسافة وتتشابك أيديهما ]
حَبَشْتَكُوْنْ : ( محدقاً بلهفة فى قسمات وجهها ) هل لى فى رقصة الخلود ياسيدتى .
لِيْمَازْ : ( مطأطأةً رأسها فى دلال ) مولاى .
حَبَشْتَكُوْنْ و لِيْمَازْ : ( ينشدان وهما يتراقصان )

ياسعدنا . . ياسعدنا كل أطلانطا لنا
نسودها . . نقودها نحو المُنى، نحو الهنا
نحن الأمانى والأمل لشعب أطلانطا البطل
نحن الحياة بلا ملل نحن الخلود بلا أجل
ياسعدنا . . ياسعدنا كل أطلانطا لنا
إظلام تدريجى + ستار

بقلم / عبدالله محمود أبوالنجا
إلى اللقاء فى المشهد الأخير



#عبدالله_محمود_أبوالنجا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النص الدينى والارهاب !
- الاسلام حصان طروادة الارهابيين
- المشهد الثالث من مسرحية [ زمن حَبَشتَكُوْنْ ]
- [ حادث سيارة مُرَوِّعْ ] قصة قصيرة
- أقولها وبالفم المليان !!!
- المشهد الثانى من مسرحية [ زمن حَبَشتَكُوْنْ ]
- [ فتوة الناس الديابة ] قصة قصيرة جداً
- زمن حَبَشْتَكُوْنْ
- تعليق .. وتلبيس ابليس !
- حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ !!!
- سامى لبيب يفسر لنا ديننا على مزاجه !!!
- الدور المشبوه للدول الصناعية السبع !!!
- الشعب المصرى فى مفترق طرق !!!
- أسوان بين الناشطين والاخوان !
- فتنة أسوان أكبر من خلاف بين قبيلتين !
- الفرق بين المعارضة الوطنية والمعارضة العميلة !!!
- هل الداخلية بلطجية كما يزعم الارهابيون والمجرمون ؟
- مارأى مشايخ قطر فى هذا الاقتراح ؟
- للصبر حدود يابلد !!!
- الغرب وموقفه المفضوح من ارادة المصريين !!


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله محمود أبوالنجا - المشهد الرابع من مسرحية [ زمن حَبَشتَكون ]