أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعيد ابوطالب - تنظيم الحركة الإجتماعية فى مصر : النقابات نموذجا















المزيد.....

تنظيم الحركة الإجتماعية فى مصر : النقابات نموذجا


سعيد ابوطالب

الحوار المتمدن-العدد: 5368 - 2016 / 12 / 11 - 17:10
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تنظيم حركة المقاومة الاجتماعية في مصر : النقابات نموذجا

ظل التنظيم هو كعب أخيل الحركة الاجتماعية في مصر خلال العصور الحديثة بعد ظهور الفكر الإشتراكى و تبنى قطاعات من المثقفين المصريين له كطريق للتغيير.
يفترض اليسار المصرى بتنويعاته نموذجا واحدا للتنظيم وهو النموذج الأوربي المعتمد على تنظيم الناس في جمعيات ونقابات وأحزاب تحمل مهمة الدفاع عن مصالح منظميها والمنضمين إليها.
يتغاضى الفكر اليسارى المصرى عن الطريقة المصرية في التنظيم التي هي وليدة القهر البوليسى للتنظيمات الوليدة و وأدها أولا بأول ومنعها من التبلور ، او حصار من يحمل منها مبادىء الدفاع عن أصحاب المصلحة فيها.
كان من المنطقى ان تسود حالة التنظيم الجنينية وسط الناس في أشكال لا ترقى للفهم اليسارى المصرى ولا تقارب نموذجه الأوحد.
فالناس ينتظمون في الذهاب لدور العبادة والمقهى والنادى او مكان العمل بشكل تلقائى نسبيا ، لا يحتاج لقدر كبير من الدعاية والحث ، في حين لايرى اليسار هذا الإنتظام كافيا للبدء في عمل منتظم مع الناس ، عكس تيارات الإسلام السياسى التي إستخدمت هذه الأنوية بشكل دؤوب للوصول إلى الناس و "إستخدامهم" بشكل إنتهازى للوصول لأغراض التنظيمات الإسلامية.
لم يفلح اليسار ومازال فاشلا في إستخدام التجمعات الطبيعية للناس مثل الإلتراس وغيرها في اللقاء بالجموع ، ويتعالى دائما على الشكل الذى يختاره البشر محاولا فرض أشكال هي أقرب ماتكون لخياله هو.
ساحة المعركة بين السلطة والناس هي التنظيمات الاجتماعية التي تولد دائما ميتة ومجهضة وسرعان مايتم حصارها إن حاولت الخروج من النفق.
في فترة عبد الناصر جرى "تأميم الحركة النقابية" التي بدأت حين خرج عمال شركة الغزل والنسيج بكفر الدوار، في تظاهرة لتأييد ثورة 1952 والمطالبة ببعض الإصلاحات منها حقهم في تشكيل نقابة مستقلة تدافع عن حقوقهم، وزيادة الأجور، وعودة بعض العمال الذين كانوا قد فُصلوا.
لكن تجمعهم المذكور قوبل باستخدام الأمن للقوة المفرطة، وألقي القبض على مئات العمال، وحوكموا أمام المحكمة العسكرية، وحُكم على العاملين محمد مصطفى خميس ومحمد عبد الرحمن البقري بالإعدام، فضلاً عن صدور عشرات الأحكام بالسجن المؤبد والأشغال الشاقة.
عبد الناصر أنشأ الاتحاد الاشتراكي وهيئة التحرير، والاتحاد القومي، واشترط على الراغب في عضوية النقابات أن يكون عضواً في تلك الهيئات، وكان هذا نوعاً من التأميم للحركة النقابية.
لم يكن حظ النقابات المهنية أفضل من النقابات العمالية حتى في عهد السادات ومبارك .
في 76 أنشأ السادات أحزابا بلا مخالب ، فكان الطبيعى ان يلجأ من يريد الهروب من المسار المرسوم إلى النقابات .
إستغل الإخوان الموقف وسيطروا على النقابات المهنية معقل الطبقة الوسطى وبدأوا تحويلها لتحمل دورا سياسيا بلغ ذروته في عهد مبارك .
فترة الرئيس الراحل محمد أنور السادات شهدت انتكاسة قوية في عمل النقابات المهنية، خصوصاً حين بدأت نقابة المحامين بالانتفاض ضد سياساته، من خلال مؤتمرات وندوات، وراحت تطالب بحرية تكوين الأحزاب، وتحولت إلى منبر لكل القوى السياسية.
تحركات المحامين أدت إلى إصدار السادات قراراً بحل مجلس النقابة الذي كان يرأسه حينذاك النقيب أحمد الخواجة، وألقي القبض على قياداته الذين كانوا يعبّرون عن جميع الاتجاهات السياسية ناصريين وإخوان ويسار و وفد.
نقابة المحامين واجهت قرارات السادات، خصوصاً المتعلقة بالتطبيع مع الكيان الصهيوني ، سلّم السادات بعد ذلك نقابة المحامين لأعضاء الإخوان، ثم سلّمهم نقابتي الأطباء والمهندسين، وبدأ المد الإخواني يتسلل إلى النقابات المهنية، وبدأ السادات يستخدمه في تخويف الغرب من حرية العمل داخل تلك النقابات. وفي كل تلك المعمعة، كانت الأحزاب السياسية لا تمثل شيئاً على أرض الواقع.
عقدت النقابات المهنية في مصر اجتماعًا مشتركًا في عام 1990 في نقابة الأطباء، طالب فيه ممثلو النقابات بمطالب سياسية بدت حساسة بالنسبة إلى نظام مبارك: وهي مطالبة حسني مبارك نفسه بصفته رئيسًا للجمهورية التخلي عن رئاسة الحزب الوطني، وإلغاء العمل بقانون الطوارئ، ورفع القيود على حرية الصحافة، وإطلاق حرية الأحزاب،وإجراء انتخابات نزيهة، وكانت تلك المطالب في هذا الوقت غير معتادة على النظام الذي دأب على ممارسة القمع والمجتمع اعتاد الصمت على الانتهاكات خوفًا من القبضة الأمنية!

و كان رد النظام المصري قويًّا لتقويض نشاط النقابات تحت مسوغ “تسييس العمل النقابي”، ليفرض الحراسة على عدد من النقابات النشطة سياسيًّا، ويفرض قوانين من قبل السلطة التنفيذية تعيق العمل النقابي.
لم يختلف نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك عن سابقيه. ففي 16 أبريل 1994، لقي المحامي عبد الحارث مدني مصرعه على يد مباحث أمن الدولة، بعد تعرضه للتعذيب، لتبدأ انتفاضة النقابات المهنية وتخرج تظاهرة حاشدة بقيادة سامح عاشور، أحد أعضاء الحزب الناصري ومختار نوح من التيار الإسلامي.
قُمعت التظاهرة وصدر قرار بفرض الحراسة على نقابة المحامين، ثم نقابة المهندسين والأطباء الفرعية بالإسكندرية.
بعد ثورة 25 يناير ظلت النقابات العمالية الرسمية كما هي ، معقلا سلطويا مؤمما وتوازى معها ظهور عدد من النقابات المستقلة الهشة يستثنى من ذلك نقابة الضرائب العقارية التي نشأت قبل يناير بعد كفاح مرير ، ولم تنج النقابات المستقلة رغم هشاشتها ونشأتها العشوائية غالبا ، تلك النشأة التي لم تخرج من أتون كفاح عمالى قوى ، لم تنج من محاولات التاميم والتجريم وعدم الإعتراف .
ظهر حراك واسع ذو قيمة نضالية في الأطباء والمهندسين والصحفيين والمحامين ، توج بوصول تيارات تنتمى للحراك الإجتماعى في بعضها وتوأد في البعض الآخر.
واقعة تعدّي أمناء الشرطة على الأطباء في مستشفى المطرية بالقاهرة، واعتداء أمن مطار القاهرة على عضو مجلس نقابة المهندسين النائب محمد عبد الغني.
وانتفضت نقابة الأطباء في جمعية عمومية طارئة حضرها أكثر من عشرة آلاف من أعضائها، لتعيد إلى المشهد المصري بعضاً من روح ثورة 25 يناير
تكرر المشهد بصورة أخرى في الصحفيين بعد هجوم الأمن على النقابة للفبض على صحفيين مطلوبين ، وتلا ذلك انتفاض الصحفيين وتضامن النقابات الأخرى مهم رسميا كالأطباء وبشكل غير رسمي كالمحامين والمهندسين ، حتى صدر الحكم بالحبس على النقيب وعضوين من اعضاء المجلس.
ومحاولات السلطة قائمة على قدم وساق لتكرار المشهد مع الصحفيين والأطباء كصوتين بارزين في الحركة الاجتماعية.
جرى ذلك في ظل سبات الأحزاب السياسية التي اكتفى بعضها بإصدار مواقف شجب وإدانة. أعطت النقابات درساً جديداً للأحزاب وقالت للجميع أن شرارة الثورة المقبلة يجب ان تنطلق من أبوابها المفتوحة لأعضائها.
وظلت نقطة ضعفها في الأداء المتراوح بين السياسى والنقابى ، ودفع القوى السياسية من الداخل والخارج نحو دور سياسى أكبر للنقابات في ظل غياب حركة حزبية قوية تضطلع بمهامها.
النقابات أصبحت في مرمى حجارة النظام ومدافعه مثلها مثل الجمعيات الأهلية والأحزاب خاصة وان الأخيرتين بلا "أنياب" فالجمهور المدافع عنها محدود والملتف حولها أكثر محدودية .
ألا أن التنظيمات النقابية ضعيفة ، ولا يمكنها لعب دور مؤثر فالعديد منها تابع للسلطة ،والقلة النشطة مكبلة بسببً اختلاط عملها بالسياسة في ظل الموات الحزبى، وتهميش الجمعيات العمومية ، وغياب التنسيق فيما بين هذه النقابات من ناحية وبينها وبين القوى السياسية من ناحية أخرى. النقابات المقاومة تبدو كجزيرة معزولة وسط صحراء الموات
غياب التنظيم القائد للمقاومة لايعنى غياب المقاومة ، وانما يعنى عشوائيتها واحتمالية هزيمتها .
25 يناير أحد الأمثلة الناصعة على هزيمة الحركة الاجتماعية ، مايحدث الآن من إجراءات قمع سياسى وإقتصادى مثال آخر واضح ، حصار نقابة الأطباء والصحفيين أحد الأمثلة الأخرى
من يستطيع أن يعلق الجرس في رقبة النمر المفترس؟؟؟هل ستنجح حملة عاوزين نعيش في خلق بؤرة كفاحية إجتماعية ؟؟ تمضى قدما الى خلق رأس حربة لمقاومة التهميش الرأسمالى كخطوة أولى واجبة نحو النهوض ثم التعامل مع الحركة السياسية بندية وتماثل؟؟ هل ستهتم الحركة السياسية بالعمل النقابى وتحترم آلياته الخاصة دون لى رأسه إلى العمل السياسى، وإلباسه ثوب المتسرع الغير دؤوب؟؟ ام ستنقرض الحركة السياسية والإجتماعية المقاومة في مصر وتتفتت؟؟..






"
.



#سعيد_ابوطالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقرير السياسى الصادر من الجمعية العمومية لحزب العيش والحري ...
- الجزء الثانى من التقرير السياسى لحزب العيش والحرية المصرى
- التقرير السياسى الصادر عن الجمعية العمومية لحزب العيش والحري ...
- صناعة العبوات الزجاجية في مصر وهدر الإمكانية
- صباح
- 8 ساعات عمل -2
- 8 ساعات عمل -1
- بارودة تسللت دون صوت
- التقرير السياسى الصادر من الجمعية العمومية لحزب العيش والحري ...
- دفء مقعد المقهى
- اجنحة الفراشات
- الحزب والابنية الوسيطة
- أطباء بلا حقوق ومهندسون ضد الحراسة
- المهدى
- تقرير سياسى لحزب العيش والحرية تحت التاسيس المصرى
- قراءة جديدة : فى الحاجة الى استراتيجية اشتراكية جديدة
- تنظيم الحزب والعمل الجماهيرى
- اليسار والنقابات المهنية
- اليهود والمسلمون
- مصر إناء يغلى على النار


المزيد.....




- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة
- عز الدين أباسيدي// معركة الفلاحين -منطقة صفرو-الواثة: انقلاب ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعيد ابوطالب - تنظيم الحركة الإجتماعية فى مصر : النقابات نموذجا