أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - ايام الكرمة36















المزيد.....

ايام الكرمة36


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5371 - 2016 / 12 / 14 - 09:21
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


اسرعت ناحية الاطراف تبحث لها عن كوخ .. وصلها صوت الناى ..انها تعرفه ..اقتربت تتطلع فيه ،كان يضع عصبه على عينه اليمنى وينشد ترنيمته الحزينة ..وقفت امامه ..تطلع فيها ..خرج صوتها وفاجئها :ماذا تفعل هنا ايها لغريب؟
قطع مزماره وتطلع اليها بنصف عينى يسرى : من غريب !!!
قالت بعناد ماذا تفعل هنا ايها الغريب؟
لم يتطلع تلك المره قال :من الغريب؟...من الغريب ؟... رفع مزماره واكمل انشودتة الحزينة رأت دموع عينه اليسرى تسقط ..كادت تهوى بقدميها لكنها تحاملت على نفسها لتبتعد من امامه ....
سقطت على بعد خطوات جوار كوخا اخر خالى ربما مات اصحابه جوعا ،كانت تسمع لعزفه المزمار وتبكى ..تبكى البيت والاخوة ...تبكى المدينة التى ترحل الان من امامها .......
فيما من امامها جلس رجلا على صخرة وكانة لا يبالى بصوت بكاء الاطفال القادم من بعيد ..يمسك رقعة ويكتب ..لاتدرى ماذا يدون الان ولمن ؟....نهضت واقتربت منه سالته ماذا تفعل يارجل المدينة تموت امامك ؟...
لم يرفع راسة عن الرقعة ..كانت تجهل الاحرف لم يتميز منها شيئا ..رد لقد ماتت من قبل منذ زمن لم يكن لديهم حينها رقعة وحبر ..اما الان فهناك احبار واحرق ورقع ...وغدا سيصير لدينا كلمات حينها ربما لاترحل ....
زجرته رجل مجنون مكانك هناك تقاتل مع الكهنة ..مع حنانى هم الاحق بالقتال من اجل تلك المدنية ......
رفع عينيه وتطلع بوجهها :قتلوها من قبل ويقتلونها اليوم لما تريد منى ان اغمس يدى بدمائها ...ارحل عن وجهى هيا ارسطوس الكاتب ليس بقاتل ..انه ناقل احرف وكلمات ..وغدا عندما يموت ...ربما يجدون كلماتى مدفونة هنا فى مكانا ما ويعيدون قراءتها من جديد ..ربما ينقذون بها من سيبقى حيا وينجو من رائحة الموت ......
تراجعت الى الخلف تمتمت: جن ..هذا الرجل جن يريد ان يقاتل بكلمات ...ظلت تتراجع صرخت :لا ..لالا انا لدى خنجر اتسمع ..لا يزال لدى خنجرا باقى هنا وساقاتل به ..وساقتلهم معى وانا اموت ..سنرحل جنيعا سويا ولن ابقى احدا منهم اتفهم ....تعثرت فى حصى الارض سقطت على وجهها ..تاوهت ...سمعت صوت يأن من الالم اعتقدت انه صوت جسدها ..عادت لتتنفس تنبهت ..ليست هى ..رفعت راسها لمصدر الصوت ..حاولت ان تزحف ...رفعت راسها قليلا ...شاهدته العجوز يصرخ :ارجوك لا ..لا تفعل خذ روحى اولا قبل ان تاخذ روح اولادى الثلاث ارجوك ..
سمعت صوت الرجل الاخر لم تتبين ملامحه من بعيد :لا لقد اسأت لى كثيرا واحتملتك لاجل يدك التى تقدم تقدماتنا ...ولكن الان لا ..سيرحلون قبلك حتى تتعلم درك الاخير ...قلت لكم قفوا معى وستنعم المدينة بالراحة ...اه ..اعطيتك كهنتك السلاح والمال والتقدمة ...وعليهم الاهالى ..ارايت ماذا حدث اميتاى ...هل رايت بعينك من يموت الان ..انهم ابناءك ...اشار بيده لرجله على اليمين تقدم رفع خنجره ...راته ينحر رقاب الثلاث ...سقط الشيخ على وجهه توقف صوت استعطافه ...نظر لرؤسهم وبكى ...رفع الرجل يده ثانيا فتقدم ذلك الرجل الثانى لينحر رقبته جوار ابناءه ......
سمعت صوت النواح ياليت صمتنا على الروم ..كانت امراة تجلس وتراقب بالقرب منها وتنوح ...ليت ما كان هناك غرباء ...ليت ما كان هناك اقرباء ...لم تطلع زرعة ولم ترتوى بماء....زبل حبيبى امامى ورحل ..ترك زهرته تنوح ورحل ....ليت القمر ما غرب ...ليت الشمس ما سطعت ...ليت المطر ما حل ..ليت عمرى لم يرى النور .......
بينما كان هناك بالجانب الاخر ..كهل نكس لحيته نحو الارض ،كان يسمع حزن المراة ،ويحدث نفسه :ماذا فعلت يا شماى ؟ماذا فعلت ؟...ليتك ما خرجت ...ليتك ما تركت المدينة التى تركت انت وهى دون ان تراقب...لم تستمع اليها واستمع اليهم ...طلبوا ان يظلوا امام الروم قلت نعم ...قالوا ما عدنا نستطيع على ذلك الخارج اخرج له خارج المدينة وادخله ليقف امام يوحنان فيقتلان بعضهم ونتخلص منهم ولكن ما حدث انهم الثلاث تخلصوا من المدينة ...كان هناك سور سقط والثانى سوف يسقط وقريبا ستسقط كل الاسوار ولن يبقى شىء....لن يبقىء شىء.....
انت ادخلتهم الى هنا هؤلاء وهؤلاء ...الغريب واللص ..انت مثلهم تستحق الموت ..احضرت بمن غدر بنا وبالعهد وسفك المزيد من الدماء...وانا جلست اراقبهم يهربون ...كهنة ....وكنت اهرب معهم ..نعم كنت اهرب معهم ..ولكن ...اه..رأيتها تشتعل تشتعل من كل مكان وليس سمه ما يطفئها ...لقد رحل كل شىء ولم يبقى سوى السور وهاهو يسقط ..ليتنى سمعت كلام الغلام ربما هو احكم من الشيوخ ...نعم احكم منك انت ياشيخ فهو حاول منع القتل ولكنك طالبت بالمزيد منه ....يطاردك وجه الصبى الغريب الذى قتلت على الطريق...لاتدرى من اى مدينة من المدن حولك هو ...ولكنه قال انه وحيد ...لديه شيخ مثلك الان هالك بسببك ....ضحيت بالابن البكر حتى لايحدث الموت ثم عدت انت وطالبت به بيديك ....
جلس شابين جوار بعضهما ،كانا منهكين يحلمان ببعض الماء والخبز الذى لم يعد متوفر ..قال الاول فى انهاك لو لم يقم ذلك الخائن ببيعنا ..قاطعه الاخر بسخرية :ماذا ماذا كان سوف يحدث؟
رد الاخر بغضب كنا سنقاتل على الاقل ...ثم ثم
قاطعه كثم نموت اليس كذلك؟
رد أليس افضل لنا الموت من العيش هذا ؟كيف سنعيش كيف سننظر لوجه من تبقى من ناسنا بعد ان خذلانهم مع ذلك المحتال الذى سلم نفسه للحاكم ....ويالوقاحتة اعلمت ماذا قال ..قال له لينجو انه سيصبح امبراطور..وسمعت ان امبراطورهم قد قتل وسوف يرحل لياخذ منصبه ....يا سيدى ..لا اصدق ما يحدث ذلك المحتال نجى .....سلم من تبقى منا ونفسه لينجو ...ومن ماتوا هو لم يهتم ....
وما شاننا نحن بمن ماتوا؟
ماذا قلت هل جننت كثرت الجوع فعلت بك هذا .....
نعم ...نعم الجوع ..مللت الجوع ..كنا فلاحين ما شاننا نحن والقتال ...منذ متى وهم هنا ...ثم ماذا بك هل تعتقد اننا عندما حاربنا سويا انتهى كل شىء ......
لا كم مرة سمعتها وصمت ..غريب...غريب...ينعتوننا من الغرباء....غرباء عنهم ..نحن وهم ..لو انتهى القتال غدا كانوا سيقتلونا قبل ان نعود لمدينتا قبل ان نعود لحياتنا السابقة ...ليتنا مكثنا كما كنا نبيع السمك ونجلس على قواربنا على شط البحر ...لقد اشتقت للبحر كثيرا لمياهه ...يالهى ارحمنى ....
رد الاخر بغضب :كف على النواح الان ماذا تظننا نساء...نساء لنبكى ...نحن لانبكى ...كنا نقاتل معنا لاننا مللنا الروم ايضا ومللنا للصوص الم ياتوا الى مدينتا ؟...انسيت اننا اضطررنا لفعل ذلك بعد ان هاجمونا وقتلوا ما قتلوا وسرقوا ...والفتيات ...انسيت ما حدث لبيتك....
تكهرب وجه الاخر فابعد نظره بعيدا عنه .....فاكمل :يا اخى لم اقصد ان ازعجك ولكن انها حرب وقد خسرناها ولاداعى للصراخ ..اصمت ...اصمت ودعنا الان نموت فى هدوء ولتحمد الالهه اننا لم نكن منهم وفى المدينة الان ..حتى اقدس اقداسهم الذى لاتدخله قدم غريب مثلما يقولون ...اصبح معبر للدماء ومن قتلوا بداخله اكثر ممن قتلوا بخارجه فى الساحة ..حتى كهنتهم لاتعلم من قتل الاخر ومن تامر مع اللص ضد الاخريين ...انسيت ان واحد منهم هو من ادخل اللص شمعون داخل المدينة ليقتل يوحنان ..انسيت انهم ارادوا التخلص من قائدهم حنانى ففعلوا ذلك حتى يستطيعوا قتله دون ملامه من احد ويجلس احدا منهم من خلفه بعد ان يقتل اللصان بعضهما ....ولكن انظر عوقبوا من السماء وهاهم الان يقتلون على يد الثلاث ....من الافضل الان ؟.....
ليتنا بقينا جانب الشاطىء ...ليتنا بقينا جانب الشاطىء..
همد صوت الخراب .. انظفئت النيران ..حملت دينة نفسها على المضى قدما رغم شعورها بالخوف ..كان على احدهم ان ينقذ تلك المدينة من اللصوص وان كان هناك موت فلابد ان يكون بعد الثار ..
ولكنها علمت ان طريقها للثار لابد ان يبدء من لدى رجال الكهنة ..حاولت ان تتماسك وتنسى خوفها القديم منهم ..لم يكن عليها رفع وجهها اذا اكتشفوا انها امراة سيقتلوها ..ولكن لا عليها ان تثبتلهم انها رجل ..رجل اتى للقتال فى صفوفهم ....اقترب من حصونهم فصاح به احد الخناجر وهم ان يرفعه فبادرت بصوت خشن اهدأ يا اخى انا اتيت معكم ...انا عدت للمدينة بعد ان هربت منها ..اردت ان اقاتل معكم او ان اموت معكم ..تراجع صاحب الخنجر وتطلع فيه قبل ان يشير له ان يتقدم امامه ...كانت تعلم انها ستدخل امام الكهنة الان ..كانت تتقدم فى الهيكل وهى ترتجف لم تخطو اكثر من بهو النساء فى المرات الليلة التى قدمت فيها للتقدمة وهاهى الان ستدخل حتى بهو الكهنة حيث يقدمون الصلوات فيها وكانت على بعد خطوات شعرت بها قليلة من قدس الاقداس .....
تلعثمت نظرت لعباءات الكهنة تاملتها وصمتت من اين لهم تلك العباءات وسط الموت ..وتلك الصدرية سمعت انها للرئيس فقط اهو ذلك الرجل ...هل يتأنق لاجل الموت؟...
اشار لها تكلمت تعجبت من نفسها لم تتلعثم امامهم ..لم تعد تشعر بالخوف او الرهبة ..لم يعد هناك شىء من ذلك ..لم تعد تشعر انها ادنى منها قالت لماذا لانى امراة ولكن فيما اخطئت ساعدت امى وابى ..ساعدت المراة الغريب..خنجرى لا يقل عن خنجر الرجل ..لقد قتلت رومى ولص من قبل ولم ارتجف او اتراجع ولكتى اعتقدت اننى ساكشف امامهم ...سيعروننى ويعلمون اننى امراة ..سيامرون بهلاكى مثلما فعلوا مع تلك المراة التى اتهموها مع اخر فحفروا لاجلهما حفرة وتجمعت المدينة لتلقى حجارتها عليهم حتى الموت....



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايام الكرمة35
- ايام الكرمة34
- ايام الكرمة33
- ميراث كراهية المراة
- انتظر عودة
- ايام الكرمة32
- ايام الكرمة31
- ايام الكرمة30
- ايام الكرمة29
- الكسندرونا2
- ايام الكرمة28
- الكسندرونا 1
- ايام الكرمة26
- ايام الكرمة25
- ايام الكرمة24
- ايام الكرمة23
- هامشية المراة فى الدراما المصرية
- ايام الكرمة22
- ايام الكرمة21
- بانهمى الاخيرة


المزيد.....




- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - ايام الكرمة36