أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - مقطع من رواية-عذارى في وجه العاصفة-














المزيد.....

مقطع من رواية-عذارى في وجه العاصفة-


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5371 - 2016 / 12 / 14 - 09:23
المحور: الادب والفن
    


حميل السلحوت
مقطع من روايتي"عذارى في وجه العاصفة" التي ستصدر قريبا عن "مكتبة كل شيء" الحيفاويّة.
ذات مساء من شهر كانون أوّل –ديسمبر- 1950 جاء المخاض مريم، نقلها والداها إلى المستشفى، لم تعان كثيرا فقد أنجبت طفلا في أقلّ من ساعتين، وضعته الممرّضة على صدرها وهي تقول:
مبارك إنّه ولد.
شعرت مريم بفرحة غامرة وطفلها يتحرّك على صدرها، قالت لوالدتها عندما دخلت الغرفة عليها:
الحمد لله رزقنا الله ولدا مثل البدر.
أمّ شاكر: والله إنّني خائفة من هذا الولد كما لم أخف من قبل.
عندما دخل أبوها قال: الحمد لله أنّه ولد كي يخلف أباه.
ردّت مريم: سلامته وسلامة "أبوه" أيضا، كيف سيخلف أباه وهو حيّ؟
ضحك أبو شاكر وقال: دائما نتمنّى السّلامة لزياد ولأبنائه ولزوجته أيضا.
حمل شاكر بطاقة هويّة شقيقته مريم، ذهب إلى مكتب التّسجيل في المستشفى، فدون ذلك لا يمكن الحصول على شهادة ميلاد للطّفل، وبالتّالي فإنّه لن يستطيع دخول المدارس أو العمل عندما يكبر.
بدأت الموظّفة تسجيل تفصيلات الوالدين، قالت:
مبارك، ماذا ستسمّونه؟
- عيسى.
- عيسى بن مريم؟
- بل عيسى بن زياد ومريم.
- أين بطاقة هويّة الوالد؟
- غير موجودة.
- أحضروها غدا.
- لن نستطيع.
- ما اسمه؟
- زياد محمد الفالح.
- إذا كان في العمل سجّل رقم هويّته وأحضرها غدا.
- هو غير موجود أصلا!
- لماذا؟ هل هو متوفّى؟
- أبدا، إنّه حيّ يرزق، ومهجّر إلى لبنان.
- منذ متى؟
- منذ نيسان 1948.
شهقت الموظّفة وسألت:
- ما صلة القربى بينك وبين الولّادة مريم؟
- شقيقتي.
- شكرا لك، سآخذ التّفاصيل منها.
- اسألي ما تريدين، فالتّفاصيل كلّها أعرفها.
- قلت لك: شكرا لك، مع السّلامة.
ذهبت الموظّفة تحمل سجّلها إلى غرفة مريم، وجدتها ترضع مولودها، تجلس والدتها وزوجة شقيقها شاكر بجانبها، قالت لها:
- مبارك العريس يا ستّ مريم.
- شكرا لك.
طلبت من الزّوّار مغادرة الغرفة، وسألت مريم:
- متى حملت بهذا الولد؟
- قبل تسعة شهور.
- متى هاجر زوجك إلى لبنان؟
- في نيسان 1948
- هل تعلمين كم شهرا بيننا وبين نيسان 1948؟
- نعم، سنتان وثمانية شهور.
اسمعيني جيّدا يا مريم، أنا مهاجرة من يهود العراق، وأعرف العادات العربيّة جيّدا، وأنت امرأة مثلك مثلي، ولا أريد أن أتسبّب لك بأذى.
- شكرا لك، ما المطلوب؟
- لمن تريدين أن ينتسب طفلك؟ نستطيع أن نسجّله باسمك بدون والد، فالقانون يسمح بذلك، وإذا كان عشيقك الذي حملت منه يعترف بذلك سنسجّله أبا للطّفل، شرط أن تأتي به هنا؛ ليوقّع على الأوراق المطلوبة. أو فكّري أنت بطريقة تنجيك من غضب أهلك، فالعرب يقتلون المرأة التي تحمل سفاحا. أو إذا أردت ترك الطّفل في المستشفى فهناك مؤسّسات تعنى باللقطاء.
صاحت مريم بها غاضبة:
- ما الذي تقولينه يا امرأة؟ أنا حامل من زوجي زياد محمد الفالح، ولا داعي لكلّ ما تقولينه.
- ألم تقولي أنّ زوجك مهاجر إلى لبنان؟
- نعم قلت ولا أزال أقول.
- كيف حملت منه وهو في بلاد وأنت في بلاد أخرى؟
- هذا ليس شأنك.
- لا أستطيع تسجيل ابنك بدون أن أسجّل رقم هويّة أبيه.
- من أين سنأتي لأبيه برقم هويّة؟
- إذن قولي الصّحيح وأنا سأساعدك.
- الصحّيح أنّني حامل من زوجي زياد محمّد الفالح المهجّر إلى لبنان.
- كيف يكون ذلك؟
- منذ هجرة زياد، وهو يتسلّل إلى البيت كلّ أسبوع، ويمكث عندنا ليلتين، وحملت منه.
قالت الموظّفة باستغراب: يتسلّل؟ يعني يدخل البلاد بطريق غير مشروعة، هذا أمر خطير جدّا، سأخبر الشرطة بذلك؛ كي نعرف ما العمل.
- اعملي ما يحلو لك.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤخذة- الاعلام الرّخيص والسّبايا
- بدون مؤاخذة- اختطاف الدّين
- بدون مؤاخذة-على الأرض الخراب
- من عادات الشّعوب- عيد ويوم للتّسوّق
- تشارلز الثّالث في مسرح شكسبير
- حديقة جار فيلد Gar field Park
- بدون مؤاخذة- انعكاسات فوز ترامب
- من غرائب أمريكا Amish
- رواية أطفال الليل والمأساة المتوارثة
- صرحة المرأة التي لم تكتمل
- المكتبات العامّة مكان للمطالعة
- المطالعة ضمن المنهاج الدّراسيّ
- محترفون في صناعة كتب الأطفال
- تربية المطالعة
- رواية -المطرودون- وبلاد العرب أوطاني
- معمّر بختاوي يفضح الفساد والتّخلف
- الحفاظ على التوازن البيئي
- استغلال الموارد
- عندما يغضب أطفال أمريكا
- فريق الدّياسم وماعز بيلي


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - مقطع من رواية-عذارى في وجه العاصفة-