أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل احمد - تصريحات بوريس جونسون والنفاق الغربي!














المزيد.....

تصريحات بوريس جونسون والنفاق الغربي!


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5368 - 2016 / 12 / 11 - 21:47
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تعليقا لوزير الخارجية البريطانية بوريس جونسون في ايطاليا حول الحروب بالوكالة بين ايران والسعودية في الشرق الاوسط. هذا التعليق اثار حفيظة السعودية الشريك السياسي والاقتصادي لبريطانيا وامريكا والدول الغربية، وقدمت شكوى الى الحكومة البريطانية حول هذا الموضوع، وهذا بدوره ادى الى تعليق الناطق بأسم الحكومة البريطانية بأن اقوال جونسون لا تمثل موقف الحكومة البريطانية ...
ان هذه القضية هي قصة من ملايين القصص حول الرياء والكذب وخداع الرأي العام العالمي من قبل ساسة البرجوازية وابطال الديمقراطية البرجوازية. قبل فترة وجيزة تحدث رئيس الوزراء البريطاني السابق كاميرون حول تبرير النفاق بين تقارير المنظمات لحقوق الانسان والخرق الواضح والوحشي للحكومة السعودية بحق المخالفين وانتشار الارهاب في المنطقة، وبين المصلحة الوطنية والامن القومي البريطاني بأكاذيب وتضليل للرأي العام عن هذا النفاق. ان النفاق والكذب والتضليل هو احد الاعمدة الرئيسية في بقاء النظام الرأسمالي العالمي. والديمقراطية ما هي الا الغطاء السياسي لاضفاء الشرعية على العبودية العصرية للمجتمع البشري. ان المجتمع البشري الواقعي لا يحتاج الى خلق الكذب والرياء وتضليل الرأي العام، وانما بأعماله وبتعاونه مع الاخرين وبعين المساواة بين جميع اجناس البشر بامكانه التنسيق وادارة المجتمع، ولكن اذا كان هناك مصلحة ما في اخفاق الحقائق وهذا الرياء والكذب، فهذا تعني بان هذا النظام لا يسير بأستقامة ويحمل في طياتها تناقضات ومصالح مختلفة بين طبقات المجتمع، والخوف من قيام اصحاب الحق بأن يأخذو حقهم عن طريق القوة. ان خوف الرأسماليين والطبقة البرجوازية من اتحاد العمال وتنظيمهم وارتفاع مستوى وعيهم الطبقي هو خوف واقعي، لان ثورة العمال سوف تكشف سر الربح وتراكم والثروة للنظام الراسمالي وهذا تعني حل نصف المشكلة للوضع القائم.
ليس خافيا على احد ان النظام السعودي يعادي ابسط حقوق الانسان، ويعادي المرأة ويعادي حقوقها حتى أنها لاتستطيع مغادرة المنزل بدون مايسميه بالمحرم وفق قوانينه ناهيك على حرمانها من السياقة. وان قطع الرؤس يحدث يوميا في الساحات العامة وامام الناس، كما وأن أي نقد حتى وأن كان بسيطا للعائلة الحاكمة يجابه بالحديد والنار. اضافة الى أن هذا النظام يدعم المنظمات والحكومات الوحشية والبربرية امثال داعش والقاعدة واحرار الشام وبوكو حرام واخواتها، وكذلك الدول مثل باكستان واندونيسيا وماليزيا و.. وان هنالك ملايين الادلة بتورط السعودية في دعم المنظمات الاسلامية في الغرب والعالم، ولكن ابطال الديمقراطية في امريكا وبريطانيا وفرنسا يقومون بنفي كل تلك الدلائل والتقارير بكل وقاحة، ويدافعون عن السعودية ونظامها، لان هناك حقا مصلحة بينهما وهي الحفاظ على المملكة السعودية كقلعة للرجعية في عالم اليوم. ان تصريح بوريس جونسون في الخفاء وان كشف الحقائق عن الحكومة السعودية والايرانية، يعني ان ابطال الديمقراطية الغربية على علم بكل شيء ولكن يتجاهلون عن كل هذه الحقائق، بل واكثر يقومون بتضليل الحقائق ويطبقون سياسة النفاق والكذب حول دور المملكة السعودية في الشرق الاوسط.
النفاق البرجوازي تطاول في مكان اخر ومثال على موضوع كوبا والتي اثيرت بعد موت فيدل كاسترو. ان تصوير امريكا والغرب بقلعة الديمقراطية والحريات وتصوير كوبا بدولة الديكتاتورية والقمعية من قبل الاعلام الغربي وكذلك حكوماتها هي اكبر نفاق وكذب على الاطلاق. بغض النظر عن سلبيات حكومة كوبا وفيدل كاسترو لنرى الحقائق امام عيوننا والتي تكذب الغرب وتشوه الحقائق امام انظار العالم. ان اي شخص اذا يزور كوبا سوف يكشف بنظرته الاولى ببساطة الحياة هناك من غياب الجيش والشرطة والقوات الامنية، ولا يرى غير مظاهر المدنية وحياة الناس البسطاء ولا تلوح بالأفق أي مظاهر للخوف كدولة قمعية وبوليسية ، بل العكس دولة مدنية وهادئة وليس هنالك مظاهر للسلاح والخوف من القوات الامنية منذ أول نزول قدمه في المطار والى التجول في المدن ومنها هافانا العاصمة، ولكن اذا يزور نفس الشخص بريطانيا او امريكا سوف يواجه التدقيق الامني الشديد قبل دخوله للطائرة المتوجهة الى هذه الدول، ومن ثم بعد نزولهم في مطار هذه الدول الراعية للديمقراطية سوف يواجه الدولة البوليسية والقمعية والاجهزة الامنية المتشددة والمخيفة. وعندما يمشي في شوارع المدن ديمقراطية أمريكا والغرب سيواجه مظاهر الدولة البوليسية، سيجد الزائر الشرطة والقوات الامنية في كل مكان والسلاح يباع في كل المحلات وكل الازقة وحتى المحال التجارية. اذن من هي الدولة القمعية؟ الغرب الديمقراطي في امريكا وبريطانيا ام كوبا الدكتاتورية!!؟ ان النفاق الغربي المضلل للحقائق يعكسها بشكل مشوه وفقا لمصلحته. وان جعل المجرم بريئا وجعل البريء مجرما هو الخاصية الرئيسية للسياسة البرجوازية العالمية في يومنا هذا.
ان احد المهام الرئيسية للاحزاب الشيوعية والعمالية هو ازاحة الستار عن هذا التضليل والكذب والرياء للبرجوازية العالمية ونفاقها، وعدم تصديق خطاباتها وحملتها الدعائية بحق الشعوب والدول، وعدم تصديق تبرير حروبها وقتلها لملايين الناس في العالم بحجة الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الانسان. وعدم تصديق وعود وذرف دموع تماسيح الدول الغربية للدفاع عن المظلومين وحقوقهم. ان وجود الوعي بهذه الحقائق هو حل لنصف القضية، ومن ثم الاصطفاف في خندق المظلومين والاستعداد لتقرير مصير النظام الرأسمالي يكون الخطوة المقبلة.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطيتهم.. وطريقنا للحرية!
- حول رحيل كاسترو
- ماذا نتوقع من الديمقراطية الغربية؟!
- الانتخابات الامريكية والانتخابات المجالسية.. في ذكرى ثورة اك ...
- نقد النقد للموقف من معركة الموصل
- حرب داعش والأرهاب العالمي
- صراع الاقطاب العالمية، وعملية تحرير الموصل!
- الاحتجاجات في كردستان.. وما العمل؟
- التقسيم بالاخلاق تشويه لصورة الصراع الطبقي
- استقلال افاقنا هو طريق الخروج من محتننا
- كيف نقضي على اللامركزية في الدولة؟!
- الحركة العمالية والقيادة الشيوعية في العراق
- الاكراد في سوريا بين كماشة مصالح الدول الاقليمية!
- منع البوركيني بين القانوني والسياسي!
- الاشتراكية هل هي حتمية ام ضرورة تاريخية؟!
- الفلسفة الماركسية ونظرتها للانسان!
- ماذا تقول لنا احداث العالم؟!
- اردوغان بين الحلم العثماني والفشل الذريع!
- احداث الكرادة ونتائج تقرير تشيلكوت
- الماركسية وطابع المرحلة


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل احمد - تصريحات بوريس جونسون والنفاق الغربي!