أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - وماذا بشأن أشباه (خدّام)؟














المزيد.....

وماذا بشأن أشباه (خدّام)؟


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 1422 - 2006 / 1 / 6 - 10:26
المحور: كتابات ساخرة
    


فور خروجي من المكتبة وبينما كنت أتصفح الجريدة التي اشتريتها لتوّي, وإذ بصبية حسناء تتجه نحوي باسمةً تحمل بيدها ميكرفوناً, يلاحقها شاب يقوم بالتصوير بواسطة كاميرا تلفزيونية وإلى جانبها جمهرة من المواطنين وباغتتني بسؤالها:
- ما تعليقك على الحديث الذي أدلى به عبد الحليم خدّام إلى قناة العربية؟
نظرتُ إليها بارتباك في بادئ الأمر, فهذه أول مرة في حياتي أتعرّض لمقابلة صحفية مرئية, طويتُ الجريدة وعدّلتُ وضعية النظارة على عينيّ وأنا أفكر بالإجابة وقلت لها:
- الحقيقة إن ما أثار اشمئزازي وغضبي هو ردود الأفعال التي سمعتها من قبل أعضاء مجلس الشعب في جلسته الأخيرة..! إذ هل يعقل ألا يتجرّأ أحدٌ منهم ويتطرّق إلى فساد هذا الرجل إلا بعد أن أدلى بحديثه إلى (العربية)؟!!
- يا أخي نسألك عن رأيك بحديث خدّام لا عن رأيك بأعضاء مجلس الشعب..!
- يا عزيزتي لا شك أنك سمعتِ آراء الكثيرين عن سؤالك هذا, وأرجو أن تسمحي لي بالإفصاح عن شجوني التي تكاد تمزقني من جرّاء تداعيات هذه القنبلة التي فجّرها (الرفيق المناضل!).. أليس من المعيب أن ننتظر أربعين عاماً على نبش ماضي هذا المسؤول؟ خاصة أن الجميع يعرفونه فاسداً منذ سنين طويلة, فلماذا التكتم على كل موبقاته طوال هذه المدة؟ تُرى.. لو كانت لدينا ديموقراطية حقيقية وأحزاب تمثل مصالح الشعب فعلاً ووسائل إعلام حرة.. هل كان بقي هذا (الاشتراكي بامتياز!) في مناصبه يرتع بالفساد جهاراً نهاراً؟
- يعني ألا تعتبر حديث خدّام إلى (العربية) يشكل إساءة كبيرة لسوريا تصل إلى مرتبة الخيانة العظمى؟ ما رأيك؟
- رأيي به ليس جديداً, لكن الجديد هو قدرتي على وصف هذا (الرمز الديموقراطي!) بما أشتهي من أوصاف شنيعة دون خوف, كما حصل مع أعضاء مجلس الشعب (المقتدرين!) فجأة وبقدرة قادر, والذين أجزم أنهم لولا الأوامر والإيعازات التي وصلتهم من فوق.. لما تجرّأ أيّ منهم على التفوه بكلمة واحدة ضده! الحقيقة إنني ومذ شاهدت حديث خدّام أمس وأنا أتساءل: وماذا بشأن أشباه (خدّام) الكثر الذين عاثوا ومازالوا يعيثون فساداً في هذا الوطن المنكوب بهم؟
- ما رأيك بجريمة دفن النفايات النووية في صحراء البادية, تلك التي قام بها أبناؤه؟ ألا تعدّ جريمة بشعة في حق الإنسانية؟ وخاصة أنها ذات تأثير خطير على الإنسان والحيوان والنبات..؟
- برأيي إن التستر على هذه الجريمة من قبل العارفين بها لا يقلّ بشاعة عن مقترفيها.. ومن المؤسف أن كل أعضاء مجلس الشعب وكل الفروع الأمنية وكل أحزاب الجبهة وكل المنظمات المسمّاة شعبية يعرفون البير وغطاه... ومع ذلك كانوا صامتين صمت القبور حيال هذه الجريمة النكراء, وحيال غيرها من الجرائم الكبرى التي ارتكبت, والتي يشيب لهولها الغلمان..
- (متبرّمةً) طيب, هل لاحظت مقتنيات القصر الباريسي الفخم الذي أجريت فيه المقابلة التلفزيونية مع خدّام؟
- ما أتمناه يا عزيزتي أن تصادر جميع القصور التي بُنيتْ في هذا الوطن نتيجة النهب والسلب والاحتيال والسلبطة.. ما أتمناه أن تسترجع أموال الشعب المسروقة سواء تلك الموجودة خارج الوطن أم داخله.. ما أتمناه أن يسمح لشرفاء هذا الوطن بتبوّء المواقع القيادية فيه.. ما أتمناه أن نتمكن من فضح كل الفاسدين ومهما علت مراتبهم من خلال إعلام حرّ ونزيه.. ما أتمناه أن يتم إلقاء القبض على كل من مدّ يده إلى المال العام, ومحاكمته على شاشات التلفزيون وببث حي ومباشر.. ما أتمناه أن يلزم باقي المسؤولين بالتصريح عن ممتلكاتهم بمنتهى الشفافية التي صرّح بها الرئيس الإيراني إلى الشعب.. ما أتمناه أن تعرض أقوالي هذه دون حذف أو مونتاج من قبل الرقابة..
ابتسمت المذيعة ونقرتني بالميكرفون على أرنبة أنفي مازحةً وقالت:
- يبدو أنك جريء زيادة عن اللزوم, ولهذا لن أعدك بعرض ما تحدّثت به على التلفزيون.. على كل حال يعطيك العافية..
وهنا تقدّم صوبي المصور مبتسماً وشدّ على يدي مصافحاً بحرارة, وغمزني بعينه موافقاً على كل كلمة قلتها, وودّعني بأن كوّر قبضته ورفع إبهامه محيياً وانصرفا...



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استبيان
- ألو!... ألو
- تقرير أمني
- الكوسا والديموقراطية
- استفتاء عربي
- فضائح عند غيرنا.. تزكم الأنوف
- !قيام.. جلوس
- استقالة وزير
- زوم البندورة
- جحيم الاستبداد ولا جنّة الموساد
- كيف ستتزوج إذن؟
- لن ننساك أبداً
- الحلّ الأمثل
- الأخرس
- الطابق السابع
- أبو بحر
- على وشك الإحباط
- عمل ثانٍ
- الحلاّف
- سلحفاة المعلم


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - وماذا بشأن أشباه (خدّام)؟