أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعادة أبو عراق - إلى الذين يستنكرون المولد النبوي














المزيد.....

إلى الذين يستنكرون المولد النبوي


سعادة أبو عراق

الحوار المتمدن-العدد: 5369 - 2016 / 12 / 12 - 19:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في ذكرى المولد النبوي
إلى الذين يحرمون هذه المناسبة
هذه الذكرى العطرة التي نتنسم مناسبتها بكثير من الروحانية الوضاءة، التي لا أدري متى كنا بدأناها، فهي كما يقول السلفيون والوهابيون وشيخهم العريفي، أن الرسول والصحابة لم يقر أحد منهم بهذه العادة، فليس في الإسلام سوى عيدين فقط هما عيد الفطر وعيد الأضحى، وتبقى جميع الأعياد والمناسبات نوع من البدع الحرام التي يتوجب الابتعاد عنها. فقد ذكر لي الشيخ عبد الرؤوف العبوشي رحمه الله، حينما أقام مولدا للجالية الفلسطينية في السعودية استدعوه للتحقيق معه، ومنعوه من ذلك.
بالطبع لا يوجد عند السلفيين فكر منطقي يمكن لنا أن نناقشه، ذلك أن الفكر السلفي نابع من عدم القدرة على التكيف من المتغيرات، وهذا ليس مبدأ صوابا، ذلك أن الكون في تغير دائم مما يجعلنا أمام أمرين، إما أن نمنع التغيير أو نتعايش مع هذا التغيير، لكن الوهابيين الذين جاءوا من الصحراء إلى المدينة المنورة, قاموا بهدم قبور الصحابة وهموا بهدم قبر الرسول خوفا من أن يصبح القبر معبودا.
وهكذا أرادوا أن يُرجعوا الناس إلى المربع الأول وما زالوا يحاولون، فهذه كل المجتمعات الإسلامية، العربية منها وغير العربية تحتفل بهذه الذكرى, ما عدا المملكة العربية السعودية، ولعل بعض المتأثرين بتعليمات السلفيين يرون أي احتفال هو عيد، وأي عيد يعتبر تجاوزا على ما شرعه الله من أعياد.
لذلك دعونا نرتب أفكارنا للذين يؤيدون الأعياد والذين يحرمونها على النحو التالي
1- إن كلمة عيد مشتقة من الفعل عاد بمعنى رجع، أو عدَّ بمعنى حَسَبَ، أو من الفعل الخماسي (تعوًّد – عادة) بمعنى ما اعتاد عليه الشخص أو المجتمع، وأيضا عيادة المريض أي زيارته، ولو قلّبناه على جميع الصيغ المشتقة من الحروف الثلاثة(ع ا د) لا نجد أي معنى للعبادة، لذلك لا نجد أي ارتباط لغوي ما بين العيد والعبادة ، فالعيد ليس فيه عبادة متميزة غير صلاة العيد التي هي سنة وليست فرضا. لذلك ليست شعيرة إيمانية، لغير الحجيج.
2- العيد بمعناه الاصطلاحي يعني إعادة التذكر، إي الذكرى، فعيد الفطر هو العودة إلى الإفطار، وعيد الأضحى هو إعادة تذكر تضحية سيدنا إبراهيم بولده إسماعيل.
3- وبناء على هذا التقعيد اللغوي فإن العيد ما هو إلا مناسبة يحسن استذكارها وعدم نسيانها، كيوم الميلاد أو يوم الزواج أو يوم النجاح أو وفاة عزيز، أما على المستوى الوطني كيوم الاستقلال أو يوم الانتصار أو يوم الهزيمة.
4- ولا أظن أننا في حضارتنا لم نكن نحتقل بالذكريات هذه، وخاصة المناسبات الدينية كراس السنة أو المولد النبوى أو الإسراء والمعراج، حيث كانت تقام مواسم في فلسطين كموسم النبي موسى والنبي روبين منذ عهد صلاح الدين، كما أن الموالد كانت تقام بشكل دوري وعلى نطاق ضيق حين تشييد البيت أو ختان الصبيان والمقصود تبريك المكان بالمدائح النبوية وخاصة قصيدة ( يا آمنة بشراك رب السما هناك ، بحملك محمد، سبحان من أعطاك) وكان يقود الاحتفال شيخ دين مع مرافقين، مع تقديم الأكل, ويغدو الشعير والماء الذي يضعونه للتبرك به، مبارك بذكر المديح النبوي.
5- هذا ما وعته الذاكرة وما سطره المؤرخون عن الاحتفالات التي كان يقوم بها المسلمون منذ عهد المماليك، وكانوا يوزعون الكعك كما نسميه الآن ويسميه الغرب كيك فهو اسم عربي، دليل على أصالة الاحتفالات الإسلامية.
6- بعد احتلال بريطانيا لمصر عام 1882 وسيطرتها عليها, راحت تؤسس لثقافتها في حياة الشعب المصري، حين جعلت يوم الأحد عطلة رسمية، وتحتفل برأس السنة الميلادية وميلاد المسيح وعيد القيامة ومولد ملك/ ملكة بريطانيا والعيد الوطني وغيرها من الأعياد البريطانية،
7- هذه الأعياد لم تكن لها أي وقع في وجدان المصريين، أي لا معنى لها إطلاقا، لذلك لم يتفاعل معها أحد، بل قاوموها، لكن بريطانيا التي كان من همها ترسيخ الثقافة الغربية، اقترحت أن يكون يوم الجمعة عطلة أسبوعية بدلا من الأحد، والاحتفال بأعياد لرأس السنة الهجرية ومولد الرسول والإسراء والمعراج ومولد الملك أو السلطان المصري وغيرها.
8- إذن من أين ولدت المشكلة؟ أعتقد أنها ناتجة من عدم تعريفنا لمصطلح الحلال والحرام، فحسب تعريف الفقهاء الحلال ما أحله الله والحرام ما حرمه الله، ولكن الله لم يأت على كل شيء، لذلك علينا أن نعيد تعريف الحلال والحرام، بأنه كل فعل يؤدي إلى ضرر مؤكد، والحلال هو الذي لا يؤدي إلى أي ضرر مؤكد، وهنا نستطيع أن نتساءل هل العيد أي عيد يؤدي إلى ضرر مؤكد؟ فإذا لم يستطع أحد أن يذكر ضررا مؤكدا واحدا، فإن كل الأعياد التي نمارسها على المستوى الشخصي والأسري والوطني والديني هي حلال في حلال في حلال....



#سعادة_أبو_عراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في رثاء الشهيد زياد أبوعين
- مصداقية التوثيق الشفاهي
- فقه إدارة البؤس
- ليس كابوساً / ادب غرائبي
- تديين العادات
- حد الرجم في الإسلام
- مصدرا الخير والشر
- صورة الله
- هل فرض الله القراءة
- ظاهرة العنف الطلابي في الجامعات الأردنية
- الوباء - من الأدب الغرائبي
- غواية الموت
- لماذا رفض الصحابة تدوين الحديث
- الاجتياز
- جيوش عربية من ورق
- لماذا ابتعدنا عن ثقافة المطالعة
- فقه العقاب وفقه المعالجة
- يا إلهي كم من الجرائم تقترف باسمك
- أضواء على المثلية الجنسية
- بين الدين والفكر الديني


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعادة أبو عراق - إلى الذين يستنكرون المولد النبوي