أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - نموذج للقراءة التفكيكية في تفسير النصوص الدينية ح2














المزيد.....

نموذج للقراءة التفكيكية في تفسير النصوص الدينية ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5368 - 2016 / 12 / 11 - 23:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نموذج للقراءة التفكيكية في تفسير النصوص الدينية ح2

• التحولات التي تذكرها الآية تبدأ من كلمة (ثم) لتبدأ في التوالي كسلسلة حتمية لا تقبل الإنفراط أو التضارب، مرحلة التراب أنتهت كما أسلفنا بالطريقة السابقة والاستثنائية لتتحول الآن إلى قانون الخلق المنضبط بكل تفرعاته، ما يخص الوراثة الجينية أو ما يخص ميكانيكية التحول، فيبدأ الطريق الثاني أو المنهج الطبيعي الذي تحتفظ به كل الكائنات الحية عموما والحيوانية خاصة من هذه الــ (ثم) لتبقى المعلم والمنهج الوحيد المتداول للآن وسيبقى طريقا فريدا ووحيدا ما لم يظهر الإستثناء أو التحول النوعي له.
• من نطفة هذا التحديد يفيد قضيتين أساسيتين وهما أن أي مرحلة بعد التحول من ترابية التكوين بالقدرة التي في التراب لأن يتحول بطريق ما إلى كائن حي كإستثناء أو معجز لا بد أن يبدأ من النطفة، هذه النطفة لا يمكن أن تكون إلا جزء من المخلوق القادم كمكون أساسي بدي، هنا نعود لمفهوم الناس الذي طرح في بداية الآية، والناس عندما يرد في النص القرآني يراد منه فقط كحد أدنى ذكر وأنثى على رباط وتحت قضية واحدة، فلا يمكن أن نطلق كلمة ناس على مجموع الرجال فقط أو مجموع النساء فقط، كما لا يمكن أن نطلق كلمة نا على رجل واحد أو أنثى واحدة، هنا الكلام موجه لصاحب النطفة في إسارة إلى أن سلسلة الناس التخليقية تبدأ من لحظة خروج النطفة من دائرة القوة إلى دائرة الفعل، وحتى يكون لها دور فاعل فلا يكفي ان تبدأ عملية الخلق دون وجود بيضة مقابلة أيضا تخرج من دائرة القوة إلى دائرة الفعل، وحتى يكون التوصيف الخلقي تام لا بد من أجتماعهما معا لولادة مفهوم النايس بالمعنى الحقيقي، أي أن الإشارة للنطفة إشارة لكونية وكيفية الخلق مختصرا بكلمة الناس وجودا وعلة.
• بعيدا عن تفسير معنى النطفة وهو من أختصاص أهل العلم الطبي والأحيائي لا بد من الإشارة إلى التفريق بين المني الذي يمنى وبين النطفة التي وردت هنا في النص، مع العلم أن كلا المصطلحين وردا في القرآن الكريم، المني أو السائل المنوي المعروف واقعيا وعلميا هو مجموع مركب من سوائل وكم هائل من الحيوانات المنوية التي يقذفها الرجل مع كل ذكور الحيوانات عموما، وبالطريقة المعروفة التي تجري وفق ميكانيكية موحدة ألية مرتبطة بالشهوة أولا وبالرغبة المثارة بالشهوة وبالنمطية المعتادة، فهي تخضع لقانون عام، أما حينما ترد كلمة نطفة فيراد منها الحيوان المنوي الوحيد أو عدد من الحيوانات المنوية التي نجحت فعلا من الكم الهائل والمتكاثر الذين يدخلون رحم الأنثى ويستطيع أو يستطيعون بنجاح التفاعل مع بيضة الأنثى ليتحولا فعلا من دائرة القوة لكليهما إلى دائرة الفعل، سواء أستمرا معا بعد ذلك في التحول أو فشلا فيه نتيجة ظرف أو حال ما.
• النطفة التي لا تتحول إلى علقة لا يمكنها أن تستمر بالتطور فمصيرها الموت لذا أستمرت مع سياق غير مألوف عربيا كلمة (ثم) أشارة على ضرورة المتابعة الدقيقة وهي ترسم منهج التحول، العلقة جاءت من تعلق الحيوان المنوي بالبيضة في أول رحلة التخليق، ولولا هذا التعلق لم نشهد أي تطور لاحق، وقد يأت المعنى من تعلق الناس(كفكرة مستقبلية) أي البيضة المخصبة بجدار الرحم، فكل بيضة بهذا الوضع لم تنجح في التعلق بجدار الرحم ستموت وتسقط وتنتهي بها عملية الخلق، هذا ليس أحتمالا ولكنه تخريج موازر ومتعدد للتسمية، وأيضا هناك تخريج أخر يأت بمعنى تكون أو علاقة حقيقية وجودية بين الأنثى (البيضة) والحيمن (الذكر) لتكوين مفهوم الناس، إذا العلقة هي البيضة المخصبة التي نجح فيها الحيمن من التعلق ثم إقامة العلاقة التواصلية للنمو والتحول والنجاح في تعلقها بباطن الرحم ليكون المشوار القادم إنسان جديد.
• هذه العلقة وبنفس منهج التتابع بكلمة (ثم) تدخل دورها الرابع المسمى (المضغة)، والمضغة جاءت لتشبيه صوري للقمة حين تمضغ في الفم وتلاك فتتحول إلى خليط ومزيج من مكونات اللقمة متساوي تقريبا او له صفة متشابهة، المضغة بعد العلقة تختلط فيها السلاسل الوراثية وما أنتخب منها على أمل تكوين الصورة القادمة، والتي أجاد النص القرآني حينما قال وعبر عنها (بالإمشاج) والتمشج هو ربط رأس في رأس أو توصيل رأس خيط مع أخر مناسب وهذه اللفظة عربية تماما، عندما تتحول العلقة لما يشبه المزيج المتناسب الجاهز للتحول إلى مكان أخر، نبدأ رحلة الفصال التي ذكرها نص أخر وسمي مرحلة ما قبل الفصال بالحمل وما بعد الحمل الأولي الذي ينتهي بمرحلة المضغة بالفصال، أي تفصيل الجسد وتبيان الأعضاء والبدء بتكوين الأجهزة العاملة شيئا فشيئا، أما قبل أنتهاء مرحلة المضغ فليس للجنين من صورة مميزة إنسانيا فهو يشارك كل الحيوانات إلى هذه المرحلة بكل التفاصيل الدقيقة.
• في النص إشارة علمية لم يعرفها العالم القديم إلا قريبا ولم يكتشف معناها الحقيقي إلا بعد تطور علم الجراحة وعلم الجينات وقوانين مندل بالوراثة، هذه الألتفافة المتفردة جاءت لتشرح طبيعية وطبع المضغة، وقسمتها إلى طورين، الطور المخلق وهو الذي يحمل الجينات لرئيسية والتي تحمل الصفات الوراثية العامة والتي لا يمكن أن تكتمل عملية التخليق بدونها، هذه الخلايا بالمفهوم العلمي التي تحمل الصفات الوراثية والمسئولة عن حفظ الجنس البشري هي من سماها النص بالمخلقة، أي التي تعط مظهر وحقيقة الخلقة البشرية، أما الطور الثاني وهي الخلايا الأكتنازية والتي ليس من مهمتها ولا وظيفتها حمل الجينات والأمشاج التخليقي، فهي تقوم فقط بأكتناز الجسم من مكوناته الضرورية البدية التي تمنح الخلقة الشكل النهائي، ومن هذه الخلايا



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراعات التأريخية المذهبية والفكرية هي نتاج تحولات تأريخية ...
- إلى الذوات أصحاب المعاول
- حوار صامت9
- حوار صامت8
- حوار صامت7
- قدر ..... قدر
- حوار صامت6
- ترانيم جدتي الجميلة
- نموذج للقراءة التفكيكية في تفسير النصوص الدينية ح1
- حوار صامت5
- الرب في بيت الجدة
- قريبا من النقد ... قريبا من الحب
- حوار صامت4
- حوار صامت3
- حوار صامت2
- حوار صامت
- صباحات جدتي وذكريات زمن جميل
- غائية الدين ونهاية الإيمان
- علي الندة الشاعر المتصوف الذي هجر العمامة للحب.ح1
- معيارية الشرف بين الذاتي والجماعي


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - نموذج للقراءة التفكيكية في تفسير النصوص الدينية ح2